الدراما السورية وسياسة الاستخبارات الفنية عند الساير والوشيحي

عن الدراما السورية وما قدمته في شهر رمضان المبارك والتي تابعها الأكثرية كتب الاعلامي محمد الوشيحي وجهة نظرة ،ليطل الكاتب صلاح الساير بوجهة نظر أخرى ،حيث تناولا الاستخبارات ودورها في عالم الفن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
..............................................................................
الدراما السورية ... سري للغاية
محمد الوشيحي
حتى بالواسطة، لا يمكن مقارنة الدراما المصرية أو الخليجية بالدراما السورية. ايش جاب لجاب. وباستثناء نور الشريف ويحيى الفخراني وخالد صالح بالإمكان القول بعد وضع رجل على رجل ان الدراما المصرية تتضاءل وتنكمش أمام الدراما السورية العملاقة. أما الدراما الخليجية، أو دراما شد الشعر وتناثر الدموع في أرجاء المنزل ومط الممطوط والاعتماد على نغمات الناي الحزينة والبحث عن الأرخص، فمعلش كلنا لها.
مدرسة التمثيل المصرية، وتتبعها الخليجية، أو الكويتية تحديدا، تتعامل مع المشاهدين باعتبارهم سذجا قليلي التعليم والاطلاع. فالشرير في المسلسل يجب أن يكون بشع المنظر ضخم الوجه مبقق العينين، يمسح شنباته وهو يضحك ضحكة مجلجلة، هع هع هع (الممثل الكويتي أحمد الجوهر نموذجا صارخا)، وإلا فهو ليس مجرما، شوفوا لنا واحداً غيره. أما ماكياج الممثلات فإنا لله وإنا إليه راجعون... هي مدرسة غبية ونسخة مسخ من المدرسة الهندية القديمة التي تصلح لعمّال الميناء، تسلّيهم بعد مغادرة الباخرة! وعليه، لن تحلق الدراما الخليجية والمصرية إلا إذا حلق ديك أم كاظم.
أما الدراما السورية، المبهرة حقيقة، فنحتاج للحديث عنها إلى معرفة استخدام الشيفرة، والاجتماع في السرداب، وخفض أصواتنا، والتأكد من أن أحدا لا يرانا ولا يسمعنا، فنحن هنا نتحدث عن دور الاستخبارات في الإعلام. فهي من ضرب المسمار الأول لبناء المسلسلات السورية التاريخية ضخمة الإنتاج، مثل باب الحارة وليالي الصالحية والحوت وما شابهها، وهي من راجع القصة والسيناريو والحوار وانتجها. ولهذا يقرأ الناس اسم منتج لم يعرفوه من قبل، سخي ولا حاتم الطائي، ثري ولا بيل غيتس، دون أن يدركوا بأن الأموال المدفوعة هي أموال الدولة والضرائب.
مدن تاريخية متكاملة، بمنازلها وأثاثها وديكوراتها وموانئها وحاراتها وأزقتها وأسواقها وتفاصيلها الصغيرة، ينتجها شخص لم يُعرف من قبل، ولا اسم له في عالم البيزنس! هل كيف؟ طبعا بخلاف ملابس عشرات المئات من الممثلين، والخيل والعربات وغيرها من المناظر المعروضة على الشاشة. إضافة إلى علماء النفس، وخبراء الرصد والمتابعة، و، و، و، ممن لا نشاهد أعمالهم على الشاشة ولكننا نشعر بوجودهم في مكان ما، بالقرب من مبنى الاستخبارات.
ونظلم بختنا لو قلنا بأن عمالقة بحجم بسام كوسا، وخالد تاجا، وعباس النوري، وغيرهم من نجوم الدراما السورية، ليسوا بمستوى العمل. بل على العكس، لولا هؤلاء لما خيّم الصمت علينا أثناء عرض مسلسلاتهم، كي لا تفوتنا لقطة هنا أو جملة هناك. ولولا بسام كوسا لما ارتفعت حواجبنا دهشة وإعجابا. وبسام هو الأفضل عربيا بلا منازع، وعلى المتضرر اللجوء إلى البحر. وهو ممثل يسكن القمر، هبط على الأرض ليأخذنا معه كمشاهدين إلى هناك. وهو ثروة وطنية لا يمكن أن تغفلها استخبارات ناشئة، فما بالك بالاستخبارات السورية، بجلالة قدرها وأموالها وهيمنتها. ولو رفض بسام كوسا الدور أو لو حاول إجراء تعديل على السيناريو فسيموت منتحرا بالوباء الكبدي في مكتبه.
وفي بلد كسورية، حيث تصدر الصحف يوميا بمانشيتات لا تختلف سوى في ترتيب المبتدأ والخبر، ولا يُسمح لشيخ طاعن في السن بأن يكحّ ما لم تكن كحّته تخدم النظام، في البلد هذا لا يمكن أن تُكتب سيناريوهات كهذه إلا تحت بند «سري للغاية»، ولا يمكن أن تخرج أعمال كهذه من السراديب إلى الشاشة إلا بعد توقيع الاستخبارات... أبدا، لا يمكن، إلا إذا كنا كما تعتبرنا الدراما الخليجية، سذجا.
***
..............................................................................................................
[FONT=Arial, Helvetica, sans-serif]الحضن الدمشقي[/FONT]


الأحد 5 أكتوبر 2008 - الأنباء
alsayer.jpg


صلاح الساير

أشاد محمد الوشيحي، قبل أيام، في صحيفة الراي بالدراما السورية ووصفها بالباهرة.

غير انه ربط هذا التطور الفني بأجهزة الاستخبارات، لافتا إلى الإمكانيات الإنتاجية ومواقع التصوير الضخمة والميزانيات الباهظة المتوافرة لهذه الأعمال التلفزيونية والتي تفوق قدرات المنتجين.
بدوري أشارك الزميل «فارس القلم» في هذه الإشادة، بيد اني أشير الى دور الحكومة السورية، على وجه العموم، بدعم هذه المنتجات التلفزيونية، إيمانا منها بأهمية الفن وقدرته على تعزيز الهويات الوطنية في الذهنية الجمعية للمشاهدين، فلا أحسب ان وزارتي الثقافة والإعلام، وربما القصر الجمهوري في دمشق، غائبة عن تفعيل ومتابعة هذا الإيمان الجميل.
أما إذا صدق تحليل الوشيحي بأن الاستخبارات السورية هي من تقف وراء إنجاح الفن في سورية فحسبها ذلك.

ولعلها مناسبة نتمنى فيها على جميع أجهزة الاستخبارات العربية ان تحذو حذو هذا الفهم المتقدم.
تبقى إشارة واجبة الى ان الصدر الرسمي حضن للأعمال الجادة والمتميزة.

فالفن رسالة وطنية ينبغي تحصينها من العبث.



............................................................................................................
[FONT=Arial, Helvetica, sans-serif]بلاد تفقأ عينها[/FONT]
الاثنين 6 أكتوبر 2008 - الأنباء

alsayer.jpg


صلاح الساير

كتبت يوم امس عن رعاية الحكومة السورية للاعمال التلفزيونية باعتبارها منتجات وطنية، واشرت الى اهمية ان يكون الصدر الرسمي حضنا للاعمال الجادة والمتميزة، فالفن رسالة وطنية ينبغي تحصينها من العبث وفساد الامزجة.
هذه الاحتضانات الرسمية المسؤولة التي تحدث في دمشق وغيرها والتي تحقق المصلحة الوطنية للدول، يحدث عكسها في عواصم اخرى، حيث الاحتضان والرعاية من نصيب الاعمال القميئة التي ينطوي بعضها على ترويج الفتن وتمزيق النسيج الوطني والاضرار بالسلم الاجتماعي.
أما الاعمال التلفزيونية الرصينة التي تهدف الى نقش صورة الوطن، وتأكيد هويته التاريخية، والتي تعمل على ترسيخ المعلومات الايجابية عنه في اذهان المشاهدين والتي تندرج تحت بند «الاعلام الوطني» فانها تكون عرضة للاقصاء والتحطيم وكأنها برامج ينتجها اعلام دولة معادية فينبغي محاربتها وطمسها كي لا تبلغ اهدافها.
وضع مريب (!) يستدعي الوجع والاسئلة، وكأن البلاد تفقأ عينها باصبعها، او قطة تأكل ابناءها وتعفي اعداءها من القيام بواجباتهم الشريرة.



.....................................................................................................................
 

ame_nasr

عضو جديد
دعم مشروع

ما أشار اليه "الكشاف " صلاح الساير يؤكد أهمية التوجه الحقيقي لدعم العمل الفني الوطني ,ومشروعية السبل التي تؤدي الى ايجابية الحضور والانتشار ,وما المح اليه في مقالته"بلاد تفقأ عينها " يذكرنا بما قدمه التلفزيون الكويتي ويقدمة في تخريب صورة العمل الفني المحلي...و غياب صنع بصمات وطن تتجدد بالصورة والكلمة واللهجة وغيرها من خصوصية مفردات الظهور الاعلامي ...
...................................................................
كفاية علينا حليمة بولند ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وقارنوا ؟ يا اهل الحارة ..عفوا الفريج.
 
أعلى