ما من قضية تمر على الأمة العربية و الإسلامية حتى يزداد فيها مدعوا الليبرالية تعريا أمام الناس ...
فقد احترفوا معارضة كل ماهو عربي و إسلامي و إن كان حقا بصورة سمجة تفضح ضحالة عقولهم الآسنة ...
و في كل يوم يمر يزدادون في التعري ... و لم تبقى عليهم الآن حتى ورقة التوت الأخيرة ..
آخر ذلك التعري كان في موقفهم المخذّل و المتخاذل من ما يحصل في لبنان و فلسطين ...
ففي الوقت الذي يقف فيه العالم الإسلامي صفا واحدا لاستنكار ما يحدث نسمع من هؤلاء القوم صوت النشاز الذي أتقنوا عزفه ..
و في الوقت الذي يتعاطف رئيس أعتق الدول علمانية و هي فرنسا مع الشعب اللبناني نجد أن الليبراليين من قومنا يظهرون الشماتة في إخواننا اللبنانيين و الفلسطينيين ..
{ الذين قالوا لإخوانهم و قعدوا لو أطاعونا ما قتلوا ، قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين .. }
تجلت إزدواجية مدعي الليبرالية عندما أخذوا يظهروا التبريرات الباردة للعدوان الصهيوني على لبنان و فلسطين بأن حماس و حزب الله هم سبب هذا العدوان لأنهم احتجزوا أسرى صهاينة ، و بذلك تكون ردة فعل اسرائيل طبيعية و مشروعة و إن ضربت المدنيين لأنها تعرضت لاستفزاز ...
لكن هذا المنطق يغيب عنهم عندما يقوم الفلسطينيون الذين تعرضوا للاحتلال و التعذيب و السجن بضرب العمق الإسرائيلي .. فنجد هؤلاء أدعياء الليبرالية يصفون تلك العمليات بالوحشية و الارهابية
سؤال لهؤلاء : لماذا ردة الفعل الإسرائيلية على الاستفزازت تلقى منكم كل التبريرات ...
بينما ردة الفعل الفلسطينية و اللبنانية على الاستفزازات الصهيونية لا تلقى منكم إلا كل تنديد و اتهام ؟!!!
أليست هذه ازدواجية مقيته ؟!!
ألم أقل لكم إنه تعري مفضوح ...
إنهم يلقون باللوم على سوريا و إيران لتدخلها في لبنان .. و نراهم يصمتون عن أي تدخل أمريكي ...
بل لم نسمع منهم أي تعليق على التصريح الأمريكي الذي يعطي إسرائيل الحرية في الرد بحجة أنه دفاع عن النفس ...
منطق هؤلاء الأدعياء في التعامل مع الأحداث السياسية و الحربية لا يختلف كثيرا عن من منطق اليهود الذين قال الله فيهم :
{ و لتجدنهم أحرص الناس على حياة }
نلاحظ أن لفظ حياة في هذه الآية قد ذُكر مجردا من ( أل) التعريف ، و هذا يعني مطلق الحياة ، أي أن اليهود هم أكثر الناس حرصا على أي نوع كان من الحياة ، سواء كانت حياة ذل و مهانة أو حياة بهائم .... المهم حياة .. و من أي نوع ...
نجد هذا المنطق يكاد يتطابق مع مدعي اللليبرالية الذين لا ينظرون إلا المقاومة إلا من جانب عدد القتلى ... فهم يريدون أن نرد العدوان و نحافظ على كرامتنا دون أي قطرة دم !!!
حب السلامة يثني عزم صاحبه *** عن المعالي و يغري المرء بالكسل
إن منطقهم الأعوج يتجاهل كل حقائق الواقع و الدين و التاريخ
فكما أن الله تعالى يريد من هذه الفتن التي تصيبنا أن يمحص الناس و يظهر معادنهم ، فإنه يريد أيضا أن يصطفي من عباده من يتخذهم شهداء عنده ، يقول تعالى { و تلك الأيام نداولها بين الناس ، و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين ، و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين }
و التاريخ يقرر أنه لا توجد أمة انتزعت حقوقها المستلبة بالورود ، و إنما بالدماء
يقول الأستاذ عباس العقاد :
( التاريخ لا يعرف كثيرا عن الذين أكلوا و شبعوا ، لكنه يعرف الكثير عن الذين جاعوا و ثاروا ..)
و إنا لقوم لا نرى القتل سبة *** إذا ما رأته عامر و سلولُ
يقرب حب الموت آجالنا لنا *** و تكرهه آجالهم فتطولُ
ليت هؤلاء الأدعياء يستوعبون منطق الدين و الواقع و التاريخ .. ثم يتكلموا ، بدلا من أن ينطلقوا في تحليلاتهم من جهالات مركبة ..
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في هذا المقال لا أتحدث عن الليبراليين ، و إنما عن أدعياء الليبرالية .. الذين جهلوا الليبرالية و جهلوا الآخر ، و انطلقوا من جهلهم لكي يؤسسوا مذهبا مسخا أطلقوا عليه الليبرالية ...
هناك من الليبراليين من لديهم مواقف مشرفة من قضايا الإسلام و العروبة مثل :
أحمد الديين
احمد الخطيب
أحمد الربعي
عبداللطيف الدعيج
عبدلله النيباري ..
__________________
فقد احترفوا معارضة كل ماهو عربي و إسلامي و إن كان حقا بصورة سمجة تفضح ضحالة عقولهم الآسنة ...
و في كل يوم يمر يزدادون في التعري ... و لم تبقى عليهم الآن حتى ورقة التوت الأخيرة ..
آخر ذلك التعري كان في موقفهم المخذّل و المتخاذل من ما يحصل في لبنان و فلسطين ...
ففي الوقت الذي يقف فيه العالم الإسلامي صفا واحدا لاستنكار ما يحدث نسمع من هؤلاء القوم صوت النشاز الذي أتقنوا عزفه ..
و في الوقت الذي يتعاطف رئيس أعتق الدول علمانية و هي فرنسا مع الشعب اللبناني نجد أن الليبراليين من قومنا يظهرون الشماتة في إخواننا اللبنانيين و الفلسطينيين ..
{ الذين قالوا لإخوانهم و قعدوا لو أطاعونا ما قتلوا ، قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين .. }
تجلت إزدواجية مدعي الليبرالية عندما أخذوا يظهروا التبريرات الباردة للعدوان الصهيوني على لبنان و فلسطين بأن حماس و حزب الله هم سبب هذا العدوان لأنهم احتجزوا أسرى صهاينة ، و بذلك تكون ردة فعل اسرائيل طبيعية و مشروعة و إن ضربت المدنيين لأنها تعرضت لاستفزاز ...
لكن هذا المنطق يغيب عنهم عندما يقوم الفلسطينيون الذين تعرضوا للاحتلال و التعذيب و السجن بضرب العمق الإسرائيلي .. فنجد هؤلاء أدعياء الليبرالية يصفون تلك العمليات بالوحشية و الارهابية
سؤال لهؤلاء : لماذا ردة الفعل الإسرائيلية على الاستفزازت تلقى منكم كل التبريرات ...
بينما ردة الفعل الفلسطينية و اللبنانية على الاستفزازات الصهيونية لا تلقى منكم إلا كل تنديد و اتهام ؟!!!
أليست هذه ازدواجية مقيته ؟!!
ألم أقل لكم إنه تعري مفضوح ...
إنهم يلقون باللوم على سوريا و إيران لتدخلها في لبنان .. و نراهم يصمتون عن أي تدخل أمريكي ...
بل لم نسمع منهم أي تعليق على التصريح الأمريكي الذي يعطي إسرائيل الحرية في الرد بحجة أنه دفاع عن النفس ...
منطق هؤلاء الأدعياء في التعامل مع الأحداث السياسية و الحربية لا يختلف كثيرا عن من منطق اليهود الذين قال الله فيهم :
{ و لتجدنهم أحرص الناس على حياة }
نلاحظ أن لفظ حياة في هذه الآية قد ذُكر مجردا من ( أل) التعريف ، و هذا يعني مطلق الحياة ، أي أن اليهود هم أكثر الناس حرصا على أي نوع كان من الحياة ، سواء كانت حياة ذل و مهانة أو حياة بهائم .... المهم حياة .. و من أي نوع ...
نجد هذا المنطق يكاد يتطابق مع مدعي اللليبرالية الذين لا ينظرون إلا المقاومة إلا من جانب عدد القتلى ... فهم يريدون أن نرد العدوان و نحافظ على كرامتنا دون أي قطرة دم !!!
حب السلامة يثني عزم صاحبه *** عن المعالي و يغري المرء بالكسل
إن منطقهم الأعوج يتجاهل كل حقائق الواقع و الدين و التاريخ
فكما أن الله تعالى يريد من هذه الفتن التي تصيبنا أن يمحص الناس و يظهر معادنهم ، فإنه يريد أيضا أن يصطفي من عباده من يتخذهم شهداء عنده ، يقول تعالى { و تلك الأيام نداولها بين الناس ، و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين ، و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين }
و التاريخ يقرر أنه لا توجد أمة انتزعت حقوقها المستلبة بالورود ، و إنما بالدماء
يقول الأستاذ عباس العقاد :
( التاريخ لا يعرف كثيرا عن الذين أكلوا و شبعوا ، لكنه يعرف الكثير عن الذين جاعوا و ثاروا ..)
و إنا لقوم لا نرى القتل سبة *** إذا ما رأته عامر و سلولُ
يقرب حب الموت آجالنا لنا *** و تكرهه آجالهم فتطولُ
ليت هؤلاء الأدعياء يستوعبون منطق الدين و الواقع و التاريخ .. ثم يتكلموا ، بدلا من أن ينطلقوا في تحليلاتهم من جهالات مركبة ..
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في هذا المقال لا أتحدث عن الليبراليين ، و إنما عن أدعياء الليبرالية .. الذين جهلوا الليبرالية و جهلوا الآخر ، و انطلقوا من جهلهم لكي يؤسسوا مذهبا مسخا أطلقوا عليه الليبرالية ...
هناك من الليبراليين من لديهم مواقف مشرفة من قضايا الإسلام و العروبة مثل :
أحمد الديين
احمد الخطيب
أحمد الربعي
عبداللطيف الدعيج
عبدلله النيباري ..
__________________