قراءة فى كتاب دلائل النبوة

رضا البطاوى

عضو ذهبي
قراءة فى كتاب دلائل النبوة

مؤلف الكتاب هو أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المُسْتَفاض الفِرْيابِي (المتوفى 301هـ) ويوجد بنفس العنوان عدة كتب منها كتاب للبيهقى
ومعنى دلائل أدلة ومن ثم يكون معناه الأدلة على نبوة النبى(ص) الأخير والغريب أن الكتاب ومثله كل الكتب المماثلة له تستخدم فى إثبات النبوة شىء واحد وهو الآيات التى تعنى المعجزات المرئية والملموسة والمحسوسة وهو ما منعه الله فى عهد النبى الأخير (ص) فقال :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
وقد كان النبى(ص) يتمنى نزول آية فأخبره الله أنه لن يعطيه الآية وهى المعجزة للناس حتى لو طلب سلم للسماء أو طلب نفق يبحث منه عن معجزة فى الأرض وفى هذا قال تعالى :
"وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين"
وعلى الضد من القرآن الذى استخدم الأدلة البرهانية العقلية استخدم القوم الأدلة التى يصفها البعض بالمادية الظاهرة
الكتاب قام على أساس تجميع عدة روايات تتحدث عن معجزة واحدة ثم ذكرها خلف بعضها وسوف نقوم بمناقشتها وإظهار بطلانها وهى:
"باب ما روي أن النبي (ص)كان يدعو في الشيء القليل من الطعام فيجعل فيه البركة حتى يشبع منه الخلق الكثير"
1 - حدثكم أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال حدثني أبي قال كنا مع رسول الله في غزوة فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهرهم وقالوا يبلغنا الله عز وجل به فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم قال يا رسول الله كيف بنا إذا نحن لقينا غدا جياعا رجالا ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم فتجمعه فتدعو فيها بالبركة فإن الله عز وجل سيبلغنا بدعوتك - أو قال سيبارك لنا في دعوتك - فدعا رسول الله (ص)ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع فجمعه ثم قام فدعا الله عز وجل بما شاء أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم وأمرهم أن يحثوا فما بقي في الجيش وعاء إلا ملئوه وبقي مثله فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه وقال «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله عز وجل عبد مؤمن بهما إلا حجبتا عنه النار يوم القيامة»
2 - حدثنا جعفر قال قرأت على أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قلت حدثكم عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله (ص)نزل في غزوة غزاها فأصاب أصحابه جوع وفنيت أزوادهم فجاؤوا إلى رسول الله (ص)يشكون ما أصابهم ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم فأذن لهم فخرجوا فمروا بعمر بن الخطاب فقال من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا رسول الله (ص)في أن ينحروا بعض إبلهم قال فأذن لهم؟ قالوا نعم قال فإني أسئلكم - أو أقسم عليكم - إلا رجعتم معي إلى رسول الله فرجعوا معه فذهب عمر إلى رسول الله (ص) قال يا رسول الله أتأذن لهم أن ينحروا بعض رواحلهم فماذا يركبون؟ قال رسول الله «فماذا أصنع بهم؟ ليس معي ما أعطيهم» قال عمر بلى يا رسول الله تأمر من كان معه فضل من زاده أن يأتي به إليك فتجمعه على شيء ثم تدعو فيه ثم تقسمه بينهم قال ففعل فدعا بفضل أزوادهم فمنهم الآتي بالقليل والكثير فجعله في شيء ثم دعا فيه ما شاء الله عز وجل أن يدعوا ثم قسمه بينهم فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل فقال عند ذلك «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله من جاء بها يوم القيامة غير شاك أدخله الله عز وجل الجنة»
3 - حدثنا جعفر قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة - شك الأعمش - قال لما كانت غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال لهم رسول الله «افعلوا»قال فجاء عمر فقال يا رسول الله إنهم إن فعلوا قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع لهم عليه بالبركة فلعل الله تعالى أن يجعل في ذلك - قال عمر وحسب قال - خيرا قال فدعا رسول الله (ص)بنطع فبسطه ثم دعاهم بفضل أزوادهم قال فجعل الرجل يجيء بالكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة حتى جمع على النطع من ذلك ثم دعا عليه بالبركة ثم قال «خذوا في أوعيتكم» قال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلا ملئوه قال وأكلوا حتى شبعوا وفضلت منه فضلة فقال رسول الله (ص) «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى بها عبد غير شاك فيحتجب عن الجنة» قال عمرو بن محمد «حدث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد ولم يحدث به بالكوفة»
هذه الرواية فى وجود مجاعة فى غزوة تبوك تتناقض مع وجود عطش فيها فى الرواية التالية:
42 - حدثنا جعفر قال حدثني علي بن سهل بن المغيرة قال حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال قيل لعمر بن الخطاب حدثنا شأن جيش العسرة فقال عمر خرجنا مع رسول الله إلى تبوك في قيظ شديد فنزل منزلا أصابنا فيه عطش حتى حسبنا أن تنقطع رقابنا حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع وحتى إن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ثم يجعل ما بقي على صدره فقال أبو بكر يا رسول الله إن الله عز وجل قد عودك في الدعاء خيرا قال «أتحب ذلك؟» قال نعم قال فرفع رسول الله صلى الله عليه يديه فلم يرجعهما حتى قالت السحاب فأظلت ثم أمطرت فملئوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر"
وروايتا الجوع والعطش تناقضان أن الموجود كان جهد الظهور فى الرواية التالية:
50 - حدثنا جعفر قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال ثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال غزونا مع رسول الله (ص)غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إلى رسول الله ما بظهرهم من الجهد فتحين بهم مضيقا سار الناس فيه ورسول الله يقول «مروا بسم الله» فمروا فجعل ينفخ بظهرهم وهو يقول «اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر» قال فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزمتها - قال فضالة فقلت هذه دعوة رسول الله (ص)على القوي والضعيف فما بال الرطب واليابس - فلما قدمنا الشام وغزونا غزوة قبرص في البحر ورأيت السفن وما تحمل فيها عرفت دعوة رسول الله (ص)"
4 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو بكر بن أبي النضر قال حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا عبيد الله الأشجعي عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله (ص)في مسيرة فنفدت أزواد القوم قال حتى هم بنحر بعض جمالهم قال فقال عمر يا رسول الله إن جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله تعالى عليها ففعل فجاء ذو التمرة بتمرة وذو البرة ببرة وقال مجاهد وذو النواة بنواة قال فقلت وما كانوا يصنعون بالنوى؟ قال يمصونه ويشربون عليه الماء قال فدعا عليها حتى ملأ القوم أزودتهم قال فقال عند ذلك «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى بها عبد غير شاك فيها إلا دخل الجنة»
5 - حدثنا جعفر قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال خرجنا مع رسول الله حتى إذا كنا بعين الروم التي يقال لها عين تبوك أصابنا جوع شديد قلت يا رسول الله نلقى العدو غدا وهم شباع ونحن جياع قال فخطب الناس ثم قال «من كان معه فضل طعام فليأتنا به» قال وبسط نطعا فأتي ببضعة وعشرين صاعا فجلس رسول الله (ص)ودعا بالبركة ثم دعا الناس فقال «خذوا» فأخذوا حتى جعل الرجل يربط كم قميصه ثم يأخذ فيه فصدروا وفضلت فضلة فقال رسول الله (ص) «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يقولها رجل محق فيدخل النار»
التناقضات:
الأول بعض الروايات تقول أن الرسول(ص) اذن للقوم بنحر وهو ذبح الإبل أو الجمال مثل:
"فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهرهم وقالوا يبلغنا الله عز وجل به فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم وفنيت أزوادهم " وهو ما يناقض أنه الرسول(ص) أذن لهم فى رواية مثل:
"فجاؤوا إلى رسول الله (ص)يشكون ما أصابهم ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم فأذن لهم"
الثانى أن القوم ذهبوا للنبى(ص) أولا فأذن لهم ثم مروا على عمر فأخبروه فى الرواية التالية:
" فمروا بعمر بن الخطاب فقال من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا رسول الله (ص)"
وهو ما يناقض أن عمر كان عند النبى(ص) ساعة الإذن وهو قول الرواية الآتية:
"فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم قال يا رسول الله كيف بنا فماذا يركبون؟ قال رسول الله «فماذا أصنع بهم؟ ليس معي ما أعطيهم»"
الثالث الباقى من الزاد وهو فى رواية مثل الذى ملئوه وهو قولها"
فما بقي في الجيش وعاء إلا ملئوه وبقي مثله فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه " وهو ما يناقض كونه تبقة بقية وليس مثل الملء وهو قول رواية"فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل"
الرابع وهو مقدار ما قام به القوم ففى رواية كف من ذرة أو تمر أو كسرة وهو قولها:
"فدعا رسول الله (ص)بنطع فبسطه فجعل الرجل يجيء بالكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة "
وهو ما يناقض وجود من أحضر أكثر من الكفوف كالصاع فى قول الرواية التالية" أكثر فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع"
وهو ما يناقض أنهم اتوا بكذا وعشرين صاعا فى قول رواية" قال وبسط نطعا فأتي ببضعة وعشرين صاعا"
البقية http://vb.7mry.com/t354872.html#post1820848
 
أعلى