قراءة فى كتاب فضائل القرآن

رضا البطاوى

عضو ذهبي
قراءة فى كتاب فضائل القرآن
الكتاب تأليف محمد بن عبد الوهاب وكما هى عادة معظم كتب التراث نجد المؤلفين مجموعة من جامعى الروايات وبعض الآيات فلا نجد شرح أو تنظيم للمادة العلمية ولا نقد للروايات أو لبيان اختلافها وتناقضها أو حتى اتفاقها مع القرآن وإنما كل همهم هو رص الروايات خلف بعضها فى الباب الذى اختار له العنوان أو الكتاب الذى اختار له موضوعه وهو أمر غريب لا يمكن أن يكون فعله علماء الإسلام لأن الغرض من أى كتاب عند المسلمين هو تفهيم الناس أحكام الله
محمد بن عبد الوهاب يذكر فى الكتاب عنوان الباب وبعده يذكر آيات أو لا يذكر آيات ثم يذكر الروايات التى هى الأساس فى الكتاب ويستهل الكتاب بالباب التالى::
(1) باب فضائل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه:
وقول الله عز وجل: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وقوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
وعن عاثشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (ص): "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" أخرجاه "
الخطأ أن القارىء الشاق عليه القرآن له أجران ويعارض هذا أن الحسنة مثل القراءة بعشر حسنات وليس باثنتين أى أجرين فقط وفى هذا قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
"وللبخاري عن عثمان (رضي الله عنه) أن رسول الله (ص) قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
الخطأ أن خيار المسلمين من تعلم القرآن وعلمه وهو تخريف لأن خيار المسلمين هم المجاهدين حيث رفعهم على القاعدين درجة فى الجنة وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "ومن ثم فالمجاهدين هم الأحسن أعمالا
"ولمسلم عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" وله عن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي (ص) يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة "البقرة وآل عمران" وضرب لهما رسول الله (ص) ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما"
الخطأ المشترك بين الروايتين مجىء سورتين مع المسلمين فى الأخرة ويخالف هذا أن الإنسان مسلما أو كافرا يترك كل شىء معه فى الدنيا ويأتى يوم القيامة فردا وحيدا وفى هذا قال تعالى "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم"
"وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص): "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح "
الخطأ أن الحرف بـ10 حسنات مخالف للأجر وهو دخول العامل للصالح الجنة وأى عمل غير مالى بـ10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وبـ700أو 1400حسنة إذا كان عمل مالى مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " "وله، وصححه عن عبد الله بن عمرو عن النبي (ص) قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها " ولأحمد نحوه من حديث أبي سعيد وفيه: "فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه ") ولأحمد أيضا عن بريدة مرفوعا:"تعلموا سورة البقرة" فذكر مثل ما تقدم في الصحيح في البقرة وآل عمران"
"وفيه: "وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسا والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا"
الخطأ المشترك بين الروايات أن الجنة منازل أى درجات بعدد آيات القرآن ويخالف هذا كون الجنة درجتين أى منزلتين واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
"وعن أنس أن رسول الله (ص) قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" رواه أحمد والنسائي "
المستفاد المؤمنون العاملون بالقرآن هم أهل الله أى حزب الله
(2) باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم
وكان القراء أصحاب مجلس عمر كهولا كانوا أو شبابا، عن أبي مسعود أن رسول الله (ص) قال: "يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا"
الخبل هنا هو أن الناس سيتركون الصلاة ليتساءلوا ويختبروا بعضهم البعض من الأعلم بالسنة أو من الأقدم هجرة أو من الأكبر فى السن وبالقطع المر ليس هكذا فإنما يوجد فى كل حى أو بلدة عالم معروف بتعلمه فى مدرسة الدعوة ويكون معه اخر احتياطى إن غاب أحدهما صلى الأخر وفى حالة عدم وجود عالم يصلى الناس كل واحد منفردا لأن المسألة لو تركت لكل منهم لن يتفقوا على أحدهم
"وفي رواية سلما "ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" رواه مسلم "
المستفاد الصلاة فى البيوت إمامها رب البيت إلا أن يأذن لضيفه إن علم أنه أعلم منه
"وللبخاري عن جابر: "أنه (ص) كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد (في ثوب واحد) ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد"
الخبل هو أن القائد سيترك عمله فى القيادة ليسأل الناس من الأكثر أخذا للقرآن والغريب هو أنه يسأل الناس وهو معلمهم الذى كان يعرف من الأحفظ والأكثر فهما للقرآن كما قال تعالى "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"وبالقطع هذا لم يحدث كما أن الوضع أولا أو اخرا لن يفيد الميت لشىء
"وعن أبي موسى أن رسول الله (ص) قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان" حديث حسن رواه أبو داود"
الخطأ إكرام المذكورين فقط فى القول وهو ما يخالف أن الله طالب المسلمين للإكرام الكل وهو الإحسان لهم بقوله تعالى" وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"

البقية https://arab-rationalists.yoo7.com/t1015-topic#1219
 
أعلى