:عراقيو الداخل لم يمنحوا فرصة المساهمة في المرحلة الانتقالية
ربما يكون الشريف علي بن الحسين من ابرز الشخصيات التي
برزت في الساحة السياسية العراقية بعد سقوط النظام السابق
في 9/4/2003 .. ويراه دعاة الملكية الدستورية من ابرز الصفوة
الباقية على قيد الحياة من العائلة المالكة العراقية ..
فهو من مواليد بغداد 1956 لأبوين هاشميين هما الحسين بن علي
الذي يعود نسبه الى الشريف علي بن عبد الله امير مكة ..
ووالدته الاميرة بديعة بنت الملك علي بن الملك الحسين
ملك الحجاز ..
حائز على شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية للدول النامية ..
متزوج من سيدة عراقية وله اربعة ابناء ..
في حوار موسع له مع الزمان تناول في محورين الوضع السياسي
الراهن في العراق والجانب الشخصي للشريف علي، مؤكدا على
ضرورة البحث عن الحلول البديلة للوضع المأساوي الذي وصل
اليه العراق مرورا ببناء المؤسسات القانونية التي ينطلق منها
الدستور الدائم والذي من المفترض ان يصوت عليه الشعب
بالديمقراطية الحرة لأقراره ..
والذي سيكون رمزا لوحدة الشعب والوطن ..
وفيما يلي نص الحوار:
* بعد الصداع الكبير الذي اصاب الولايات المتحدة من
حالة التفرد الديكتاتوري التي تمثلت بنظام صدام حسين /
هل تتوقعون بأن الولايات المتحدة يمكن ان تجازف مرة
اخرى بأن تساهم بطريقة ما في تسليم السلطة الى طيف
معين ( حزب او شخصية؟) واذا كانت هذه الفرضية يستبعدها
المنطق الجدلي لتوجه السياسة الامريكية فما برأيكم البدائل
التي ستلجأ اليها واشنطن في هذا السبيل ؟
وهل اتخذت خطوات اولية برأيكم تمهد عن طريقها لجعل
عملية نقل السيادة الى العراقيين تقوم على اساس الموازنة
في رسم خريطة السلطة الجديدة على اسس التكافؤ السياسي
والولاء الشامل للعراق بين الاحزاب او الطوائف او الشخصيات ؟
_تعلن الولايات المتحدة باستمرار بأنها تريد الخير للعراق ولعل
نياتها حسنة كما تؤكد ، وربما تخطيء مرات عديدة في تنفيذ السياسات
لكني اعتقد بأنه ليست لديها النية في دعم نظام استبدادي جديد في
العراق ، بل هي حذرة جدا في هذه المسألة ولكن هناك فرقا كبيرا
بين النية والتطبيق خاصة وانها حتى الان لم تعط غالبية الشعب العراقي
خاصة عراقيي الداخل الفرصة للمساهمة في الفترة الانتقالية وان
العراقيين يشعرون بأنهم مهمشون ومبعدون عن صنع القرار السياسي ..
كما ان الامريكان حتى اليوم يعتمدون على القيادات السياسية التي
اتت من الخارج والتي مازالت بحاجة الى توسيع قاعدتها الشعبية
في الداخل ..
هذا اولا وثانيا من الصعب جدا ان نعرف ما الذي سيقرره الامريكان
خاصة وانهم يبدلون رأيهم كل اربع اشهر ..!
الان هم يصرون على عودة السيادة والسلطة للعراقيين في الثلاثين
من حزيران المقبل وهنا يمكن ان نقسم هذه الفترة الى جزئين الاول
يبدأ الان وحتى الثلاثين من حزيران (يونيو) والثاني من الثلاثين
من حزيران (يونيو) وحتى مدة الانتخابات ، وبرأيي الشخصي اعتقد
ان على الذين سيستلمون السلطة والسيادة لابد ان يمتلكوا تمثيلا حقيقيا
للشعب العراقي ويحظون بثقته ودعمه ..
* الصراع الطائفي او الظاهر في الساحة العراقية الأن هو نوع
من صراع سياسي مغلف بصبغة طائفية ، هل تعتقدون ان مثل هذا
الصراع قد يؤدي الى استمرار الفوضى وعدم الاستقرار في
العراق في الوقت الذي عشنا زمنا طويلا في حقبة النظام السابق
وما قبله لا نسمع عن هكذا صراع وان وجد فهو في أقلية قليلة
متطرفة ؟ برأيكم ما الذي ادى الى ظهورهذا الصراع وبشكله
الحاد اليوم ..؟ وكيف يمكن الوصول الى نقطة التقاء لمنع تفجير
الموقف اكثر مما يحتمل خاصة بعد ان اعلن الاخضر الابراهيمي
موفد الامم المتدة الى العراق قبل ايام قليلة خوفه من نشوب
حرب اهلية فيما اذا لو تفاقم وضع الصراع .؟
_ بدءا فان المجتمع العراقي ليس طائفيا وكأفراد وفئات لا نتعامل
مع بعضنا البعض بشكل طائفي وعلى اسس مذهبية او قومية ..
لكن المشكلة هي ان بعض الاحزاب والقيادات السياسية التي لا
تملك شعبية وتأييد تستعين بورقة الطائفية وطرح النسب الطائفية
لكي تضمن حصتها في الحكم كما أن البعض منهم يقع في الفخ
الذي تنصبه اطراف من خارج العراق ممن لا يريدون الخير للعراق
بل يعملون على تجزئته ويرغبون بخلق الفتنة والطائفية فيه لذا
على الاحزاب ان تنتبه الى هذا الامر وتشعر بالمسؤولية للحفاظ
على وحدة البلاد ولا تطرح القضايا السياسيةبشكل طائفي بل يجب
ان تكون طروحاتهم لكسب ود الشعب بعيدة عن خطوط القوميات
والمذاهب .. اما حول توقع الابراهيمي فلا اعتقد لو حدثت
لا سمح الله اية حرب اهلية ان تكون لاسباب طائفية بل لاسباب
سياسية واعتقد ان مجلس الحكم بشكله الموجود حاليا لو تسلم
السلطة فستكون الخطوة الاولى لحرب اهلية في العراق وعلى
اسس سياسية وليست طائفية لان الشعب سيرفض سلطة مجلس
الحكم ويعتبرها بلا شرعية ولا تمثله ، لذا فان كل فئة ستحتم الى
ميليشياتها واسلحتها الخاصة لتسيطر على منطقتها، كما ان
الشعب سيرفض تدخل السلطة المركزية لعدم اعترافه بشرعيتها
فالمجتمع العراقي غير طائفي ويرفض تشخيص القضايا السياسية
حسب المذهبية او القومية لكن الذي صعب الموقف هو بعض
الاحزاب التي ارتضت ان يكون تصنيفها على اسس طائفية ، كما ان
المشكلة كانت في مجلس الحكم باعترافه العلني بأن التعيين كان
على اسس مذهبية وقومية فضلا عن ان الامريكان استمعوا الى
استشارات خاطئة من سياسيي الخارج بان وضع العراق السياسي
في الداخل شبيه بوضع لبنان او يوغوسلافيا والعراق ليس كذلك ..
لذا على الاحزاب ان تقف ضد هذا التيار ولا تستعين بالورقة
الطائفية لكسب قواعد شعبية ضيقة لها بل عليها ان تطرح مشروعاتها
لكسب كل العراقيين ايا كانت مذاهبهم او قومياتهم وهذا يجعل منهم
احزابا وطنية لا احزابا قومية او مذهبية ...
وللقاء بقية
سلام