حدس من الداخل...وقفة بسيطة..!

العنتري

عضو مميز
حدس من الداخل
منذ اكثر من شهرين، تلقيت دعوة من احد الاصدقاء لحضور اجتماع الجمعية العامة للحركة الدستورية الاسلامية، ولم اتردد بالموافقة وقبول الدعوة لعدة اسباب اهمها هو شغفي لأرى بعيني واسمع بأذني كيف تتم ادارة هذا التيار السياسي الحساس الذي تسلط عليه الاضواء في الطالعة والنازلة وبمناسبة أو بدون مناسبة، فذهبت لأبحث عن اجابات للعديد من التساؤلات التي رسخت في ذهني لسنوات، خصوصا بعد ان سمعت عن حدس من الحدسيين انفسهم ومن حلفائهم وكذلك من اشد خصومهم السياسيين بالاضافة الى المحايدين.

لقد سبق ان تابعت حدس وهي تخطو بخطواتها الاولى على طريق السياسة، وشاهدتها تفوز وتتصدر قبل ان تدور عليها الدوائر وتنحصر وتتقهقر، ووافقتها على العديد من مواقفها عندما وجدتها على حق، ولكني ايضا عارضتها في مناسبات اكثر عندما رأيتها عكس ذلك، وباختصار اداؤها بالنسبة لي يعجبني وما يعجبني!

فجاء اليوم الموعود، وذهبت الى المكان المحدد، ووجدت جمعاً غفيراً من منهم مثلي وعدد من الاخوان »حدسين« بالفطرة من شباب في مكتمل العمر ينظرون الى المستقبل بعين التفاؤل والطموح، والرجال ناضجون يحطون رؤية واهداف حدس على اكتافهم ويواجهون تقلب الاوضاع وتبدل المراكز وتغيير الادوار، وكذلك كبار في السن من الرواد الذين وضعوا الاسس ويحملون من الخبرة والممارسة في الميدان الاجتماعي والسياسي ما يجعلهم من اولي الرأي، بالاضافة الى جانب مخصص للنساء ووضعت لهم ميكروفونات مكبرات للصوت.

حضرت الاجتماع حتى نهايته وخرجت بانطباعات عديدة لم اكن اتوقع اني سأنتهي اليها، فوجدت رحاا نفتقدها، روحاً عادت من ايام زمان، من ايام الزمن الجميل، ايام الصفاء والنقاء والطيبة والطمأنينة وراحة البال.

وجدت الايثار قولا وفعلا بين المنافسين والتسامح بين المتخاصمين والصدق في الحجة والشفافية في التبرير والصراحة في النقد والحرية في التعبير والديموقراطية بلا عصبية والادب بلا تزلف والاخلاق العالية والصدق في المعاملة، واعتقد بأنه حتى الاخوان في البيت الواحد لا يتعاملون كما تعامل الحدسيون مع بعضهم.

ربما يقول البعض بأني ابالغ في العرض وازيد في بهارات المدح بهدف تحسين صورة حدس، لكن الدليل على صدق انطباعاتي كان بالافعال وعمليا بعرض التقرير الختامي لاعمال الحركة في السنوات الاربع الماضية، والمناقشات واسلوب الحوار الهادئ والموضوعي من الجميع، بالاضافة الى ما حدث اثناء بند انتخاب الامين العام عندما قام المرشحين لذلك المنصب بالثناء كل منهم على الآخر قبل الاقتراع وكأنهم يتوسطون لبعضهم!

فاز الدكتور بدر الناشي بفارق كبير من الاصوات وسط الدعاء له بالتوفيق ومباركة الحضور، وبعد انتخاب الامين العام انتخبت الامانة العامة التي ضمت احد عشر رجلا وثلاث نساء يشكلون ذات الفئات المتنوعة التي كانت حاضرة للاجتماع.

اكاد اجزم بأنه لم يغادر احد موقع الاجتماع وهو يحمل في نفسه ضغينة، فهؤلاء القوم لا يطلبون الكراسي بقدر ما هم يطلبون اصلاح البلد وهذا المجتمع وفق شريعة الله والدستور الكويتي والقانون وبالوسائل المشروعة دينيا وسياسيا واجتماعيا.

اثناء النقاشات وعرض مستجدات الساحة لفت نظري معرفة حدس بما يدور حولها وما يقترب منها من مخاطر تهددها، وهو الامر الذي يجعلها تعلم من اين ستضرب وتهاجم سياسيا، وتبقى ردود افعالها تصب في خانة الاجتهادات التي تحتمل الخطأ والصواب، وهي بالاصل تيار سياسي كغيرها من التيارات التي تخضع لقواعد اللعبة الديموقراطية في الكويت، والهجوم عليها هو ضريبة اللعبة السياسية، كما ان تأييدها والتفرق عنها هو ايضا خاضع لقواعد السياسة وفقاً لأدائها ومواقفها واسلوب طرحها وتحالفاتها.

الجميع يعلم ان هناك عدة عناصر تتميز بها حدس، فهي مثقلة بالكفاءات والقدرات البشرية، ولديها القدرة التنظيمية والامكانات الادارية والمادية، وتملك رؤية ونظرة الى مستقبل البلد، وتستخدم الطرح الموضوعي البعيد عن التكسب الشعبي، ولكن هناك عدة محاور اخرى فهي ليست معصومة وليست الحزب المثالي في الكويت، فالكمال لله سبحانه وتعالى الواحد الأحد، الا ان »الحدسيين« يعرفون نقاط الضعف عندهم، وعليهم معالجتها كي تكون كلمتهم اعلى وليكون تأثيرهم اقوى.

ادركت من هذه التجربة بأن حدس من الداخل بها اشياء جميلة وهي بصراحة افضل من صورة حدس من الخارج! وعليه فإن حدس تحتاج ان تعبر عن نفسها بطريقة افضل من الاسلوب الحالي، فهي ليست بحاجة ان تتجمل أو تلف وتدور وتلعب على الحبلين وتنافق، بل تحتاج فقط ان تكون كما هي على حقيقتها.

اعتقد جازما بأن حدس تعيش مرحلة جديدة، بدليل دعوتي وغيري ممن هم مثلي لمثل ذلك الاجتماع الحساس.. وما لنا الا التروي لرؤية ملامح هذه المرحلة الجديدة في القريب.
عبدالحميد مبارك المضاحكة

________________________________________________________________________

استغربت عند قراءة هذا المقال وخصوصاً انتشار العزوف عن الكتابة عن الحركة باعتبارها في نظر الليبراليين أو الشعبيين أصبحت ضرباً من الماضي فكلما تفوق تيار أو شخص بطرحه الراقي أو مجموعة تجد الليبراليين والحقودين من السياسيين والكتاب يتهافتون لضربة حتى يسقط

اعجبني هذا المقال وزاد اعجابي لدعوة المضاحكة له كونه ليس من الحركة
تحياتي
 

khaled al kandari

عضو بلاتيني
عزيزي يعني تنصحنا بالنضمام الى حدس واذا انضمينا تضمن لنا ان يكون لنا في الطيب نصيب يعني على الاقل سكرتير عضو او ممكن ان اترشح بالبرلمان ربعي وايد بالنادي غير جماعتي
 

الساخر

عضو فعال
المضاحكه احد الكتاب المحسوبين عالحركه والدليل المضاحكه اهو اللي ماسكه مجله الهيئه التنفيذيه (( الاتلافيه ))
وعلي فكره عطه هديه ومستعد يكتب عنه صفحات مدح
فافضل قول له ريحنا واسكت او اقلب الصفحه علي الفنانات افضل من تقرا لمرتشي
 
أعلى