هارون الرشيد
عضو بلاتيني
تلك العبارة قد تكون عادية عند البعض، ولا تضيف لهم أي شيء. إنها عبارة أطلقها صديقي المقرب في أحد الليالي في نهاية مكالمة طويلة على الهاتف المحمول عن الحياة. إنتهت المكالمة و تلاشى كل حديثه إلا هذه العبارة التي أثارتني وجعلتني أدور حول نفسي ومن بعد ذلك الدوران، تسللت إلى أعماقي وهي معي، فبحثت لها عن مكان يناسب قدرها وقيمتها، فلم أجد لها أسمى وأعظم من عقلي سكنا لها. وضعتها هناك ومن بعدها جَلسَتْ مع عقلي تحدثه عن أهميتها ومزاياها وعقلي ينصت إليها ويسجل كل حرف من حديثها. أنهت حديثها وأرادت أن تغادر، فطلب منها بإصرار يغلب عليه الود أن تسكنه إلى الأبد. أخيرا وبعد ذلك الإصرار قبلت ولكنها إشترطت عليه شرطا واحدا، وهو أن يغذيها كل يوم على الأقل بكمية سعادة تضمن لها أن تعيش. فكر عقلي وقال لها: كيف!؟ إبتسمت وقالت: الإيجابية هي طبقي الرئيسي، أما وجباتي الثانوية فهي إستثمارك للحظات الجميلة، البسمة، الضحكة، النكتة، التجاهل، الموسيقى، والتوازن . واحذر ألف مرة من عدوي اللدود السلبية والماضي بالإضافة إلى اليأس والتشاؤم. هنا وافق عقلي على شرطها، فسكنته.