الصمت لم يعد حكمة !

الصمت لم يعد حكمة !


من المؤلم جداً لي كسعودي أن أرى الافتراء والكذب على بلادي عياناً بياناً من أناس أعمى الحقد قلوبهم وعقولهم..ولذلك فإن كل من لم يستطع الصمت معذور..فالصمت لم يعد حكمةً في ظل هذه الهجمة الشرسة المسعورة على المملكة العربية السعودية التي فتحت قلبها للعرب والمسلمين دون استثناء..ووقفت مع قضايا الحق والعدل..ونصرت المظلوم وأغاثت الملهوف..وأنفقت الغالي والرخيص دون منٍّ أو أذى.

مليارات الدولارات تنفقها الممكلة العربية السعودية سنوياً على أشقائها العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيين..ولم تنتظر شكراً من أحد..لكنها للأسف لم تسلم من أذاهم..ورأينا كيف يتم إحراق راية التوحيد جنباً إلى جنب مع العلم الأمريكي من قبل بعض الأرذال منهم..وكأن السعودية هي من تملي على أمريكا مواقفها.

في جميع الاتجاهات السعودية هي الملامة وهي المقصرة..يسمونها البقرة الحلوب التي لا تملك من أمرها شيئاً..وينظرون لها كجمعية خيرية..وأنها لا تستحق ثرواتها لأن حكامها وسكانها ليسوا في نظرهم سوى(بدوي وخيمة وبئر بترول)..ثم..وفجأة..يحملونها مسؤولية مصائب الوطن العربي كله..وأنها وحدها من يجب أن يقاتل نيابة عنهم..ويخاصم نيابة عنهم..وينفق نيابة عنهم..ويعادي الدول نيابة عنهم..هكذا بكل بساطة ووقاحة يطلبون من هذه الدولة التي يصغِّرونها ويحتقرونها باستمرار أن تكون دولة عظمى تدافع عن مصالحهم..وتقود السياسة الدولية لصالح فشلهم وحماقاتهم..بل وأكثر من ذلك..أنهم يقيمون علاقات حميمية مع الكيان الصهيوني ويفتحون له حتى غرف نومهم..ثم يلومون السعودية التي لم تعترف أصلاً بدولة اسمها إسرائيل حتى اليوم.

لم يعد الصمت حكمة..أمام هذا المد الفارسي الخبيث الذي يستخدم أحذيته في المنطقة العربية ليدمروا دولهم ويخربوا بيوتهم بأيديهم..ثم يسخِّر أذنابه وأبواقه وعملاءه ليلقوا باللوم على السعودية..وكأن السعودية هي من قتلت 500 ألف سوري..واختطفت بغداد..ودمرت الموصل..واحتلت دمشق..وحولت بيروت الثقافة والفن والعلم إلى مكب للزبالة.

لم يعد الصمت حكمة أمام هذا الحشد الأخواني الخبيث..الذي اخترع الحزام الناسف واغتال السادات وأنتج إرهابيي المنشية والقاعدة والنصرة وداعش وبوكو حرام وجميع أولاد الحرام..وحاول القفز على السلطة في أكثر من بلد عربي تمهيداً لإقامة خلافته المزعومة..وحين وقفت السعودية له بالمرصاد تحالف حتى مع الصفويين والصهاينة ومع كل مخابرات الدنيا ضد السعودية.

حين قاتل العراقُ إيرانَ وقفنا مع صدام بالمال والسلاح والمواقف السياسية..وحين غدر بنا وبالكويت وقفنا ضده بالمال والسلاح والمواقف السياسية..لأننا نقف مع الحق لا مع الأشخاص..فلم يكن من الأحذية والأذناب العربية إلا الوقوف ضدنا لأننا وقفنا ضد صدام الذي تعالت نفسه حتى طغى فكان سبباً في تدمير العراق.

نزفت دماؤنا من الإرهاب والإرهابيين..وكانت أولى تفجيرات القاعدة في السعودية..وأول الضحايا كانوا سعوديين..ثم يتهمنا أحذية إيران وأذناب المرشد في المنطقة بصناعة الإرهاب.

وقفنا مع الشرعية الدولية في اليمن ضد أحذية إيران الحوثيين..ثم نجد الأحذية الإيرانية والبساطير الأخوانية في جميع الدول العربية يتهمون السعودية بقتل نساء اليمن..ولم يروا ماذا فعل الحوثيون باليمن ونساء اليمن وأطفال اليمن.

حتى بعد أن ذبح الحوثيون حليفهم علي عبدالله صالح كالشاة بدم بارد..ورغم اعترافهم بقتله وإصدار بيان بذلك..وجدنا أحذية إيران وأيتام المرشد في المنطقة يحاولون جاهدين تبرير قتله لأنه وقف مع السعودية..ونسوا أو تناسوا أنه وقف مع الحوثي ثلاث سنوات وفتح لهم مخازن الأسلحة وأمدهم بالمال والرجال..وكان سبباً في شقاء اليمنيين واستمرار الحرب..وحين غدروا به أصبح اللوم يقع على السعودية..وهم يعرفون أنه فض شراكته مع الحوثي ليستعيد قوته وبريقه وينجو برأسه بعد أن انفض من حوله الخونة الذين وقفوا معه خوفاً وطمعاً..ولما ضعفت قوته وقل ماله وأثره تركوه..وها هم الآن يذبحون في صنعاء كالخراف دون أن ينبسوا ببنت شفةٍ.. لأنه لا شرف لهم ولا ولاء ولا كرامة.

مهما فعلت السعودية..ومهما دعمت هؤلاء الأذناب فلن تجد الشكر..بل لن تجد سوى الغدر..ولذلك..أتمنى من بلادي العزيزة..بلاد الحرمين الشريفين..أن تتفرغ لنفسها وجيشها وشعبها وتنمية قوتها الاقتصادية والعسكرية..وأن ترفع دعمها عن هؤلاء الأرذال..بلا أخوة..بلا عروبة..بلا (خراط فاضي)..فقد مللنا من هذه الشعارات..ومن أراد أن يحب السعودية ويقف مع السعودية فهناك أسباب أخرى كثيرة غير المال تدفعه لذلك..وأولها أنها قبلة المسلمين..وموئل العروبة..ودار الكرامة التي لم تدنسها يد المحتل..وأرض الشرف والعزة لمن أراد الشرف..أما من أراد مساومة الحب بالمال فليذهب إلى الجحيم..وعلى الدول العربية والشعوب العربية أن تتحمل مسؤولياتها وأن تتفرغ لنفسها هي الأخرى بدلاً من إلقاء فشلها على السعودية والسعوديين باستمرار.

صالح جريبيع الزهراني
 
أعلى