إمبراطورية المال بقلم:هنرى كوستين:: الفصل الثانى والعشرون :الإحتكارات فى الجزائر::يعرض للكتاب:ناجى عبدالسلام السنباطى

*إمبراطورية المال بقلم:هنرى كوستين
********************************
*الإحتكارات فى الجزائر
********************************
*الفصل الثانى والعشرون
*********************************
*يعرض للكتاب:ناجى عبدالسلام السنباطى
***********************************
**لم يعد خافيا على أحد الدور الكبير الذى تلعبه الإحتكارات الدولية فى حرب الجزائر.
***************************************
..
** نسمع من وقت إلى آخر ...إسما من أسماء هؤلاء الذين يلعبون اللعبة الكبرى فى الجزائر...ولكن الأسماء الكبرى .. والمصالح(الكوزموبوليتية:العالمية) تبقى وراء الستار.!!
***************************************
** تسعى كبرى الإحتكارات الأنجلو أميركية إلى وراثة مصالح فرنسا فى الجزائر....
**************************************
** يقول أحد المسئولين الفرنسيين: ينتابنا الشعور من خلال أشكال الثورات والدعايات بأن بعض الدول ترمى من وراء ذلك إلى وراثة فرنسا والحلول محلها فى الجزائر!!!!
*************************************
**يفهم من الجدل بين الإحتكاريين محاولة كل مجموعة الحصول على قضمة كبيرة من كعكة(موارد) الشعوب.
*************************************
*************************************
***عرض التفاصيل:
*****************
** نعم اننا نسمع من وقت إلى آخر ..أسماء بعض صغار الشخصيات (كبوورجو وبلاشيت وغيرهم )...وهم يتمتعون بدون أدنى شك بنفوذ كبير فى الجزائر..... لكنهم على الرغم من كل ذلك يتبعون من هم أكبر منهم ... هؤلاء الذين يعود إليهم الفضل الأكبر فى إزدياد ثروتهم.....‘إنهم سجناء النظام الرأسمالى....كما كان الأمراء فى القرون الوسطى سجناء النظام الإقطاعى.
**فالسيدان (بورجو وبلاشيت).... لايساويان شيئا لوحدهما....فهما واسعا الثراء.....ولكن ماذا يبقى لديهما إذا خطر بببال كبار رجال المال...أن يقطعوا علاقاتهم معهما؟!!!إنهما الخادمان المخلصان للأوساط المالية.
**ولاشك أن سلطة رأس المال فى الجزائر تكمن فى عدم معرفة هوية كبار الرأسماليين الذين يستفيدون فى الجزائر....ولنلقى نظرة الآن على أكفأ الشركات الإقتصادية والمالية فى هذا البلد:"تعد الشركة الجزائرية للتسليف والصيرفة اكبر قوة مالية فى الجزائر فهى تملك شبكة مؤلفة من 21 وكالة ومكتبا تشمل جميع مناطق إفريقيا الشمالية............تتبع هذه الشركة فى إدارتها (بنك الإ تحاد الباريسى)...المؤسسة ذات( النفوذ البروتستانتى) الكبير... والتى كان (بيير ديجول...شقيق الجنرال ديجول.... مديرا لها خلال الحرب(وقد حققت 202 مليون فرنك فرنسى من الأرباح خلال عام 1953)... وتربط هذا المصرف الذى يتحكم بمئات المليارات صلات وثيقة بالشركة الجزائرية التى تملك 65 ألف هكتار فى منطقة قسطنطينة القديمة.
**أما البنك الوطنى للتجارة والصناعة فى باريس فله مايعادل 30 وكالة فى إفريقيا الشمالية..وقد حقق 137 مليون فرنك فرنسى من الأرباح عام 1953 م و151 مليون فرنك عام 1956 م.
**كما يقوم بنك الكيردى فونسيه للجزائر وتونس بالإشتراك مع بنك الهند الصينية بكافة عملياته فى الجزائر وتونس ومراكش(المغرب) والشرق الأوسط وحتى فى فرنسا....ويزاول --علاوة على القروض العقارية المؤمنة – االعمليات المصرفية العادية وبصورة خخاصة عمليات الحسم(الخصم).... وقد بلغت أرباحه 166 مليون فرنك فرنسى عام 1953 م و185 مليون فرنك فرنسى عام 1956م
**وقد حقق البنك الصناعى لإفريقيا الشمالية الذى يساهم فيه بنك الهند الصينية وبنك ورمس وشركاه 97 مليون فرنك فرنسى من الأرباح عام 1953 م.,....وبعد أن تباطأت عملياته بعض الشىء بسبب حرب الجزائر ....عاد فقوى مركزه...وأصبحت أرباحه تعادل 238 مليونا من الفرنكات.
**أما الأرباح الأكثر أهمية فقد حصلت عليها (شركة الأونيزا حيث بلغت أرباحها 1710 مليون فرنك عام 1953 و1930 مليون فرنك عام 1954 أى قبل الثورة الجزائرية وهذه المؤسسة الجزائرية سنويا من 2 إلى2.5 مليون طن فى ميدان المعادن وتقدر الكميات الإحتياطية لديها ب200 مليون طن....أما شركة معادن مشتى الحديد (فأرباحها الصافية 912 مليون فرنك فرنسى عام 1953) ولم يبق لها سوى مصالح ضئيلة فى الججزائر نفسها....لكنها تستتثمر مع ذلك منجما للحديد فى بنى صاف هذا المنجم الذى اعطى 319 طن عام 1956 م....تأتى بعد ذلك شركة مناجم ميليانا التى حققت 33 مليون من الأرباح الصافية عام 1953 م....ومنذ هذهه السنة توقفت عمليات إستغلال مناجم الزنك الواقعة قرب قسطنطينة... بسبب العمليات الحربية......لكن أعمال مناجم (أوستا ومزلولة).... إستمرت على الرغم من الخسارة الشديدة التى لحقت بها..وأنتجت (شركة فوسفات قسطنطينة)....التى يسيطر عليها إتحاد المناجم 605000 طن من الفوسفات المستخرج بشكل رئيسى من منجم (كويف) الواقع على بعد26 كيلومترا من الحدود التونسية وتملك الشركة كذلك مصالح فى مختلف الشركات المنتجة للفوسفات فى إفريقيا الإستوائية الفرنسية وتقدر أرباحها ب178 مليون فرنك فرنسى عام 1953م وتقدر أرباحها عام 1956 م ب198 ملليون فرنك فرنسى وتقدر أرباحها عام 1957 م ب219 مليون فرنك فرنسى.
***وحصلت الشركة الجزائرية للمنتجات الكيماوية والأسمدة بمعاملها الأربعة فى إفريقيا الشمالية ...على أرباح صافية قدرها 125 مليون فرنك فرنسى عام 1954 ولكن فى عام 1956 بسبب الحرب الجزائرية حصلت على أرباح صافية تقدرب54 مليون فرنك فرنسى.
***أما منافسها (الإتحاد التجارى الزراعى)....الذى يملك معامل الأسمدة المركبة فى مدينتى الجزائر ووهران....فإنها تمثل إحتكار(شركة كولمان وشركة بوتاس الألزاس)... وتبلغ أرباحها السنوية مايقرب من 40 مليون فرنك فرنسى.....وشركة أسمنت وهران التى ضاعفت مبيعاتها مايعادل نصف رأسمالها أى 770 مليون فرنك فرنسى ...وسجلت شركة إفريقيا الشمالية لأسمنت(لافارج).... أرباحا طائلة ففى عام 1953م قدرت الأرباح ب148 مليون فرنك فرنسى وفى عام1956 م قدرت الأرباح ب137 مليون فرنك فرنسى......أما بقية الشركات فقد سجلت هى أيضا بدورها....أرباحا كبيرة على الرغم من إستمرار الحرب.
****ولاشك أنه من السخرية القول بأن الإحتكارات المالية والإقتصادية.....لم تحقق أرباحا طائلة فى الجزائر.....وتسعى كبرى الإحتكارات الأنجلو أميركية إلى وراثة مصالح فرنسا فى الجزائر....وقد عبر عن ذلك المسيو (كريستيان بينو).... فى إحدى الولائم بقوله"ينتابنا الشعور من خلال أشكال الثورات والدعايات بأن بعض الدول ترمى من وراء ذلك إلى وراثة فرنسا والحلول محلها فى الجزائر".
**فإذا علمنا أن هذا الحديث جرى أممام ممثلى الصحف الأنجلو أميركية) فى باريس ....أدركنا بدون أية صعوبة لمن يوجه وزير الخارجية الفرنسية كلامه....وقد عبر فى ذلك الوقت .. السيد( روبرت لاكوست) وزير الجزائر!!!(بالطبع فى الحكومة الفرنسية)!! عن نفس الفكرة بقوله"....إن كل إنسان....يفكر فى جنى الأرباح...من منابع البترول المكتشفة فى الصحارى الجزائرية....وهم يعتقدون منذ الآن أن بوسعهم الحصول على الفوائد والأرباح المماثلة لما تجنيه الأرامكو وغيرها من الشركات الإحتكارية الكبرى من إستثمارات البترول..."
*************************************************************
*يتبع:الفصل الثالث والعشرون:إحتكارات البترول تتحكم!!!!
 
أعلى