هل المعايير الأخلاقية عرضة للتغير

Fernas

عضو مميز
هل المعايير الأخلاقية عرضة للتغير


نُشر هذا الموضوع في مدونتي بتاريخ 18 - 12 - 2006


كنت أفكر في إجابة لهذا السؤال منذ زمن. هل المعايير الأخلاقية للمجتمع الواحد ذو الإستمرارية معرضة للتغير والتبدل؟ وبالتغير أقصد التغير الجذري الذي يحول المفهوم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. ما جعلني أفكر في هذا السؤال هو الخلاف في مسألة زواج المتعة. انظروا إلى هذين المثالين:

المثال الأول:
صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب نهي رسول الله (ص) عن نكاح المتعة آخراً، عن جابر بن عبدالله وسلمة بن الأكوع قالا: "كنا في جيش فأتانا رسولُ رسولِ الله (ص) فقال إنه قد أذن لكم أن تستمتعوا فاستمتعوا". وفي صحيح مسلم، كتاب النكاح، من حديث عبدالله: "فقلنا ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك. ثم رخّص (أي النبي) لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل". وفي صحيح مسلم أيضاً ومن حديث عبدالله: "كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق، الأيامَ ... الخ". وحديث سبرة في صحيح مسلم: "أذن لنا رسول الله (ص) بالمتعة، فانطلقت أنا ورجل إلى امرأة من بني عامر، كأنها بكرة عيطاء، فعرضنا عليها أنفسنا. فقالت: ما تُـعطي؟ فقلتُ: ردائي. وقال صاحبي: ردائي. وكان رداء صاحبي أجود من ردائي، وكنتُ أشبَّ منه (...........) ثم قالت: أنت ورداؤك يكفيني. فمكثتُ معها ثلاثاً ......الخ".

المثال الثاني:
فتوى الشيخ ابن عثيمين: "وأما نكاح المتعة فأشبه ما يكون به الإستتار على الزنا". المصدر.

لا يهمني هنا هل المتعة حلال أو حرام، فلكل دليله ومصادره. ويجب أن أعترف بأن آليات هذا "الزواج" كما هي عند السادة الشيعة الإثني عشرية لا أجدها مستساغة بعض الشيء. ولكن ما يهمني هنا هو تغير النظرة الجوهرية، وبالتالي المعيار الأخلاقي، إلى ذلك الزواج في المجتمع الإسلامي. النبي (ص) يسمح صراحة لصحابته وضمناً للصحابيات (وإلا بمن يستمتع الصحابة؟) بالإستمتاع (بغض النظر هل نهى عنه لاحقاً أم لا)، ثم يمارس الصحابة هذا الزواج من دون أن تكون هناك ريبة أو شك في المعيار أو المستوى الأخلاقي للصحابي المتمتع والمرأة التي مارست هذا الزواج (قد تكون صحابية كذلك). لاحظ أن ذلك في عهد النبي (ص). ولكن، وبعد ألف وأربعمائة سنة، يصبح من يمارس هذا الزواج متستراً على الزنا !!!

ما الذي حدث (أختلف) هنا؟

الإجابة على هذا السؤال، بالتأكيد، يتطلب بعض الجهد والوقت. وأعلم أن معايير "الحلال" و "الحرام" و "النص" تلعب دوراً هاماً في محاولات "التبرير" و "الإثبات" و "الإعجاز" (انظر على سبيل المثال التجارة الرائجة لمنتجات العسل والحبة السوداء في المجتمعات الإسلامية، وكمية الأخبار على شاكلة "أثبت عالم الماني..."، والكتابات الإسلامية عن لحوم الخنازير وأثرها "الصحي" و "الأخلاقي" على من يتناولها). المهم هنا أن المعايير الأخلاقية قد تغيرت (في الحقيقة هناك أمثلة أخرى في التاريخ الإسلامي). هذا واضح.

السؤال التالي هو: هل هذا التغير كان للأفضل أو للأسوأ؟


فرناس
 

Fernas

عضو مميز
هذا الموضوع ذو علاقة بموضوع الزميل الطارق "في الأخلاق الليبرالية" عى هذا الرابط.

الرجاء مراجعة الردود هناك أيضاً حتى تكتمل الصورة للقارئ الكريم.

تحياتي
فرناس
 

Lucifer

عضو مميز
ليسمح لي الزميل القدير / فرناس أن أعارضه في أمر واحد وهو : زواج المتعة لا يعتبر معيارا أخلاقيا بقد ماهو ( حاجة ) ، ولم اصف زواج المتعة بالحاجة لتأييده بل أنا أمقت هذا الزواج وأتفق مع ابن عثيمين على أنه ستارا للزنا ، وأيضا لا أعتقد أن الشيعة يتعاطون مع زواج المتعة بالصورة الصحيحة ، حيث أنهم ( برأيي ) يتعاطون مع زواج المتعة (( دون حاجة )) ، فالإسلام دين يسر ، ويبيح المحضورات ، والقاعدة الفقهية تقول : عند الضرورات تُباح المحضورات ، ويبيح الإسلام ( عند الضرورات ) أكل الخنزير أو شرب الخمر وهذا معروف في الدين الإسلامي ، ولكن هنا يأتي الخلاف وهو ( ماهي هذه الضرورات ) ؟
 

Fernas

عضو مميز
ليسمح لي الزميل القدير / فرناس أن أعارضه في أمر واحد وهو : زواج المتعة لا يعتبر معيارا أخلاقيا بقد ماهو ( حاجة )

زميلي العزيز Lucifer

تحية لك

"الزواج" هو كما تفضلت أنت، ولكن "الزنا" هو بالتأكيد كذلك لا تنسى أنه أحد الوصايا العشر، ومُجَرم في أغلب الشرائع والتشريعات.

تحياتي
فرناس
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

الزميل فرناس ، تحية اخرى لمواضيعك المثرية ..

حقيقة يجب ان اصرح بداية انني في قدر قليل من التيه ..

لا ادري ااعلق هنا او هناك ..

ولكن حتى يبقى كل شيئ في إطاره ..

انا شخصيا اوافقك تماما ان المجتمعات تتغير مفاهيمها الاخلاقية من وقت لاخر ..

طبقا لما تراه ، و لا ادري ان كنت كويتي او لا ، و لكن ..

في الكويت مثلاً ، معيارنا الاخلاقي في اللباس ، يختلف اختلافا كليا ما بين الستينات

وبين الان . ففي هذه النقطة لا نخالفك ابداً ، وهي بالمناسبة تختلف اختلافا كليا عن موضوعنا

حول الاخلاق الليبرالية .


المثال الذي طرحت :

طبعا نحن لسنا في سياق فقهي او حديثي في هذه المسألة و لكن لتتضح الامور لا اكثر .

ان المعيار الاخلاقي ، عند ابن عثيمين ( احسبه كذلك ) متسق مع يراه هو من نصوص


اجمع عليها المسلمين بتحريم المتعة وانقلها تباعا :

* و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن علية عن معمر عن الزهري عن الربيع بن سبرة عن أبيه أن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم نهى يوم الفتح عن متعة النساء * (رواه مسلم)

* حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية و حدثناه عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن مالك بهذا الإسناد وقال سمع علي بن أبي طالب يقول لفلان إنك رجل تائه نهانا رسول الله صلى اللهم عليه وسلم بمثل حديث يحيى بن يحيى عن مالك * (رواه مسلم ورواه مالك )

* و حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن ابن شهاب عن الحسن وعبد الله ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي أنه سمع ابن عباس يلين في متعة النساء فقال مهلا يا ابن عباس فإن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية * (رواه مسلم في روايتين ورواه أحمد ورواه الدارمي في روايتين)

* حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان ح و حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله ح و حدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس ح و حدثنا إسحق وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر كلهم عن الزهري بهذا الإسناد وفي حديث يونس وعن أكل لحوم الحمر الإنسية * (رواه مسلم)


لا يخفى على مسلم ( اهل السنة على الاقل ) ان المتعة من الامور التي نسخت ، وكونها ليست

محرمة انذاك فلا يجعل منها شيئا معيباً مع الاشارة ان شروط تلك المتعة لم ترد الينا بشكل من

الاشكال( القصد ، لا يوجد ما يثبت انها كالمتعة التي نراها من الشيعة في هذا الوقت ) .

ولكن بعد ان النسخ ، فاصبحت محرمة و بالتالي معيبة ضمن المنظومة الاخلاقية الاسلامية .

ومنعا لاي اطالة في هذا السياق ، و منعا لاي تدخلات خارجية قد تفتح لنا باباً في الخلاف الفقهي .


فلعلي اطرح مثالاً اخر .. وهو المتعلق بتحريم الخمر .. وهي عين مسألة المتعة .

فالخمر كانت حلالا زلالا قبل ان ينزل التحريم بالتدريج ...

ولا يعاب على احد شرب الخمر ، بل ان من مشاهير الصحابة رضي الله عنهم رويت قصص عنهم

التي تثبت انهم ممن يحتسون الخمر ، و يسكرون . . ومع ذلك لا يقدح فيهم احد ، بل هم معدلون

من الله قبل الناس ، ولكن بعد التحريم .. ترك هؤلاء الخمر بلا رجعة ، و اصبحنا منذ ذلك اليوم

( يوم التحريم ) نعيب على كل من يحتسي الخمر ، و نعتبره ضد المنظومة الاخلاقية الاسلامية .


فالمعيار هو الحلال و الحرام ، مع التنبيه ان ليس كل الحلال هو بالضرورة مستحسن وهو ما احترمه الاسلام في الاعراف التي لا تخالف الدين ، والعكس غير صحيح .

كما افيد انه بعد اكمال الدين ، فقد ختمت الرسالة ولا مجال لاحد ان يغير في المنظومة الاخلاقية
الاسلامية ـ الا في دائرة المباح التي تدور حول الاعراف لا اكثر .

واعود الى المجتمع الكويتي الذي تحدثت عنه سابقاً ،

ففي فترة الستينيات - اواخر السبعينيات ، لم يكن يعتبر المجتمع الكويتي المعيار الاخلاقي في

اللباس مبني على المعيار الاسلامي ، بل على معاييره هو ( او ما استقاها من مكان ما ) .

وهذا ما يؤكد حجية قولك التي كما بينت انني لا اختلف معها ابتداءً .

والله تعالى اعلى واعلم .
 

سور الوطن

عضو بلاتيني
الاخلاق والخلق لا يتغير مع تغيير الزمن ولكن الاعراف قابلة للتغيير،فى الماضى كانت المراة لا تعمل بل تكتفى بتربية الابناء والاهتمام بالمنزل، اما اليوم فالزوج يفضل المراة العاملة لكى تتحمل المسئولية ومشاركة الزوج فى اعباء الحياة،فى الماضى كان عيبا ان تقود المراة السيارة اما الان فنرى النساء اكثر من الرجال فى قيادة السيارة، فى الماضى لم نكن نرى الناس يحتفلون بالكريسمس والسنة الجديدة وفلنتاين اما الان فالاسواق تمتلا بالورود بعيد الحب وتزين المجمعات ايام اعياد الكرسمس وهناك مئات الامثلة الاخرى.
 
النبي (ص) يسمح صراحة لصحابته وضمناً للصحابيات (وإلا بمن يستمتع الصحابة؟) بالإستمتاع (بغض النظر هل نهى عنه لاحقاً أم لا)، ثم يمارس الصحابة هذا الزواج من دون أن تكون هناك ريبة أو شك في المعيار أو المستوى الأخلاقي للصحابي المتمتع والمرأة التي مارست هذا الزواج (قد تكون صحابية كذلك). لاحظ أن ذلك في عهد النبي (ص). ولكن، وبعد ألف وأربعمائة سنة، يصبح من يمارس هذا الزواج متستراً على الزنا !!!

جُبل الاتباع على تقديس الاوامر والنواهي عن المقدس أكثر ممن عاشوا الفترة في حينها.
اضف الى ذلك أن المعايير الاخلاقية الخاصة بالزواج في بداية الاسلام مشابهة لما هو في الجاهلية ما يجعل الانفس تتقبلها, فكان هناك عدة انواع من الزواج مألوفة ونهى عنها الاسلام وأقر بعضها مثل المتعة والتي حرمها فيما بعد حسب المصادر السنية, ومن انواع الزواج:


زواج الاستبضاع:
نكاح مؤقت كان الرجل يدفع زوجته اليه ، بعد ان يكون قد حسم اختياره للرجل الذي ستتصل به زوجته جنسياً ، بعد انقطاع دورتها الشهرية مباشرة .وغالباً ما يكون هذا النموذج شاعراً او فارساً رغبة منه في تحسين النسل او انجاب الولد.


زواج المخادنة:
وفي القرآن الكريم (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) فقد كانت المرأة قبل الاسلام ، تمتلك حق الصداقة مع رجل آخر ، غير زوجها ، يكون لها بمثابة العشيق او الصديق بالمفهوم الاجتماعي المعاصر ، لا يمتلك الزوج حق الاعتراض او منعها عنه


نكاح الرهط :
وهو من انماط تعدد الازواج الذي مارسته المرأة قبل الاسلام، حيث يجتمع ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليالي بعد ان تضع حملها ارسلت اليهم فلم يستطع رجل منهم ان يمتنع حتى يجتمعوا ، عندها تقول لهم :"قد عرفتم الذي كان من امركم ، وقد ولدتُ ، فهو ابنك يا فلان " تسمّي من احبت بإسمه ، فيلحق به ولدها لا يستطيع ان يمتنع منه الرجل.


نكاح الإماء:

وهو من حق الرجل العربي في الجاهلية أن ينكح الأمة أي العبدة وأقره الاسلام كما هو.


نكاح السبي:
ويقضي أن يتزوج الرجل المحارب من إحدى النساء اللواتي وقعن في الأسر سبايا ولا يشترط في هذا الزواج الصداق, وأقره الاسلام ومارسه الجميع.

وهناك انواع اخرى مثل: زواج السرّ ونكاح الشغار ونكاح الضيزن وغيرها.


وما أتيت به ما هو إلا للتدليل على النظام الاخلاقي الخاص بالزواج, فلا عجب إن رأيت الصحابة لايستنكرون نكاح المتعه,لأنه موجود بالفعل, وقد كان زواج المتعه من انواع الزواج الاستثنائية حاله كحال انواع الزواج الاخرى ولكنهم بالتأكيد كانوا سينكرون تحريم الزواج التقليدي لو تم وهذا لا جدال فيه.

وناتي للسؤال العام في موضوعك:
كنت أفكر في إجابة لهذا السؤال منذ زمن. هل المعايير الأخلاقية للمجتمع الواحد ذو الإستمرارية معرضة للتغير والتبدل؟ وبالتغير أقصد التغير الجذري الذي يحول المفهوم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

مثالك عن زواج المتعة ليس كافيا للتدليل على تغيّر المعايير الاخلاقية بشكل جذري كون زواج المتعه كما اسلفت أنا في الفقرة السابقة مجرد تغيير طفيف سواء كان هذا التغيير بالتحريم او بالاباحة للاسباب التي ذكرتها مسبقا.

أعود للاجابة على سؤالك:
من وجهة نظري لايمكن لأي مجتمع تغيير المعايير الاخلاقية من دون مقدمات واحتكاك بثقافات اخرى ومن دون حراك اجتماعي شامل ومن المعلوم أن الحراك يأخذ فترات زمنية طويلة في حياة الشعوب, الوحيد القادر على تغيير المعايير الاخلاقية بشكل جذري ومفاجئ هم الانبياء كون قداستهم تشفع لهم ذلك...رغم ان التاريخ يقول أن هناك بعض الاعتراضات على تغيّر المعايير عند البعض في تلك الفترة...ولكنها بالتأكيد لا ترقى لحالة العصيان البارز الذي يمكن الاشارة إليه.
ولو نظرنا للتغيرات في المنظومة الاخلاقية حتى في حالة قدسية المشرّع, لوجدناها أتت بشكل تدريجي وأقرت معايير اخرى كما هي, وعدّلت معايير اخرى.
 

السلطاني

عضو مخضرم
الإجابة على هذا السؤال، بالتأكيد، يتطلب بعض الجهد والوقت. وأعلم أن معايير "الحلال" و "الحرام" و "النص" تلعب دوراً هاماً في محاولات "التبرير" و "الإثبات" و "الإعجاز" (انظر على سبيل المثال التجارة الرائجة لمنتجات العسل والحبة السوداء في المجتمعات الإسلامية، وكمية الأخبار على شاكلة "أثبت عالم الماني..."، والكتابات الإسلامية عن لحوم الخنازير وأثرها "الصحي" و "الأخلاقي" على من يتناولها). المهم هنا أن المعايير الأخلاقية قد تغيرت (في الحقيقة هناك أمثلة أخرى في التاريخ الإسلامي). هذا واضح.

السؤال التالي هو: هل هذا التغير كان للأفضل أو للأسوأ؟

أخ فرناس...تحياتي الخاصة لك...

وبالمناسبة اقدم تحياتي ل وجود الأخ وعين جدي خالد اليعربي....

وبالنسبة للموضوع...وبما أن حضرتك أتيت لنا بزواج المتعة ك مثال....

ما رأيك...أن آتي لك ب مثال آخر....

نحن نعلم..أن الكنيسة الكاثوليكية... تقول و ب شدة...: لا للإجهاض...لا للجنس خارج دائرة الزواج...لا ل موانع الحمل...لا للطلاق...

وهذه أمور واضحة لا شك....... لكن المجال مفتوح للنقاش.....!!

واقصد هنا...أن من حق المعارضين.... طرح الأسئلة والاستفسارات...

ل يفهموا...موقف الله والكنيسة وقواعده ....والأسس...

ف يتوقفون... عن هذه الممارسات عن فهم وإدراك..... لا عن تبعية عمياء وجهالة....!

وأنا برايي...أن جميع هذه الأمور والممارسات مرتبطة بعضها..... ب بعض فإن نفينا الشرعية عن

واحدة منها تداعت الأخرى تلقائيا....

ف على سبيل المثال... لو اقتنعنا بأن ممارسة الجنس.... خارج نطاق الزواج....

تخلص هؤلاء... من نسبة كبيرة من الإقدام على استخدام موانع الحمل....

ومن اللجوء إلى عمليات الإجهاض...وحالات الطلاق....وعدم إستقرار المجتمع...

ما أود الحديث عنه هو...أن المعايير الأخلاقية...لا حدود لها...ولا نهاية...وهي ليست.. كونية

شاملة... بل ب إعتقادي.... هي مختلفة بين ثقافة وأخرى.......؟

تحياتي لكم...
 

Fernas

عضو مميز
مرحباً

أورد الزميل "الملف رقم 9" إعتراضاً فحواه يدور على "النص" في إستنتاجاته أعلاه. ولذلك أود أن أضيف شرحاً للفكرة الأصلية للموضوع إعتماداً على شرح الزميل في مداخلته مع الأخذ بعين الإعتبار قناعاته بأن المعايير الأخلاقية معرضة للتغير حتماً ضمن المجتمع الواحد ذو الإستمرارية.

الموضوع كان من الأساس يدور حول الفكرة الأخلاقية المجردة. القيمة المجردة الأخلاقية للفعل ذاته. بمعنى، أن الفعل، سواء دخل ضمن نص مقدس أو لا، هل يجب أن تتغير القيمة الأخلاقية المجردة له بمرور الزمن أو تعاقب النصوص؟

هل يجب أن يكون زواج المتعة قبل تاريخ معين من السيرة الشريفة فعلاً أخلاقياً لا غبار عليه، ثم بعد تاريخ لاحق يصبح "تستراً على الزنا"؟

أيكون هذا التسائل منطقياً؟

إذ، في تصوري، من غير المعقول أن "النص المقدس"، إن ثبت أو لم يثبت، سوف يحول المفهوم الأخلاقي المجرد للفعل. إذ لو كان زواج المتعة، كفكرة، أكرر كـ "فكرة"، وليس فعلاً وممارسة، كان تستراً على الزنا الآن، لأصبح بالضرورة تستراً على الزنا أنذاك. وهذا لا يقول به مسلم. وهذا يقودنا إلى القول بأن التحليل والتحريم لا يقودا بالضرورة إلى تكوين أفكار أخلاقية مجردة.

حتى تكون الفكرة واضحة، سوف أستخدم نفس المثال الذي طرحه الزميل، وهو الخمر.

الخمر حرام بإتفاق جميع الفرق الإسلامية بلا خلاف. والتحريم هو الإمتناع عن تناولها مع وجود المثوبة في ذلك. الآن هناك سؤالين يتعلقان بهذا الموضوع.

الأول هو: الإمتناع في حد ذاته لا يكون فعلاً أخلاقياً، ومن الممكن طرح أمثلة كثيرة، ولكن مفهوم "النجاسة" و "الطهارة"، كتصور فكري مجرد، هما كذلك حتماً. فهل الخمر نجسة العين؟

السؤال الثاني هو: أليست الخمر "أم الخبائث" كما ورد في الأثر والتراث؟ ومصطلح "أم الخبائث" ذات مدلول أخلاقي ولا شك من الممكن التدليل عليه من التراث والأثر. فهل يعني ذلك أن تناول الصحابة للخمر قبل التحريم لا يجعلها بهذه الصفة آنذاك؟

للإجابة على السؤال الأول أقول بأن الفرق الإسلامية إختلفت هنا، ومنهم من جعلها طاهرة العين. وأنا أظن أنهم الأغلبية على ما أعتقد. إذن، وفي هذه الجزئية، فإن المفهوم الأخلاقي للـ "النجاسة" غير مُتفق عليه. وهناك أمثلة عديدة على هذا المنوال.

أما الجواب على السؤال الثاني، وهو بيت القصيد والنقطة المهمة، فهو: نعم، هي "أم الخبائث" سواء اليوم أو في الماضي، بعد التحريم وقبله. لا أعرف خلافاً هنا. ومن يعترض فليأت لنا بدليل. لأن ما يقود إليه الخمر من أفعال لم يتغير قبل التحريم وبعده، والدليل هو قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) [سورة النساء، آية 43]. وكان ذلك قبل التحريم بلا خلاف. وبيان الآية واضح لا لبس فيه ولا يحتاج إلى تعقيب أو شرح.

الآن نتسائل بعد هذا البيان: إذا كان زواج المتعة اليوم، كفكرة مجردة أخلاقية، تستراً على الزنى، كيف لا يكون كذلك آنذاك؟؟!!

وأقول مكرراً، وكما قد بينت أعلاه، بأن النص المقدس، في هذه الجزئية، وكما ذكرنا به الزميل بإراد نصوص التحريم لاحقاً، لا تكون جواباً على هذا السؤال.

نقطة أخيرة وهي قول الزميل بأن هذا الموضوع يختلف عما كنا نناقشه في موضوع الزميل الطارق. والحقيقة أنها ليست كذلك، وأنا أحيل الزميل على ردي على الطارق في موضوعه ليتبين سبب طرح هذا الموضوع.

تحياتي
فرناس
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
، من غير المعقول أن "النص المقدس"، إن ثبت أو لم يثبت، سوف يحول المفهوم الأخلاقي المجرد للفعل.

بداية انا اتحفظ على مصطلح " المجرد للفعل " ..
اذ اني ازعم ، ان لا احد يستطيع ان يحكم على فعل مجرد . بدون اسقاط على سياق .

فالقتل فعل مجرد ، ولكن من يستطيع ان يقول انه شيئ اخلاقي او غير اخلاقي ؟

لا احد ، مالم اضعه في سياقه ..

فقتل القاتل ، امر محمود .

وقتل النفس البريئة امر مذموم .


وبهذا التحفظ ، اقول ..
، من غير المعقول أن "النص المقدس"، إن ثبت أو لم يثبت، سوف يحول المفهوم الأخلاقي المجرد للفعل.

بل على العكس ، انا اراه معقول جداً ..

ولكي ابسط المسألة اكثر .

العملية الجنسية بين الرجل والمرأة .

في اطار الزواج ، امر اخلاقي جدا ، بل ينصح به .

بعد الطلاق " مجرد كلمة الطلاق " سوف يكون غير اخلاقي جدا ً .

فلو مارس رجل الجنس مع زوجته ، و بعد ثانية من ممارسته تلفظ بالطلاق البائن .

اصبحنا نسمي هذه الممارسة زنا وهو امر مذموم منهي عنه .

سؤالك الثاني :

لا حظ يا زميلي العزيز ، ان ما تطرقت اليه هو عين الخمر اي "المفعول به " ،
وليس "الفعل المجرد " وهو شرب الخمر و هو مدار حديثنا ,

فنحن لا نتحدث عن كونها ام للخبائث ام لا قبل او بعد التحريم ، نحن نتحدث عن خلق

شرب الخمر ، وليس عين الخمر ، فتنبه حفظك الله .

لدليل هو قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)

فالنهي جاء ايضا عن الصلاة في جماعة لمن اكل البصل ، فلا يلزم حينها ان نبحث كون
البصل خبيث او لا . وهل تغير مفهوم البصل بعد او قبل النص المقدس .

فالمسألة في الفعل ، لا في المفعول به .
نقطة أخيرة وهي قول الزميل بأن هذا الموضوع يختلف عما كنا نناقشه في موضوع الزميل الطارق. والحقيقة أنها ليست كذلك، وأنا أحيل الزميل على ردي على الطارق في موضوعه ليتبين سبب طرح هذا الموضوع.

نعم انا مازلت عند رأيي يا رعاك الله ،

فنحن لا نختلف ان المجتمعات تختلف في معاييرها الاخلاقية .

وكان موضوعنا في الاخلاق الليبرالية ، ان لا ميزان او معيار اخلاقي لها .

فالمجتمع ( ككيان ) له ان يختار ما يشاء من معايير اخلاقية ( فكرة ) حسب الزمان و المكان .

اما الليبرالية ( كفكرة ) فليس فيها معيار اخلاقي اصلاً .

ارجو ان تكون الصورة واضحة الان .


هذا والله اعلم .
 
أعلى