قراءة فى كتاب عثمان بن مظعون

رضا البطاوى

عضو ذهبي
قراءة فى كتاب عثمان بن مظعون
الكتاب تأليف فارس تبريزيان الحسون وهو من أهل العصر وهو ينتمى للمذهب الشيعى وقد استهل الكتاب بالدفاع عن الشيعة بكونهم يحترمون الصحابة ويجلونهم فقال:
"إن الذي حرضني على انتخاب هذا الموضوع والكتابة عنه جهات عديدة، أهمها شبهة وجهت ـ ولا تزال توجه ـ إلى الشيعة: بأنهم لا يحترمون صحابة رسول الله (ص)، ويقعون فيهم سبا وطعنا
وهذه الشبهة لا أساس لها من الصحة، فإن الشيعة تضع وافر احترامها في صحابة رسول الله (ص)وتعظمهم،وتقتدي بهم، وتجعلهم منارا تستنير به، أولئك الذين لم يرتدوا ولم يبدلوا ولم يبدعوا في الدين وبقوا على منهج النبي (ص) فالشيعة تجري قواعد الجرح والتعديل على الجميع حتى الصحابة، فمن كان منهم على دين محمد (ص)ومات وهو على يقين من أمره، ولم يشك في دينه، فتجعله في أعلى القمم، وتقتدي به، ومن أبدع وشك في نبيه ودينه وبدل وغير، فالشيعة وكل حر جعل العقل إمامه يرفضه وينبذه ولايقتدي به، لانه إذا اقتدى به اقتدى ببدعته وضلاله وشكه وأما ما روي من أحاديث عن النبي (ص)أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، واحفظوني في أصحابي، ولا تسبوا أصحابي و فهي أحاديث ضعيفة السند، غير قابلة للاعتماد عليها، ومع فرض صحة سندها، فإنها محمولة على الاصحاب الذين بقوا على الدين، والتزموا بشرائط الصحبة، لا أولئك الذين بدلوا وغيروا وأبدعوا، وحاشا لرسول الله (ص)أن يأمر أمته باتباع من أبدع وغير، وشك فى دينه، لمجرد أنه صحابي والقرآن والحديث شاهدان على هذا المطلب، وهو ليس كل صحابي وكل من له صحبة مع الرسول (ص)يجب الاقتداء به واحترامه قال تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما)
وقال تعالى: ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) وقال تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) إلى غير ذلك من الآيات الكريمة، الدالة على أن في الأصحاب منافقين وغير مؤمنين بالله ولا برسوله"
كعادة المذهبيين نجد الرجل يفعل التالى :
أولا يضعف الروايات المنسوبة لأهل المذاهب الأخرى وهو قوله "وأما ما روي من أحاديث عن النبي (ص)أصحابي كالنجوم فهي أحاديث ضعيفة السند، غير قابلة للاعتماد عليها "
ثانيا يلوى عنق الآيات فهو يستشهد بآيات فى المنافقين على أنها فى الصحابة أى الذين آمنوا بمحمد(ص)وهو مصطلح لم يأت فى القرآن فيقول " ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) وقال تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله"
وحتى الآية الأولى "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما" ليس فيها أى دليل على أحد نكث بالعهد من المؤمنين وليس فى القرآن اسم من أسماء المنافقين أو حتى المؤمنين وهم الصحابة عدا زيد ومن ثم لا سبيل لمعرفة المرتدين والمنافقين من الصحابة الذين يتحدث عنهم

وكعادة المذهبيين أيضا نجده لا يذكر أن كل المؤمنين رضى الله عنهم ورضوا عنه كما فى قوله تعالى "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم"وقوله:
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون "
ثم قال فارس عن الروايات التى فى مذهبه:
"وأما الأحاديث فكثيرة جدا، منها:
قوله (ص)في خطبة حجة الوداع: فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
وقوله (ص): أنا فرطكم على الحوض، ليرفعن إلي رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي ربي أصحابي ! يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك
وقوله (ص): إني أيها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئت قام رجال، فقال هذا: يا رسول الله أنا فلان، وقال هذا: يا رسول الله أنا فلان، وقال هذا: يا رسول الله أنا فلان، فأقول: قد عرفتكم، ولكنكم أحدثتم بعدي ورجعتم القهقرى
وقوله (ص)لشهداء أحد: هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله (ص): بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي"
فالشيعة تقتدي بالصحابة الصلحاء المتقين، الذين آمنوا بالله ورسوله وماتوا وهم على يقين مما هم عليه، كعثمان بن مظعون الذي عقدنا لأجله هذه الرسالة الوجيزة، حتى نتعرف على جوانب من حياته، ونجعلها قدوة نقتدي بها فإن الشيعة مطبقة على عدالته ووثاقته، وجعله في أعلى مرتبة الصالحين والمتقين، ومن الذين أبلوا بلاء حسنا في صدر الإسلام، وجاهدوا بكل ما لديهم من قوة لاجل إعلاء كلمة الإسلام، حتى قال الشيخ المامقاني: فالرجل فوق مرتبة الوثاقة والعدالة وحاولت في هذه الرسالة أن أعتمد على مصادر الفريقين، ليخرج البحث متكاملا"
كالعادة الرجل يستشهد بروايات ليست روايات مذهبه وحده لأنها متكررة فى كتب المذاهب الأخرى مع أنها مخالفة للقرآن فى وجود الحوض الذى لا وجود له فى القرآن رغم وجود روايات كثيرة تتحدث عنه والمخالفة أن الحوض وهو العين أى النهر لكل مسلم اثنان كما قال تعالى " "ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
كما أن تلك الروايات تخالف أن النبى(ص) لا يعلم الغيب فكيف علم بارتداد فلان وعلان وهو لا يعرف أسماء المنافقين كما قال تعالى "ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم" ؟
اسنتهل فارس كلامه عن عثمان بنسله وصفاته فقال:
"اسمه ونسبه وصفته:
عثمان بن مظعون ـ بالظاء المعجمة ـ بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، الجمحي القرشي، ويكنى أبا السائب وكان شديد الأدمة، ليس بالقصير ولا بالطويل، كبير اللحية، عريضها وقيل: كان عثمان بن مظعون أخا النبي (ص)من الرضاعة
ولادته
ولد في عصر ملؤه الجهل وانحطاط القيم الانسانية، في عصر كان يسوده الظلم والجور، وعدم مراعاة حقوق الانسان، لكنه لم ينخرط في سلك أهل عصره، بل جعل عقله قائده وراشده، وسلك في حياته مسلك العقلاء والحكماء، حتى قيل: إنه كان من حكماء العرب في الجاهلية"
الكلام حتى هنا ليس فيه أى فائدة فليس عصر النبى(ص) وعثمان من كان عصرا جاهليا وحده فمعظم العصور بما فيها عصرنا عصور جاهلية يغلب عليها الفساد والفواحش ومنها الخمور
ثم جاء فارس للموضوع الأساسى وهو تحريم عثمان الخمر فقال:
"تحريمه الخمر في الجاهلية:
ومما يدل على حكمته قبل الإسلام، وسمو عقله، ما اتفق عليه أصحاب السير والتاريخ من أنه حرم الخمر على نفسه في الجاهلية وقال:
لا أشرب شرابا يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي، أو: ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد
وقيل: إنه لما حرمت الخمر، أتي وهو بالعوالي، فقيل له: يا عثمان قد حرمت الخمر، فقال: تبا لها، قد كان بصري فيها ثاقبا
وتنظر البعض في ذيل الكلام، وهو: وقيل إنه لما حرمت الخمر أتي وهو بالعوالي، وذكروا وجه النظر بأن آية التحريم نزلت بعد وفاة عثمان
وأقول: عند أكثر أهل السنة أن الآية الثالثة في تحريم الخمر تدل على التحريم، والآية الاولى والثانية لا يستفاد منهما التحريم، وعند الشيعة أن الآية الاولى تدل على التحريم، والثانية والثالثة مؤكدتان للحكم، فلعل القول بأنه لما حرمت الخمر قيل لعثمان: يا عثمان قد حرمت الخمر فقال:، ناظر إلى الآية الاولى، والله العالم"
الرجل هنا يتكلم عن شخصية مسلم فما أدخل الشيعة والسنة فى الموضوع وأيامه لم يكن فيها لا سنة ولا شيعة؟
ثم أكمل كلامه فقال :
"ومع اتفاق كل المصادر على أن عثمان بن مظعون حرم على نفسه الخمر في الجاهلية، فقد أخرج ابن المنذر، عن سعيد ابن جبير قال: لما نزلت: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس)شربها قوم لقوله: (منافع للناس)، وتركها قوم لقوله: (إثم كبير)،منهم: عثمان بن مظعون وهذا افتراء صريح على هذا الصحابي الجليل، فإنه متى شربها حتى تركها؟وهذا ـ أيضا ـ يدل على أن أول آية في الخمر ـ وهي: (يسألونك عن الخمر والميسر) ـ نزلت في حياة عثمان، وهي دالة على التحريم في نظر الشيعة"
نفس العادة وشرب الرجل للخمر او عدم شربه لها لن يؤثر عليه فقد رضى الله عن المؤمنين وكلهم تابوا بعد شربهم أو حرموا شرب الخمروكالعادة يذكر الروايات القادخة فى الرجل غند المذاهب الأخرى ويترك مثلا الروايات المادحة مثل "
3165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوعَ تَسِيلُ"سنن أبو داود"وأيضا ما ورد فى البخارى:



البقية https://arab-rationalists.yoo7.com/t1130-topic#1346
 
أعلى