الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام

خادم الامام

عضو بلاتيني
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد دخل علينا شهر الخير والبركه وهو شهر رجب واول بركات هذا الشهر هو ميلاد الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام وسوف نذكر لكم نبذه عن حياته .


شذرات من حياته عليه السلام
اسمه : الامام أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام . أبوه : الامام زين العابدين - علي بن الحسين عليه السلام .
جده : الامام الحسين - السبط الشهيد عليه السلام .
أمه : العلوية فاطمة بنت الامام الحسن السبط المجتبى عليه السلام وتكنى " بأم عبد الله " ، وكانت من سيدات نساء بني هاشم ، وكان الإمام زين العابدين يسميها " الصديقة " ، ويقول فيها الامام جعفر الصادق عليه السلام : كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها ، وحسبها فخرا وسموا انها بضعة من رسول الله عليه السلام وتربى الإمام الباقر عليه السلام في حجرها الطاهر .
اما الأب فغني عن التعريف ، فهو زين العابدين وسيد الساجدين فرع من الدوحة الهاشمية ، اخذ المجد كابرا عن كابر ، فهو هاشمي من هاشميين ، وعلوي من علويين ، وفاطمي من فاطميين ، وأول من اجتمعت له ولادة من الحسن والحسين عليه السلام .
ولد الامام الباقر عليه السلام يوم الجمعة غرة رجب سنة 75 هـ. ، وفي رواية الثالث من شهر صفر سنة 75 هجرية .
كان عليه السلام يشبه جده رسول الله عليه السلام ، لذا لقب بالشبيه ، وكان ربع القامة ، رقيق البشرة ، جعد الشعر ، أسمر ، له خال على خده ، ضامر الكشح ، حسن الصوت ، مطرق الرأس .
عاش مع جده الامام الحسين عليه السلام أربع سنين ، وشهد واقعة الطف في كربلاء . كنيته : أبو جعفر ، ولا كنية له غيرها .
ألقابه : الشريف والتي دلت على عظمة شخصيته ، الباقر ، الشاكر ، أو الشاكر لله ، الهادي ، الأمين ، الشبيه ، لأنه كان يشبه جده المصطفى عليه السلام ، وأشهرها الباقر لقبه به جده رسول الله عليه السلام ، لبقره العلم ، وتفجره ، وتوسعه .
وقد قال فيه الغرضي ، ونعم ما قال :
يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الأجبل​

أشهر زوجاته : أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وأم حكيم بنت أسد بن المغيرة الثقفية .
أولاده : خمسة : جعفر ، عبيد الله ، إبراهيم ، عبد الله المحض ، وعلي ، اما البنات ، فهن : زينب ، وأم سلمة ، من أمهات شتى وهم :
أ - الإمام جعفر الصادق عليه السلام وشقيقه عبيد الله ، وأمهما أم فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر .
ب - إبراهيم ، وشقيقه عبد الله المحض ، وأمهما أم حكيم الثقفية .
ج - علي ، وشقيقته زينب ، أمهما أم ولد .
د - أم سلمة ، أمها أم ولد .
قوم هم الغاية في فضلهم * فالأول السابق كالآخر
بدا بهم نور الهدى مشرقا * وميز البر من الفاجر
نقش خاتمه : " العزة لله " .
وعن الصدوق : كان خاتمه " إن الله بالغ أمره " ، وفي الفصول المهمة " رب لا تذرني فردا " ، ولعله كانت عنده عدة خواتم .
شعراؤه : الكميت الأسدي ، كثير عزة ، الورد الأسدي أخو الكميت ، السيد الحميري . بوابه : جابر بن يزيد الجعفي .
علمه : ملأ الدنيا بعلمه وحديثه ، قال محمد بن مسلم : سألته عن ثلاثين ألف حديث - فأجابني عليها - .
مؤلفاته : كتاب التفسير ( ذكره ابن النديم ) ، رسالة إلى سعد الخير من بني أمية ، رسالة ثانية منه اليه ، وكتاب الهداية .
أخلاقه : كان أصدق أهل زمانه لهجة ، وأحسنهم بهجة ، وكان ظاهر الجود ، مشهورا بالكرم ، معروفا بالفضل والإحسان ، على رغم كثرة عياله ، وتوسط حاله ، وكان أقل أهل البيت مالا وأعظمهم مؤونة .
وملخص ما قال فيه فطاحل العلماء والعظماء في عصره وبعده : أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ، فهو غرة الدهر ، ودرة العصر ، ولد في الثالث من صفر سنة 56 وفي رواية سنة 75 ه‍ ، وفي رواية أخرى ولد يوم الجمعة غرة رجب من سنة 75 من الهجرة ، فهو هاشمي من هاشميين ، وعلوي من علويين ، وفاطمي من فاطميين ، وأول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليه السلام .
لقب بالباقر لتبقره في العلم ، وتبحره فيه .
وفي لسان العرب : لقب به لانه بقر العلم ، وعرف أصله ، واستنبط فرعه ، وتوسع فيه ، والتبقر التوسع .
أشار على عبد الملك بن مروان بضرب الدنانير والدراهم وعلمه كيفية ذلك في حياة أبيه الامام السجاد عليه السلام وحرر بذلك المسلمين اقتصاديا .
حكام وجبابرة عصره : الوليد بن عبد الملك ، سليمان بن عبد الملك ، عمر بن عبد العزيز ( كان ألينهم عريكة ، وأعدلهم حكما ) يزيد بن عبد الملك ، وآخرهم هشام بن عبد الملك وكان أشدهم على أهل البيت والأئمة الطاهرين حقدا ، وهو الذي دس اليه السم واستشهد الإمام عليه السلام من جرائه .
شهادته يوم الاثنين السابع من شهر ذي الحجة الحرام سنة 114 هجرية ، وكان عمره الشريف سبع وخمسون سنة ، وهناك روايات متعددة عن سنة شهادته ، وعمره الشريف ، سنذكر ذلك فيما بعد .
مدة إمامته : ( 19 ) تسع عشرة سنة .
قبره : دفن في البقيع في المدينة المنورة في القبة التي فيها أبوه الامام زين العابدين وعم أبيه الامام الحسن المجتبى عليه السلام والعباس بن عبد المطلب .
هدم الوهابيون قبره وقبور الأئمة في البقيع ، عندما استولوا على الحكم الوهابيون من آل سعود ، كما هدمت مراقد جميع عظماء المسلمين ، والمشاهد المشرفة في بدر ، وأحد ، لا سيما قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وبقية قبور شهداء أحد .
قال الشاكري : ولئن فات بني سعود ايذاء أهل البيت الطاهرين في حياتهم ، فلقد تتبعوهم رميما وهدموا قبورهم ، وطاردوا شيعتهم ومحبيهم وزوارهم ، وإلى يومنا هذا .
كما قال الشاعر البسامي :
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد اتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما


مناقبه عليه السلام وفيه أخبار جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه
1 - أمالي الصدوق : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذات يوم لجابر بن عبد الله الأنصاري : يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بالباقر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام فدخل جابر إلى علي بن الحسين عليه السلام فوجد محمد بن علي عليه السلام عنده غلاما فقال له : يا غلام أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر . فقال جابر : شمايل رسول الله صلى الله عليه وآله ورب الكعبة ، ثم أقبل على علي بن الحسين فقال له : من هذا ؟ قال : هذا ابني وصاحب الامر بعدي : محمد الباقر ، فقام جابر فوقع على قدميه يقبلهما ويقول : نفسي لنفسك الفداء يا ابن رسول الله ، اقبل سلام أبيك ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ عليك السلام ، قال : فدمعت عينا أبي جعفر عليه السلام ثم قال : يا جابر على أبي رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض وعليك يا جابر بما بلغت السلام .
2 - أمالي الطوسي : جماعة ، عن أبي المفضل عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي و الحسن بن محمد بن بهرام ، عن سويد بن سعيد ، عن الفضل بن عبد الله ، عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عليه السلام قال : دخل علي جابر بن عبد الله وأنا في الكتاب ، فقال : اكشف عن بطنك قال : فكشفت له ، فألصق بطنه ببطني ، فقال : أمرني رسول الله أن أقرئك السلام .
3 - أمالي الطوسي : ابن حمويه ، عن محمد بن محمد بن بكر ، عن الفضل بن حباب ، عن مكي بن مروك الأهوازي ، عن علي بن بحر ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليه السلام قال : دخلنا على جابر بن عبد الله ، فلما انتهينا إليه سأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى وزري الأسفل ، ثم وضع كفه بين ثديي وقال : مرحبا بك وأهلا يا ابن أخي سل ما شئت ، فسألته وهو أعمى ، فجاء وقت الصلاة فقام في نساجة فالتحف بها فلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى جنبيه على المشجب ، فصلى بنا فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله عليه السلام فقال بيده : فعقده تسعا ، الخبر .
بيان : لعل المراد بالنساجة الملحفة المنسوجة ، والمشجب بكسر الميم خشبات منصوبة تعلق عليها الثياب ، ولعل المراد أنه مع كون الرداء بجنبه لم يرتد به واكتفى بالنساجة الضيقة ، فالغرض بيان جواز الاكتفاء بذلك ، وظاهر قوله عليه السلام صلى بنا أنه كان إماما وفيه إشكال ولعله إنما فعل ذلك اتقاء عليه عليه السلام مع أنه يمكن أن يؤول بأنه عليه السلام كان إماما .
4 - علل الشرائع : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن المغيرة بن محمد ، عن رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر قال : سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له : ولم سمي الباقر باقرا ؟ قال : لأنه بقر العلم بقرا أي شقه شقا ، وأظهره إظهارا .
ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر ، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام فلقيه جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض سكك المدينة ، فقال له : يا غلام من أنت ؟ قال : أنا محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، قال له جابر : يا بني أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر فقال : شمائل رسول الله عليه السلام ورب الكعبة ، ثم قال : يا بني رسول الله عليه السلام يقرئك السلام ، فقال : على رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض وعليك يا جابر بما بلغت السلام فقال له جابر : يا باقر ! يا باقر ! يا باقر ! أنت الباقر حقا أنت الذي تبقر العلم بقرا ، ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه ، فربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله عليه السلام فيرد عليه ويذكره ، فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله ، وكان يقول : يا باقر يا باقر يا باقر أشهد بالله أنك قد أوتيت الحكم صبيا .
5 - الخرائج : روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله عليه السلام وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت فكان يقعد في مسجد الرسول معتجرا بعمامة ، وكان يقول : يا باقر يا باقر ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله لا أهجر ولكني سمعت رسول الله عليه السلام يقول : إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذلك الذي دعاني إلى ما أقول ، قال : فبينما جابر ذات يوم يتردد في بعض طرق المدينة إذ مر محمد بن علي عليه السلام فلما نظر إليه قال : يا غلام أقبل فأقبل فقال : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله عليه السلام والذي نفس جابر بيده ما اسمك يا غلام ؟ قال محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فقبل رأسه ثم قال : بأبي أنت وأمي ، أبوك رسول الله يقرئك السلام فقال : وعلى رسول الله عليه السلام السلام فرجع محمد إلى أبيه وهو ذعر فأخبره بالخبر فقال : يا بني قد فعلها جابر ؟ قال : نعم ، قال : يا بني الزم بيتك ، فكان جابر يأتيه طرفي النهار فكان أهل المدينة يقولون : واعجبا لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار ، وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله عليه السلام فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين ، فكان محمد بن علي يأتيه على الكرامة لصحبته لرسول الله عليه السلام قال : فجلس الباقر يحدثهم عن الله فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا قط أجرأ من ذا ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله عليه السلام فقال أهل المدينة : ما رأينا قط أحدا أكذب من هذا يحدث عمن لم يره ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله فصدقوه ، وكان والله جابر يأتيه فيتعلم منه .
6 - الاختصاص : ابن الوليد ، عن الصفار ، رفعه عن حريز ، عن أبان بن تغلب عنه عليه السلام مثله .
7 - رجال الكشي : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان عن حريز مثله .
بيان : قال الجزري : الاعتجار : هو أن يلف العمامة على رأسه ويرد طرفها على وجهه ، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه انتهى ولعله عليه السلام إنما نهاه عن الخروج بعد ذلك خوفا عليه من أهل المدينة لئلا يؤذوه حسدا .
8 - الإرشاد : روى ميمون القداح عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : دخلت على جابر بن عبد الله فسلمت عليه فرد علي السلام ، قال لي : من أنت ؟ - وذلك بعد ما كف بصره - فقلت : محمد بن علي بن الحسين ، قال : يا بني ادن مني فدنوت منه فقبل يدي ثم أهوى إلى رجلي يقبلها فتنحيت عنه ثم قال لي : رسول الله يقرئك السلام فقلت : وعلى رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته فكيف ذاك يا جابر ؟ فقال : كنت معه ذات يوم فقال لي : يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلا من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين ، يهب الله له النور والحكمة فاقرءه مني السلام .
9 - كشف الغمة : نقل عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه قال : كنا عند جابر ابن عبد الله فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي فقال علي لابنه : قبل رأس عمك ، فدنا محمد من جابر فقبل رأسه فقال جابر ، من هذا - وكان قد كف بصره - فقال له علي عليه السلام : هذا ابني محمد فضمه جابر إليه وقال : يا محمد ! محمد رسول الله يقرأ عليك السلام فقالوا لجابر : كيف ذلك يا با عبد الله ؟ فقال : كنت مع رسول الله عليه السلام والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له : علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين ، فيقوم علي بن الحسين ، ويولد لعلي ابن يقال له : محمد ، يا جابر إن رأيته فاقرءه مني السلام واعلم أن بقاءك بعد رؤيته يسير ، فلم يعش بعد ذلك إلا قليلا ومات .
وقال محمد بن سعيد عن ليث ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : أنت ابن خير البرية وجدك سيد شباب أهل الجنة ، وجدتك سيدة نساء العالمين .
وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال : دخل علي جابر بن عبد الله وأنا في الكتاب ، فقال : اكشف عن بطنك ، فكشفت له فألصق بطنه ببطني وقال : أمرني رسول الله عليه السلام أن أقرئك السلام .
10 - الاختصاص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن بشير ، عن هشام ابن سالم قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : إن لأبي مناقب ليست لاحد من آبائي إن رسول الله عليه السلام قال لجابر بن عبد الله : إنك تدرك محمدا ابني فاقرأه مني السلام فأتى جابر علي بن الحسين عليه السلام فطلبه منه ، فقال : نرسل إليه فندعوه لك من الكتاب ، فقال : أذهب إليه فأتاه فأقرأه السلام من رسول الله وقبل رأسه والتزمه فقال : وعلى جدي السلام ، وعليك يا جابر ، قال : فسأله جابر أن يضمن له الشفاعة يوم القيامة ، فقال له : أفعل ذلك يا جابر .
11 - رجال الكشي : جعفر بن معروف ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه عن عاصم الحناط ، عن محمد بن مسلم ، عن عليه السلام مثله .
 

بو جاسم

عضو ذهبي
جديد إصدارات المبرة المباركة بإذن الله
مبرة الآل والأصحاب

mohamedalbaqerlp9.jpg


:)
 

تأبط رأيا

عضو بلاتيني
تحياتي اخ خادم الامام, حقيقة لست من رواد المنتدى الديني وإن كنت امر أحيانا لقراءة بعض المواضيع.
ولدي بعض الاسئلة..أو بالأحرى ملاحظات, وهي:

ولد الامام الباقر عليه السلام يوم الجمعة غرة رجب سنة 75 هـ. ، وفي رواية الثالث من شهر صفر سنة 75 هجرية .
عاش مع جده الامام الحسين عليه السلام أربع سنين ، وشهد واقعة الطف في كربلاء . كنيته : أبو جعفر ، ولا كنية له غيرها .

من المعلوم ان الحسين عليه السلام استشهد عام 60 للهجره, فكيف شهدها؟



أشار على عبد الملك بن مروان بضرب الدنانير والدراهم وعلمه كيفية ذلك

هل كان يجالس خلفاء بني أمية...ويشير عليهم؟ أليس بينهم وبين آل البيت عداوه وهم من قتلوا جده الحسين؟
ماتفسيرك لهذا الأمر؟
 

BOFATMAH

عضو فعال
من المعلوم ان الحسين عليه السلام استشهد عام 60 للهجره, فكيف شهدها؟
عذراً على التطفل.. لكن لعل الخادم كان يقصد.. وُلد سنة سبع وخمسين (57) والله أعلم (مسألة كي بورد أظن)

هل كان يجالس خلفاء بني أمية...ويشير عليهم؟ أليس بينهم وبين آل البيت عداوه وهم من قتلوا جده الحسين؟
ماتفسيرك لهذا الأمر؟
منتظرون معكم!
 

خادم الامام

عضو بلاتيني
تحياتي اخ خادم الامام, حقيقة لست من رواد المنتدى الديني وإن كنت امر أحيانا لقراءة بعض المواضيع.
ولدي بعض الاسئلة..أو بالأحرى ملاحظات, وهي:



من المعلوم ان الحسين عليه السلام استشهد عام 60 للهجره, فكيف شهدها؟





هل كان يجالس خلفاء بني أمية...ويشير عليهم؟ أليس بينهم وبين آل البيت عداوه وهم من قتلوا جده الحسين؟
ماتفسيرك لهذا الأمر؟


بالنسبة للسؤال الاول نعتذر للخطئ المطبع الصحيح انه ولد سلام الله عليه سنه سبع وخمسون للهجرة .



وبالنسبة للسؤال الثاني الامام سلام الله عليه اذا كان الامر من مصلحة المسلمين فتكون اولوياته للمسلمين والاسلام .
 

خادم الامام

عضو بلاتيني
الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام في تفسيره للقرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

ننقل لكم اياها الاحبة كلام الامام عليه السلام في تفسير القرآن .


تفسير الإمام الباقر عليه السلام : فيما يلي بعض النماذج من تفسير آيات القرآن الكريم التي رواها عنه المفسرون : الشيخ المفيد بسنده عن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام في قول الله عز وجل : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) قال : نحن أهل الذكر .

قال الشيخ الرازي : وقد سألت محمد بن مقاتل عن هذا فتكلم فيه برأيه ، وقال : أهل الذكر : العلماء كافة ؛ فذكرت ذلك لأبي زرعة فبقي متعجبا من قوله ، وأوردت عليه ما حدثني به يحيى بن عبد الحميد ، قال : صدق محمد بن علي ، إنهم أهل الذكر ، ولعمري إن أبا جعفر عليه السلام لمن أكبر العلماء .

وروى العلماء : أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ليمتحنه بالسؤال ، فقال له : جعلت فداك ما معنى قوله عز اسمه : ( أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ) ما هذا الرتق والفتق ؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام : كانت السماء رتقا لا تنزل القطر ، وكانت الأرض رتقا لا تخرج النبات . فانقطع عمرو ولم يجد اعتراضا .

ومضى ثم عاد إليه فقال له : خبرني - جعلت فداك - عن قوله جل ذكره : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) ، ما غضب الله ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : غضب الله عقابه يا عمرو ، ومن ظن أن الله يغيره شئ فقد كفر .

وقد روى العياشي باسناده عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : ( ولكل قوم هاد ) أنه قال : على الهادي ، ومنا الهادي ، فقلت : فأنت - جعلت فداك - الهادي ؟ قال : صدقت إن القرآن حي لا يموت ، والآية حية لا تموت ، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية ، لمات القرآن ؛ ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين .

وسأله نافع بن الأزرق عن قوله تعالى : ( وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) من الذي يسأل محمدا وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة .

فقرأ أبو جعفر : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ) ثم ذكر اجتماعه عليه السلام بالمرسلين ، والصلاة بهم في المسجد الأقصى وسؤاله منهم على من يشهدون ؟ وما كانوا يعبدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله ، أخذت على ذلك عهودنا ومواثيقنا .
فقال - نافع - : صدقت يا أبا جعفر ! فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) أي أرض تبدل ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : خبزة بيضاء يأكلونها حتى يفرغ الله من حساب الخلائق .

قال : إنهم عن الأكل لمشغولون .
فقال أبو جعفر عليه السلام : أهم حينئذ أشغل أم هم في النار ؟ قال نافع : بل هم في النار . قال : فقد قال عز وجل : ( ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ) ما أشغلهم إذا دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم ، ودعوا بالشراب فسقوا من الجحيم .
قال : صدقت يا ابن رسول الله ! وفي قوله عز وجل : ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) قال عليه السلام : بما صبروا على الفقر ومصائب الدنيا .

وعن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله ثم قال - في بعض حديثه - : إن النبي صلى الله عليه وآله نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال .
فقيل له : يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله عز وجل ؟ قال : قوله : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ) وقال : ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) .

وجاء في بصائر الدرجات : عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن يزيد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) قال : نحن أمة الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه .

وفيه أيضا عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور ، عن جليس له عند أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى : ( كل شئ هالك إلا وجهه ) قال : يا فلان فيهلك كل شئ ويبقى وجه الله ، الله أعظم من أن يوصف ، ولكن معناها كل شئ هالك إلا دينه ، نحن وجه الله الذي يؤتى الله منه ، لم نزل في عباد الله ما دام لله فيهم روية ، قلت : وما الروية جعلني الله فداك ؟ قال : حاجة فإذا لم يكن له فيهم حاجة رفعنا إليه فيصنع بنا ما أحب .

وسئل أبو جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( وقولوا للناس حسنا ) قال : قولوا لهم أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، ثم قال : إن الله عز وجل يبغض اللعان السباب ، الطعان الفحاش المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحي الحليم ، العفيف المتعفف .

وفي قوله تعالى : ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) قال عليه السلام : الغرفة : هي الجنة وهي جزاء لهم بما صبروا على الفقر في الدنيا .

وأما قوله تعالى : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) فقد فسر عليه السلام الهداية بالولاية لأئمة أهل البيت وقال : فوالله لو أن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ، ولم يجئ بولايتنا إلا أكبه الله في النار على وجهه .

وفي قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) قال عليه السلام : يعني بذلك تبليغ ما أنزل إلى الرسول عليه السلام في فضل علي وقد روى عليه السلام أن الله أوحى إلى نبيه أن يستخلف عليا فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره الله بأدائه .

وقوله تعالى : ( ذرني ومن خلقت وحيدا ) نزلت هذه الآية في الوليد بن المغيرة المخزومي الذي اتهم النبي عليه السلام بالسحر ، وكان الوليد يسمى في قومه الوحيد ، والآية سيقت على وجه التهديد له ، وقد روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر أنه قال : الوحيد ولد الزنا ، وقال زرارة ذكر لأبي جعفر أن أحد بني هشام قال في خطبته أنا ابن الوحيد فقال : ويله لو علم ما الوحيد ما فخر بها ! فقلنا له : وما هو ؟ قال : من لا يعرف له أب .

وفي قوله تعالى : ( تنزل الملائكة والروح فيها ) قال عليه السلام : تنزل الملائكة والكتبة إلى سماء الدنيا فيكتبون ما يكون في السنة من أمور ما يصيب العباد ، والأمر عنده موقوف له فيه على المشيئة فيقدم ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب .

وأما قوله تعالى : ( فكبكبوا فيها هم والغاوون ) المراد من الآية ان الغاوين والقوى الكافرة يجمعون ويطرح بعضهم على بعض في النار قال الإمام أبو جعفر عليه السلام : إنها نزلت في قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره .

وفي قوله تعالى : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) قال عليه السلام : في تفسيره للآية انه تعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ، ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته حيث يقول : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) يعني الأئمة منا ، ثم قال : في موضع آخر ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .


وأما في قوله تعالى : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ) قال عليه السلام : نحن الذين يعلمون وعدونا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولوا الألباب .

وفي قوله تعالى : ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) فسر الإمام أبو جعفر ( الذين أوتوا العلم ) بأئمة أهل البيت عليه السلام ، وروى أبو بصير : أن الإمام أبا جعفر قرأ هذه الآية وأومأ بيده إلى صدره .

وفي قوله تعالى : ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم ) روى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية قال المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين ؟ فقال عليه السلام : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ، ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم واتبعهم ، وصدقهم فهو مني ومعي ، وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ، ولا معي ، وأنا منه بريء .
قال تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بأذن الله ) . وسأل سالم الإمام أبا جعفر عن هذه الآية فقال عليه السلام : السابق بالخيرات الإمام ، والمقتصد العارف للإمام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام .

وروى زياد بن المنذر عنه عليه السلام أنه قال : أما الظالم لنفسه فمن عمل صالحا وآخر سيئا ، وأما المقتصد فهو المتعبد المجتهد وأما السابق بالخيرات فعلي والحسن والحسين ومن قتل من آل محمد عليه السلام شهيدا .
وفي قوله تعالى : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) قال عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كان رسول الله عليه السلام المتوسم ، وأنا من بعده والأئمة من ذريتي المتوسمون .


وفي قوله تعالى : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) قال عليه السلام : يعني لو استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام والأوصياء من ولده ، وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماء غدقا يعني : أشربنا قلوبهم الإيمان ، والطريقة : هي الإيمان بولاية علي والأوصياء .


سأل بريد بن معاوية الإمام أبا جعفر عليه السلام عن المعنيين بقوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) فقال عليه السلام : إيانا عنى ، وعلي أولنا ، وأفضلنا وخيرنا بعد النبي عليه السلام .

سأل بريد العجلي الإمام أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية ، فقال عليه السلام : ( فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ) جعل في آل إبراهيم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرونه في آل إبراهيم ، وينكرونه في آل محمد عليهم السلام ؟ قال بريد : وما المراد ( وآتيناهم ملكا عظيما ) قال : الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم .

وعن قوله تعالى : ( ونفخت فيه من روحي ) سئل عليه السلام عن الروح فقال : هي القدرة .

وفي قوله تعالى : ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) قال عليه السلام : في قوله تعالى : ( إنه كان فاحشة ) معصية ومقتا ، فإن الله يمقته ويبغضه ( وساء سبيلا ) هو أشد الناس عذابا ، والزنا من أكبر الكبائر .

وفي تفسير قوله تعالى : ( وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) قال عليه السلام : خلق كل شئ منكبا غير الإنسان خلق منتصبا .

وفي قوله تعالى : ( فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ) قال عليه السلام : ( متعوهن ) حملوهن بما قدرتم عليه من معروف ، فإنهن يرجعن بكآبة من أعدائهن ، فإن الله كريم يستحي ، ويحب أهل الحياء ، إن أكرمكم أشدكم إكراما لحلائله .

وفي قوله تعالى : ( وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ) قال عليه السلام : إنهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال ، وقد كان مبذولا من حيث ينال .

وفي قوله تعالى : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) قال عليه السلام : يريهم في أنفسهم المسخ ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم ، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق ، وقوله ( حتى يتبين لهم أنه الحق ) يعني بذلك خروج القائم ، هو الحق من الله عز وجل ، يراه هذا الخلق لابد منه .

قال أبو حمزة : سألته عن قوله عز وجل : ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) قال : هو الإيمان .
قال : وسألته عن قول الله عز وجل : ( وأيدهم بروح منه ) قال : هو الإيمان .

وأما تفسيره لقوله تعالى : ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) قال عليه السلام : حجوا إلى الله عز وجل .
وفي قوله تعالى : ( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) قال عليه السلام : وذلك أن الرجل إذا أراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تعلق به ابنه وامرأته وقالوا : ننشدك الله أن تذهب عنا فنضيع بعدك ، فمنهم من يطيع أهله فيقيم ، فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم ، ونهاهم عن طاعتهم .

ومنهم من يمضي وينذرهم ويقول : أما والله لئن لم تهاجروا معي ، ثم جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشيء أبدا .

فلما جمع الله بينه وبينهم ، أمره أن يتوق بحسن وصله فقال : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) .
وفي قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) .

روى أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري في تفسيره الكشف والبيان عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قوله : إن معناها : بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل على ، فلما نزلت أخذ رسول الله عليه السلام بيد على ، فقال : من كنت مولاه فعلى مولاه .


اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد
 

خادم الامام

عضو بلاتيني
الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام في تفسيره للقرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

ننقل لكم ايها الابة روايات للامام الباقر عليه السلام في تفسيره للقرآن.

تفسير الإمام الباقر : فيما يلي بعض النماذج من تفسير آيات القرآن الكريم التي رواها عنه المفسرون : الشيخ المفيد عليه السلام بسنده عن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام في قول الله عز وجل : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) قال : نحن أهل الذكر .

قال الشيخ الرازي : وقد سألت محمد بن مقاتل عن هذا فتكلم فيه برأيه ، وقال : أهل الذكر : العلماء كافة ؛ فذكرت ذلك لأبي زرعة فبقي متعجبا من قوله ، وأوردت عليه ما حدثني به يحيى بن عبد الحميد ، قال : صدق محمد بن علي ، إنهم أهل الذكر ، ولعمري إن أبا جعفر عليه السلام لمن أكبر العلماء .


وروى العلماء : أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ليمتحنه بالسؤال ، فقال له : جعلت فداك ما معنى قوله عز اسمه : ( أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ) ما هذا الرتق والفتق ؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام : كانت السماء رتقا لا تنزل القطر ، وكانت الأرض رتقا لا تخرج النبات . فانقطع عمرو ولم يجد اعتراضا .


ومضى ثم عاد إليه فقال له : خبرني - جعلت فداك - عن قوله جل ذكره : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) ، ما غضب الله ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : غضب الله عقابه يا عمرو ، ومن ظن أن الله يغيره شئ فقد كفر .


وقد روى العياشي باسناده عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : ( ولكل قوم هاد ) أنه قال : على الهادي ، ومنا الهادي ، فقلت : فأنت - جعلت فداك - الهادي ؟ قال : صدقت إن القرآن حي لا يموت ، والآية حية لا تموت ، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية ، لمات القرآن ؛ ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين .


وسأله نافع بن الأزرق عن قوله تعالى : ( وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) من الذي يسأل محمدا وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة .
فقرأ أبو جعفر : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ) ثم ذكر اجتماعه عليه السلام بالمرسلين ، والصلاة بهم في المسجد الأقصى وسؤاله منهم على من يشهدون ؟ وما كانوا يعبدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله ، أخذت على ذلك عهودنا ومواثيقنا .
فقال - نافع - : صدقت يا أبا جعفر ! فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) أي أرض تبدل ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : خبزة بيضاء يأكلونها حتى يفرغ الله من حساب الخلائق .
قال : إنهم عن الأكل لمشغولون .
فقال أبو جعفر عليه السلام : أهم حينئذ أشغل أم هم في النار ؟ قال نافع : بل هم في النار . قال : فقد قال عز وجل : ( ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ) ما أشغلهم إذا دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم ، ودعوا بالشراب فسقوا من الجحيم .
قال : صدقت يا ابن رسول الله ! وفي قوله عز وجل : ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) قال عليه السلام : بما صبروا على الفقر ومصائب الدنيا


وعن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله ثم قال - في بعض حديثه - : إن النبي عليه السلام نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال .
فقيل له : يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله عز وجل ؟ قال : قوله : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ) وقال : ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) .


وجاء في بصائر الدرجات : عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن يزيد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) قال : نحن أمة الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه .


وفيه أيضا عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور ، عن جليس له عند أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى : ( كل شئ هالك إلا وجهه ) قال : يا فلان فيهلك كل شئ ويبقى وجه الله ، الله أعظم من أن يوصف ، ولكن معناها كل شئ هالك إلا دينه ، نحن وجه الله الذي يؤتى الله منه ، لم نزل في عباد الله ما دام لله فيهم روية ، قلت : وما الروية جعلني الله فداك ؟ قال : حاجة فإذا لم يكن له فيهم حاجة رفعنا إليه فيصنع بنا ما أحب .


وسئل أبو جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( وقولوا للناس حسنا ) قال : قولوا لهم أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، ثم قال : إن الله عز وجل يبغض اللعان السباب ، الطعان الفحاش المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحي الحليم ، العفيف المتعفف .


وفي قوله تعالى : ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) قال عليه السلام : الغرفة : هي الجنة وهي جزاء لهم بما صبروا على الفقر في الدنيا .


وأما قوله تعالى : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) فقد فسر عليه السلام الهداية بالولاية لأئمة أهل البيت وقال : فوالله لو أن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ، ولم يجئ بولايتنا إلا أكبه الله في النار على وجهه .


وفي قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) قال عليه السلام : يعني بذلك تبليغ ما أنزل إلى الرسول عليه السلام في فضل علي وقد روى عليه السلام أن الله أوحى إلى نبيه أن يستخلف عليا فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره الله بأدائه .


وقوله تعالى : ( ذرني ومن خلقت وحيدا ) نزلت هذه الآية في الوليد بن المغيرة المخزومي الذي اتهم النبي صلى الله عليه وآله بالسحر ، وكان الوليد يسمى في قومه الوحيد ، والآية سيقت على وجه التهديد له ، وقد روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر أنه قال : الوحيد ولد الزنا ، وقال زرارة ذكر لأبي جعفر أن أحد بني هشام قال في خطبته أنا ابن الوحيد فقال : ويله لو علم ما الوحيد ما فخر بها ! فقلنا له : وما هو ؟ قال : من لا يعرف له أب .


وفي قوله تعالى : ( تنزل الملائكة والروح فيها ) قال عليه السلام : تنزل الملائكة والكتبة إلى سماء الدنيا فيكتبون ما يكون في السنة من أمور ما يصيب العباد ، والأمر عنده موقوف له فيه على المشيئة فيقدم ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب .


وأما قوله تعالى : ( فكبكبوا فيها هم والغاوون ) المراد من الآية ان الغاوين والقوى الكافرة يجمعون ويطرح بعضهم على بعض في النار قال الإمام أبو جعفر عليه السلام : إنها نزلت في قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره .


وفي قوله تعالى : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) قال عليه السلام : في تفسيره للآية انه تعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ، ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته حيث يقول : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) يعني الأئمة منا ، ثم قال : في موضع آخر ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .


وأما في قوله تعالى : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ) قال عليه السلام : نحن الذين يعلمون وعدونا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولوا الألباب .


وفي قوله تعالى : ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) فسر الإمام أبو جعفر ( الذين أوتوا العلم ) بأئمة أهل البيت عليه السلام ، وروى أبو بصير : أن الإمام أبا جعفر قرأ هذه الآية وأومأ بيده إلى صدره .


وفي قوله تعالى : ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم ) روى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية قال المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين ؟ فقال عليه السلام : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ، ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم واتبعهم ، وصدقهم فهو مني ومعي ، وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ، ولا معي ، وأنا منه بريء .
قال تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بأذن الله ) . وسأل سالم الإمام أبا جعفر عن هذه الآية فقال عليه السلام : السابق بالخيرات الإمام ، والمقتصد العارف للإمام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام .


وروى زياد بن المنذر عنه عليه السلام أنه قال : أما الظالم لنفسه فمن عمل صالحا وآخر سيئا ، وأما المقتصد فهو المتعبد المجتهد وأما السابق بالخيرات فعلي والحسن والحسين ومن قتل من آل محمد عليه السلام شهيدا .


وفي قوله تعالى : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) قال عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كان رسول الله عليه السلام المتوسم ، وأنا من بعده والأئمة من ذريتي المتوسمون .


وفي قوله تعالى : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) قال عليه السلام : يعني لو استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام والأوصياء من ولده ، وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماء غدقا يعني : أشربنا قلوبهم الإيمان ، والطريقة : هي الإيمان بولاية علي والأوصياء .


سأل بريد بن معاوية الإمام أبا جعفر عليه السلام عن المعنيين بقوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) فقال عليه السلام : إيانا عنى ، وعلي أولنا ، وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله .


سأل بريد العجلي الإمام أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية ، فقال عليه السلام : ( فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ) جعل في آل إبراهيم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرونه في آل إبراهيم ، وينكرونه في آل محمد عليه السلام ؟ قال بريد : وما المراد ( وآتيناهم ملكا عظيما ) قال : الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم .


وعن قوله تعالى : ( ونفخت فيه من روحي ) سئل عليه السلام عن الروح فقال : هي القدرة .


وفي قوله تعالى : ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) قال عليه السلام : في قوله تعالى : ( إنه كان فاحشة ) معصية ومقتا ، فإن الله يمقته ويبغضه ( وساء سبيلا ) هو أشد الناس عذابا ، والزنا من أكبر الكبائر .


وفي تفسير قوله تعالى : ( وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) قال عليه السلام : خلق كل شئ منكبا غير الإنسان خلق منتصبا .
وفي قوله تعالى : ( فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ) قال عليه السلام : ( متعوهن ) حملوهن بما قدرتم عليه من معروف ، فإنهن يرجعن بكآبة من أعدائهن ، فإن الله كريم يستحي ، ويحب أهل الحياء ، إن أكرمكم أشدكم إكراما لحلائله .


وفي قوله تعالى : ( وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ) قال عليه السلام : إنهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال ، وقد كان مبذولا من حيث ينال .


وفي قوله تعالى : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) قال عليه السلام : يريهم في أنفسهم المسخ ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم ، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق ، وقوله ( حتى يتبين لهم أنه الحق ) يعني بذلك خروج القائم ، هو الحق من الله عز وجل ، يراه هذا الخلق لابد منه .


قال أبو حمزة : سألته عن قوله عز وجل : ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) قال : هو الإيمان .


قال : وسألته عن قول الله عز وجل : ( وأيدهم بروح منه ) قال : هو الإيمان .


وأما تفسيره لقوله تعالى : ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) قال عليه السلام : حجوا إلى الله عز وجل .


وفي قوله تعالى : ( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) قال عليه السلام : وذلك أن الرجل إذا أراد الهجرة إلى رسول الله عليه السلام تعلق به ابنه وامرأته وقالوا : ننشدك الله أن تذهب عنا فنضيع بعدك ، فمنهم من يطيع أهله فيقيم ، فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم ، ونهاهم عن طاعتهم .


ومنهم من يمضي وينذرهم ويقول : أما والله لئن لم تهاجروا معي ، ثم جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشيء أبدا .


فلما جمع الله بينه وبينهم ، أمره أن يتوق بحسن وصله فقال : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) .
وفي قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) .


روى أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري في تفسيره الكشف والبيان عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قوله : إن معناها : بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل على ، فلما نزلت أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على ، فقال : من كنت مولاه فعلى مولاه .

اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد
 
أعلى