لَطْمِيَّاْت رواديد السلفية !

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
لم تكن المرة الأولى ولا أظنها ستكون الأخيرة من نوعها تلك الضجة التي أُثيرت حول الحفل الفلكلوري الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمجمع الأفنيوز ، فلم تلبث مقاطع الفيديو من ذلك الحفل أن انتشرت حتى تداعى رواديد السلفية بِلَطْمِيَّاْتِهم المعتادة حول مخالفة الشرع والعادات والتقاليد والقيم إلخ من نغمات يظن مَن يستمع إليها أننا في الكويت لا توجد لدينا أي مشكلة أخلاقية إلى رقص النساء ولباسهن !

لسنا في معرض الدفاع عن الحفل ولا تبرير موقف مَن نظمه ؛ فتلك أمور يُفترض أن تعود إلى القوانين المرعية في بلادنا ، فأي مواطن شاهد المقطع أو حضر الحفل ولديه ما يثبت حدوث ممارسات خالفت قوانين الدولة بإمكانه التوجه إلى النائب العام وإبراء ذمته بتقديم شكوى بهذا الخصوص دون اصطناع بطولات وهمية وتمثيل أدوار استعراضية على المجتمع الذي يتبجح بالمحافظة ويتسربل كثيرون من أفراده بالنفاق !

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مفخرة كويتية قدمت سلسلة عالم المعرفة وعالم الفكر ؛ فماذا قدم هؤلاء الذين يرفعون اليوم راية الهجوم عليه بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

أقول لرواديد السلفية إن اللباس المشين وقصات الشعر المقززة والوشوم المحرمة على أجساد شبابنا وبناتنا تعرض كل يوم عيانا بيانا ليس في المجمعات التجارية فحسب وإنما حتى في شوارع مناطق سكناكم ولم نجد منكم ثورة ولا غيرة بسبب تلك المخالفات ، ومحاولاتكم للنيل من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مرفوضة جملة وتفصيلا ويصعب علينا افتراض سلامة نواياكم تجاه هذا الصرح الثقافي الكويتي العتيد !

بقيت كلمة يجب أن تقال للنائب علي الخميس الذي هدد وزير الإعلام بالاستجواب : إن الآكشن الذي استعرضتَ به يا حضرة النائب قام به آخرون قبلك ؛ وكان من ضمنهم النائب السابق عواد برد الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب حفلة كانت مزمعة لفنانة الإغراء الاستعراضية المصرية روبي حيث قال عنها عواد برد : " إن هذه تقدمها في مؤخرتها " ، فردت عليه روبي قائلة : " اهتم بتقدم بلدك ودع عنك مؤخرتي " !

نتمنى منك يا علي الخميس أن تتعاون مع وزير الإعلام في تتبع المخالفات التي يُقال أنها حدثت من خلال تواصلك الشخصي معه ومن خلال الأسئلة البرلمانية بدل قصة التهديد بالاستجواب ، فأين أنت أو غيرك من استجواب الوزراء في مجلس باتت إجازته أطول من المسلسلات المدبلجة التي تعرضها الفضائيات ؟

ليتك يا علي الخميس وباقي زملائك النواب تحددون أجندة عمل بدل هذا النمط من الدعاية الرخيصة والمتاجرة بعواطف جمهرة لم يشاهد أكثرها الحفل ، فزيادة أسعار المواد الاستهلاكية بدعوى ارتفاع سعر البنزين واستشراء الفساد الإداري بكل أشكاله وترهل الخدمات المقدمة للمواطن وغير ذلك من شؤون البلد وشجون شعبها أولى بأن تطرحوها على الطاولة بدل النيل من صرح ثقافي عرف العالم على بلدنا الصغير عن طريق نتاجاته ، وحتى لو ثبت حصول المخالفات فإن معالجتها إنما تكون بمحاسبة المسؤول عنها وليس بتشويه صورة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي قدم للكويت ما لم تقدمه كل مجالس الأمة مجتمعة منذ عام 1963 م وحتى يومنا هذا .
 
أعلى