في البداية ..دعني أقول أنك طرحت عدة نقاط منها المهم ومنها أيضاً الغير مهم والذي لايحتاج للتعليق
ولذلك...سأركز معك على النقاط الثلاث الأولى وأترك الباقي من أجل تحديد النقاش وعدم التفرع من ناحية
وأيضاً الرد على هذه النقاط الثلاث وبطلان مبدأ تكفيركم العام من ناحية أخرى .
بالنسبة لرقم 1و2و3 ....
أخت خليجية ما الدليل على مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم و ما الدليل على مشروعية السفر قصدا لقبر النبي صلى الله عليه و سلم و ما الدليل على جواز الاستغاثة بالأموات ؟؟؟؟؟
إذا أثبت أن هذه الأمور موجودة في الإسلام و مقرة من قبل الصحابة فنحن سنقر بخطأ ما ذكره الشيخ
و لكن هذه الأمور التي تنتقدينها كلها منهي عنها بلسان الشارع نفسه
فهل سوف تنتقدين الإسلام
أستاذ الفودري لديكم مشاكل كثيرة بتعاملكم مع الدين ..لكن أهم هذه المشاكل هي مشكلة التكفير فهذه المشكلة
سببت لكم بعد كبيرعن جموع المسلمين وعن واقع الحياة العام مما جعلكم ترفضون أي رأي يخالف رأيكم
و جعلكم أيضاً تنظرون للأمور من نظرة واحدة يا أبيض يا أسود يا حلال ياحرام
من غير الإبحار بالعلم ومقاصد وغايات الأمور
أنت تساءلت عن الدليل حول مشروعية التوسل بالنبي وعن الإستغاثة بالأموات و السفر لزيارة قبر الرسول علية الصلاة والسلام
ووضعت آيات وأدلة تدل على قوة الحجة لديك وبطلان أي رأي يأتي من بعدك يخالف رأيك
ليس هذا وحسب بل صنفت أقوالك أنها من صلب الإسلام نفسه ومن ينتقد أقوالك فكأنما ينتقد الإسلام.
أنت ومشايخك ومن يتبعكم تضعون معظم الأمة الإسلامية في النار لا لشيء بل لأنهم أنتقدوا الإسلام
والأمة الإسلامية براء من ذلك بل هم أنتقدوا الإسلام الخاطئ الذي أنتم تعرفونه
لنغوص بصلب الحوار أنظر هذا الحديث ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون)رواه البخاري
أنظر الفاروق كان يتوسل بالرسول عليه الصلاة والسلام هل عمر بن الخطاب بنظركم وبنظر دعوتكم مشرك أو ضال ؟؟!!
تقول ببطلان الإستغاثة بالأموات كمن يقول يا محمد يا علي , ياحسين,...
(خدرت رجل ابن عمر ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال : يا محمد ) رواه البخاري أنظر لهذا الحديث
ومن يقوم بذكر ياعلي ويا حسين ...غير أخوتنا الشيعة والصوفية
أنظر الى أقوال ابن تيمية وهو من أشد الناس أنتقاد للشيعة ولكن لم يكفرهم مثل ماقام به محمد بن عبدالوهاب بتكفير كل من خالفه
قال (والرافضة فيهم مَن هو متعبِّد متورِّع زاهد) وقال أيضاً ( وقد ذهب كثيرٌ من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار، فأسلم على يديه خلقٌ كثيرٌ، وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعِين ، وهو خير من أن يكونوا كفارًا)
وهذا يدلنا أنه لم يقم أي عالم من أهل السنة والجماعة بتكفير أحد من المسلمين من عهد الخلافة الراشدة إلى عهد محمد بن عبدالوهاب إلا الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته فقد تم تكفير المسلمين وارتكاب مجازر بحق من خالفهم
بحجة الدعوة للعقيدة الخالصة ودرء الشبهات وهذا ما دللته أنت أيضاً بقطعك للسفر للمدينة المنورة لزيارة النبي
وبدرءك هذا للشبهة ونكرانها نكرت فضائل جليلة بزيارة المدينة قال الرسول(ص)
( لاتشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) رواه البخاري
وقال الرسول (ص) ( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ) وهناك فضائل كثيرة للمدينة
فلماذا تصورون أن كل من سيذهب لمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام أنه سيذهب للقبور ويترك الصلاة ويتسمح بالقبور
وإن كان مثل ماتظنون فهل هو مدعاة لكفر من قام بذلك ؟؟!!
لننظر لسلسلة من الأحاديث النبوية توضح صفات المسلم وسنجد أن كل ما أستندتم عليه من الدعوة للعقيدة الخالصة
ومحاربة البدع التي قامت بتكفير المسلمين ليس لها أثر بهذه الأدلة
عن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله لا الله وان محمداً رسول الله وقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رضمان رواه البخاري ومسلم
قال عمر ان جبريل عليه السلام سائل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وتقيم الصلوة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قا صدقت قا لفاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدرخيره وشره قال صدقت قال فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال صدقت (الى آخر الحديث) وفيه هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم رواه مسلم وراوه البخاري بمعناه
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولا لا اله الا الله فاذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم لا بحقها وحسابهم على الله رواه البخاري وسلم ورااه احمد وابن ماجة وابن خزيمة بزيادة وان محمداً رسول الله ويقيمون الصلوة ويؤتوا الزكاة ثم قد حرم على الموالهم ودمائهم
ها نحن عرفنا الإسلام من الرسول عليه الصلاة والسلام وعرفنا صفات المسلمين ويتفق فيها جميع المسلمين بشتى مذاهبهم
لكن لماذا تحصرون هذه الصفات فيكم وفي متبعين دعوة بن عبدالوهاب؟؟!!
إذا أثبت أن هذه الأمور موجودة في الإسلام و مقرة من قبل الصحابة فنحن سنقر بخطأ ما ذكره الشيخ
أعلم أنك لن تقر بغلط شيخك بهذه السهولة ..ولكن أسأل الله أن يكون لكلامي أثر على صدرك
مع الزمن ....والله الهادي الى سواء السبيل
وتحياتي للعقلاء