مالكم شغل بهبات الديوان الأميري !

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
أول أمس تداول الكويتيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة كتاب صادر من الديوان الأميري ينص على منح هبة للشيخ خالد العبد الله الناصر الصباح رئيس المراسم والتشريفات بالديوان الأميري ، هذه الهبة عبارة عن أرض في منطقة هدية بمساحة 1000 متر مربع فقط لا غير ؛ وأرض مثلها هبة لابنه الذي لم يتجاوز عمره 17 سنة ، كذلك منح أرض ثالثة في منطقة الخالدية بنفس المساحة لشقيقة مدير مكتب سمو الأمير وهي معروضة للبيع بقيمة مليون وثلاثمئة وخمسين ألف دينارا كويتيا فقط لا غير ؛ أي بمعنى إعطاء هذا المبلغ كاش للسيدة الفاضلة !

مع هذا الخبر المثير لنا وقفات نوجزها فيما يلي :
أولا – جميع الأنظمة السياسية التي تقوم على أساس الحكم الوراثي تنتهج سياسة إغناء أفراد الأسرة المالكة أو الحاكمة سموها ما شئتم وكل مَن يخص تلك الأسرة من حاشية مقربة ، ولم يستثنِ تاريخ البشرية من ذلك أي أسرة مالكة حاكمة أو حتى مالكة فقط ؛ وحينما تمرد عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه على تلك القاعدة قتله بنو عمومته بالسم ثم عادوا بعد استشهاده لإدارة عجلة فساد حكمهم حتى ذهب ذلك الفساد بملكهم بعد قرابة الثلاثين عاما فقط من استشهاد عمر بن عبد العزيز !

حتى الغرب الذي يرفع زورا وكذبا شعارات المساواة تغدق الدول الملكية فيه الأموال الطائلة على الأمراء والأميرات وكل مَن يخصهم بما في ذلك الخدم وسائسو الخيول !

طبعا ما ذكرناه لا يعني القبول بهذا السلوك الشائن لكنه عرض لحقيقة شهدها التاريخ عبر العصور والأزمان وما زال يشهدها الحاضر الذي نعيشه .

ثانيا – رغم ما يتغنى به الكويتيون من ديمقراطية متفردة في منطقة الخليج العربي إلا أن مؤسسات دولتهم ظلت عاجزة حتى اليوم عن إصدار تشريعات تنظم صلاحيات الديوان الأميري ، بل إن تلك الصلاحيات قد تم توسيعها مؤخرا إلى حد تسليم بعض مشاريع الدولة للديوان الأميري كي يتم تنفيذها خارج إطار الرقابة بحجة الهروب من البيرقراطية ، لذلك فإن الكويت لا تختلف بتاتا فيما يخص علاقة أسرة الحكم بالدولة عن جاراتها الخليجيات مَهْمَاْ تغنى المتغنون بالدستور ودولة القانون المزعومة !

ثالثا – الكويتيون متناقضون مع أنفسهم ؛ فهم يمجدون تجارب دول مثل السعودية التي منحت جنسيتها بالمزاج لمطرب عراقي والإمارات التي قامت بالشيء ذاته مع ممثلة أمريكية بينما يهاجمون حدوث ما هو أقل من ذلك في بلادهم ، ولإن كان منح هبات أراضي الديوان الأميري في الكويت يتم عبر كتب تمر على موظفين من عامة الشعب فإنها في الدول التي يمجدها معظم الكويتيين تتم بمكالمة هاتفية أو ربما بجلسات خاصة ، لذلك فإن ما تم تداوله بين الكويتيين أول أمس رغم كونه مرفوضا جملة وتفصيلا إلا أنه يعد ممارسة محترمة قياسا بما يحصل في أوساط الحكم في دول الجوار ، علما بأن الكويتيين يعلمون تماما قبل هذه الهبات أن للأسرة الحاكمة ( الشيوخ ) صلاحيات ومخصصات خارج إطار نصوص الدستور والقانون لم يعترض عليها أحد منذ نشوء الكيان السياسي لدولة الكويت حتى أُلَئِكَ الذين يرفعون شعارات محاربة الفساد !

رابعا – الشخص الذي قام بتصوير وتسريب الكتاب الخاص بهبات الديوان الأميري خائن للأمانة ، وسوء تصرف إدارة الديوان الأميري وعبثها بممتلكات وأموال الدولة لا يعطيه الحق في نشر ما ائتُمن عليه من معلومات ، فلو أن ذلك الشخص صادق وصاحب ضمير لتوجه إلى النيابة العامة بما لديه من معلومات أو على الأقل لقدم استقالته من وظيفته إلم يستطع ، لكن والعلم عند الله فإن مَن قام بتصوير وتسريب الكتاب قد أخذ المقسوم نظير فعلته الشائنة تلك من طرف له مصلحة في نشر خبر هذه الهبات ؛ ونظن أن الشعب الكويتي يعرف ذلك الذي قد يكون خلف تسريب خبرها !

مخلص الكلام نلخصه في همستين ؛ الهمسة الأولى للشعب الكويتي ونقول له فيها : " مالكم شغل في هبات وعطايا الديوان الأميري خاصة وأن منكم وفيكم مَن يركض خلفها ويقلقس عند مَن بيده أن يمنحها لمَن شاء " !

أما الهمسة الثانية فهي لأسرة الحكم ونقول فيها : " احذروا يا شيوخ من هذه الممارسات خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها بلادنا ؛ وأخطر تلك الظروف هي علاقاتكم البينية وتنافسكم المبكر على مرحلة ما زالت في علم الغيب ، واعلموا أن استقرار واستقلال الكويت مرهون بمدى قوة أسرتكم وسلامة سلوكها في إدارة شؤون البلاد ، فبسكم عطايا وهبات والجموا السفهاء والانتهازيين من رجالكم ونسائكم وكفوا أيديهم عن العبث بمقدرات الكويت التي لولا خيرها ما نعمتم بالحكم ولما استمتعتم بالمال " !
 

مستشار كويتي

عضو بلاتيني
اخي مزراع الوفره على طريق 800 و850 وبجوار المطافي يقال انها خصصت كهبات من الديوان الاميري ....اخي الكريم نتمنى ان نحصل على ارض مثلهم بس موعارفين الطريقه ... ممكن مساعدتنا ؟!!!
 
أعلى