قراءة فى كتاب إسلاميون في الوحل الديمقراطي

رضا البطاوى

عضو ذهبي
قراءة فى كتاب إسلاميون في الوحل الديمقراطي!!
الكتاب تأليف أبي المنذر الشنقيطي وموضوعه هو أن الديمقراطية كفر لا يمت للإسلام بصلة وقد استهل الشنقيطى الكتاب بنتيجة أن مشاركات ما يسمى التيار الإسلامى المعتدل فى الديمقراطية لم تأت بأى نتيجة إيجابية خلال قرن كامل فحكام البلاد لم يمكنوهم من تولى الحكم حتى بعد فوزهم بالانتخابات سواء قبل او بعد الانتخابات ففى الجزائر تك إلغاء الانتخابات وسجن الفائزين وفى مصر عمل الفاسدون على اسقاطهم بعد سنة واحدة بابتكار المشاكل وتكريه الناس فيهم وفى تونس ما زال الكل يعمل على دفنهم وهم أحياء وفى المغرب والأردن تم تدجينهم أحيانا وأحيانا أخرى مكنوا من الحكم دون ان يحكموا فى الحقيقة لأن الحاكم الفعلى كان الملك والمخابرات
وفى النتيجة قال الشنقيطى :
لم تكن الديمقراطية في يوم من الأيام طريقا لإقامة حكم إسلامي، ومنذ أن عرفت بلاد الإسلام الديمقراطية إلى اليوم لم تنشأ دولة إسلامية انطلاقا من هذا النظام!!
وإذا كان " الإسلاميون " الذين يروجون للنظام الديمقراطي يعتقدون بأن النظام الإسلامي - نظام الخلافة والحكم بما أنزل الله- أفضل من النظام الديمقراطي وأمكن في تحقيق العدالة والحرية، فلماذا لا ينشغلون بالدعوة إليه والسعي إلى تطبيقه بدلا من الانشغال بالدعوة إلى الديمقراطية؟ولمصلحة من يقوم هؤلاء " الإسلاميون " بالتعمية على مفاسد الديمقراطية ومحاذيرها الشرعية والمبالغة في تضخيم محاسنها حتى زعموها تطبيقا عصريا لنظام الشورى!!"
وبين الشنقيطى أن المشاركين فى الجهلانية المسماة الديمقراطية يحاولون أبعاد الناس عن معايب الديمقراطية التى أسماها الرجل الوحل فقال:
"إن من التجاسر على شرع الله والافتئات عليه أن نعطي لأنفسنا الضوء الأخضر في إقرار التحاكم إلى غير شرع الله ثم ندعي كذبا أن هذا ما لا يمكن سواه، وأننا مضطرون!
الحقيقة المرة التي لا بد من الصدع بها هي أن الولوج إلى الديمقراطية يعني الخروج من الإسلام فالديمقراطية ليست إلا عبارة عن وحل أوقف مسيرة الدعوة إلى تطبيق شرع الله أو انحرف بها عن المسار الصحيح
حقيقة الديمقراطية"
بين الشنقيطى نشأة الديمقراطية فيما أسماه الغرب مع أنها نشأت فى بلاد يعتبرها الغرب شرقية هى اليونان وقبلها فقال:
" الديمقراطية " نظام غربي النشأة غربي القيم غربي الصورة لا يخالفنا في ذلك أحد "
وبين الرجل مثالب الديمقراطية وهى أن تتحاكم للبشر وليس لله فقال:
النتيجة النهائية لهذا النظام هي إعطاء الحاكمية للبشر لا لله والتعريف البسيط له هو: حكم الشعب بالشعب لكن بعض المفتونين بهذا النظام يريدون منا أن نفهم شيئا آخر:
يريدون منا أن نفهم أن " النظام الديمقراطي " الغربي توجد منه نسخة إسلامية لا تتعارض مع الإسلام!ويريدون منا أن نفهم أنه يمكن أن يكون الحكم للشعب ومع ذلك تظل الحاكمية لله وحده!"
وبين أن التيار المشارك فى الديمقراطية باسم الإسلام زورا يحاول خداع الناس حيث يحسن المحرم فقال:
"ويريدون منا أن نفهم أنه يمكن للمسلمين أن يقتبسوا نظم الحياة ومناهج الحكم من الغرب "العظيم" دون أن يكون ذلك تقليدا لهم أو اتباعا لسننهم!ويريدون منا أن نفهم أن نظام الحكم في الإسلام ليست له قواعد محددة أو شكل ثابت بل يتقلب مع تقلب الزمان والمكان؛ فقد يكون على هيئة الخلفاء في زمن الخلفاء الراشدين وقد يكون شبيها بنظام الحكم في أمريكا أو فرنسا أو غيرها من دول الكفر! ويريدون منا أن نفهم أن سن القوانين والتشريعات من طرف ما يسمي بالسلطة التشريعية لا يتنافى مع الشريعة الإسلامية ويريدون منا أن نفهم أن الشورى هي الديمقراطية والديمقراطية هي الشورى لا فرق إلا في الاسم ويريدون منا أن نفهم أن المصلحة العظمي في تربعهم على كرسي السلطة أكبر من جميع المصالح الدينية بما في ذلك توحيد الحاكمية!
ويريدون منا أن نفهم أن الشريعة التي جاء بها محمد صلي الله عليه وسلم لا يمكن في هذا العصر تطبيقها إلا عن طريق " نظرية العقد الاجتماعي " التي جاء بها (جان جك روسو)
ويريدون منا أن نفهم انه يمكن أن تسود فينا القوانين الوضعية وأنظمة الحكم الطاغوتية ثم نظل بعد ذلك مسلمين"
وحاول الشنقيطى أن يبين أنه فهم أن الصحيح هو التالى فقال:
"هكذا يريدون منا أن نفهم لكننا فهمنا ما هو مخالف لذلك تماما:
- فهمنا أن الأمة لم ولن تجتمع على ضلالة أبدا
- وفهمنا أن الإسلام الذي كلفنا الله به هو ما كان اقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم شبرا بشبر وذراعا بذراع في كل شأن من شئون الحياة بما في ذلك أهمها وأعظمها: " نظام الحكم
- وفهمنا أن الدعوة إلى الله لا تعني استنفاد كل الوسائل بغض النظر عن كونها شرعية من أجل الوصول إلى الحكم، وإنما تعني بيان الدين وإبلاغه للناس مهما كان غريبا في واقعهم ومهما كان شديدا على أنفسهم
- وفهمنا أن الله عز وجل تعبدنا بإقامة الدين قبل إقامة الدنيا وترسيخ العقيدة قبل الوصول إلى الحكم
- وفهمنا أن إقامة الدين في واقع الناس لا يكون باستجداء الباطل والركون للظالمين والتخلي عن مبدأ الولاء والبراء
- وفهمنا أن النجاح في الدعوة لا يعني تحقيق النتائج والحصول على المكاسب بقدر ما يعني تطبيق الأمر الإلهي والإصابة في العمل
- وفهمنا أن الخلط بين " الشورى " و " الديمقراطية " خلط بين الإيمان والكفر والحق والباطل
- وفهمنا أن طريق الجهاد بما فيه من مشقة وتعب ونصب أمكن في تطبيق الشرع وأبلغ في تحقيق المراد من طريق الديمقراطية بما فيه من عذوبة ونعومة وعسل مصفى
- وفهمنا أن الدعوة إلى الالتزام بالديمقراطية تعني الدعوة إلى مفارقة الإسلام وأن الاقتراب من الديمقراطية يعني الابتعاد عن الإسلام
- وفهمنا أن ممارسة " الشورى " عن طريق " الديمقراطية " هي من باب ممارسة الشيء بنقيضه وفتح الباب بمغلاقه وإطفاء النار بالزيت هكذا فهمنا الديمقراطية، وهكذا هي حقيقتها كما يشهد الواقع "
وقطعا كلام الشنقيطى فيه خطأ وهو أن الأمة لا تجتمع على خطأ وقد ضرب الله مثلين على اجتماع المسلمين على خطأ :
ألأول اجماع اخوة يوسف على باطل هو التخلص منه كما قال تعالى :
"فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابات الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون"
الثانى اجماع النبى(ص) والمسلمين على الدفاع عن المجرم بدعوى أنه برىء واتهام البرىء بكونه مجرم حتى نزل أمر الله ناهيا إياهم عن ذلك فقال :
"ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما"
وبين الشنقيطى أن الديمقراطية شرك بمعنى أن تشريع البشر عن طريق المجالس النيابية هو مشاركة لله فى التشريع فقال:
"الإصرار على الشرك
إن عدم المبالاة بالوقوع في الشرك من الإصرار فيجب على المؤمن أن يكون حريصا على تحقيق التوحيد وأن يكون شديد الحذر من الوقوع في الشرك شديد التجنب له فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلم)ويجب على المؤمن أن يفر من الشرك في العمل كما يفر منه في القول والمعتقد وهذا يقتضي منه الترك الجازم لكل ما كان فيه شبهة شرك تركا للشبهة وحسما للريبة وطلبا للأحوط أما من يحذر من الشرك فيقابل ذلك بالاستهزاء، أو الإعراض، أو الجدال بلا برهان فهذا يخشي عليه أن يكون من المعاندين المستكبرين الذين قال الله تعالى في شأنهم: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق }
إذ ليس هو من المستسلمين الذين ينقادون لأوامر الله وأحكامه إذا سمعوها ونحن اليوم نرى المفتونين بالديمقراطية إذا حذروا مما تحويه من الشرك جادلوا بشبه ومعاذير لا تغني من الحق شيئا وما هذه المعاذير والأقاويل التي يجادلون بها ويردون بها نصوص الوحي الصريحة إلا مما أوحاه الشيطان إليهم فهي دليل على عنادهم وعدم انقيادهم لحكم ربهم
قال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون}
وقال تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا}
فهذا هو الإسلام إسلام الوجه لله والانقياد لحكمه كيفما كان واتباع ملة إبراهيم الحنيفية السمحة النقية من الشرك:
البقية https://betalla.ahlamontada.com/t84680-topic#87743
 
أعلى