تاللهِ ما كانَ أهلُ الرَّفضِ شيعتهُ ... إنَّ الروافضَ رجسٌ جلده الجربُ

حسبي من الشِّعرِ أنّي فيه أحتسبُ ... نظماً يُرصَّعهُ الياقوتُ والذَّهبُ

عقداً فريداً بديعاً حين تنظرهُ ... كأنَّهُ من جنانِ الخلدِ مُنتخبُ

في كلِّ لؤلؤةٍ لا شكَّ منقبةٌ ... أو كلِّ جوهرةٍ فضلٌ به العجبُ

لمَن لهُ في صميمِ القلبِ منزلةٌ ... تعلو وتسمو ولا ترقى لها السُّحُبُ

أعني عليَّاً أميرَ المؤمنينَ فكم ... سارت بأفضاله الأخبارُ والكُتبُ

الرَّابعُ الفضلِ بين الصَّحبِ أجمعهم ... ذاكَ الهُمامُ فقل يا صاحِ ما يجبُ

بحرُ المكارمِ لا ترسو سفائنهُ ... ولا قراراً لهُ والموجُ يضطربُ

الجودُ والزهدُ والإخلاصُ شيمتهُ ... والعلمُ والعدلُ والتَّقوى لهُ نسبُ

أقضى القضاةِ إذا ما جدَّ معضلةٌ ... جاءَ القضاءُ بديهاً ما بهِ رِيَبُ

من فيه يجري بليغُ القولِ والحكمُ ... شهداً تعيشُ به الأشعارُ والخُطبُ

إنَّ الشجاعةَ تغضي من مهابتهِ ... عندَ اللقاءِ ولا تجثو بها الرُّكبُ

فسأل "حنيناً" وسل "بدراً" وسل" أحداً" ... وقف "بخيبر" يأتِ الصدقُ لا الكذبُ

فكم رؤوسٍ لأهل الكفر دهدهها ... عن الكواهلِ سيفٌ صارمٌ ذَربُ

سيفُ الإمامِ لهُ رُعبٌ يُسابقهُ ... حتى غدت ملَّةُ الكفرانِ تنتحبُ

ونادِ " قنبرَ " واسأل عن غلاتهمُ ... إنَّ الغلاةَ وقودُ النَّارِ والحطبُ

تاللهِ ما كانَ أهلُ الرَّفضِ شيعتهُ ... إنَّ الروافضَ رجسٌ جلده الجربُ

واسأل " حرورا " عن الجافينَ إنَّ لهُ ... مع الخوارجِ يوماً ما بهِ لعبُ

في " النهروان " غدا بالحزم يصرعهم ... فقد رمتهم نجومُ الحقِ والشُّهبُ

إنَّ الخوارجَ من أشقى الأنامِ فهم ... كلابُ نارٍ فبئسَ النارُ والحصبُ

يا شؤمَ ما صنعوا يا قبحَ ما فعلوا ... يا محنةَ الدينِ أينَ العلمُ والأدبُ

قضى الإمامُ شهيداً بعد غدرهمُ ... حتى أقامَ بدارٍ ما بها نصبُ

يا سيدي يا أبا السبطينِ " معذرةً ... منِّي إليكَ " لإنَّ القولَ مُقتضبُ

ما كان شعري ليرقى منكَ مرتبةً ... لكنَّها قربةً والخيرُ يقتربُ

فأنتَ من خيرِ خلقِ اللهِ منزلةَ ... كمثلِ هارونَ من موسى ولا عجبُ

فديتَ خير البرايا حينَ هجرتهِ .... حتى مضى الرَّكبُ لا خوفٌ ولا رهَبُ

بحبكم يا أبا السبطينِ إنَّ لنا ... من البشائرِ ما تعلو به الرُّتبُ

وبغضكم يا أبا السبطين مثلبةٌ ... تهوي بأصحابها والنارُ تلتهبُ

فاللهُ يغفرُ لي ذنبي ويحشرني ... مع الحبيبِ الذي " دانت له العربُ "

يا ربِّ صلِّ على خيرِ الهداةِ ومَن ... ساروا على نهجهِ حقاً ومَن صحبوا

نظم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
منقول
 
أعلى