مجلس أبو صوت ؛ عبارة جارحة !

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
درج بعض المغردين هداهم الله على نعت المجلس الحالي بعبارة نراها جارحة أَلا وهي عبارة : " مجلس أبو صوت " ، وهم يقصدون طبعا بعبارتهم تلك الانتقاص والتقزيم !!!


رغم تحفظنا على أداء هذا المجلس وهوانه على السلطة إلا أننا نود تنبيه المغردين الذين ينعتونه بعبارة " مجلس أبو صوت " بأن هذا الصوت الذي يستهزئون به هو صوتنا ؛ وكذلك فإن مجلس أبو أربع أصوات لم يستطع لجم السلطة عن السير في نهجها لسبب بسيط هو أن دستورنا الحالي يضع كل خيوط اللعبة السياسية بين يديها ، ثم أنه من غير الإنصاف الربط بين تأييد الصوت الواحد من ناحية والتصفيق للملاحقات السياسية وسحب الجنسية من ناحية أخرى ؛ فعلى سبيل المثال أنا شخصيا كنتُ من المنادين بالصوت الواحد منذ عام 2008 م لكنني في الوقت ذاته أتضامن مع أسرة البرغش وسعد العجمي وأحمد الجبر ونبيل العوضي وغيرهم من ضحايا سحب الجنسية التعسفي كما أنني أطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم مسلم البراك رغم اختلافي معهم بشأن الصوت الواحد ومثلي كثيرون ...


لكن علينا نحن مؤيدي الصوت الواحد أن نسأل أنفسنا سؤالا هامًا : ما الذي دفع بعض المغردين للاستهزاء بالصوت الواحد بهذه العبارة الجارحة " مجلس أبو صوت " ؟؟؟


جواب هذا السؤال يكمن في عاملَين رئيسيَين : أولهما شعور السلطة بأنها صاحبة فضل على كل نائب نجح عبر الصوت الواحد خاصة أُلَئِكَ النواب الذين لم يكونوا في ظل نظام الأصوات الأربع ذي الدوائر الخمس يحلمون حتى بالمركز العشرين فضلا عن العاشر ، وقد تلاقى ذلك الشعور لدى السلطة بالفضل على النواب مع التسوية التي تمت بين الغرفة أي غرفة التجارة والسلطة ؛ تلك التسوية التي أودت بالمستقبل السياسي لعلي الراشد ونقلت مرزوق الغانم من مطبخ ديوان الحربش إلى كرسي الرئاسة في قاعة عبد الله السالم ، ولأن مرزوق الغانم بوضعه الحالي هو نتاج تلك التسوية فقد بات مصطفًا من حيث يشعر أو لا يشعر ضد زملائه النواب وفي صف السلطة التي تعتقد بأنها صاحبة فضل عليهم مما أدى بالمحصلة إلى إضعاف دور النائب البرلماني في الديمقراطية الكويتية المتعثرة !!!


أما العامل الثاني فإنه يتعلق أكثر بقاطني ما تسمى المناطق الخارجية الذين يوصفون خطأً بالبدو وما هم في الحقيقة ببدو ، ففي تلك المناطق كانت القبائل ذات الكتل العددية الأكبر تتقاسم مقاعد الدائرتين الرابعة والخامسة على حساب بقية أهل الدائرة ؛ ووقتها حذرتُ من تشظي القبائل الكبيرة عدديا وهو ما حدث فعلا من خلال تصفيات الأفخاذ التي أوجدت حزازات داخل تلك القبائل رغم الالتزام بنتائج الفرعيات ، وأذكر حينها أنه قد تم لمزي بأنني مغتاظ لأنني أنتمي إلى قبيلة لم يكن وقتها لأي من أفرادها أدنى أمل في الوصول إلى الكرسي الأخضر ، فلما تم تغيير نظام التصويت إلى صوت واحد وقعت القبائل ذات الكتل العددية الأقل في نفس الخطأ الذي وقعت فيه القبائل الكبيرة ؛ إذ سعت كل قبيلة منها إلى استغلال نظام الصوت الواحد في إيجاد موطئ قدم لها في قاعة عبد الله السالم من خلال ما تسميه ( كرسي القبيلة ) !!!


نفس حالة التشظي التي حدثت في القبائل الكبيرة إبان نظام الأصوات الأربع حدثت لدى القبائل الصغيرة في نظام الصوت الواحد لأن تلك القبائل لم تُصْغِ إلى أصوات المخلصين التي ضاعت وسط الزحام وهي تنادي المتنورين من أبناء الدائرتين الرابعة والخامسة بضرورة تشجيع تكتل وطني يدعم مرشحًا كفءً بغض النظر عن انتمائه وتكون قاعدته كل المتنورين والمتنورات من شبان الدائرتين وصباياهما لكن لا حياة لمَن تنادي ، وفي وسط هذه المعمعة وفي ظل المقاطعة اخترق بعض أبناء القبائل الصغيرة الصفوف ليصلوا إلى الكرسي الأخضر وقدمت قبائلهم ما حدث على أنه انتصار لها وهو ما أغاظ الكثيرين من أبناء القبائل ذات الكتل العددية الكبيرة والذين اعتبروا ذلك استغلالا غير مشروع من القبائل الصغيرة للوضع الحالي !!!


هذه هي الصورة وهذا هو المشهد الذي يتم فيه تعيير صوتنا الواحد بهذا المجلس ، فبدل التعيير نتمنى من المغردين أن يعينونا على إحداث التغيير وإلا فلن نستفيد نحن من الصوت الواحد مثلما لم يستفيدوا هم من الأصوات الأربع ...
 
أعلى