الظلم

فهد العسكر

عضو ذهبي
قال تعالى




وقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ )أي: كونوا قوامين بالحق لله، عز وجل، لا لأجل الناس والسمعة، وكونوا شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ أي: بالعدل لا بالجور. وقد ثبت في الصحيحين، عن النعمان بن بشير أنه قال: نحلني أبي نَحْلا فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تُشْهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاءه ليشهده على صدقتي فقال: "أكل ولدك نحلت مثله؟" قال: لا. قال: "اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم". وقال: "إني لا أشهد على جَوْر". قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة
وقوله: ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا ) أي: لا يحملنكم بُغْض قوم على ترك العدل فيهم
بل استعملوا العدل في كل أحد، صديقا كان أو عدوًا؛
ولهذا قال: ( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) أي: عَدْلُكم أقرب إلى التقوى من تركه
ودل الفعل على المصدر الذي عاد الضمير عليه، كما في نظائره من القرآن وغيره
كما في قوله:
b2.gif
وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ
b1.gif
النور : 28

وقوله: ( هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) من باب استعمال أفعل التفضيل في المحل الذي ليس في الجانب الآخر منه شيء، كما في قوله تعالى
b2.gif
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا
b1.gif
[ الفرقان : 24 ]

وكقول بعض الصحابيات لعمر: أنت أفَظُّ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم


ثم قال تعالى: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) أي: وسيجزيكم على ما علم من أفعالكم التي عملتموها، إن خيرًا فخير، وإن شرا فشر؛
ولهذا قال بعده: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) أي: لذنوبهم

وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) وهو: الجنة التي هي من رحمته على عباده، لا ينالونها بأعمالهم، بل برحمة منه وفضل
وإن كان سبب وصول الرحمة إليهم أعمالهم، وهو تعالى الذي جعلها أسبابًا إلى نيل رحمته وفضله وعفوه ورضوانه، فالكل منه وله، فله الحمد والمنة

وبمناسبة هذه الأيام الفضيلة وما بها من اجر وثواب وسعي البعض لأدراك هذا الاجر
فاني انصحهم اولا ان يحللوا انفسهم من ظلمهم واعتدائهم للغير
وذلك برد حقوقهم لهم وانصافهم ولو على ذوي قرابتهم

فكيف بالظالم يصطف بالصلاة مع من ظلمه واعتدى عليه وهذا يدعو عليه
وهو يدعو لنفسه

فالأحرى به ان يفك نفسه من دعوات المظلومين
ثم يدعو الله ليغفر له

يقول الشاعر

لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا ... فالظلم مصدره يفضي للندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم

طبعا هذين البيتين لمن لهم قلوب بشرية لا لمن تحجرت عقولهم وعلى قلوبهم اقفالها
ما راح يستوعبون شيء من معناها
حتى الحجر منه فايدة يخرج من بينه الماء
ولكن هذه القلوب اقسى واصلب من الحجر


بصراحة استغرب من الظلام يتمادون في ظلمهم
وخاصة المسئولين حين يستغلون فضل الله عليهم بظلم عباد الله
وياتون المساجد والصلوات يدعون الله
ما ادري على شنو
هل يدعون الله ان يزيدهم قوة وظلم لعباد الله

يعني هم اساؤوا فهمهم لله بهذا الدعاء
وهل الله يقبل ظلمهم لعباده ؟؟
ام يعتقدون ان هم شعب الله المختار
ام هم يعتقدون ان الله غفور رحيم لهم فقط
وشديد العقاب لغيرهم

‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏المستبان ما قالا فعلى البادي منهما ما لم يعتد المظلوم
رواه الترمذي ‏
‏ ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح



‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بعث ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏إلى ‏ ‏اليمن ‏ ‏فقال ‏ ‏اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب

رواه الترمذي ‏حديث حسن صحيح


‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏الظلم ظلمات يوم القيامة
رواه الترمذي حديث حسن صحيح

المخلص
علشان تطلبون من الله المغفرة من اذاكم لخلق الله
اول شيء كفوا اذاكم عن خلق الله
علشان تكون نواياكم صادقة مع الله
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
جزاك الله خيرا على نصيحتك الطيبة , وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
 
أعلى