عذرا بوصباح!

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عذرا بوصباح!


عذرا يا "بو صباح".. لكن لو كنت تدير الدولة بكفاءة واقتدار.. ولو كان مجلس الوزراء يضم شخصيات سياسية وقيادية فذة.. ولو كنت أنت والوزراء "شايلين الحمل" ولديكم مشروع سياسي واقتصادي محدد وواضح تقومون بتنفيذه.. لو كان شيء واحد مما سبق متوفر في مجلس الوزراء لقبلنا فكرة اعتبارك "خط أحمر"، ولقبلنا بفكرة دفاع النظام عنك وعن وجودك السياسي. لكن حين تكون كلفة "تثبيتك" في منصب رئيس مجلس الوزراء عالية جدا على الدولة قبل النظام، فإنه لا معنى للخط الأحمر..

عذرا يا "بو صباح".. ومع كل الاحترام والتقدير فقد آن أوان اعتذارك عن مواصلة العمل.. عليك أن تبادر إلى طلب إعفاءك من الاستمرار في منصبك.. عليك أن تبادر إلى إقناع القيادة السياسية بأنه لم يعد من المصلحة استمرارك في رئاسة الحكومة.. عليك أن تعترف بهذه الحقيقة.. عليك أن تعترف بأن خبراتك السياسية لا تسعفك في تولي رئاسة الحكومة.. عليك أن تعترف بأن اختياراتك للوزراء غير موفقة دائما.. عليك أن تعترف بأنك لا تملك مهارات قيادية.. عليك أن تعترف بأنك وحكومتك لا تملكون أي مشروع سياسي أو اقتصادي للدولة.. عليك أن تعترف بأن مشروعك الوحيد هو البقاء في المنصب أطول مدة ممكنة.. عليك أن تقنع القيادة السياسية بأن استبدالك اليوم هو خيار بيد الأسرة الحاكمة يجب استخدامه قبل أن يجبروا عليه.. عليك أن تبادر إلى الابتعاد من أجل مصلحة الدولة ومصلحة الحكم.. استجواب النائب المليفي لن يكون الأخير، بل هو "فتح الباب"..

عذرا "بوصباح".. لقد كانت الكلفة السياسية "لتثبيتك" في منصبك أو لحمايتك من الاستجواب أعلى بكثير من كلفة استجوابك.. نعم فقد خسر النظام الكثير من هيبته في محاولة الدفاع عنك.. إن المراسيم الأميرية يا "بوصباح" هي الأداة التي يمارس رئيس الدولة سلطاته من خلالها، وهي لا تصدر إلا إذا وافق عليها رئيس الدولة ومهرها بتوقيعه. فهل احترمت حكوماتك المتعاقبة هذه المسألة؟! أليست حكوماتك هي أكثر الحكومات التي ترفع مراسيم أميرية إلى رئيس الدولة ثم تتراجع عنها أو تلغيها المحاكم. لقد تسبب الدفاع عنك يا "بوصباح" في تآكل ما تبقى من الرصيد الشعبي للنظام، فإلى متى تعتقد أن النظام سيدافع عنك؟!

عذرا يا "بوصباح".. في مشروع المصفاة الرابعة، هناك استجواب جاد من قبل النائب أحمد السعدون بانتظارك ما لم تتراجع حكومتك عن المشروع أو تصحح إجراءاته القانونية. ومن الواضح أن الحكومة، وبصرف النظر عن الصيغة، سوف تتراجع عن المشروع لتفادي الاستجواب. فإذا كانت الحكومة تصدر مراسيم أميرية "غلط" ثم تتراجع عنها، وإذا كانت إجراءات الحكومة في أضخم مشروع نفطي "غلط" ثم تتراجع عنها، فهل تستحق هذه الحكومة الدفاع عنها؟! هل يستحق "تثبيتك" في منصب رئيس مجلس الوزراء التضحية بسمعة النظام والدولة؟!

عذرا يا سمو رئيس مجلس الوزراء على هذه الصراحة.. لكن حين يكون استمرارك في منصبك هو مشروعك الوحيد.. وحين تقبل بابتزاز القوى السياسية المتحالفة معك لك مقابل مساعدتك على تحقيق هذا الهدف.. وحين "تسلم الخيط والمخيط" لفرقة جانحة من أعوانك تستغل اسمك وطيبتك وأحيانا غفلتك.. وحين تكون حكومتك غير مؤهلة لإدارة الدولة.. هل "يسوى" أن يستخدم النظام هيبته وسمعته للدفاع عنها؟!

إن مشروع الدولة وكرامة النظام ومكانته هي التي يجب أن تكون "خط أحمر" وليس الأشخاص! لقد أهدرت التسوية الأخيرة لاستجواب النائب أحمد المليفي كرامة النظام وجرحت الثقة في المراسيم الأميرية التي أصبحت، في إصدارها وفي إلغاءها، محل مساومات سياسية!

من يثق بالحكومة اليوم؟! كيف نثق بحكومة منحت الجنسية الكويتية لأموات ولأشخاص يحملون الجنسية الكويتية أصلا؟! من يثق بالحكومة بعد أن تتراجع عن مشروع المصفاة الرابعة؟! كيف ستكون سمعة الكويت خارجيا؟!

عذرا يا "بوصباح".. لقد دافعنا عنك أول الأمر.. وسعينا لإقناع الرأي العام بقدراتك.. وانتقدنا من كان يخطط للإطاحة بك قبل تعيينك ومن سعى لعرقلة عمل حكوماتك.. قدمنا لك الرأي والنصيحة والفكرة.. حصلت على دعم نواب مثل أحمد السعدون ومسلم البراك وغيرهما.. لكن بلا جدوى.. فاليوم يا "بوصباح" أنت رهين قدراتك ورهين ابتزاز القوى السياسية المتحالفة معك.

عذرا يا "بوصباح".. لقد كنت من "خصوم" الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، وكنت تنتقده دائما.. فهل تجد نفسك الآن أفضل من الشيخ سعد؟! لقد أخذت فرصتك يا "بوصباح".. فلا داعي لإرهاق الدولة والحكم بمحاولات "تثبيتك"..

عذرا يا "بوصباح".. لكن اعقلها وتوكل.. فاستقالتك اليوم خدمة كبرى تقدمها للدولة وللحكم، وهي خدمة تفوق ما قدمته بتوليك رئاسة مجلس الوزراء.

عذرا يا "بوصباح".. نحن ندرك أنك أفضل من كثير من "عيال عمك".. وندرك أن لوجودك في منصبك غايات أخرى.. وندرك أن من يأتي بعدك لن يختلف عنك.. لكن الكويت لا تستحق ما يجري لها.. الكويت، ومع كل التقدير والاحترام، أهم وأبقى منك ومن غيرك.

http://www.aljasem.org/default.asp?opt=2&art_id=256



 

العبدلي

عضو بلاتيني
مقاله جميله

واندمجت بها بما تحمل من عزه وقوة شخصيه وصفاء نيه

الي يطلبه الجاسم كلنا نطلبه

إلى الامام يالجاسم أكتب ضد الخطوط الحمراء التي أنا لا اعتبرها خطوط حمراء

لين تستوي الرؤس ونصبح احرار كلمه وشخصيه وليس عبيد كلمه وعبيد اشخاص

بارك الله لك يالجندي الأشوسي
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى