كانت عملية فصلهما أشبه بفصل توأم سيامي قلبهما واحد ونبضهما واحد !
فصلوهما بلا تخدير وبلا تدريج .. وبلا اراده منهما!
ولم تكن النتائج مهمه! فالكرامة أهم!
كان الضجيج عاليا. الجميع يناقش ويقرر ويرفع صوته باستثناءهما.. وقد غرقا في بحر لجي متلاطم الامواج.. يصارعان الموت والوشاة ويتمسكان بقشه الحياة معا!! فلم يرحمهما احد!
كانت الاتصالات تترا واللقاءات والاجتماعات.. فيما يشبه المحاكمة النازيه المعروفة نتائجها!
.
.
كان القرار سريعا والفصل أسرع.. ذبح من الوريد إلى الوريد!!
رفض الاستسلام وظل ممسكا بيدها يقاوم! لكنها كانت تخشى عليه سكاكين التجريح فتوسلته الرحيل!
كانت ضعيفة وخائفه ومخذولة... فما ترك لها الوشاة حرفا تدافع به عنه..!
كانت تحمل له جميلا وفضلا لا يعلمه الا الله.. ولا تستطيع البوح به إلا لسواه..
فهو الذي خلصها بإيمانه من رائحة الإثم برئتيها..
ولكن هل تجروء على الاعتراف أمامهم بذنبها لتبرأه!!
حكايتها طويلة
وسرها عميق
ولن يصدقها احد مثله! لذلك ازدراد الدمع والصمت كان اسهل بكثير من المواجهه!!
أجرى اتصاله الاخير بها..
_ (.....) لن أتخلي عنك.. فكوني قويه.
_ ارجوك .. لقد انتهى كل شيء! خلاص..
بكى وهو يتوسلها الصمود..!!
وبكت وهي تتوسله الرحيل..
قالت له..
_ اطلب منك طلب اخير..!؟
_ اطلبي
_ استحلفك الله لاتقفل بابك في وجهي.. فسأعود يوما لأطرقه! فلا تجازيني بالخذلان كما افعل اليوم بك!
اقسم لها أنه سينتظرها طوال العمر... وسيظل بابه مفتوحا لها طالما كان به نبض ينبض!
اقفلت السماعه... ومضت ليله كامله... وهي بلا طعام او شراب!! لعل القلوب ترق لحالها فتتراجع عن ذبحهما!
انتابها القلق عليه.. فعاودت الاتصال به :
_ الو... وينك؟
_ بجدة
_ بجده!!!!
ارسل لها صورته من ذات الفندق اللذي اختاراه معا... بنفس الجناح!.. وامامه علبة دخانه وبيده سيجارته ! وقد كسا الحزن والشتات عينيه!
لم تسأله عن ما يفعله هناك.. فقد ادركت أنه يبكي على اطلال حلمه بزفاف لم يتم!!
قال لها :
سأعود حين تهدأ الامور.. وسيكون معي الكثيرون ممن يرضاهم والدك..
سكتت... وطال سكوتها ...
أنهت مكالمتها الاخيره... وقبل أن يعود كان قد تم إعدامها!