عزيزي سعيد ،
و أحترم وجهة نظرك تماماً. فقط إسمح لي بان أستبدل كلمة "تجني" ب "حقائق". في الأمس كنا نسمع عن الثوب الناصع للجمعيات الخيرية. و عندما تحدثنا ، تحدانا البعض في إيراد أمثلة على التجاوزات رغم إنها أكثر من تعد و تحصى. و ساءنا هذا الشئ. ليس لأننا لا نستطيع الرد. بل لما يحمله الطلب من تسفيه للعقول. و اليوم لا يتحدث الشارع إلا عن قضية جمعية إحياء التراث و الخارجية الأمريكية. هل كنت أعلم الغيب ، أم إن هذا الشئ نشر مراراً و تكراراً و عرفه الطفل قبل الكبير العاقل؟
يقولون البينة على من إدعي. و دعني أعود بك إلى بيان قلة الأدب المذيل بإسم جمعية الإصلاح الإجتماعي و أقول : هل هناك من بينة على عفة و شرف المختلط بها؟ 47 سنة مضت منذ الإستقلال لم يتم فيها إلا إدانة فراش البلدية؟ فأين الفساد؟ و أين ادلته؟ عندك دليل مادي؟ أم يكفيك ان تنظر الى سوء الأحوال في كل مرفق طالته أيادي أعوان حدس؟ التربية و الصحة و النفط و الكهرباء و البلدية .. هل هناك دليل واحد على فساد أي مسئول؟ هل هناك دليل واحد على تجاوزات المدفع الفرنسي و الموانئ و الحكومة الالكترونية و القيادات الوسطى في وزارة الدفاع؟
كيف كبرت الكروش إذن؟ و كيف إمتلأت الجيوب بالأموال ، و كيف أضحي مدرس الإجتماعيات يبني المطارات في الفلبين؟
ألا ترى في هذا الدفاعات الفاشلة تسفيهٍ للعقول؟ ألم يقل أنصار حدس قبل غيرهم بوجود فساد و تنفع في حدس؟ أين مظاهره إذن؟ ام إننا بتنا نعيش فجأة في مجتمع ملائكي
أحترم جداً فكر الإخوان المسلمين الذي هو فكر دعوي و حركة إجتماعية. لكن ما أنتقده هنا هو الحركة السياسية "حدس" لذا يجب أن نفصل تماماً بين هذين التنظيمين. و نقدي لا يعني بان "حدس" شر مطلق ، حاشى لله. بل هي حركة منظمة و لديها كوادر مميزة و موارد مالية هائلة و دعم قوي من السلطة و تستطيع ان تؤدي دوراً فعالاً لا يستطيع أدائه مثيلاتها في الحياة السياسية الكويتية لإعتبارات عديدة. لكن هذا لا يمنعنا من النقد و من إيراد الحقائق ، من دون تسفيه للعقول أو الدخول في مجال الشخصنة و السب و الشتائم.
فحدس يدها غارقة في الفساد. و حدس تلعب سياسة من أجل مصلحتها الحزبية. هذه هي الحقيقة التي تزعج طبلة آذان الحدسيون. حدس وقفت الى الإنتخابات الفرعية و دغدغت مشاعر العنصرية و الفئوية على حساب المبد. ثم هاجمت القبلية حين لفظتها. و أكثر ما يزعج المرأ ليس إختلاف الآخرين معه ، في مواقفه و مبادئه ، و لكن المزعج حين يناقض الفرد منا مبادئه التي يدعو إليها ثم لا يخجل من هذا الشئ و يسفه عقول الآخرين معتقداً بأنه يمكنه خداع الجميع و ان ذاكرة المجتمع الكويتي محدودة و عقليته قاصرة.
كتبنا عن تجاوزات وزارة الأوقاف و دور حدس في هذه التجاوزات المخزية. و رأينا الصمت إياه .. و كانذات الحديث يدور .. و ظهر الآن تقرير ديوان المحاسبة ليؤكد الوثائق و الحرمنة و الفساد الحدسي الحزبي في اموال الأوقاف. أموال سحت حرام يأكلونها. و يشاركهم في هذه الجريمة من يقف صامتاً مكللاً بشوك الخزي و العار و لا يستطيع ان يكتب كلمة خوفاً من خرقه من عصا الطاعة الحزبية.
و اليوم نتكلم و نكتب عن وثائق ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء. و الآن يطالب كثيرون بتحويلها الى الجهة الشرعية (الوحيدة) للتدقيق المالي. فهل ستوافق حدس أم إنها ستصمت و تقبض الثمن كالعادة؟ و ذات الأمر موصول للغوغائيون أصحاب الأصوات التهديدية العالية التي ترهب القيادات الضعيفة و التي تدعي الدفاع عن المال العام ، أي بإختصار أحمد السعدون و مسلم البراك
(...)
هذا الميدان يا حميدان
--
الأخ وطني حر ...
أرجو الإرتقاء بأسلوب الحوار
هذا تنبيه أولي لك وأرجو
الإلتزام بقوانين المنتدى
المشرف العام