رضا البطاوى
عضو ذهبي
نقد شريط الأخوة و المحبة في الله تبارك و تعالى
ملقى المحاضرة هو عثمان بن محمد الخميس من أهل العصر فى دول الخليج وقد حولت بعض النسوة المحاضرة أو الشريط الصوتى إلى كتيب منشور وموضوعه الاخوة والمحبة فى الله وفى المقدمة قال الخميس:
"أما بعد: موضوع حديثنا
الأخوة في الله تبارك و تعالى ذلك الأمر الذي امتن الله تبارك و تعالى به على عباده فقال جل و علا: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا "
وكذا هو أول أمر حرص عليه النبي (ص) عندما دخل المدينة ألا وهو أنه آخى بين المهاجرين والأنصار، فدل هذا على أن أمر الأخوة من الأمور المهمة جدا في هذا الدين العظيم؛ خاصة إذا جمعناها مع قول الله تبارك و تعالى: " إنما المؤمنون إخوة " فذكر الله تبارك وتعالى هذه الأخوة وجعلها أمرا لازما للمؤمنين"
قطعا طبقا للتاريخ كان أول الأعمال هو بناء البيت والمسجد النبوى وليس الاخوة فالأخوة هى أمر مقرر بقوله تعالى قبل الهجرة وبعدها بقوله تعالى :
"إنما المؤمنون اخوة"
وما فعله النبى(ص) وسموه الاخوة كان تنظيما اقتصاديا لمعيشة المسلمين حيث أسكن كل مهاجرى جديد مع أنصارى وتقاسم المسلمون جميعا أموال الأنصار لأن المهاجرين كانوا معدمين تركوا أرضهم وأموالهم وقام بتعريف الاخوة تعريفات متعددة كلها تصب فى القلب فقال:
"الأخوة باختصار قالوا: هي امتزاج روح بروح، و تصافح قلب مع قلب، قالوا: هذه هي الأخوة
الأخوة: هي التي لا تميل إلى نفع، و لا يفسدها منع أبدا، وإنما هي لله وفي الله سبحانه و تعالى، منافع الدنيا هذه لا تدخل ضمن تعريف هذه الأخوة التي أسال الله تبارك و تعالى أن يجمعنا عليها وأن يميتنا عليها
قال رسول الله (ص): " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، و لا يسلمه، و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته "، هكذا يخبر النبي (ص) في الحديث الصحيح في البخاري و مسلم عن أمر هذه الأخوة، المسلم أخو المسلم، ثم ذكر من مستلزمات هذه الأخوة، قال: " لا يظلمه و لا يسلمه، و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته "، هكذا يبين لنا النبي (ص) ما الأخوة التي يريدها منا"
قطعا الخميس هنا لم يعرف الاخوة وإنما الروايات التى ذكرها تبين بعض حقوق الأخوة فإخوة الإسلام تعنى التعاون على البر والتقوى بكل صورهم
ونقل عن الشافعى كلاما فى علامات الأخوة فقال:
"الإمام الشافعي قال: للأخوة علامات: أن يسد خلله (يعني إذا احتاج يقف معه)، وأن يقبل علله (إذا اعتل بأمر أو اعتذر أو ما شابه ذلك من الأمور يقبل منه) قال: وأن يغفر زلته
من منا الذي لا يزل؟؟ من منا الذي لا يخطئ؟؟فيقول: اعف عن زلته، إذا سد خلته إذا احتاج إليك، اقبل علله إذا تعذر بأي عذر اقبل منه فوت، لا تدقق، ثم قال: اغفر زلته، من ذا الذي لا يزل؟؟ من ذا الذي عصمه الله تبارك و تعالى؟؟ كلنا نزل، كلنا نخطئ، اغفر سامح تجاوز حتى تكون أخا فعلا في الله جل و علا
ولذلك قال القائل:
أخوك الذي إن سرك الأمر سره *** و إن غبت يوما ظل و هو حزين
يقرب من قربت من ذي مودة *** و يقصي الذي أقصيته و يهين
هكذا يظهر أخوته
أخوك الذي إن سرك الأمر سره، يفرح لفرحك وإن غبت يوما ظل وهو حزين، يرى الحزن في وجهه بسبب غيابك عنه يقرب من قربت من ذي مودة، يحب ما تحب ومن تحب ويقصي الذي أقصيته ويهين، لا يقبل منه شيئا!! لماذا؟ لأنك أقصيته
كل هذا لمحبته لك!!هكذا تكون الأخوة في الله تبارك و تعالى
هذه الأخوة لا شك أن لها علامات، وعلاماتها كثيرة، ولها التزامات، والتزاماتها كثيرة، ولا يمكننا أبدا من خلال هذه الجلسة القصيرة أن نلم بجميع حقوق الأخوة ومستلزماتها وأمثلتها؛ ولكننا ننبه على بعض أمورها التي قد تغيب عن بعض الناس"
وهنا يعترف الخميس بأنه لا يمكن معرفة كل حقوق الإخوة فى جلسة واحدة قصيرة ولكنه تناول بعذ منها كالسلام فقال:
"من هذه الأمور التي ينبغي أن تراعى في قضية الأخوة في الله تبارك و تعالى؛ و التي تجمع الناس و تجعل بينهم هذه الأخوة:
* - أولها السلام، نشر السلام إبداء السلام رد السلام
هذه الكلمة الطيبة التي هي اسم من أسماء الله تبارك وتعالى، فالله تبارك و تعالى هو السلام، أي السالم من كل نقص وعيب سبحانه و تعالى، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس المؤمن السلام
السلام اسم من أسماء الله تبارك و تعالى، هذا السلام لو نشرناه بيننا حق النشر لوجدنا أثره ظاهرا جدا، عجبت و ما أكثر ما يتعجب منه في هذه الأيام! لقيت رجلا في مكان ما لا أعرفه، فقلت له: السلام عليكم فارتبك، ورد السلام: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اسمح لي ما عرفتك!! يتعذر لي لأنه لم يعرفني!! قلت له: وأنا لا أعرفك، هو مستغرب لم سلمت عليه، فارتبك لأني سلمت عليه فظن أني أعرفه وهو لا يعرفني، واعتذر، قال: اسمح لي ما عرفتك!! قلت له: وأنا لا أعرفك، فالسلام هذا ليس لأجل معرفة، أفشوا السلام كما قال النبي (ص): " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام "، فالقضية و ما فيها أن نشر السلام يورث المحبة بين القلوب، و لذلك النبي (ص) لما سئل: أي الإسلام خير؟ قال: " تطعم الطعام، و تقرأ السلام على من عرفت و على من لم تعرف "
مشكلة كثير من الناس اليوم أنه صار الكثيرون لا يسلمون إلا على من يعرفون!! و النبي (ص) لما سئل: أي الإسلام خير؟ قال: " تطعم الطعام، و تقرأ السلام على من عرفت و على من لم تعرف "
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: كنت أدخل السوق لا أريد بيعا ولا شراء و لكن أريد أن أسلم ويسلم علي فقط طبعا أسواق السابق، الآن لا تدخل السوق للسلام، ولكن القصد أنه فقط ليبدي السلام و ليلقى إليه السلام فقط! فهذه من المسائل التي عرف قدرها أصحاب النبي (ص) فحرصوا عليها و لذلك يقول عمر: ثلاث يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، و توسع له في المجلس، و تدعوه بأحب أسمائه إليه
من منا يصنع هذا؟؟؟!!
أنا لا أقول لا يوجد من يصنع هذا يوجد و لله الحمد كثر و لكن ليسوا الأكثر، نحن نريد أن يكون هؤلاء هم الأكثر هم
الأظهر في هذا المجتمع الطيب المبارك أن يبدأه بالسلام، أن يوسع له في المجلس، أن يناديه بأحب أسمائه إليه، أبو فلان أو فلان، المهم يناديه باسم يحبه و تطيب له نفسه
يقول عبد الله بن عباس: لجليسي علي ثلاثة حقوق: أرمقه بطرفي إذا دخل أو إذا أقبل يبدي له شيئا من الاهتمام، إذا أقبل أرمقه بطرفي، أنظر إليه ليشعر أني مهتم بدخوله
قال: وأوسع له في المجلس والثالثة، قال: أصغي إليه إذا تحدث والله قد يرى البعض أنها أشياء بسيطة لكنها تؤثر في القلوب، أحيانا نظرة تؤثر في القلوب، أحيانا عدم رد سلام يوغر القلب ثم تكون قطيعة نعم يوغر القلب ثم تكون قطيعة، و من هذا أذكر قصة وقعت لعثمان بن عفان رضي الله عنه مع سعد بن أبي وقاص
مر سعد على عثمان فسلم عليه فما رد عثمان السلام، فتضايق سعد، فذهب إلى عمر، و عمر هو الخليفة رضي الله عنه، فجاءه و قال: يا أمير المؤمنين، مررت على عثمان وسلمت عليه؛ نظر إلي و لم يرد السلام!!
- يقدم شكوى الآن، لماذا لم يرد على السلام -
فعمر مباشرة استدعى عثمان، فجاءه عثمان، قال: إن أخاك سعدا يشكوك قال: ماذا يقول؟؟ قال: يقول إنه مر و سلم عليك فنظرت إليه ولم ترد عليه السلام!! لماذا؟ قال: ما حصل، ما مر علي و لا سلم علي!! فقال له سعد: الآن مررت عليك و سلمت و نظرت إلي و لم ترد علي السلام!! قال: ما حصل شيء من هذا؟ قال: أنا مررت عليك ففطن عثمان و قال: نعم، كنت سارحا و لست معك، قال: بم؟؟ قال: كنا مع النبي (ص) يوما فقال لنا: " دعوة دعا بها نبي لا ترد " فقلنا: علمنا إياها يا رسول الله، فجاءه أعرابي و شغله عنا، ليتني سمعتها من رسول الله، فأنا أتفكر فيها فقال له سعد: أنا أعرفها قال: كيف؟ قال: كنت معكم، فلما انصرف النبي تبعته حتى كاد يدخل بيته، فصرت أضرب في الأرض بقدمي - ما يستطيع أن ينادي النبي احتراما -يقول: فصرت أضرب بقدمي الأرض حتى يسمع النبي فينتبه يقول: فانتبه، فالتفت فرآني، قال: مالك أبا إسحاق؟- و هي كنية سعد -فقال: يا رسول الله، قلت ستخبرنا بدعوة نبي، ثم شغلك الأعرابي عنا فقال النبي (ص): " نعم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، دعوة أخي يونس " ففرح بها عثمان
الشاهد من هذه القصة أن سعدا سلم على عثمان، وعثمان ينظر إليه ولم يسمعه!! فيها إحسان ظن، أن الإنسان ينبغي عليه أن يحسن الظن بأخيه، أحيانا البعض يقول ما رد علي السلام، ثم يقطعه قطيعة، و يجعلها في قلبه و أخوه معذور
ولذلك كان من هدي النبي (ص) كما يقول أنس: " كان النبي (ص) إذا سلم سلم ثلاثا "، يقولها الأولى، ثم يقولها الثانية، ثم يقولها الثالثة، إذا لم يسمع الناس؛ يؤدب، يعلم، يربي وأحسن ما سمعت في هذا قول القائل
يقول:
سامح أخاك إذا خلط *** منه الإصابة و الغلط
و تجافى عن تعنيفه إن *** زاغ يوما أو قسط
و اعلم بأنك إن طلبت ** مهذبا رمت الشطط
من ذا الذي ما ساء قط *** أو من له الحسنى فقط
مهذبا: يعني معصوما"
قطعا الخميس هنا يستعمل الروايات فى حديثه وما قاله كلام حسن ولكن القرآن فى السلام وهو التحية قال :
" وإذا حييتم بحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"
ملقى المحاضرة هو عثمان بن محمد الخميس من أهل العصر فى دول الخليج وقد حولت بعض النسوة المحاضرة أو الشريط الصوتى إلى كتيب منشور وموضوعه الاخوة والمحبة فى الله وفى المقدمة قال الخميس:
"أما بعد: موضوع حديثنا
الأخوة في الله تبارك و تعالى ذلك الأمر الذي امتن الله تبارك و تعالى به على عباده فقال جل و علا: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا "
وكذا هو أول أمر حرص عليه النبي (ص) عندما دخل المدينة ألا وهو أنه آخى بين المهاجرين والأنصار، فدل هذا على أن أمر الأخوة من الأمور المهمة جدا في هذا الدين العظيم؛ خاصة إذا جمعناها مع قول الله تبارك و تعالى: " إنما المؤمنون إخوة " فذكر الله تبارك وتعالى هذه الأخوة وجعلها أمرا لازما للمؤمنين"
قطعا طبقا للتاريخ كان أول الأعمال هو بناء البيت والمسجد النبوى وليس الاخوة فالأخوة هى أمر مقرر بقوله تعالى قبل الهجرة وبعدها بقوله تعالى :
"إنما المؤمنون اخوة"
وما فعله النبى(ص) وسموه الاخوة كان تنظيما اقتصاديا لمعيشة المسلمين حيث أسكن كل مهاجرى جديد مع أنصارى وتقاسم المسلمون جميعا أموال الأنصار لأن المهاجرين كانوا معدمين تركوا أرضهم وأموالهم وقام بتعريف الاخوة تعريفات متعددة كلها تصب فى القلب فقال:
"الأخوة باختصار قالوا: هي امتزاج روح بروح، و تصافح قلب مع قلب، قالوا: هذه هي الأخوة
الأخوة: هي التي لا تميل إلى نفع، و لا يفسدها منع أبدا، وإنما هي لله وفي الله سبحانه و تعالى، منافع الدنيا هذه لا تدخل ضمن تعريف هذه الأخوة التي أسال الله تبارك و تعالى أن يجمعنا عليها وأن يميتنا عليها
قال رسول الله (ص): " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، و لا يسلمه، و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته "، هكذا يخبر النبي (ص) في الحديث الصحيح في البخاري و مسلم عن أمر هذه الأخوة، المسلم أخو المسلم، ثم ذكر من مستلزمات هذه الأخوة، قال: " لا يظلمه و لا يسلمه، و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته "، هكذا يبين لنا النبي (ص) ما الأخوة التي يريدها منا"
قطعا الخميس هنا لم يعرف الاخوة وإنما الروايات التى ذكرها تبين بعض حقوق الأخوة فإخوة الإسلام تعنى التعاون على البر والتقوى بكل صورهم
ونقل عن الشافعى كلاما فى علامات الأخوة فقال:
"الإمام الشافعي قال: للأخوة علامات: أن يسد خلله (يعني إذا احتاج يقف معه)، وأن يقبل علله (إذا اعتل بأمر أو اعتذر أو ما شابه ذلك من الأمور يقبل منه) قال: وأن يغفر زلته
من منا الذي لا يزل؟؟ من منا الذي لا يخطئ؟؟فيقول: اعف عن زلته، إذا سد خلته إذا احتاج إليك، اقبل علله إذا تعذر بأي عذر اقبل منه فوت، لا تدقق، ثم قال: اغفر زلته، من ذا الذي لا يزل؟؟ من ذا الذي عصمه الله تبارك و تعالى؟؟ كلنا نزل، كلنا نخطئ، اغفر سامح تجاوز حتى تكون أخا فعلا في الله جل و علا
ولذلك قال القائل:
أخوك الذي إن سرك الأمر سره *** و إن غبت يوما ظل و هو حزين
يقرب من قربت من ذي مودة *** و يقصي الذي أقصيته و يهين
هكذا يظهر أخوته
أخوك الذي إن سرك الأمر سره، يفرح لفرحك وإن غبت يوما ظل وهو حزين، يرى الحزن في وجهه بسبب غيابك عنه يقرب من قربت من ذي مودة، يحب ما تحب ومن تحب ويقصي الذي أقصيته ويهين، لا يقبل منه شيئا!! لماذا؟ لأنك أقصيته
كل هذا لمحبته لك!!هكذا تكون الأخوة في الله تبارك و تعالى
هذه الأخوة لا شك أن لها علامات، وعلاماتها كثيرة، ولها التزامات، والتزاماتها كثيرة، ولا يمكننا أبدا من خلال هذه الجلسة القصيرة أن نلم بجميع حقوق الأخوة ومستلزماتها وأمثلتها؛ ولكننا ننبه على بعض أمورها التي قد تغيب عن بعض الناس"
وهنا يعترف الخميس بأنه لا يمكن معرفة كل حقوق الإخوة فى جلسة واحدة قصيرة ولكنه تناول بعذ منها كالسلام فقال:
"من هذه الأمور التي ينبغي أن تراعى في قضية الأخوة في الله تبارك و تعالى؛ و التي تجمع الناس و تجعل بينهم هذه الأخوة:
* - أولها السلام، نشر السلام إبداء السلام رد السلام
هذه الكلمة الطيبة التي هي اسم من أسماء الله تبارك وتعالى، فالله تبارك و تعالى هو السلام، أي السالم من كل نقص وعيب سبحانه و تعالى، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس المؤمن السلام
السلام اسم من أسماء الله تبارك و تعالى، هذا السلام لو نشرناه بيننا حق النشر لوجدنا أثره ظاهرا جدا، عجبت و ما أكثر ما يتعجب منه في هذه الأيام! لقيت رجلا في مكان ما لا أعرفه، فقلت له: السلام عليكم فارتبك، ورد السلام: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اسمح لي ما عرفتك!! يتعذر لي لأنه لم يعرفني!! قلت له: وأنا لا أعرفك، هو مستغرب لم سلمت عليه، فارتبك لأني سلمت عليه فظن أني أعرفه وهو لا يعرفني، واعتذر، قال: اسمح لي ما عرفتك!! قلت له: وأنا لا أعرفك، فالسلام هذا ليس لأجل معرفة، أفشوا السلام كما قال النبي (ص): " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام "، فالقضية و ما فيها أن نشر السلام يورث المحبة بين القلوب، و لذلك النبي (ص) لما سئل: أي الإسلام خير؟ قال: " تطعم الطعام، و تقرأ السلام على من عرفت و على من لم تعرف "
مشكلة كثير من الناس اليوم أنه صار الكثيرون لا يسلمون إلا على من يعرفون!! و النبي (ص) لما سئل: أي الإسلام خير؟ قال: " تطعم الطعام، و تقرأ السلام على من عرفت و على من لم تعرف "
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: كنت أدخل السوق لا أريد بيعا ولا شراء و لكن أريد أن أسلم ويسلم علي فقط طبعا أسواق السابق، الآن لا تدخل السوق للسلام، ولكن القصد أنه فقط ليبدي السلام و ليلقى إليه السلام فقط! فهذه من المسائل التي عرف قدرها أصحاب النبي (ص) فحرصوا عليها و لذلك يقول عمر: ثلاث يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، و توسع له في المجلس، و تدعوه بأحب أسمائه إليه
من منا يصنع هذا؟؟؟!!
أنا لا أقول لا يوجد من يصنع هذا يوجد و لله الحمد كثر و لكن ليسوا الأكثر، نحن نريد أن يكون هؤلاء هم الأكثر هم
الأظهر في هذا المجتمع الطيب المبارك أن يبدأه بالسلام، أن يوسع له في المجلس، أن يناديه بأحب أسمائه إليه، أبو فلان أو فلان، المهم يناديه باسم يحبه و تطيب له نفسه
يقول عبد الله بن عباس: لجليسي علي ثلاثة حقوق: أرمقه بطرفي إذا دخل أو إذا أقبل يبدي له شيئا من الاهتمام، إذا أقبل أرمقه بطرفي، أنظر إليه ليشعر أني مهتم بدخوله
قال: وأوسع له في المجلس والثالثة، قال: أصغي إليه إذا تحدث والله قد يرى البعض أنها أشياء بسيطة لكنها تؤثر في القلوب، أحيانا نظرة تؤثر في القلوب، أحيانا عدم رد سلام يوغر القلب ثم تكون قطيعة نعم يوغر القلب ثم تكون قطيعة، و من هذا أذكر قصة وقعت لعثمان بن عفان رضي الله عنه مع سعد بن أبي وقاص
مر سعد على عثمان فسلم عليه فما رد عثمان السلام، فتضايق سعد، فذهب إلى عمر، و عمر هو الخليفة رضي الله عنه، فجاءه و قال: يا أمير المؤمنين، مررت على عثمان وسلمت عليه؛ نظر إلي و لم يرد السلام!!
- يقدم شكوى الآن، لماذا لم يرد على السلام -
فعمر مباشرة استدعى عثمان، فجاءه عثمان، قال: إن أخاك سعدا يشكوك قال: ماذا يقول؟؟ قال: يقول إنه مر و سلم عليك فنظرت إليه ولم ترد عليه السلام!! لماذا؟ قال: ما حصل، ما مر علي و لا سلم علي!! فقال له سعد: الآن مررت عليك و سلمت و نظرت إلي و لم ترد علي السلام!! قال: ما حصل شيء من هذا؟ قال: أنا مررت عليك ففطن عثمان و قال: نعم، كنت سارحا و لست معك، قال: بم؟؟ قال: كنا مع النبي (ص) يوما فقال لنا: " دعوة دعا بها نبي لا ترد " فقلنا: علمنا إياها يا رسول الله، فجاءه أعرابي و شغله عنا، ليتني سمعتها من رسول الله، فأنا أتفكر فيها فقال له سعد: أنا أعرفها قال: كيف؟ قال: كنت معكم، فلما انصرف النبي تبعته حتى كاد يدخل بيته، فصرت أضرب في الأرض بقدمي - ما يستطيع أن ينادي النبي احتراما -يقول: فصرت أضرب بقدمي الأرض حتى يسمع النبي فينتبه يقول: فانتبه، فالتفت فرآني، قال: مالك أبا إسحاق؟- و هي كنية سعد -فقال: يا رسول الله، قلت ستخبرنا بدعوة نبي، ثم شغلك الأعرابي عنا فقال النبي (ص): " نعم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، دعوة أخي يونس " ففرح بها عثمان
الشاهد من هذه القصة أن سعدا سلم على عثمان، وعثمان ينظر إليه ولم يسمعه!! فيها إحسان ظن، أن الإنسان ينبغي عليه أن يحسن الظن بأخيه، أحيانا البعض يقول ما رد علي السلام، ثم يقطعه قطيعة، و يجعلها في قلبه و أخوه معذور
ولذلك كان من هدي النبي (ص) كما يقول أنس: " كان النبي (ص) إذا سلم سلم ثلاثا "، يقولها الأولى، ثم يقولها الثانية، ثم يقولها الثالثة، إذا لم يسمع الناس؛ يؤدب، يعلم، يربي وأحسن ما سمعت في هذا قول القائل
يقول:
سامح أخاك إذا خلط *** منه الإصابة و الغلط
و تجافى عن تعنيفه إن *** زاغ يوما أو قسط
و اعلم بأنك إن طلبت ** مهذبا رمت الشطط
من ذا الذي ما ساء قط *** أو من له الحسنى فقط
مهذبا: يعني معصوما"
قطعا الخميس هنا يستعمل الروايات فى حديثه وما قاله كلام حسن ولكن القرآن فى السلام وهو التحية قال :
" وإذا حييتم بحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"