في رد فعل على مؤتمر "جروزني" الذي قدم تعريفًا لأهل السنة اعتبره مراقبون إقصاء للسلفية من قوائمها؛ وضع المؤتمر الدولي للمفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة، الذي انطلقت فعالياته أمس الأول السبت (12 نوفمبر 2016) بالكويت، بمشاركة نخبة من علماء أهل السنة والجماعة من مختلف دول العالم؛ مفهومًا لـ"أهل السنة والجماعة"، أكد فيه أنهم المتبعون للكتاب والسنة، المنتمون إليهما، والمسلّمون لما فيهما، والمقدمون لهما على كل ما خالفهما، وهم المجتمعون على هذا الأصل القويم.
وأكد حضور المؤتمر الذي عُقد تحت شعار "المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من الغلو والتطرف"، بدعوة من فريق الربانيين التطوعي ومؤسسة رافد للبحوث والدراسات؛ أنهم اجتمعوا بهدف تبصير الأمة بما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وما كان عليه أئمة العلم والهدى، ومنهم الأئمة الأربعة، إضافة إلى الذب عن منهج أهل السنة والجماعة، وتبرئته من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلية، ومعرفة هذا المنهج والاستمساك به هو السبيل الأوحد لجمع الأمة وصلاحها.
وأجمع الحضور على أن أهل السنة والجماعة هم المتبعون للكتاب والسنة، المنتمون إليهما، والمسلّمون لما فيهما، والمقدمون لهما على كل ما خالفهما، وهم المجتمعون على هذا الأصل القويم. ومن هنا سُموا أهل السنة والجماعة، ومن ألقابهم أهل الحديث، وأهل الأثر، والفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والأمة الوسط، وأهل الحق، والسلفيون.
وأكد الحضور أن منهج أهل السنة والجماعة واحد لا تعددية فيه، وشعار وحقيقة وبرهان، وحق لا يشوبه باطل، ووسط لا غلو فيه ولا جفاء، أهله المستمسكون به هم أعلم الناس بالحق، لا ينتسبون إلى شخص إلا لنبيهم -صلى الله عليه وسلم- ولا يتقدمون بين يديه، ولا يعارضون سنته برأي أو قياس أو عقل أو نظرية فلسفية أو قاعدة منطقية أو ذوق أو وجد أو قول إمام أو اجتهاد مجتهد؛ لأنهم يقطعون أن الحق فيما قاله وفعله وأقره -عليه الصلاة والسلام- وأنه -عليه الصلاة والسلام- لا يعتريه نقص أو خطأ في بلاغه، بل هو معصوم في ذلك -صلوات الله وسلامه عليه- ومن سواه قوله وعمله معروضان على الكتاب والسنة؛ فما وافق الحق قُبل، وإلا ردّ عليه كائنًا من كان، كما لا ينتسبون إلى طائفة أو حزب أو تيار أو جماعة، مكتفين بالانتساب إلى الإسلام والسنة، مقتصرين على الألقاب الشرعية.
وشدد الحضور على أن المسائل الاجتهادية -وهي التي لا نص فيها ولا إجماع- يجب أن تتسع لها الصدور، ولا يجوز أن تجعل سببًا للذم أو الفرقة أو الاختلاف أو إيغار الصدور، وأن الخلاف في هذه المسائل لا يوجب الخروج عن السنة، ولا يُسوّغ الافتراق، ولا تسمية المختلفين طوائف وفرقًا، ولا وصفهم بالابتداع، كما لا يُسوّغ نسبة التعددية إلى مذهب أهل السنة والجماعة، ولا تقسيم السلفية إلى تيارات، كما يصنعه اليوم الجاهلون والشانئون والمبتغون بالأمّة العنت.
وأكد الحضور أن جَعْل مذهب السلف مكوّنا من مكوّنات أهل السنة والجماعة خطأ محض، بل هم أهل السنة والجماعة، وما عداهم من الفرق ممن خالفهم في الأصول أو تدثّر بشعارٍ غير شعارهم فرق ذمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داعين ولاة أمور المسلمين إلى تعزيز منهج أهل السنة والجماعة، ونشره، وحمايته والدفاع عنه.
وفي سبتمبر الماضي، احتضنت العاصمة الشيشانية مؤتمر "من هم أهل السنة؟" الذي عُقد في الشيشان، تحت رعاية الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الذي أثار ردود أفعال غاضبة في العالم الإسلامي، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً في المملكة، حين استثنى القائمون على المؤتمر دعوة هيئة كبار العلماء في السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرهما من المؤسسات الدينية، خصوصًا أنه زعم تحديد هوية "أهل السنة والجماعة".
وفي رد فعل منها، أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة بيانًا حذرت فيه من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، مؤكدةً أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فُرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد خلص المؤتمر إلى نتائج؛ من أبرزها أن "أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد"، "ومنهم أهل الحديث المفوضة" في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى.
وفيما يلي نص البيان الختامي للمؤتمر الدولي للمفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة، الذي عقد بالكويت ردًّا على مؤتمر الشيشان:
(المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من الغلو والتطرف)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. ونشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
أما بعد.. ففي يوم السبت الثاني عشر من شهر صفر لعام 1438هـ الموافق 12 نوفمبر 2016م، انعقد -بفضل من الله وتوفيقه- بدعوة كريمة من فريق الربانيين التطوعي ومؤسسة رافد للبحوث والدراسات؛ المؤتمر الدولي (المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من الغلو والتطرف) بمشاركة نخبة من علماء أهل السنة والجماعة من مختلف دول العالم؛ وذلك في رحاب دولة الكويت -حرسها الله وأدام عليها توفيقه وأمنه، أميرًا وحكومةً وشعبًا- وكان من بواعث ذلك:
1- تبصير الأمة بما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وما كان عليه أئمة العلم والهدى، ومنهم الأئمة الأربعة، رحمهم الله تعالى.
2- الذب عن منهج أهل السنة والجماعة وتبرئته من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
3- أن معرفة هذا المنهج والاستمساك به هو السبيل الأوحد لجمع الأمة وصلاحها؛ إذ إنه لن يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها.
4- أن السبيل الأمثل لجمع الأمة هو النصيحة والتواصي بالحق، والتعاون على البر والتقوى، والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ما يرمي إليه المؤتمر.