عمر بن معاويه
عضو مخضرم
تقرير خاص-القاعدة تخرج من حرب اليمن.. أقوى وأغنى
Fri Apr 8, 2016 6:46pm GMT
من يارا بيومي ونوح براونينج ومحمد الغباري
دبي/القاهرة (رويترز) - بعد أن توقفت الألسن عن ذكره أو كادت مع تزايد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في الخارج والحملات الأمنية في الداخل.. بات تنظيم القاعدة في اليمن يحكم الآن دويلة على مرأى ومسمع الجميع وبمخزونات مالية تقدر بنحو 100 مليون دولار جاءت من نهب ودائع بنكية وعائدات إدارة ثالث أكبر موانئ البلاد.
وإذا كانت الرقة هي المدينة السورية التي اتخذتها الدولة الإسلامية عاصمة لها فالقاعدة تتخذ من المكلا الساحلية في جنوب شرق اليمن والتي يقطنها نصف مليون نسمة عاصمة لها. وألغى مقاتلو القاعدة هناك الضرائب المفروضة على السكان ويطلقون زوارق سريعة يقودها مقاتلون يلوحون بقذائف آر.بي.جي ويفرضون رسوما على مرور السفن ويطرحون تسجيلات فيديو دعائية يتباهون فيها بتمهيد طرق في المدينة وبتزويد المستشفيات باحتياجاتها.
ووصف تلك الإمبراطورية الاقتصادية ورد على لسان أكثر من عشرة من الدبلوماسيين ومسؤولي الأمن اليمنيين وشيوخ القبائل والسكان في المكلا. وظهورها هو أكثر نتيجة صادمة لم تكن مقصودة للتدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن. وساعدت الحملة -التي دعمتها الولايات المتحدة- تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على أن يصبح أقوى من أي وقت منذ ظهوره أول مرة منذ ما يقرب من 20 عاما.
ويقدر مسؤولون بالحكومة اليمنية ومتعاملون محليون أن القاعدة - بالإضافة إلى استيلائها على ودائع بنكية- حصلت على نحو 1.4 مليون دولار من شركة النفط الوطنية وتجني ما يصل إلى مليوني دولار يوميا من الرسوم على السلع وشحنات الوقود التي تدخل الميناء.
وتفاخر القاعدة بأن لها نحو ألف مقاتل في المكلا وحدها وهي تسيطر على 600 كيلومتر من خط الساحل وتدمج نفسها مع أبناء الجنوب الذين شعروا بالتهميش لسنوات من النخبة في الشمال.
ووسعت القاعدة منطقة نفوذها باتباع العديد من الأساليب التي تنتهجها الدولة الإسلامية في السيطرة على أراض في سوريا والعراق. ويكمن الخطر في أن الجماعة التي نسقت الهجوم على مجلة شارلي إبدو في باريس العام الماضي وحاولت مرارا إسقاط طائرات ركاب أمريكية قد تقنع تدريجيا السكان المحليين بأيدولوجيتها المتشددة.
وقال أحد السكان ويبلغ من العمر 47 عاما "أتمنى أن تبقى القاعدة هنا.. لا أن يتم تحرير المكلا." وأضاف "الوضع مستقر أكثر منه في أي جزء ’حر’ من اليمن. البديل للقاعدة أسوأ بكثير."
ومن جانبها تجد السعودية صعوبة بالغة في انتشال نفسها من مأزق اليمن بعد عام من تدخلها في الحرب الأهلية هناك. فهي عازمة على حرمان إيران من السيطرة على عاصمة عربية أخرى. وهي تركز على مهاجمة الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء من شمال اليمن والمتحالفين مع إيران.
لكن على الرغم من الآلاف من غارات القصف الجوي فشلت السعودية وحلفاؤها الخليجيون في إخراج الحوثيين من العاصمة صنعاء. وقتل ما يقدر بنحو 6000 شخص نصفهم من المدنيين. ومن المقرر أن يسري وقف مؤقت لإطلاق النار بين الحكومة المعترف بها دوليا والتي تدعمها السعودية وبين الحوثيين يوم العاشر من أبريل نيسان.
وفي بيان صدر أصدرته السفارة السعودية في واشنطن في الآونة الأخيرة قال مسؤولون سعوديون إن حملتهم حرمت "الإرهابيين" من ملاذ آمنا في اليمن.
لكن قوة القاعدة تتزايد.
وقال مسؤول أمريكي في مجال مكافحة الإرهاب إن القاعدة في جزيرة العرب ما زالت واحدة من "أقوى فروع" القاعدة. وشنت الولايات المتحدة في 22 مارس آذار ضربة جوية أسقطت أكبر عدد من قتلى القاعدة إذ أسفرت عن مقتل نحو 50 من رجالها في قاعدة عسكرية خارج المكلا.
وقال المسؤول "خبرة الجماعة في تصنيع القنابل وطموحاتها القائمة منذ فترة طويلة في تنفيذ هجمات باستخدام تكتيكات جديدة أو معقدة تبرز التهديد" القائم.
وقال مسؤول بارز في الحكومة اليمنية إن الحرب على الحوثيين أتاحت مناخا مواتيا لتوسع القاعدة. وأضاف أن انسحاب وحدات الجيش الحكومي من قواعدها في الجنوب سمح للقاعدة بالاستحواذ على كميات كبيرة جدا من الأسلحة المتقدمة والمتطورة بما فيها الصواريخ التي تطلق من قاذفات محمولة على الكتف والعربات المسلحة.
وأضاف أنه علاوة على ذلك فإن انشغال التحالف العربي بمحاربة الحوثيين جعل من الأسهل على عناصر القاعدة التوسع في أكثر من منطقة. وأشار إلى أن هذا ما جعل القاعدة أقوى وأخطر مضيفا أن حكومة اليمن تعمل مع التحالف حاليا لملاحقة عناصر الجماعة وأنها ستواصل ذلك لحين تدمير القاعدة.
قال مسؤولون أمنيون وسكان إن قوات الجيش اليمني اختفت من شوارع المكلا وتحركت غربا نحو مناطق المعارك بعد نحو أسبوع من شن السعودية لعملية عاصفة الحزم.
وترك ذلك سكان المدينة دون دفاع مما سمح لبضع عشرات من مقاتلي القاعدة بالسيطرة على المباني الحكومية وتحرير 150 من زملائهم من السجن المركزي. ومن بين من تم تحريرهم خالد باطرفي وهو قيادي بارز في القاعدة. وظهر باطرفي في صور نشرت على الإنترنت جالسا داخل قصر الرئاسة بالمدينة ويبدو سعيدا ومسيطرا وهو يضع الهاتف على أذنه.
وقال شيوخ قبائل في محافظات مجاورة لرويترز إن الفراغ الأمني تسبب في نهب القواعد العسكرية وأصبح الجنوب اليمني متخما بالأسلحة المتقدمة وأصبحت متفجرات سي.4 بل والصواريخ المضادة للطائرات متاحة لمن يدفع أكثر.
وقال مسؤولان أمنيان يمنيان رفيعا المستوى إنه مثلما استولى تنظيم الدولة الإسلامية على البنك المركزي في الموصل بشمال العراق نهبت القاعدة في جزيرة العرب فرع البنك المركزي في المكلا مما مكنها من وضع يدها على ما يقدر بنحو 100 مليون دولار.
وقال أحد المسؤولين إن ذلك يمثل أكبر مكسب مادي للقاعدة حتى الآن وإن المبلغ يكفي لتمويل التنظيم بما يتيح له العمل بالمستوى الذي يعمل به الآن لمدة عشر سنوات على الأقل.
وفي إشارة إلى أن القاعدة لا تريد أن تنمي مواردها وحسب وإنما تسعى أيضا لاعتراف رسمي ككيان شبيه بالدولة.. قال زعيم قبلي ومسؤولان بارزان إنها سعت للحصول على تصريح من الحكومة اليمنية بتصدير النفط الخام في أكتوبر تشرين الأول وتحصيل نسبة من الأرباح.
ورفضت الحكومة اليمنية خشية أن يعطي مثل هذا الاتفاق اعترافا فعليا بالتنظيم المدرج دوليا في القوائم السوداء. وقال زعيم قبلي في جنوب اليمن لرويترز إن القاعدة أرسلت وسيطا للحكومة لإقناعها بالموافقة على هذا الاتفاق.
وأضاف أن العرض كان عبارة عن أن التنظيم بحاجة لوثائق رسمية من الحكومة لبيع النفط الخام وأنه سيحصل على 25 بالمئة من الأرباح بينما تحصل الحكومة على 75 بالمئة.
وقال الزعيم القبلي ووزير النقل السابق بدر باسلمة إن الحكومة رفضت العرض.
Fri Apr 8, 2016 6:46pm GMT
من يارا بيومي ونوح براونينج ومحمد الغباري
دبي/القاهرة (رويترز) - بعد أن توقفت الألسن عن ذكره أو كادت مع تزايد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في الخارج والحملات الأمنية في الداخل.. بات تنظيم القاعدة في اليمن يحكم الآن دويلة على مرأى ومسمع الجميع وبمخزونات مالية تقدر بنحو 100 مليون دولار جاءت من نهب ودائع بنكية وعائدات إدارة ثالث أكبر موانئ البلاد.
وإذا كانت الرقة هي المدينة السورية التي اتخذتها الدولة الإسلامية عاصمة لها فالقاعدة تتخذ من المكلا الساحلية في جنوب شرق اليمن والتي يقطنها نصف مليون نسمة عاصمة لها. وألغى مقاتلو القاعدة هناك الضرائب المفروضة على السكان ويطلقون زوارق سريعة يقودها مقاتلون يلوحون بقذائف آر.بي.جي ويفرضون رسوما على مرور السفن ويطرحون تسجيلات فيديو دعائية يتباهون فيها بتمهيد طرق في المدينة وبتزويد المستشفيات باحتياجاتها.
ووصف تلك الإمبراطورية الاقتصادية ورد على لسان أكثر من عشرة من الدبلوماسيين ومسؤولي الأمن اليمنيين وشيوخ القبائل والسكان في المكلا. وظهورها هو أكثر نتيجة صادمة لم تكن مقصودة للتدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن. وساعدت الحملة -التي دعمتها الولايات المتحدة- تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على أن يصبح أقوى من أي وقت منذ ظهوره أول مرة منذ ما يقرب من 20 عاما.
ويقدر مسؤولون بالحكومة اليمنية ومتعاملون محليون أن القاعدة - بالإضافة إلى استيلائها على ودائع بنكية- حصلت على نحو 1.4 مليون دولار من شركة النفط الوطنية وتجني ما يصل إلى مليوني دولار يوميا من الرسوم على السلع وشحنات الوقود التي تدخل الميناء.
وتفاخر القاعدة بأن لها نحو ألف مقاتل في المكلا وحدها وهي تسيطر على 600 كيلومتر من خط الساحل وتدمج نفسها مع أبناء الجنوب الذين شعروا بالتهميش لسنوات من النخبة في الشمال.
ووسعت القاعدة منطقة نفوذها باتباع العديد من الأساليب التي تنتهجها الدولة الإسلامية في السيطرة على أراض في سوريا والعراق. ويكمن الخطر في أن الجماعة التي نسقت الهجوم على مجلة شارلي إبدو في باريس العام الماضي وحاولت مرارا إسقاط طائرات ركاب أمريكية قد تقنع تدريجيا السكان المحليين بأيدولوجيتها المتشددة.
وقال أحد السكان ويبلغ من العمر 47 عاما "أتمنى أن تبقى القاعدة هنا.. لا أن يتم تحرير المكلا." وأضاف "الوضع مستقر أكثر منه في أي جزء ’حر’ من اليمن. البديل للقاعدة أسوأ بكثير."
ومن جانبها تجد السعودية صعوبة بالغة في انتشال نفسها من مأزق اليمن بعد عام من تدخلها في الحرب الأهلية هناك. فهي عازمة على حرمان إيران من السيطرة على عاصمة عربية أخرى. وهي تركز على مهاجمة الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء من شمال اليمن والمتحالفين مع إيران.
لكن على الرغم من الآلاف من غارات القصف الجوي فشلت السعودية وحلفاؤها الخليجيون في إخراج الحوثيين من العاصمة صنعاء. وقتل ما يقدر بنحو 6000 شخص نصفهم من المدنيين. ومن المقرر أن يسري وقف مؤقت لإطلاق النار بين الحكومة المعترف بها دوليا والتي تدعمها السعودية وبين الحوثيين يوم العاشر من أبريل نيسان.
وفي بيان صدر أصدرته السفارة السعودية في واشنطن في الآونة الأخيرة قال مسؤولون سعوديون إن حملتهم حرمت "الإرهابيين" من ملاذ آمنا في اليمن.
لكن قوة القاعدة تتزايد.
وقال مسؤول أمريكي في مجال مكافحة الإرهاب إن القاعدة في جزيرة العرب ما زالت واحدة من "أقوى فروع" القاعدة. وشنت الولايات المتحدة في 22 مارس آذار ضربة جوية أسقطت أكبر عدد من قتلى القاعدة إذ أسفرت عن مقتل نحو 50 من رجالها في قاعدة عسكرية خارج المكلا.
وقال المسؤول "خبرة الجماعة في تصنيع القنابل وطموحاتها القائمة منذ فترة طويلة في تنفيذ هجمات باستخدام تكتيكات جديدة أو معقدة تبرز التهديد" القائم.
وقال مسؤول بارز في الحكومة اليمنية إن الحرب على الحوثيين أتاحت مناخا مواتيا لتوسع القاعدة. وأضاف أن انسحاب وحدات الجيش الحكومي من قواعدها في الجنوب سمح للقاعدة بالاستحواذ على كميات كبيرة جدا من الأسلحة المتقدمة والمتطورة بما فيها الصواريخ التي تطلق من قاذفات محمولة على الكتف والعربات المسلحة.
وأضاف أنه علاوة على ذلك فإن انشغال التحالف العربي بمحاربة الحوثيين جعل من الأسهل على عناصر القاعدة التوسع في أكثر من منطقة. وأشار إلى أن هذا ما جعل القاعدة أقوى وأخطر مضيفا أن حكومة اليمن تعمل مع التحالف حاليا لملاحقة عناصر الجماعة وأنها ستواصل ذلك لحين تدمير القاعدة.
قال مسؤولون أمنيون وسكان إن قوات الجيش اليمني اختفت من شوارع المكلا وتحركت غربا نحو مناطق المعارك بعد نحو أسبوع من شن السعودية لعملية عاصفة الحزم.
وترك ذلك سكان المدينة دون دفاع مما سمح لبضع عشرات من مقاتلي القاعدة بالسيطرة على المباني الحكومية وتحرير 150 من زملائهم من السجن المركزي. ومن بين من تم تحريرهم خالد باطرفي وهو قيادي بارز في القاعدة. وظهر باطرفي في صور نشرت على الإنترنت جالسا داخل قصر الرئاسة بالمدينة ويبدو سعيدا ومسيطرا وهو يضع الهاتف على أذنه.
وقال شيوخ قبائل في محافظات مجاورة لرويترز إن الفراغ الأمني تسبب في نهب القواعد العسكرية وأصبح الجنوب اليمني متخما بالأسلحة المتقدمة وأصبحت متفجرات سي.4 بل والصواريخ المضادة للطائرات متاحة لمن يدفع أكثر.
وقال مسؤولان أمنيان يمنيان رفيعا المستوى إنه مثلما استولى تنظيم الدولة الإسلامية على البنك المركزي في الموصل بشمال العراق نهبت القاعدة في جزيرة العرب فرع البنك المركزي في المكلا مما مكنها من وضع يدها على ما يقدر بنحو 100 مليون دولار.
وقال أحد المسؤولين إن ذلك يمثل أكبر مكسب مادي للقاعدة حتى الآن وإن المبلغ يكفي لتمويل التنظيم بما يتيح له العمل بالمستوى الذي يعمل به الآن لمدة عشر سنوات على الأقل.
وفي إشارة إلى أن القاعدة لا تريد أن تنمي مواردها وحسب وإنما تسعى أيضا لاعتراف رسمي ككيان شبيه بالدولة.. قال زعيم قبلي ومسؤولان بارزان إنها سعت للحصول على تصريح من الحكومة اليمنية بتصدير النفط الخام في أكتوبر تشرين الأول وتحصيل نسبة من الأرباح.
ورفضت الحكومة اليمنية خشية أن يعطي مثل هذا الاتفاق اعترافا فعليا بالتنظيم المدرج دوليا في القوائم السوداء. وقال زعيم قبلي في جنوب اليمن لرويترز إن القاعدة أرسلت وسيطا للحكومة لإقناعها بالموافقة على هذا الاتفاق.
وأضاف أن العرض كان عبارة عن أن التنظيم بحاجة لوثائق رسمية من الحكومة لبيع النفط الخام وأنه سيحصل على 25 بالمئة من الأرباح بينما تحصل الحكومة على 75 بالمئة.
وقال الزعيم القبلي ووزير النقل السابق بدر باسلمة إن الحكومة رفضت العرض.