حوبة الكويت تطارد ظالميها !
الكويت دولة خليجية صغيرة من حيث المساحة وعدد السكان ، تقع جغرافياً في رأس شمال الخليج العربي ، تعرف وتمتاز بالطيب وفعل الخير والبعد عن التدخل في شؤون الأخرين ، وتنشد الأمان والاطمئنان وتعمل على ذلك لتحقيقه لمواطنيها ، ولم تعتدِ - قط - على أحدٍ من جيرانها ، وسياستها متوازنة ومتساوية مع جميع دول العالم !
هذه الدول الخليجية المسالمة ذات السياسة التي تعتمد - إلى حدٍ بعيد - الحيادية ، وتسعى دائماً لرأب الصدع واصلاح ذات البين في العالم العربي فضلاً عن الخليجي ، تعرضت على مدى تاريخها لغزوات وحروب عديدة افتعلها ضدها - ويا للأسف بل يا للعار - بعض جيرانها والمستفيدين من خيراتها ، ففي بداية تكوينها غزاها الاخوان ( اخوان من طاع الله ) 1920م منطلقين من السعودية في عهد عبد العزيز الذي كان لاجئاً مع أُسرته في الكويت حيث أكرمهم الكويتيون ودعموا عبد العزيز ورفاقه بأحسن وأفضل سلاح ذاك الزمان حتى تمكن من استرداد حكم آل سعود من بن رشيد حاكم حائل الذي كان قد استولى على الرياض وطرد آل سعود منها !
وفي العام 1990م غزا الكويت واحتلها العراق بقيادة صدام حسين ، بعد أن عاد من حربه مع ايران التي فرض ايقافها مجلس الأمن بقرار ( 598 ) 1987م وكانت الكويت في مقدمة داعمي المجهود الحربي العراقي حيث أوقفت ميناء الشعيبة ( أكبر ميناء بحري كويتي ) لصالح الواردات والامدادات التسليحية والغذائية المتجهة للعراق ، فكان رد الجميل من العراقي ( البعثي ) هو الغزو والاحتلال للكويت ، وزاد ألم الكويتيين جرحاً غائراً ، مساندة غالبية المستفيدين من خيرات الكويت ، للغزو وتأييد الاحتلال العراقي ، وفي مقدمتهم ( ناكرو الجميل وجاحدو المعروف ورافسو الماعون ) الفلسطينيون الذين كانوا متواجدين في الكويت ابان الغزو العراقي ، وكان تعدادهم 500 ألف فلسطيني ، حيث استقبلوا الغزاة بالزغاريد والأناشيد وشاركوا العراقيين في نقاط السيطرة والتفتيش والتدليل على بيوت حكّام وكبار شخصيات الكويت ، واعتقال الكويتيين وتسليمهم للعراقيين ليعدموهم على عتبات بيوتهم أمام أُسرهم مبالغة وإمعاناً في بث الرعب والفزع في النفوس ، والأُردن ( في عهد حسين بن طلال ) الذي ناصر صدام بالمشاركة الفعلية وبالسلاح ذات المصنعية الأُردنية ، وسياسياً واعلامياً ساند الغزو العراقي للكويت ، السودان ، وتونس ، وليبيا ، وموريتانيا ، واليمن ( في عهد علي عبد الله صالح ) فقيّض الله للكويت المظلومة العالم الحر أجمعه بقيادة أمريكا ( في عهد النسر الأشم
جورج دبليو بوش - رحمه الله ) الذي حشد التحالف العالمي وقاد عاصفة الصحراء لتحرير الكويت ، وقد تم ذلك !
ومنذ خمس سنوات تعمدت السعودية الاضرار بالكويت من خلال اجبار الأخيرة على عدم استخراج النفط من المنطقة المقسومة بمبررات واهية وحججة كاذبة ، فأحرمت الكويت من 300 ألف برميل يومياً ، وهي كمية مهمة للكويت ، وفقدان عائداتها المالية له أثر بالغ الضرر بمعيشة الكويتيين ، بينما السعودية تنتج من غير تلك المنطقة 12 مليون برميل يومياً وليست بحاجة لبترول المنطقة المقسومة !
وفي يوم السبت 14 سبتمبر ضرب اليمنيون حقلي نفط ومصفاتي بقيق وخريص في المنطقة الشرقية السعودية ، فتوقف نتيجة لذلك الانتاج البترولي السعودي بمقدار 6 مليون برميل باليوم ، الأمر الذي قلب السعودية رأساً على عقب ، بين باكية وشاكية ، ومتهمة ومتوعدة ، ومن ضمن ما قيل في هذه المعمعة الارتباكية السعودية ، أن الطائرات المسيّرة التي ضربت حقلي بقيق وخريص ، أتت من العراق عبر الأجواء الكويتية ( غمزة ولمزة ) بإتهام الكويت وتحميلها المسؤولية تمهيداً - ربما - لضربها ، لأنها الضلع الذي تعتبره السعودية ضعيفاً بعكس ايران المرعبة والعراق المخيفة للسعودية !
فهل يا ترى تكيّف السعودية التهمة ضد الكويت ، فتشكل لها عاصفة حزم على غرار عاصفة حزم اليمن ، أو تختلق لها زوبعة مماثلة لزوبعة قطر فتقاطعها وتحاصرها بمساعدة المستذنب لها والمسترزق منها ؟
وإذا حصل هذا التصرف .. من قبل السعودية ، فهل يستفيد الكويتيون ويفيقون من غفلتهم ويتخلصون من انكسارهم العاطفي الذي ظهروا به بعد ( التحرير ) استسلاماً وارتعاباً من ألسنة التمنّن والمعاير التي يقصفون بها ليل نهار من تلك الدار اذاما حصل خلاف ولو ليس له مقدار ، وهو ديدنٌ دأب عليه اعلام وأقلام أولائك الذين ينسون بل ويتجاهلون وينكرون المفعول لهم قبل فعلهم للأخرين ، ولهذا ولدرئه واتقائه أخضع الكويتيون أنفسهم وبلدهم وكمموا الأفواه والأقلام الكويتية المثقفة عن التطرق للسعودية بغير المديح والاشادة والتمجيد ، وكأن السعودية هي الإله المحيي المميت الرازق الوهاب الذي يُقصد ويوقف له بالدعاء على الباب !؟
بقلم سفاري
18 سبتمبر 2019م
الكويت دولة خليجية صغيرة من حيث المساحة وعدد السكان ، تقع جغرافياً في رأس شمال الخليج العربي ، تعرف وتمتاز بالطيب وفعل الخير والبعد عن التدخل في شؤون الأخرين ، وتنشد الأمان والاطمئنان وتعمل على ذلك لتحقيقه لمواطنيها ، ولم تعتدِ - قط - على أحدٍ من جيرانها ، وسياستها متوازنة ومتساوية مع جميع دول العالم !
هذه الدول الخليجية المسالمة ذات السياسة التي تعتمد - إلى حدٍ بعيد - الحيادية ، وتسعى دائماً لرأب الصدع واصلاح ذات البين في العالم العربي فضلاً عن الخليجي ، تعرضت على مدى تاريخها لغزوات وحروب عديدة افتعلها ضدها - ويا للأسف بل يا للعار - بعض جيرانها والمستفيدين من خيراتها ، ففي بداية تكوينها غزاها الاخوان ( اخوان من طاع الله ) 1920م منطلقين من السعودية في عهد عبد العزيز الذي كان لاجئاً مع أُسرته في الكويت حيث أكرمهم الكويتيون ودعموا عبد العزيز ورفاقه بأحسن وأفضل سلاح ذاك الزمان حتى تمكن من استرداد حكم آل سعود من بن رشيد حاكم حائل الذي كان قد استولى على الرياض وطرد آل سعود منها !
وفي العام 1990م غزا الكويت واحتلها العراق بقيادة صدام حسين ، بعد أن عاد من حربه مع ايران التي فرض ايقافها مجلس الأمن بقرار ( 598 ) 1987م وكانت الكويت في مقدمة داعمي المجهود الحربي العراقي حيث أوقفت ميناء الشعيبة ( أكبر ميناء بحري كويتي ) لصالح الواردات والامدادات التسليحية والغذائية المتجهة للعراق ، فكان رد الجميل من العراقي ( البعثي ) هو الغزو والاحتلال للكويت ، وزاد ألم الكويتيين جرحاً غائراً ، مساندة غالبية المستفيدين من خيرات الكويت ، للغزو وتأييد الاحتلال العراقي ، وفي مقدمتهم ( ناكرو الجميل وجاحدو المعروف ورافسو الماعون ) الفلسطينيون الذين كانوا متواجدين في الكويت ابان الغزو العراقي ، وكان تعدادهم 500 ألف فلسطيني ، حيث استقبلوا الغزاة بالزغاريد والأناشيد وشاركوا العراقيين في نقاط السيطرة والتفتيش والتدليل على بيوت حكّام وكبار شخصيات الكويت ، واعتقال الكويتيين وتسليمهم للعراقيين ليعدموهم على عتبات بيوتهم أمام أُسرهم مبالغة وإمعاناً في بث الرعب والفزع في النفوس ، والأُردن ( في عهد حسين بن طلال ) الذي ناصر صدام بالمشاركة الفعلية وبالسلاح ذات المصنعية الأُردنية ، وسياسياً واعلامياً ساند الغزو العراقي للكويت ، السودان ، وتونس ، وليبيا ، وموريتانيا ، واليمن ( في عهد علي عبد الله صالح ) فقيّض الله للكويت المظلومة العالم الحر أجمعه بقيادة أمريكا ( في عهد النسر الأشم
ومنذ خمس سنوات تعمدت السعودية الاضرار بالكويت من خلال اجبار الأخيرة على عدم استخراج النفط من المنطقة المقسومة بمبررات واهية وحججة كاذبة ، فأحرمت الكويت من 300 ألف برميل يومياً ، وهي كمية مهمة للكويت ، وفقدان عائداتها المالية له أثر بالغ الضرر بمعيشة الكويتيين ، بينما السعودية تنتج من غير تلك المنطقة 12 مليون برميل يومياً وليست بحاجة لبترول المنطقة المقسومة !
وفي يوم السبت 14 سبتمبر ضرب اليمنيون حقلي نفط ومصفاتي بقيق وخريص في المنطقة الشرقية السعودية ، فتوقف نتيجة لذلك الانتاج البترولي السعودي بمقدار 6 مليون برميل باليوم ، الأمر الذي قلب السعودية رأساً على عقب ، بين باكية وشاكية ، ومتهمة ومتوعدة ، ومن ضمن ما قيل في هذه المعمعة الارتباكية السعودية ، أن الطائرات المسيّرة التي ضربت حقلي بقيق وخريص ، أتت من العراق عبر الأجواء الكويتية ( غمزة ولمزة ) بإتهام الكويت وتحميلها المسؤولية تمهيداً - ربما - لضربها ، لأنها الضلع الذي تعتبره السعودية ضعيفاً بعكس ايران المرعبة والعراق المخيفة للسعودية !
فهل يا ترى تكيّف السعودية التهمة ضد الكويت ، فتشكل لها عاصفة حزم على غرار عاصفة حزم اليمن ، أو تختلق لها زوبعة مماثلة لزوبعة قطر فتقاطعها وتحاصرها بمساعدة المستذنب لها والمسترزق منها ؟
وإذا حصل هذا التصرف .. من قبل السعودية ، فهل يستفيد الكويتيون ويفيقون من غفلتهم ويتخلصون من انكسارهم العاطفي الذي ظهروا به بعد ( التحرير ) استسلاماً وارتعاباً من ألسنة التمنّن والمعاير التي يقصفون بها ليل نهار من تلك الدار اذاما حصل خلاف ولو ليس له مقدار ، وهو ديدنٌ دأب عليه اعلام وأقلام أولائك الذين ينسون بل ويتجاهلون وينكرون المفعول لهم قبل فعلهم للأخرين ، ولهذا ولدرئه واتقائه أخضع الكويتيون أنفسهم وبلدهم وكمموا الأفواه والأقلام الكويتية المثقفة عن التطرق للسعودية بغير المديح والاشادة والتمجيد ، وكأن السعودية هي الإله المحيي المميت الرازق الوهاب الذي يُقصد ويوقف له بالدعاء على الباب !؟
بقلم سفاري
18 سبتمبر 2019م