أين ذهبت ضحكة المصري؟

أين ذهبت ضحكة المصري؟
لماذا فقد المصريون القدرة على الضحكة البريئة والجميلة والتي كانت تخرج من الصدر فترتعش الأوصال كلها نشوة وفرحة، فتبدو كل ضحكة يومَ عيد، ومُقدّمة لصلاة أو.. ترانيم ؟
سيقول قائل بأنَّ الفقرَ هو السببُ، والغلاء، والهموم الحياتية، والغش، والخداع، والفساد الذي نخــَـرَ في كل مسامات أجسادنا، لكنه ليس سببــًـا مُقنعا، فالدنيا مليئة بشعوب تقتات على الأعشاب وتضحك مِلء فكيها.
كانت الــنكتة المصرية خليطا من كل ألوان البهجة، فأضحت لونين فقط، الأول رمادي والثاني لا لون له.
كان المصري ( سمّيــعـًـا)، إذا أنصتَ .. طرَبَ، وإذا استمع .. انتبه، وإذا رقص زوّرَبَ مصرياً دونما حاجة لليوناني، فجاء المصري الحديث، إذا تكلم فعن القصر أو المسجد أو الكنيسة أو .. عن نار جهنم.
كان المصري يقرأ ولو بشق الأنفس، وكان حارس العمارة يجلس وبجانبه ابنه يقرأ له الصحيفة، وكانت قصور الثقافة متناثرةً في أنحاء أم الدنيا، فحلت معها مولات يقف على أبوابها رجال متجهمون كثيرُ الشبه بخرّيجي تورا بورا، ويبيع فيها فتيات كئيبات كأنهن حصلن على ورقة الطلاق لتوهن.
ماذا حدث للمصري؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال

عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج


 
أعلى