الحافظ الله ياكويت
عضو فعال
كثير من الزعماء والقادة يضعون حاجزاً او حواجز بينهم وبين زوارهم ومن يقتربون منهم. الحاجز قد يكون وجها صارما، او نظارة سوداء او حتى سيجارا كوبيا. انه اي شيء يشعر الزائر بأنه امام شخصية يجب ان تُقَّدر او تُهاب. حاجز صباح الاحمد هو ابتسامته، والغريب انها تؤدي المهمة بشكل فعال. فأنت تشعر انك قريب دون ان تنال من الهيبة، وانك اديب ايضا دون تكلف، فأنت في النهاية في حضرة صباح الاحمد.
تحدث سموه كثيراً عن الخير والامن الذي تنعم به الكويت. فالنعم، كما يراها سموه، كثيرة، ولدينا النعمة الكبرى وهي فضل الله في حفظ الكويت ورعاية اهلها ومصالحها، وليس علينا سوى ان نشكر ونحمد، نقنع بنصيبنا وحظوظنا ونعمل في ذات الوقت من اجل الافضل.
تحدث سموه بإسهاب وبأرقام عن انجازات الحكومة السابقة في مجال الاسكان والصحة، حيث وفرت مئات الاراضي للسكن ومئات الأس.رّة ايضا للمستشفيات، بناء على خطة عاجلة، وقدمت العديد من الخدمات دون ضجيج او بهرجة اعلامية. بعض مشاكلنا، كما يراها صاحب السمو، نتج عن «التكويت» غير المدروس لبعض المرافق والمؤسسات. الان علينا اعادة بناء هذه المؤسسات واستدراك ما فات وتصحيح ما اعوج بفعل العجالة وعدم التخطيط.
إننا نريد بناء بلدنا لمصلحة ابنائنا.
طبعا كان لدي بعض الاسئلة، وبعضها «ما ينسئل»، لكن لما اوضحت ذلك لسموه قال «لا تخلي شيء طلع اللي في قلبك»، قلت ما في قلبي غير الخير، وفي محاولة لتحميل الغير اللوم، إن اتاني لوم او عتب، قلت: الناس تقول.. فسأل مشجعاً «ما يقولون؟». فقلت له يقولون ان سموك تصر على ان تفرض عليهم الشيخ احمد الفهد. فرد مستنكرا.. انا افرض احمد الفهد؟! كيف افرض احمد الفهد؟! قلت: في كل مناسبة يكون معك وتحرص على ان تضعه في الصورة. فقال: شوف، الشيخ احمد الفهد ولد اخوي.. معقول الا تكون لي علاقة مع ولد اخوي؟!
طبعا، شجعتني الابتسامة والرد الهادئ فواصلت «صح بس سموك تصطحبه في المناسبات الرسمية.. كافتتاح مجلس الامة». «احمد الفهد يقود السيارة بي، مثل ما محمد الصباح يقودها لا اكثر ولا اقل.. ولا هو ولا انا نقصد من ذلك شيئا» قالها بحزم دون ان تفارقه الابتسامة.
نتائج الانتخابات كان لا بد من ان تفرض حضورها على الحوار فاكد سموه «انها خيارات الناس ونحن ملتزمون بما يختارون.. لكن كنت اتمنى من كل قلبي ان تكون لدينا امرأة ضمن الفائزين».
وجدتها فرصة للترويج لفكرة توزير اكثر من وزيرة، التي كتبت فيها اكثر من مرة، فقلت: خلاص اذن لتأمر سموك بتوزير اكثر من امرأة، فرد سموه.. آمر من؟.. فاتني انه استنكار اكثر منه استفهاماً، وبينما كنت احاول ان احدد له من يأمر، واصل سموه «انا لا اتدخل في التشكيل الوزاري». فقلت له: إنهم وزراؤك يا صاحب السمو، فقال «انا اراجع الاسماء واوافق على التشكيل لكني لم افرض على الشيخ ناصر المحمد شيئاً».
ويجب الملاحظة هنا ان سموه استخدم لفظة «شيء» بمعناها العام وليس «شخص او وزير».. اي ان الشيخ ناصر مفوّض تفويضا كاملا في كل شيء او هذا ما فهمته انا من الاجابة. هذا قاد بالطبع الى السؤال الذي حمل اجابته الامر الاميري بتكليف رئيس مجلس الوزراء «هل لا يزال الشيخ ناصر المحمد يحظى بثقتك؟»، اجاب سموه بان ثقته بالشيخ ناصر المحمد ثقة كاملة، وكان هناك تشديد على «الكاملة» قبل ان يضيف «ولكن ثقتي اهتزت ببعض الناس».
رساله لكي يفهم من يريد أن يفهم
وأقول لهم أتقوا شر الحليم اذا غضب
وكفاااااااااااااااااناااااااااااااااااااااااااااا أزماااااااااااااااااااااات
نبي نرتاح
