غير صالح للنشر / حـادث التقـارب

وليد المجني

عضو بلاتيني
هل كان لتك الحادثة صوت؟ هل سمع بها الكثيرون ؟ هل منكم من يملك بعض المعلومات عن تلك القضية؟! الموضوع قابل للطرح والنقاش ؟ وغير قابل للنشر


حادث التقارب


عندما يغض النظر عن ملف يعتبر من أهم وأخطر الملفات السياسية ، والذي يحتوي على قضية حرجة جرت أحداثها في أواخر العام الماضي وقد سادة عليها الغموض من حيث الإجراءات الأمنية في البلاد . حادثة التقارب التي وئدة قبل ولادتها كأي قضية محلية تعودنا أن يتم حفظ ملفها في أدراج اللجان المختصة ولكن تلك القضية كان لها وجه أخر لا يبشر بالخير أبداً فهي حادثة تمس الرأس الأعلى في البلاد ولا يمكن أن نغض النظر عنها وأن تمر مرور الكرام لمن يقللون من شأن سيادة الكويت وأميرها .

حادث التقارب الذي لم يأخذ إنتشاراً واسعاً في الصحف لا أعلم إن كان حرصاً ام خوفاً على التوجه العام من القيادات العليا في البلاد لعدم اثارة الزوابع والبلبله من أطراف همها القيام بأي حركة غير نظامية عند حدوث أي امر شابه ذلك ، فالطائرة التي نقلت سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاة إلى قصر السيف العامر ، أشار قائدها أثناء الطيران أن هناك طائرة تقترب على نفس مسار طائرتنا ، وقد قام موظف الرادار في برج المطار بإبلاغ سلاح الجو الكويتي لمعرفة نوع ووصف الطائرة التي تبين أنها من نوع أباتشي تتبع سلاح الجو الأمريكي ، كما تبين للجنة التحقيق أن سلاح الجو الكويتي ليس لديه اتصال مباشر وغير مباشر مع الطائرة الأمريكية ! لا أعلم إن كان ماحصل يعتبر بمثابة رسالة تنبيهية من السلطات الخارجية فحواها أن عيوننا مستيقظة على مدار الوقت واننا بإستعداد تام لمعرفة كل ما يدور داخل وخارج البلاد أم ماذا نفسّر ما حصل ؟!.
الخلاصة بعد كل ما حدث تقرر تشكييل لجنة خاصة تتكون من مستشارين وخبراء ومتخصصين كي يخرجوا لنا بتقرير بعد مرور خمسة شهور من الحادث مفاده توصية لإدارة الطيران المدني والعسكري لمنع تكرار الحادثة ! فضلاً عن إتخاذ قرارات صارمة بحق اختراق الأجواء الكويتية من غير حق وإلقاء اللوم على المتسبب ، فالمتعارف عليه أن الهدف الأساسي من أي تحقيق في حوادث ووقائع الطيران هو معرفة الأسباب التي أدت إلى تلك الحادثة ومن ثم العمل على عدم تكرار هذه الحوادث الجوية الخطيرة من خلال بحث المسببات والقصور الذي ادى إلي حدوثها إلى جانب الإلتفات حول الإتفاقيات الدولية التي تلزم أي دولة بعدم تخطي طائراتها لأمن وسلامة الملاحة الجوية سواء كانت عسكرية أو مدنية .

وما يثير استغرابنا قرار اللجنة الذي لم يرى النور عن تلك الحادثة وأخذت التوصيات ووضعت مع أخواتها الحوادث التي عفى عنها الزمان ، المسألة يا أخوان لم تقف عند حادثة طيران فقط ولكن هي آمن وأمان البلاد متمثلة في حضرة صاحب السمو الذي كان على متن تلك الطائرة ! أمور كثيرة تدعونا للتساؤل وعلى رأسها تلك اللجان وغيرها إن كانت المسألة غير مهمة بالنسبه لهم فإذا كان صاحب السمو لم يحظى بالرعاية الكاملة بالإهتمام فأي حادث أخر قد يكون الأهم في تصوركم ؟! وكم من الوقت والمال كلف هذا التحقيق لتظهر النتائج النهائية بحفظ هذا الملف وإلى متى تظل مثل تلك القضايا حبيسة الأدراج ؟! ، لا شك أن تلك الحادثة قد ازاحت الغشاوة عن اعين البعض ولكن لايزال البعض الأخر حائراً في كيفية التعامل مع مثل تلك القضايا المصيرية وبعد معرفة قشور هذا الحادث بكل تأكيد أن الخافي أعظم .

 
أعلى