اللقاء الصحفي الذي أجراه الشيخ حامد ابن رفادةكما ذكرة الدكتور حاتم صراير في بحثه (( حركة بن رفادة في ضوء الوثائق البريطانية))
وعلى الرغم من كل هذا , فقد أستمر ابن رفادة بحركته حتى النهاية , لا لقناعته بأنَه سيكسب المعركة في ضوء المعطيات المتوفرة , وإنَما لتأكده من عدالة قضيته ومشروعية حركته , بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة . وقد جسَد ابن رفادة وجهة نظره هذه في مقابلة صحفية أجريت معه في شهر تموز عام 1932 . أرتائيت أن أختتم بها مقالتي هذه , ليتعرف القارئ على تقييم ابن رفادة لحركته , ورؤيته للأحداث من حولة . وكان ممَا جاء في تلك المقابلة:
))أردت الوصول إلى المكان الذي يقيم فيه الثائر ابن رفادة على مقربه من مدينة ضبا الحجازية , ولكنني وجدت مشقة عظيمة في الوصول إلى غايتي وتحقيق رغبتي , نظراً إلى الاحتياطات الشديدة التي اتخذتها السلطات الانجليزية والعربية في شرق الأردن . وقد وجدت حامد ابن رفادة جالساَ في مضربه المصنوع من وبر الجمال , ومعه مايسميه حزبه وهم جماعة من مشايخ العربان القائمين معه على الحالة . وأجاب بأنًه ينقذ نفسه وسواه من العربان من هذه الحاله التي لا تُطاق . حيث قال : أياً كانت نتيجة الحركة التي أقوم بها فإنَني مرتاح من الآن لأنني قمت بواجبي , فقد سار معي هؤلاء العربان وانظم إليَ الكثيرون في الطريق ولا أزال أتلقى المساعدة من أطراف البادية , وسأتقدَم إلى الأمام كلَما سمحت لي الفرص وازداد عدد الرجال .
سؤال: كم عدد رجالك ؟جواب: لا يعنيك , وهذا سر أريد الاحتفاظ به .
سؤال: هل خابرت ابن رشيد كما قيل في بعض الصحف ؟
جواب: لم أخابر أحداً ولكن الآخرين هم الذين يخابرونني كي ينضموًا إليً .
سؤال: هل تقراء الصحف ؟
جواب: كلا , لأننا لا نتلقى هنا جرائد , وكيف تصل إلينا ومن أين ؟ إننا لا نفكر في شيئ إلا التقدًم وتنظيم هذه الحركة التي قمت بها , ولكنني لا أتجاهل الجرائد ولا أهملها , ولا أضرب بها عرض الحائط , فإنَني أعرف أن الصحف تؤثر على الرأي العام في الأقطار الإسلامية وتجعله يميل إلينا أو يعرض عنَا . ولكنَي لا أجد سبيلاً إلى ذلك . وقد سدَت الآن جميع المنافذ في وجهي , ولم يتبقى أمامي إلاَ السير إلى الأمام نحو الموانئ والثغور الحجازية والمدن الداخلية , فإمَا أن انتصر وإمَا أن أموت في الميدان . ولكنَي أرجو منك " مراسل الصحيفة " أن تقول للناس عندما تعود إلى بلادك , أنني لست اللص الذي يقولون عنه إنَه قاطع طريق لا أكثر ولا أقل . بل أنا ثائر كبقية الثوار الذين قاموا من فبل , أنا مثل فيصل الدويش ومثل أبناء الملك حسين عندما قاموا في وجه الأتراك .
سؤال: ولكنَك ترمي الشقاق بين المسلمين , والأقطار العربية في حاجة الآن إلى الهدوء والسكينة ؟
جواب: هذه مسألة لي نظرية خاصة فيها , وأنا على كل حال , أعتقد أنَني لست على خطأ فيما أصنع وسيحكم الله فيما بعد كما يحكم الناس...................جريدة فلسطين , العدد 125 – 2083 , 27 تموز - يوليو 1932
[/SIZE]