العلماء ورثة الأنبياء

وليد المجني

عضو بلاتيني
العلماء ورثة الأنبياء


إن الفبركات والأخبار التي يتناقلها من لا فطنة لديهم بما يحيكه أعداء دين الله القويم للإضرار بالمسلمين ليست هي التي يقوم عليها معتقدنا الإسلامي الواضح والذي أساسه التسليم والانقياد لأوامر الله سبحانه وتعالى وما صح وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة الكرام الذين كانوا بأمر الله أمثلة لا تبارى ولا تجارى في تطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى كما يتلوها عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

بعد هذه المقدمة البسيطة أريد فقط أن ألفت انتباه الأخوة الكرام الى مسالة مهمة بحق وهي الرجوع الى أهل العلم ( العلماء) والحذر كل الحذر من الانجراف خلف الحماسات التي يثيرها الخطباء والدعاة الذين يدغدغون المشاعر وُيألبون الناس ضد اخوانهم المسلمين بدل أن يبثوا فيهم الحماس الى العلم والتعلم ، ولو استقرأنا التاريخ الاسلامي الجميل لوجدنا أن من قام بنصر الإسلام على مر التاريخ هم العلماء وليس الخطباء فدور الخطباء المحمسين يغيب غيابا فاضحا حين يجدُ الأمر, فما نرى احدا منهم ينبري للذود عن حياض الإسلام وانما نرى العلماء في الصف الاول من صفوف الجهاد الحقيقي لا الحماسي الفارغ , فما تجد الناس حين تنزل النازلة الا وقد هرعوا الى العلماء ونسوا الخطباء بل لا تكاد تسمع صوتا لخطيب أو قصاص حينها .

هذه النقاط المضيئه والقبسات المشعة التي نحتاجها جداً لنبين للعالم أن عقول الشباب أمثالكم لا تنطلي عليها مثل هذه الترهات والخزعبلات التي لا تزيد الاسلام عزا ولا مكانة ولا وضوحا , وذلك كون الإسلام كما تفضلتم كاملا ويكفينا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار , ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين , بعز عزيز أو بذل ذليل, عزاّ يعز الله به الإسلام وأهله وذلاً يذل به الكفر وأهله... الحديث.

الله الله بالالتفاف حول العلماء ايها الاخوة واتركوا التاثر بكلام الخطباء الا من رحم ربي منهم واعلموا ان من هؤلاء الخطباء اناساً جهالا لا يعرفون حقيقة الامور لكنهم فقط يتمتعون بصوتٍ عالٍ مسموع
اهيب بكم جميعا ان تكونوا واعين ومتمسكين باللجوء للعلماء دون غيرهم أيها الأخوة فلا نجاة الا بامر الله وطاعته كما أمر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم
وفقكم الله للبر والهدى والسداد ,
 

سعيد

عضو ذهبي
أهم ما يمكن أن نتعلمه من العلماء الربانيين هو الأدب والعلم ...فمجالسة العلماء والتحاور معهم تكسب الكثير من الصفات الحميدة ..

أخي وليد ... ألا تظن أن دور الخطيب لا يتعارض مع دور العالم ...

فالذي ينبغي على الخطيب أن يتكلم بعلم ويقوم بشحذ همم الناس نحو العمل الصالح بحماسة متزنة ومنضبطة بالشرع ...

كان للخطابةو الخطباء أدوار مهمة في تاريخنا الإسلامي ولازال في دفع الناس نحو فعل الخير والدفاع عن الحق ..

كلنا يعرف خطيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ..ثابت بن قيس رضي الله عنه

وكان الخطباء في أوقات الحروب يرفعون همم الناس لخوض المعارك ..

وفي أيامنا هذه كم نصروا المسلمين وردوا على الشبه وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر....

...

الخلاصة ...


دور الخطيب لا يتعارض مع دور العالم فهذا تنوع مثل دور المدرس ودور المهندس هل يتعارضان

هذا لا يعني بالطبع وجود بعض الخطباء قليلي البضاعة في العلم أو لديههم شطحات...هذا موجود

لكن بالتأكيد لا يجعلنا وجودهم أن نضعف من دور وأهمية الخطيب ..

أشكرك أخي ...ودمت سالما
 

وليد المجني

عضو بلاتيني
شكراً أخي سعيد على المداخلة الكريمة وأتفق معك فيما قلت وأحببت أن أذكر فقط أن الخطباء كما تفضلت لهم دور بارز وفعال في المجتمع ولكن علينا الحذر من البعض الذين يشوهون صورة الإسلام بإستخدام الدين وسيلة للجهاد بالصورة الخاطئة ومن هنا نستشف أن ليس كل خطيب عالم دين ولكن العالم قد يكون خطيباً .
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد...

فإن من أكبر المشاكل التي تواجه تقدم الأمة الإسلامية دينيا هي مسألة إختلاط الأزياء , بحيث أن المسلم العامي لا يستطيع أن يفرق بين العالم والعابد أو بين العالم والجاهل.

فعند كثير من المسلمين كل من تكلم في الدين أو قرأ القرآن يستفتونه في أمور الطلاق والزواج والبورصة وغير ذلك من الأمور الفقهية التي تحتاج إلى تخصص وعلم.


ولكن لما خف الدين في قلوب كثير من المسلمين أصبح طالب العلم عالما وأضحى العابد مفتيا وفي هذا خلط عظيم ومفسدة أيضا كبيرة.


وتفرع على هذا الجهل أيضا جهل بتخصص العلماء , فلا يعرفون الفرق بين الفقيه والمحدث والمفسر والعالم بعلم التوحيد , فكل من يخطب خطبة جمعة مثلا أو حضر محاضرة في السيرة ... يُستفتى ويُسأل وقد يحارب العامي في سبيل هذا الراي الذي علمه من خطبة أو درس عابر أو شريط ويخالف كل من يخالفه بعند واضح .


وهذا المنهج لا ينتهجه العامي إذا بحث عن طبيب لقلبه أو مهندس لبيته , فلا يقبل أن يكون جاهلا في أقدار الرجال المتخصصون , بل قد يباهي بأن مهندس بيته فلان الفلان الدكتور الذي بنى كذا وكذا.


وفي الحقيقة هذه مشكلة ينبغي لها بعض التفصيل من تقسيم الناس إلى أقسام وتقسيم العلماء أيضا وتوضيح الفروقات بين الأقدار والمستويات وهكذا


وأكتفي بهذا القدر وجزى الله الأخ وليد على هذا الموضوع , والحمد لله رب العالمين
 

وليد المجني

عضو بلاتيني
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا عمر وجعله الله في ميزانك لقد اثريت الموضوع بتحليلك للوضع الحالي والذي لا يستطيع منا في هذا الوقت التمييز بين العالم والخطيب والمتخصصين في مجالات عدة حتى أصبح العابد مفتي .
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا عمر وجعله الله في ميزانك لقد اثريت الموضوع بتحليلك للوضع الحالي والذي لا يستطيع منا في هذا الوقت التمييز بين العالم والخطيب والمتخصصين في مجالات عدة حتى أصبح العابد مفتي .



جزانا وإياكم أخي الحبيب ...

وفي الحقيقة أن هذا الموضوع هام , والأخطاء تقع من كلا الجانبين ولكنها من جانب الناس أشد وأسوأ.


فالناس على ثلاثة منازل
عامي
مقلد
عالم


أما العامي - وهم غالب المسلمين - فهو الذي لا يمكنه أن يستنبط أحكام الشريعة بمفرده ولا يستطيع أن يمييز بين الأقوال إذا عرضت عليه.


وقد قرر أهل العلم رحمهم الله تعالى أن العامي لا يجب عليه أن يكون مجتهدا إلا في حالة واحدة و ينبغي عليه أن يكون مجتهدا فيها ألا وهي البحث عن العالم الذي يأخذ منه دينه وفتواه.


فيجب على المسلم العامي أن يجتهد هذا الإجتهاد حتى يحصل عالم أو مجموعة من العلماء يكونون هم بينه وبين الله تعالى في مسائل الفتوى والتحري عن ما يقع له في حياته.


فالعامي مذهبه مذهب من يفتيه , ولا يصح إجتهاده في مسائل الشريعة ولو أخطا في إجتهاده فإنه يأثم لعدم إلمامه بما يجب عليه تعلمه قبل أن يجتهد في أمور الشرع.


وفي هذا القدر الكفاية والحمد لله رب العالمين
 

أبو المعز

عضو فعال
جزاكم الله خيرا على الموضوع والمشاركات.

ورحم الله أمة الاسلام بعد ما اختلط الحابل بالنابل وقل العلماء وكثرت الفتن.

ما أحوج هذه الأمة لقائد؟ اللهم ارزقنا بمن يخافك فينا

اللهم أعز الاسلام و المسلمين
 

وليد المجني

عضو بلاتيني
وقد قرر أهل العلم رحمهم الله تعالى أن العامي لا يجب عليه أن يكون مجتهدا إلا في حالة واحدة و ينبغي عليه أن يكون مجتهدا فيها ألا وهي البحث عن العالم الذي يأخذ منه دينه وفتواه.

شكراً مرة أخرى أخي الحبيب بو عمر على وضع النصوص التي لا يشوبها شائب ولا ريب فيها للعاميين وبهذا الشكل نستطيع تخفيف حدة من يتظاهرون بأسم الدين ويشكلون كتائب يستغلون بها عقول الشباب المندفع للإستشهاد بالصورة التي تزيد الوضع خطورة .


أبو المعز لا تزال أمة الإسلام بخير وإن شاء الله سنرفع رايتها عالياً بتمسكنا بديننا وعقيدتنا فنحن بعد الإسلام لقينا ضالتنا على عكس ما هم عليه الأن من تشتت ولا يهمك الديباجة العليا التي يستخدمونها فباطنها شر . بارك الله فيك
 

أبو مالك

عضو بلاتيني
لا تجني من الشوك العنب " من تكلم بغير علم ضل وأضل "

لو تكلم في الطب
لخنس من لا يعلم هذا المجال
وانبرى من يحسن الطب ويعلمه
ولو تكلم في الفيزياء
لخنس من لا يعلم هذا المجال
وانبرى من يحسنه ويتكلم فيه
وقل في العلوم ماشئت
ولكن
المصيبة
أنه عندما تعرض المسائل الشرعية
وخصوصا النوازل
ينبري أنصاف طلبة العلم
بل الجهله
فيهرفون بما لا يعرفون
ويتكلمون بما لا يحسنون
فيضلون ويضلون
ولو أن هذه المسألة عرضت على
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لجمع لهـا أهل بـدر
" والحبيب " جالس مسترخي
يفتي في نوازل عظاء
تشيب مفارق الفطام
رحماك ربي

ولعل خوضهم في هذا المجال لعـدة أسباب
الأول : الجهــل
الثـاني : حب التصدر والبروز والشهرة
الثـالث : الحماس
الرابع : التأييد لهم ممن هم أجهل منهم
وهؤلاء يفسدون أكثر مما يصلحون

فترى المفاهيم والمصطلحات تسيح وتختلط ووتخبط لديهم
فلا يفرق بين الجهـاد والقتال والثار
ويخرجها كلها مخرج الجهاد
ويحشـد لذلك الأدلة
دون أن يمحص ويحدد
أصل المسألة وتخريجاتها الشرعية وضوابطها المرعية
فيقول فيها مالم يقل مالك في الخمر

" من سلك طريقا يطلب فيه علما ، سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر "
صحيح ابي داود للألباني

أخ وليــد
جعل الله عملك
صالح رشيد سديد
:وردة:




 
أعلى