الـــربـــابــــه

السعيدي

عضو مميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​


في الماضي البعيد .. ايام ماكانت تساق الانفس من اجل " استفزاع انثى "
لأهل الشيمه وبمجرد كلمة " تكفى " في حين ضاعت " تكفى " في عصرنا
الحالي واصبحت بلا قيمه لدى البعض .. كانت في زمنهم تعني الكثير والكثير ...
تعني العزه والعرض والشرف والوعد والعهد وارخاص الروح لأجل كلمه استجداء
هي بكل بساطه " تكفى "

ما اجمل هذه الازمنه رغم ما خالطها من قحط وألم واحزان وفجيعة ...
فجيعة المرض والموت و فراق محبين زمن " الشِيخه " والرجال زمن العفه والعشق
الطاهر عصر كانت المجالس لها شأن كبير " وحشيمه ومقدار " مجالس لا يذكر
فيها اعراض الناس .. مجالس لا تأوي الأنذال وبائعي الشرف بأثمان بخسه ..
مجالس شامخه كشموخ رجالها الفرسان وابنائها الأبطال حيث تُدار أمور القبيله
وتُبحث شئونها ..وبعد هذا وذاك ... وعند تجمع افراد القبيله في مجلسها
وعلى " جال ضوهم " ومع سدول الليل .. يبدأ ذلك الرجل الجالس في طرف
المجلس بالعزف على وتر واحد فقط وآله يدوية الصنع لينساب اللحن العذب
بقصيده غالباً ماتكون " غزليه " ليرتاح الرجال الذين اتعبهم عناء النهار وشقائه
في البحث عن الرزق او حماية " مراح " القبيله

انها { الــربــابـــه } تلك الآله العجيبه والتي لا تشبه بقية الآلات الموسيقيه فهي فريدة الصنع وكان في أمر اكتشافها ماتعجب له العقول

فمتى اكتشفت الربابه ... وماهي قصة اكتشافها ؟
----------------------------------------------------

قصص كثيره تداولتها الأجيال حول قصة اكتشاف الربابه الا ان اقرب هذه القصص للواقعيه ...


كانت قصة ذلك الرجل وزوجته .. حيث نشب خلاف بينهما اتهم
الزوج زوجته اتهاماً باطلاً وادرك فيما بعد انه مخطئ .. مما حدا بالزوجه للنزوح
لأهلها رافضه محاولات زوجها في استرجاعها حتى بلغ بها ان اشترطت
للعوده .. ( لن اعود حتى يتكلم العود ) وهي تقصد عود الشجر او الخشب ...

احتار الرجل في أمرها فذهب لعجوز حكيمه من اهل قبيلته وقص عليها ماحدث
فقالت له الأمر بسيط ... وطلبت منه احضار عود من ( عوشزه ) نبات صحراوي
يسميه البعض ( عوسج ) فاحضر ماطلبت وقالت له اخرق راس هذا العود من
الأطراف وفعل ذلك .. وطلبت منه ايضا احضار جلد ( حوار ) والحوار ابن الناقه
فأحضره ثم قامت بحشو هذا الجلد بأوراق نبتة ( العرفج ) واخيرا طلبت منه
احضار سبيباً من ذيل الخيل وقالت اجعل هذا السبيب في العود الذي خرقته
ثم قالت له اعزف الآن فعزف فإذا بالعود يتكلم اي ( يصدر لحناً ) ثم اسرع به الى
اهل زوجته وطلب مقابلتها ليقول لها انه فعل المستحيل لأرضائها وها هو يلبي
شرطها في العوده ويجعل العود يتكلم ثم انشد بعدها هذا البيت ...


يابنت لا يعجبك صوت الربابه

............... تراه جلد حويّرٍ فوق عيدان !!


اذاً هذه هي نشأة الربابه ... كانت بسبب شرط امرأه
وماهي الا عود عوسج وجلد حوار ... وقيل ان افضل الجلود لصنع الربابه هو جلد " الذيب "
لكن في الأمر خطوره بالغه لذلك كان جلد ابن الناقه انسب وآمن
ومن حيث هذه القصه نستشف مكان نشأة الربابه وهي بادية الجزيره العربيه
الا ان هناك من قال انها هنديه .. وآخرون قالوا انها عراقية الأصل لكن في
ماورد من ابحاث علامة الجزيره ( عبدالله بن خميس ) انها نجدية الأصل والمنشأ

وتختلف الحان الربابه حسب امكانيات العازف والذي يكون ملماً ببحور الشعر
حيث يوجد الهجيني ، والمسحوب ، والصخري ، والسامري

لكن مالذي يجعل الربابه في معزل عن الفنون وادوات الطرب الأخرى ...
رغم صعوب تركيبها واتقان العزف عليها ؟
ولمذا تجاهلت هذه الآله وسط صخب آلات الغناء الأخرى ؟

اسئله محيره ... الا ان للربابة شأن خاص بها لدى العرب .. ولها شجنها الخاص
مما يجعلها متفرده وسيدة هذه الآلات ... فهي صديقه للصحراء وللبدوي بصفه خاصه ...
طارده لوحشة الليل ... انيسه للعاشقين ... ورفيقة الشعور بالوحــده و الحــب والحــزن

ومن اشهر عازفي الربابه في الجزيره العربيه ....
********************************************

عبيد عياش ... مشعان بن مجول .. مهلي حشاش الظفيري .. طلق الرجعان ..
علي بن سلطان الهاجري .. جابر بن حسين المري ...
وعازف الربابه الاردني الشاب .. ادهم علي

واشهر القصائد التي عُزفت على هذا الوتر اليتيم هي ...
**********************************************

* ياعيد ليتك تشوف الحال وتروفه

* نجمة الصبح

* حداني على البيت المطرف

ولعل احدث عزف للربابه كان للشاب ادهم علي الذي ابهر الجميع بعزفه متعاوناً
مع الشاعر ... زايد المري في عمل بعنوان ( نفح الجزيره ) فكُتب لهذا التعاون
النجاح الرائع والمذهل وادهش هذا العازف جميع متذوقي هذا الفن الرائع

اوشكت الربابه ان تشيخ وتهرم واوشك الجيل على نسيانها ولعل قول الشاعر
الطريف هنا ابلغ تصوير لما فعلت بنا الحضاره


نشري الحضارة بالذهب والدنانير
.................. يا ويلنا لا سكٌر الغرب بابه
كـم واحـــد ٍ بيبــدل البنــز ببعيــر
............. ويبدل الديسكو بصوت الربابه


لكن ستبقى الربابه رغم جحافل التكنلوجيا الهادره
ستبقى في قلب ذلك البدوي مهما ساير ركب الحضاره والتطور

فمن منا لا يطرب عند سماع لحنها الحزين ويثيره الشجن عند صدح صوتها العذب
وانسيابه ... كانت ولازالت وستبقى ... تخليداً لابيات الشاعر ومشاعره عبر الأزمنه


ياربابه على المسحوب غنـي
............. من قصيدي بكى قــوس الربـــابــه

 

حلوة الكويت

عضو مخضرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​



في الماضي البعيد .. ايام ماكانت تساق الانفس من اجل " استفزاع انثى "
لأهل الشيمه وبمجرد كلمة " تكفى " في حين ضاعت " تكفى " في عصرنا
الحالي واصبحت بلا قيمه لدى البعض .. كانت في زمنهم تعني الكثير والكثير ...
تعني العزه والعرض والشرف والوعد والعهد وارخاص الروح لأجل كلمه استجداء
هي بكل بساطه " تكفى "

ما اجمل هذه الازمنه رغم ما خالطها من قحط وألم واحزان وفجيعة ...
فجيعة المرض والموت و فراق محبين زمن " الشِيخه " والرجال زمن العفه والعشق
الطاهر عصر كانت المجالس لها شأن كبير " وحشيمه ومقدار " مجالس لا يذكر
فيها اعراض الناس .. مجالس لا تأوي الأنذال وبائعي الشرف بأثمان بخسه ..
مجالس شامخه كشموخ رجالها الفرسان وابنائها الأبطال حيث تُدار أمور القبيله
وتُبحث شئونها ..وبعد هذا وذاك ... وعند تجمع افراد القبيله في مجلسها
وعلى " جال ضوهم " ومع سدول الليل .. يبدأ ذلك الرجل الجالس في طرف
المجلس بالعزف على وتر واحد فقط وآله يدوية الصنع لينساب اللحن العذب
بقصيده غالباً ماتكون " غزليه " ليرتاح الرجال الذين اتعبهم عناء النهار وشقائه
في البحث عن الرزق او حماية " مراح " القبيله

انها { الــربــابـــه } تلك الآله العجيبه والتي لا تشبه بقية الآلات الموسيقيه فهي فريدة الصنع وكان في أمر اكتشافها ماتعجب له العقول

فمتى اكتشفت الربابه ... وماهي قصة اكتشافها ؟
----------------------------------------------------

قصص كثيره تداولتها الأجيال حول قصة اكتشاف الربابه الا ان اقرب هذه القصص للواقعيه ...


كانت قصة ذلك الرجل وزوجته .. حيث نشب خلاف بينهما اتهم
الزوج زوجته اتهاماً باطلاً وادرك فيما بعد انه مخطئ .. مما حدا بالزوجه للنزوح
لأهلها رافضه محاولات زوجها في استرجاعها حتى بلغ بها ان اشترطت
للعوده .. ( لن اعود حتى يتكلم العود ) وهي تقصد عود الشجر او الخشب ...

احتار الرجل في أمرها فذهب لعجوز حكيمه من اهل قبيلته وقص عليها ماحدث
فقالت له الأمر بسيط ... وطلبت منه احضار عود من ( عوشزه ) نبات صحراوي
يسميه البعض ( عوسج ) فاحضر ماطلبت وقالت له اخرق راس هذا العود من
الأطراف وفعل ذلك .. وطلبت منه ايضا احضار جلد ( حوار ) والحوار ابن الناقه
فأحضره ثم قامت بحشو هذا الجلد بأوراق نبتة ( العرفج ) واخيرا طلبت منه
احضار سبيباً من ذيل الخيل وقالت اجعل هذا السبيب في العود الذي خرقته
ثم قالت له اعزف الآن فعزف فإذا بالعود يتكلم اي ( يصدر لحناً ) ثم اسرع به الى
اهل زوجته وطلب مقابلتها ليقول لها انه فعل المستحيل لأرضائها وها هو يلبي
شرطها في العوده ويجعل العود يتكلم ثم انشد بعدها هذا البيت ...


يابنت لا يعجبك صوت الربابه

............... تراه جلد حويّرٍ فوق عيدان !!


اذاً هذه هي نشأة الربابه ... كانت بسبب شرط امرأه
وماهي الا عود عوسج وجلد حوار ... وقيل ان افضل الجلود لصنع الربابه هو جلد " الذيب "
لكن في الأمر خطوره بالغه لذلك كان جلد ابن الناقه انسب وآمن
ومن حيث هذه القصه نستشف مكان نشأة الربابه وهي بادية الجزيره العربيه
الا ان هناك من قال انها هنديه .. وآخرون قالوا انها عراقية الأصل لكن في
ماورد من ابحاث علامة الجزيره ( عبدالله بن خميس ) انها نجدية الأصل والمنشأ

وتختلف الحان الربابه حسب امكانيات العازف والذي يكون ملماً ببحور الشعر
حيث يوجد الهجيني ، والمسحوب ، والصخري ، والسامري

لكن مالذي يجعل الربابه في معزل عن الفنون وادوات الطرب الأخرى ...
رغم صعوب تركيبها واتقان العزف عليها ؟
ولمذا تجاهلت هذه الآله وسط صخب آلات الغناء الأخرى ؟

اسئله محيره ... الا ان للربابة شأن خاص بها لدى العرب .. ولها شجنها الخاص
مما يجعلها متفرده وسيدة هذه الآلات ... فهي صديقه للصحراء وللبدوي بصفه خاصه ...
طارده لوحشة الليل ... انيسه للعاشقين ... ورفيقة الشعور بالوحــده و الحــب والحــزن

ومن اشهر عازفي الربابه في الجزيره العربيه ....
********************************************

عبيد عياش ... مشعان بن مجول .. مهلي حشاش الظفيري .. طلق الرجعان ..
علي بن سلطان الهاجري .. جابر بن حسين المري ...
وعازف الربابه الاردني الشاب .. ادهم علي

واشهر القصائد التي عُزفت على هذا الوتر اليتيم هي ...
**********************************************

* ياعيد ليتك تشوف الحال وتروفه

* نجمة الصبح

* حداني على البيت المطرف

ولعل احدث عزف للربابه كان للشاب ادهم علي الذي ابهر الجميع بعزفه متعاوناً
مع الشاعر ... زايد المري في عمل بعنوان ( نفح الجزيره ) فكُتب لهذا التعاون
النجاح الرائع والمذهل وادهش هذا العازف جميع متذوقي هذا الفن الرائع

اوشكت الربابه ان تشيخ وتهرم واوشك الجيل على نسيانها ولعل قول الشاعر
الطريف هنا ابلغ تصوير لما فعلت بنا الحضاره


نشري الحضارة بالذهب والدنانير
.................. يا ويلنا لا سكٌر الغرب بابه
كـم واحـــد ٍ بيبــدل البنــز ببعيــر
............. ويبدل الديسكو بصوت الربابه


لكن ستبقى الربابه رغم جحافل التكنلوجيا الهادره
ستبقى في قلب ذلك البدوي مهما ساير ركب الحضاره والتطور

فمن منا لا يطرب عند سماع لحنها الحزين ويثيره الشجن عند صدح صوتها العذب
وانسيابه ... كانت ولازالت وستبقى ... تخليداً لابيات الشاعر ومشاعره عبر الأزمنه


ياربابه على المسحوب غنـي
............. من قصيدي بكى قــوس الربـــابــه






:)..
والله يا سعيد...
هالموضوع يناسب الماما..
كل ما سمعت جرت الربابة..فزت له..
وقالت الله...
بيني وبينك انا ما افهم شنو يقولون:p
موضوع تراثي جميل..:وردة:
 

ريما القمر

عضو مخضرم
ماني من عشاق الربابه

لكن عندي بجهازي هذي وأحبها حيل ومادري منوصاحبها


0


0



:وردة: هذي أحلى القصايد :وردة:

لاتعتذر ماللهجر منك تبرير

صدك بليّا ذنب والله ظليمة

ماصار لي بعدك يفوق أي تصوير

تجددت كل الجروح السليمة

بعدك لعب بي هاجسي والتفاكير

وقلبٍ جريح صبه مهيمه

ماغير أسلي خاطري بالمشاوير

أروح وأرجع والهواجس مقيمة

ياحبي اللي بين بيض الغنادير

لك في عروش القلب قدرٍ وقيمة

إن صدك ماخذك عني الغير

روّح ولو إن الخساير وخيمة

كنها خذتك عني المقادير

فالعفو عند المقدره فيه شيمه

يامرحبا والحب كله معاذير

تشفع لك أيام الغرام القديمه

يما الهوى يا لو دار لي منك عصير

أضم في صدري من أجلك نسيمة

واليوم أصبر خاطر الوجد تصوير

وأقول..صدك عقب وصلك جريمة



<<<<< تسمعها وطربانه ^_^
 

السعيدي

عضو مميز
حلوه الكويت شكرا على المرور
ريما القمر هذي القصيده للشاعر زايد المري والى يجرها ربابه ادهم على وشكرا على المرور
 

شخص مهم

عضو ذهبي
أفضل الجرات هي جرة مهلي حشاش الظفيري وهي :


البدو شدوا من المقطان *** تفرقوا وأخلوا العدي

شدوا ( هل ) الزين يا ضيدان *** عز الله انه ما هو بـ ودي

أركض وراهم وأنا حفيان *** أشرف الرجم وأردي

أبو جديل على الأمتان *** بيحت يا زين ما بـ سدي


هذه الجرة رااااااااائعة بأنامل مهلي وبصوته " الرخيم " ....

إذا سمعت هذه الجرة بالسيارة ...لا أتمالك نفسي فإني على طول أسحب السايد :)



السعيدي لك :وردة:
 

السلطاني

عضو مخضرم
الله يرحم أيام سعران....

أجمل من يغني ويعزف على الربابة...هم الجواسم...من الظفير

مهلي حشاش..كان يسترزق من هذه الهواية في برنامج ديوانية شعراء النبط...وكل ظهور ب 50 دينار...

لكن من عقب رئاسة مجلس إدارة جمعية الجهراء...وخروجه منه...لم يعد للبرنامج...ولم يعد يسمع له عزف

أو مغنى....



شاعر وقلبي ربابة....( مادري وين سامع هالجزئية )...؟
 

السعيدي

عضو مميز
شكرا على الاضافات الطيبه للموضوع والربابه ماتحلي الا بطلعات البر ايام الربيع والطلي معلق والقاع ممطوره والجاي والقهوه تخدير رمث مو فحم وطبعا السلوم متسيد القعده
الله يرحم شيباننا الاولين الى يجرون
 

بو حمد

عضو بلاتيني
على الروابي تنزل دموع وطفه !!


موضوع جميل و لا طالما ادعمت عيني صوت الربابه عند اصحاب الاصوات الشجيه و الحزية و كثيرا ما نرفزتني عند اصحاب الاصوات الخشنة..
 

دون كيشوت

عضو بلاتيني / الفائز الأول في مسابقة الشبكة الرمضا
فائز بالمسابقة الدينية الرمضانية
على شذى قطرات المطر .. المتساقطه الان

تذكرت الربابه ..

اهدائي لكم يختلف ..

مقطع لــ (محمد عبده) .. مع الربابه

على الركايب وفوق الخيل ..
http://www.qassimy.com/sd/sounds.php?mqtaa=576

..
 
أعلى