الرأي اليوم :دعوات للاضراب في السعودية و إعلامها يتحدث عن مؤامرة ايرانية ؟؟!

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
السلطات السعودية تتنفّس الصُّعداء بعد “فشل” دعوة “الإضراب” وإعلامها يتحدّث عن “مُؤامرة إيرانية” استهدفت أمن البلاد.. مُغرّدون وثّقوا حضورهم “الدوام” وحوّلوا منصّات التواصل إلى “كشف حضور” وآخرون “مُضربون” على استحياء.. قُدرة السلطات “مُؤقّتة” في مُواجهة التغيير والتأثير وتراجع “القُدرات المالية” تحكي الكثير
saudiii-cari.jpg6666-400x280.jpg


عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:


تتنفّس سُلطات العربية السعودية الصُّعداء، ويُحاول إعلامها إبراز “فشل” دعوة “الإضراب”، والتي كان قد دعا لها نُشطاء على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” عبر وسم “هاشتاق”، “إضراب الشعب يوم الأحد”، يتحدّث بعض نُخبها عن لُحمة القيادة بالشعب، تُكرّس الأقلام الصحفية سُطورها للحديث عن مُؤامرة “إيرانية” كانت تستهدف “أمن وأمان” بلاد الحرمين عن طريق دعوة “مشبوهة” حاولت الدخول لبُنيان المجتمع المحلي، الأمور تبدو مُستقرّة، والولاء الشعبي ما يزال جيّداً نوعاً ما، هذا ما تُريده السلطات تحديداً، أو ما تُحاول الترويج له.

الحياة اعتيادية صباح اليوم الأحد في المملكة كما يقول أحد المُواطنين لـ “رأي اليوم”، بعض المُتغيّبين أو “المُضربين”، هنا وهناك على استحياء أو إيثاراً للسلامة، والبقاء على قيد الحياة، البعض القليل وثّق إضرابه بالفيديو على حسابه، ربما هو الهدوء قبل العاصفة، فالأوضاع الاقتصادية “المتدهورة” لا تزال على حالها، وسياسة “التقشّف” أمرٌ حتمي لا بُدّ منه، الحرب “الحازمة” مُستمرّة، المشاريع الاستثمارية مُتوقّفة تماماً، الوضع هنا لم يعد على حاله، والرفاهية حملت حقائبها باكراً، المواطن السعودي يعي ذلك تماماً، لكن لحظة “الحسم” ضد “الحزم” لم تجد فرصتها المُواتية بعد.

نُشطاء مُعارضون، تحدّثوا عن إقدام “المباحث الإلكترونية” السعودية على إنشاء وسم “هاشتاق”، “أنا مداوم الأحد” صباح اليوم، ردّاً على وسم الدعوة للإضراب الذي حقّق تفاعلاً لم يسبق له مثيل بين المُغرّدين السبت، لكن “رأي اليوم” لم يتسنّ لها التأكد من صحّة تبعية مصدر حساب صاحب “الهاشتاق” إن كان بالفعل يتبع للمباحث، حيث تحوّل “وسم الدوام” إلى منصّة “افتراضية” للتباهي بصمود الدولة أمام عواصف دعوات الإضراب، وكشف حضور يُوثّق بالصور، ومقاطع الفيديو من حضر للدوام، في صبيحة الخشية من “بُعبع″ الإضراب.

محمد الجابري عبر وسم “أنا مداوم الأحد”، أكد أنه مداوم عناداً بأعداء الوطن، خلود الهاجري تمنّت لو أن الشعب استجاب للإضراب حتى تتوجّه إلى عملها لوحدها، ومحمد الغامدي شعر أنه يرغب بإنشاد النشيد الوطني، وشجون طالبت أرباب عملها بمكافأة، وذلك لتواجدها في هذا اليوم الإستثنائي.

وبالرغم من تحوّل الوسم إلى منصّة رسمية تعبّر عن تطلّعات النظام والحكومة السعودية، إلا أن أصواتاً مُغايرة رفضت انبطاح الصوت الواحد، حيث قال حساب “صبراً جميل”، “يا سعد أمك، سيخلف لنا آل سعود تركة مُتعبة من الناس الذين لم يتعودوا، إلا أن يكونوا تابعين”، أما “ريوم” فذكّرت “المُطبّلين” بضريبة القيمة المُضافة، وتساءلت حينها كيف سيكون حالهم المادي، والمعنوي، “الليبرالي” سخر من قومه، وعلّق قائلاً “يا زينكم، صرتوا تحبون الدوام الحين”.

ربما نجحت الدولة السعودية اليوم في تفادي أجرأ دعوة إضراب شعبي، وأثبتت يقول مراقبون أنها قادرة على التأثير في عقول مُواطنيها مُؤقّتاً من ناحية التلويح بفقدهم عنصري “الأمن والأمان”، هذا في حال فكّروا في الخروج على وُلاة أمرهم، لكن المراقبين يُشكّكون في قدرة الدولة على مُواصلة تأثيرها هذا في ظل تراجع ثرواتها، وقدرتها المالية على “إسكات” مُواطنيها “المُرفّهين”، الذين كانوا قد “أغرتهم” القيادة الراحلة بالمزيد من العلاوات، والدلال المُفرط مع بدء رياح ثروات الربيع العربي، على عكس القيادة الحالية، التي تصر على جرّهم إلى “التقشّف” الإلزامي، ضمن سياسة داخلية، وخارجية، لا ناقة لهم فيها، ولا جمل.

دعوة “الإضراب” التي تغنّى بفشلها بعض السعوديين اليوم، وبالتالي فشل مطالبها، تركت أثراً بالغاً يقول مختصون في الشأن المحلي، بحيث أنها لم تكن دعوة عابرة، وما إلتفات النخب، النشطاء، والمُغرّدين إليها، والتحذيرات الرسمية المُتوالية من الانسياق خلفها، إلا دلالة على خشية السلطات، من نقمة شعبية مُفاجئة تحرق الأخضر واليابس في بلاد الحرمين، كما أن المُسارعة إلى “توثيق” الالتزام الشعبي في وسائل الإعلام المحلية بالدوام، دليلٌ قاطعٌ على عدم وقوف الدولة على أرضية صلبة، تتمسّك في جذورها عند المحن، يؤكد مختصون.

..........



دعوة جريئة وغير مسبوقة للإضراب في السعودية




139508080925591219047324.jpg




نشرت صحيفة رأي اليوم مقالا للكاتب خالد الجيوسي جاء فيه:

يبدو أن "الامتعاض" الشعبي في العربية السعودية، بدأ يأخذ مُنعطفاً آخر، ولم يعد يُراد له أن يتوقّف عند منصّات التواصل "الافتراضية"، السعوديون بدأوا يشعرون بأن القرارات التي تتخذها قيادتهم، لا تتماشى مع تطلّعاتهم، كما أنها باتت تؤثر على رفاهيتهم، وحياتهم، بل إن قوت يومهم أصبح في مهب رياح العاصفة، الأمر الذي يحتاج إذاً إلى المُناداة بالتغيير، أصواتنا يجب أن تصل، فعلاً لا قولاً، يقول السعوديون.

على غير العادة، وضمن دعوة "جريئة" غير مسبوقة، وصلت إلى أكثر "الوسوم"، "هاشتاق" تفاعلاً وتغريداً، عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، وحملت عنوان دعوة إلى "إضراب الشعب يوم الأحد"، في بلاد كبلاد الحرمين تُمنع فيها حتى حريّة الرأي وحروف التعبير، وطلاقة اللغة المُعارضة الناقدة، فكيف بالتطلّع والانتقال إلى أكثر مظاهر الديمقراطية إشراقاً أو قساوة بالأحرى على الأنظمة القمعية.

دعوات التظاهر والإضراب، تلك الأمور أقرب إلى "المُوبقات" في المملكة، والحديث مُجرّد الحديث فيها يُعدّ جُرأة غير اعتيادية، فكيف الدعوة إلى تنفيذها حرفياً على أرض الواقع، نحن هنا كما يقول أحد النشطاء المُعارضين للحكومة السعودية واصفاً الوضع في بلاده ل "رأي اليوم"، وفضّل عدم ذكر اسمه "حينما يشعرون أننا نُعارضهم، بغض النظر عن نوع وحجم مُعارضتنا، يتهموننا بالخروج عن وُلاة أمرنا، وتدنيس قداستهم".

وعبر "هاشتاق" إضراب الشعب يوم الأحد، قالت المُغرّدة نورة الحربي "كفى انخداع الشعب بوعود معسولة"، كما أرفقت مع تغريدتها صورة مُتداولة لدعوة الإضراب، أما حساب "العاقل الأريب" فأشار إلى أن دعوة الإضراب هذه من أجل أن يتوقّف تشليح المواطن، وأكد أنهم ليسوا قطيعاً، ولا عبيداً كي يُقادوا، وختم تغريدته "من حقنا أن نُعبّر وأن نغضب، وأن نسأل، وأن نُحاسب"، الباحث السياسي فؤاد إبراهيم علّق قائلاً "كلّما أوغل آل سعود قمعاً، ونهباً لأموال الناس، خرج علينا من يُحذّر المواطنين: إننا مستهدفون في عقيدتنا، ووطننا كفى كذباً"، أما الإعلامي غانم الدوسري فقد سخر من المُطبّلين بالقول "إمدح محمد بن سلمان، واحصل على 100 ألف دولار".

في المُقابل، وأمام هذه الدعوات الشعبية للإضراب، سارع بعض المُغرّدين السعوديين، إلى التأكيد على أهمية تعاضد الشعب مع قيادته في ظل تلك الظروف، واتهم البعض الآخر تلك الدعوات بأنها مُغرضة "حوثية"، وإيرانية، ليؤكد القسم الثالث على الولاء الكامل لخادم الحرمين، وولي عهده، وولي ولي عهده الأمينين، كما تداولوا صور قيل أنها لإرشادات وتحذيرات من وزارتي الداخلية والإعلام السعودية تُحذّر المواطنين من الانسياق خلف "الإعلام المُعادي" الذي يَشن حملات مُتتالية ليُسقط ثقة المواطن بوطنه، ويُزعزع الأمن الداخلي، الذي لن يرتاح له بال حتى يراهم مُشرّدين.

"الإضراب" الذي دعا له الوسم يوم الأحد، يشمل التغيّب عن الوظائف الحكومية، والخاصة، كما يعتمد إنهاؤه (إن تم) على تنفيذ الحكومة عدّة مطالب تتضمن إعادة البدلات والعلاوات فوراً، عدم فرض ضريبة القيمة المُضافة، وإيقاف مُخصّصات الأسرة الحاكمة، بالإضافة إلى تحرير السجون من المُعتقلين السياسيين.

تُهمة "التخوين" أو "خيانة الوطن" هي الوسيلة الدفاعية المعنوية المُتاحة بالإضافة إلى التذكير "بجميل" الأمن والأمان أمام السلطات برأي مُراقبين، تجاه تلك الدعوات الافتراضية غير المسبوقة لتنفيذ الإضراب على أرض الواقع، فالإضراب لا يتمثّل بشخص كي يتم اعتقاله، ومُصادرة صوته كما العادة.

السلطات بطبيعة الحال ستكون عاجزة عن اعتقال آلاف من المُضربين (إن نجحوا في فرضه)، وبالتالي كل من يدعو إلى نيل حقوقه بالاحتجاج السلمي عن طريق شل مظاهر الحياة العامة، سيكون "خائن"، ويُنفّذ أجندات خارجية، وهذا بالطبع كما يقول مراقبون وفق العُرف الإعلامي القائم الذي تروّج له الحكومة السعودية ، في مُواجهة إضراب قد يرتقي إلى مستوى عصيان مدني، ويعتبر دخيلاً على قاموس التعاملات الأمنية لسلطات مملكة آل سعود.

بلا شك، هو تحدي صريح للسلطات، واختبار فعلي لقياس "الاحتقان" الشعبي ضدها، حيث يقول مختصون في الشأن المحلي، أن لا أحد يستطيع أن يجزم مدى القدرة الشعبية في إنجاح أول إضراب شعبي تدعو له منصّات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في تجربة أوليّة من قبلهم تُحاكي الأجواء "الافتراضية" التي سبقت ثورات الربيع العربي، قد يختلف الحال قليلاً في العربية السعودية، وتفشل دعوات الإضراب في فرض نفسها، حتى قبل فرض مطالبها، لكن الدعوات في حد ذاتها تبقى حدثاً غير مسبوقٍ، ومن بدأها، حتماً سيُكرّرها، يؤكد مختصون.

.................


التعليق:

بغض النظر عن دعوات و مشروعية دعوة الاضراب في السعودية الا ان الا تشعرون ان الامر بات سخيف جدا
تحميل ايران اي حدث يجري في السعودية حتى ان تشاجر رجل مع زوجته ادخلوا فيه المقولة المعروفة

ايران هي السبب
او
ابحث عن ايران ؟؟!

 
أعلى