نقد كتاب المبادئ العامة للحروب التقليدية

رضا البطاوى

عضو ذهبي
نقد كتاب المبادئ العامة للحروب التقليدية
الكتاب تأليف شريف شكري يونس
وقد عرف تلك الأصول المزعومة فقال :
"الأصول العامة بالنسبة للحروب التقليدية تعني المبادئ العامة التي تحكم عناصر هذه الحروب، وكذلك المبادئ العامة التي تحكم عناصر هذه الحروب، وكذلك المبادئ العامة التي تحكم الإعداد لها وأما بالنسبة للحرب النووية فقد رأيت - حين حاولت التصدي لها- أن أقتصر على مبدأيها العامين في الهجوم والدفاع"
وفى الفصل الأول تناول ما سمى بالحروب التقليدية فقال:
"الفصل الأول الحرب التقليدية (الكلاسيكية):
تمهيد
يقصد بالحرب التقليدية ذلك النوع من الحروب الذي تخوضه - بصفة أساسية - القوات النظامية لدولة أو أكثر ضد دولة أو أكثر
الفرع الأول:
عناصر الحرب التقليدية:
وتنقسم هذه العناصر-كما قلنا- إلى أربعة عناصر هي: الاستراتيجية، والتكتيك، والتقدم العلمي والخطة وتتميز مبادئ الاستراتيجية بالثبات، ولم يؤثر فيها التقدم العلمي ولا التطور إلا من ناحية التطبيق فقط وكذا الأمر بالنسبة لعنصر الخطة وأما مبادئ التكتيك، فقد كان لظهور النار أثر ملموس عليها، سواء منها ما تعلق بالصدم أو بالحركة"
ثم عرف الاستراتيجية فقال :
"المبحث الأول الإستراتيجية:
وقد قيل في الاستراتيجية إنها: " استخدام الاشتباك كوسيلة للوصول لهدف الحرب " أو أنها: " فن توزيع واستخدام مختلف الوسائل العسكرية لتحقيق هدف السياسة " أو أنها: " فن استخدام القوة للوصول إلى أهداف السياسة"ونكتفي في مجال الإحاطة الثقافية -هنا- بمعرفة أن الإستراتيجية كلمة لاتينية الأصل، تشتمل على مقطعين Stra ومعناها الميدان، Tig ومعناها الجبل، وقد غلب في الاصطلاح استعمالها للدلالة على القواعد العامة التي تتعلق بمجمل التخطيط للعمليات العسكرية
وللاستراتيجية بهذا المعنى مبادىء عدة عرفت منذ أقدم العصور، ولم يكن عباقرة القواد هم الذين عرفوها وإنما كانوا هم الذين استطاعوا مراعاة هذه المبادئ وتطبيقها التطبيق المناسب والسليم"
هناك بعض الحروب التقليدية لم يكن للمنتصرين فيها هدف سياسى يتفق مع أهداف السياسيين فحرب رشيد ضد حملة الانجليز كانت الحامية فيها قليلة جدا وقام أهل البلد بحرب الحملة وهزموها وهدفهم كان الدفاع عن دينهم أساسا ولم يكن يتفق مع هدف الحاكم محمد على الذى كان يريد بناء دولة له ولأولاده من بعده
ثم تحدث عن المبادئ الرئيسية للاستراتيجية فقال:
"أولا - المبادئ الرئيسية للاستراتيجية:
1 – المبادأة:
والمبادأة هي: المبادرة إلى العمل في الاتجاه الصحيح وبأدنى تأمل، فإن المبادأة بهذا المعنى تمتد جذورها إلى لحظة ظهور الهدف السياسي لدى القادة السياسيين، إلا أنه حين يقف الأمر عند الناحية العسكرية البحتة، فإننا نجد أن القادة العسكريين لا يبدءون في العمل في الاتجاه الصحيح إلا بعد وضوح الهدف العسكري أمامهم ذلك أن تحديد الهدف العسكري في الإطار السياسي العام، يعد من صميم اختصاص القيادة السياسية ولو عاونها في تحديده العسكريون، وأما تحقيق الهدف السياسي في إطاره العسكري، فيعد من صميم اختصاص العسكريين وحدهم وأول خطوة عند المبادرة بالعمل في الاتجاه الصحيح هي: تقدير الموقف، حيث يقوم القادة بدراسة أوضاعهم وأوضاع العدو دراسة شاملة لتحديد جوانب القوة والضعف في كل من الموضعين ويستعين العسكريون في ذلك بالمعلومات عن حجم وطبيعة القوات المعادية، والإمكانيات المتاحة والمنتظرة لها، وعوامل السلب والإيجاب في تشكيل وتدريب وتسليح وأوضاع هذه القوات ثم يلي ذلك تحديد الهدف المطلوب تحقيقه إزاء هذه القوات، ثم دراسة طاقة القوات على تحقيق هذا الهدف في ظل الظروف الطبوغرافية والجوية التي ينتظر أن تعمل فيها، وبعد ذلك يقوم القادة بتهيئة قواتهم قتاليا ومعنويا وإداريا وفق خطط زمنية محددة لضمان استيعابهم لهذا الهدف، وقدرتهم على تحقيقه عندما يستمر القتال"
حكاية وجود فرق بين السياسيين والعسكريين ليست مسلم بها فغالبا ما كانت القيادة السياسية هى نفسها القيادة العسكرية حتى لو ارتدت زيا مدنيا فمثلا الملوك طبقت للتاريخ المعروف كان أكثرهم من يقود الجيوش فى المعارك وهو ما قاله فى أواخر الكتاب :
" خصوصا وأن السيطرة في أغلب الأحوال كانت للأولى ( المدنية ) لا للثانية (العسكرية ) فحينما كان الملك يتولى وحده السلطتين معا، وكانت الحرب لا تقوم - في حقيقة أمرها- إلا من أجل المليك المفدى"
وحتى فى الجمهوريات نرى نابليون الجمهورى وهو نفسه نابليون الامبراطورى ومثلا روزفلت وإيزنهاور وجورج بوش الأب وبالقطع لا يوجد فرق بين قائد عسكرى ميدانى ولا بين رئيس مخابرات
وأما الهدف السياسى للحروب فأحيانا لا يكون معروف لا للعسكريين ولا للسياسيين فى أول المعركة فمثلا شرارة بداية الحرب العالمية الأولى كان سببها اغتيال الأرشيدوق ولى عهد النمسا ومن ثم كانت للانتقام للجريمة وليس من أجل هدف سياسى معين وتطورت الأحداث فيها من جانب المشاركين فيها لتحقيق أهداف سياسية ولكن أولها
ومثلا حرب كالحرب العراقية الكويتية لم يكن هناك هدف سياسى واضح لصدام العسكرى ومن معه وإنما كما حكى هو ان السفيرة الأمريكية أوحت له أن أمريكا لن تمانع فى تأديبه للكوايتة بسبب سرقتهم النفط فى المنطقة الحدودية فهو هدف نبت فجأة وكان الهدف الأساسى السياسى للحرب هو هدف الولايات المتحدة وهو استنزاف الموارد المالية من دول الخليج فى شراء أسلحة وتوظيف الجنود وهدم الكويت رأسا على عقب كى تبنيها الولايات المتحدة وتأخذ ثمن مقاولة الهدم والبناء والهدف التالى كان هدم العراق وبناءها مع سرقة ما يقدرون عليه منه
فالحرب الأساسية لم يمن بين الكويت والعراق لها هدف محدد من أيا منهما سوى حكاية التأديب وأما حكاية المحافظة19 فكانت تضليلا اعلاميا من جانب التحالف الكافر لعمل حشد نفسى مضاد لصدام الذى ليس سوى عميل هو الأخر كان وضعه على سدة الحكم لتضييع ثروة العراق فى حروب لا فائدة من خلفها كالحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت وحرب الأكراد
الغريب ان كل حروب المنطقة كان الهدف منها أن يسترد الغرب أموال النفط التى يدفعها كثمن له فى صور مختلفة كشراء أسلحة وبناء مدن ومشروعات وتدريب جيوش وعمل قواعد عسكرية برضا المجانين الحكام ومن معهم
ثم تحدث فى العنصر الثانى فقال:
"2 - المفاجأة (المباغتة ):
وإذا كان جوهر المبادأة هو المبادرة بالعمل في الاتجاه الصحيح، فإن جوهر المفاجأة هو المبادرة بالعمل في الاتجاه الصحيح بطريقة تخالف توقع وتقدير العدو وتعتبر المفاجأة أهم مبدأ من مبادئ الحرب، ويؤدي إحرازها غالبا إلى انهيار العدو معنويا، فضلا عن ارتباكه وعدم قدرته على اتخاذ إجراءات مضادة فعالة، بل إنه غالبا ما سيتخذ قرارات قتالية لا تتفق والموقف الحادث فعلا مما يؤدي في النهاية إلى شل عزيمته عن المقاومة تماما وليست هناك وسيلة واحدة لإحراز المفاجأة، فالوسائل متنوعة ومتعددة، ويكمن جوهرها جميعا في الابتكار الخلاق، وتجنب النمطية والتكرار ويرى بعض الباحثين، أن المفاجأة الاستراتيجية تتحقق فقط بأساليب معينة من مثل التعبئة السريعة لجيش، والحركة السباقة الحاسمة قبل إعلان الحرب رسميا، والنقل السريع للقوات من مسرح لآخر بينما يرى بعض آخر، أن من الممكن تحقيق المفاجأة الاستراتيجية بزمان أو مكان أو قوة الهجوم كذلك فالمفاجأة بزمان الهجوم تعتمد على وسائل متعددة كالإعلام المخادع، والتضليل بالمعلومات، والهجوم من الحركة، وتأخير حشد القوات إلى آخر لحظة ممكنة، فضلا عن الهجوم في الأوقات التي يقل استعداد العدو فيها كالليل أو قبيل الفجر أو في الصباح المبكر أو حتى في وضح النهار كما حدث في حرب أكتوبر سنة 1973 وأما المفاجأة بمكان الهجوم فغالبا ما تتم بالأعمال التظاهرية، وإخفاء اتجاه المجهود الرئيسي، واتباع طرق الاقتراب غير المتوقعة، أو بدء الحرب بالهجوم على مطارات العدو المختلفة أو موانيه الرئيسية
وقد يكون زمان ومكان الهجوم معروفين للعدو، ومع ذلك يتبين عند بدء القتال أنه مفاجئ تماما بقوة الهجوم، سواء من حيث عدد القوات، أو الإمكانيات التي أتيحت لها، أو الروح المعنوية التي ظهرت بها
وتؤتى المفاجأة ثمارها المرجوة بالوسائل السابقة إذا واكبها روح معنوية عالية، واتصاف القوات بصفات وقدرات قتالية مناسبة، فضلا عن الاستطلاع النشط والمستمر للعدو، وكذا معرفة الأرض التي يقيم عليها استحكاماته، مع مراعاة السرية التامة في التحضير للهجوم، وإعداد السلاح المستخدم فيه، مع محاولة بدء الهجوم في وقت واحد على كافة الجبهات المتاحة، مع استغلال كل العوامل المساعدة، بما فيها مفاجأة العدو بالخيانة بين قواته ومن أمثلة الحروب الحديثة التي تم إحراز المفاجأة فيها: حرب الألمان ضد الفرنسيين في أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد عمد الألمان بالأعمال التظاهرية، والإعلام المخادع، إلى إقناع القيادة البريطانية الفرنسية المشتركة بأن الضربة آتية من الشمال، مما حدا بهذه القيادة إلى نقل قواتها الرئيسية إلى شمال فرنسا في مواجهة الحدود مع هولندا، وحينذاك، حشد الألمان - في وقت محدود نسبيا - قوة ضاربة في الجنوب، وجهوا بها ضربة مفاجئة للدفاع الفرنسي الضعيف هناك، ثم استغلوا نتائج ذلك بمهارة وحذق وأنهوا الموقعة لصالحهم وفي صيف سنة 1967 طبقت إسرائيل الوسائل الألمانية بطريقة مناسبة، فعمدت إلى التضليل بالدبلوماسية إلى الحد الذي تحدد فيه يوم الأربعاء الموافق 7/6/1967 موعدا لاجتماع زكريا محي الدين نائب رئيس الجمهورية المصرية في ذلك الوقت بالرئيس الأمريكي حينذاك ليندون جونسون وذلك لإنهاء النزاع بالوسائل السلمية"
حكاية المفاجأة فى الحروب القديمة كما تحكى كتب التاريخ لم تكن تعتمد على مفاجآت إلا قليلا كحصان طراودة أو النار الإغريقية أو الخندق وكانت تعتمد على الانتصار فى الصدام والاشتباك فى القتال
وفى كثير من حروب الاحتلال لم يكن هناك مفاجئات فالأساطيل كانت تظهر للناس على الشواطىء وكثيرا ما تعلن عن نفسها كما فى احتلال مصر وتطلب فرض شروطها
ثم تحدث عن ما سماع خفة الحركة فقال :
"4 - خفة الحركة:
وخفة الحركة تعني في المنطق العسكري أمرين: أولهما التحرك بالسرعة المطلوبة في الزمان والمكان الصحيحين، وثانيهما سهولة التحرك في أي اتجاه، أي المرونة في إجراء المناورة الاستراتيجية ولاشك أن إحراز التفوق في خفة الحركة ليس أمرا مطلقا، بل هو أمر نسبي يتم بالمقارنة بالقوات المعادية على أنه في إطار الحرب التقليدية، فإن خفة الحركة تتحقق في الوقت الحاضر بوسائل عدة، منها: ميكنة القوات واستخدام الوسائط السريعة للنقل جوا وبحرا، ووضع القوات في أماكن تمركز مختارة، وكذا تدريب القوات على معطيات الاختراق السريع، والحرب الخاطفة"
كلام المؤلف هنا عن المهاجمين وليس عن المدافعين فالمدافع إذا وزع قواته توزيعا مناسبا لا يحتاج للحركة الواسعة وإنما يحتاج لحركة محدودة فى المكان الذى يدافع عنه نظرا لكونه صاحب الأرض أو محتلها على حسب
ثم تحدث عما سماه القواعد الثانوية للاستراتيجية فقال :
البقية https://arab-rationalists.yoo7.com/t1132-topic#1348
 
أعلى