اللبس في تفسير حديث غدير خم ؟!

كاتب 010

عضو جديد









السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملابسات غدير خم

في العصور المتأخرة من الاسلام

بين مذهبي السنة والشيعة

.................

بعد ان قفل راجعا صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع وقبيل وفاته بــ 84 يوما

وبعد نزول قوله تعالى

(بئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) 3 المائدة

كانت امورا عظيمة تصول وتجول في قلبه صلى الله عليه وسلم بكل سرية

لا يعلمها الا خالقها منها قرب اجله واهمها حال الاسلام والمسلمين من بعده

فهو الذي عرف المسلمين واحدا واحدا وكان بهم رحيما

عند ذلك نزل الوحي عليه قبيل الوصول لموقع غدير خم المشهور المعروف

قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)المائدة

هنا أمر صلى الله عليه وسلم بتهديد قوي من لدى جبار السموات والارض الرحيم الغفور

ان يبن ويصرح للمسلمين بما كان يسره بقلبه صلى الله عليه وسلم من (((مراد او رغبة)))

ولم يكن امامه صلى الله عليه وسلم الا الانقياد والطاعة لأمر الله تعالى

اوقف القافلة صلى الله عليه وسلم وابلغ الحاضرين

ان رغبته ومراده مقدمة على جميع رغبات المسلمين

لقول الله سبحانه وتعالى

(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الاحزاب 6


كانت هذه الآية مقدمة حديثه صلى الله عليه وسلم عندما اجتمع وخطب بالمسلمين كما بالحديث

أقبلنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في حجتِه التي حجَّ فنزل في بعضِ الطريقِ فأمر الصلاةَ جامعةً فأخذ بيدِ عليٍّ رضي الله عنه فقال ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسِهم قالوا بلى قال ألستُ أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه قالوا بلى قال فهذا وليُّ من أنا مولاه اللَّهمَّ والِ من والاهُ اللهمَّ عادِ من عاداهُ

الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 94 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

ملاحظات هامة :

  • انه لم يوصي لعليا رضي الله عنه بالخلافة او الحكم لأنه لو فعل ذلك لعصى الله سبحانه وتعالى القائل (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) فالأمر هنا هو الحكم والحكم بالإسلام بالشورى بنص القران الكريم وما عداه فهو حكما جاهليا قال تعالى (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة 50
  • انه صلى الله عليه وسلم بين ووضح رغبته ومراده لعلي رضي الله عنه(اعتقاد- وقولا - وفعلا) وأن على المسلمين ان يختاروا على رضي الله عنه للخلافة عندما يتم انعقاد مجلس الشوري بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وان هذا رغبته ومراد النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) النجم علما ان اخراج رغبته ومراده للعلن والجهر كان بأمر من الله سبحانه وتعالى
  • في موقع سقيفة بني ساعده لم تطبق الشورى كما انزل الله تعالى
  • في موقع غدير خم وايضا على فراشه يوم رزية الخميس لم تحقق رغبته صلى الله عليه وسلم
  • عدم تنفيذ اوامر الرسول او رغباته هي معصية ومعصية الرسول معصية لله تعالى ووردت آيات كثيره بالتنبيه والتحذير منها كقوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا (36) الاحزاب
  • من هنا بدأت فتنة وضلالة العرب (بني اسرائيل مغضوب عليهم والعرب ضالين) قال تعالى (اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) الفاتحة
  • الاسلام عباره عن (عبادات ومعاملات) والحكم جزء كبير من المعاملات ومسيطر عليها وفيها نسبة وتناسب حسب احوال المجتمع الاسلامية
  • اكبر تطبيق للإسلام لا يتعدى المستوى الفردي للمسلم اما على المستوى الشمولي العام فلم يتحقق منذ تلك الاحداث
  • قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83]
  • وقبل الختام يقول المثل : أفة التاريخ من رواته
والله من وراء القصد

والله تعالى اعلم



قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) الاحزاب

تفسير السعدي

يخبر الله تعالى المؤمنين، خبرًا يعرفون به حالة الرسول صلى اللّه عليه وسلم ومرتبته، فيعاملونه بمقتضى تلك الحالة فقال: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } أقرب ما للإنسان، وأولى ما له نفسه، فالرسول أولى به من نفسه، لأنه عليه الصلاة والسلام، بذل لهم من النصح، والشفقة، والرأفة، ما كان به أرحم الخلق، وأرأفهم، فرسول اللّه، أعظم الخلق مِنَّةً عليهم، من كل أحد، فإنه لم يصل إليهم مثقال ذرة من الخير، ولا اندفع عنهم مثقال ذرة من الشر، إلا على يديه وبسببه.

فلذلك،
وجب عليهم إذا تعارض مراد النفس، أو مراد أحد من الناس، مع مراد الرسول، أن يقدم مراد الرسول، وأن لا يعارض قول الرسول، بقول أحد، كائنًا من كان، وأن يفدوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم، ويقدموا محبته على الخلق كلهم، وألا يقولوا حتى يقول، ولا يتقدموا بين يديه.

 
أعلى