عبدالله الفلسطيني
عضو مخضرم
أهلا بزعيمة الشرق إيران
لعل من أظرف ما أقرأ وما اسمع و ما أشاهد هو تشدق البعض بميول حماس والجهاد تجاه جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة الصديقة ، ولقد عشت طويلا ، ومن يعش ثلاثين عاما لعمرك يضحك ، فهذا المنطق الأعوج الذي يخاف من البعبع ويحضر له كل أسباب نجاحه ، ويمهد لدربه كل وسائل ارتياحه ، ولتقطف إيران الثمرة بجهد عربي مضنٍ ، ولا عزاء للأغبياء .
في التاسع من إبريل لعام 2003 دخلت القوات الأمريكية على مسمع ومرأى من العالم كله بغداد الرشيد ، في حدث درامي يشابه دخول القوات الألمانية لباريس ، فيما كانت كل وسائل البهرجة الإعلامية تصور هذا الحدث الفريد ، و فيما كانت مغلب الدول العربية قد علقت قلوبها في بغداد تبكي القتل والتخريب والتدمير كانت في نفس الوقت قد مهدت الطرق وفتحت الحدود والممرات المائية لجيش الغزو الصليبي، ودعمت بالغواني والراقصات قوات الاحتلال الأمريكي في اجتياحها التاريخي لإحدى ممالك الطوائف في الشرق ، وليفاجأ الجميع أن مع كل دبابة أمريكية وبريطانية اجتاحت العراق هناك معمم إيراني جاهز للتوجيه والقيادة في العراق ، فانتشرت الديمقراطية في العراق الجديد ، ولا عزاء للأغبياء .
اليوم وبعد حرب تموز تستطيع إيران أن تمنع أي زعيم عربي من زيارة بيروت ، وتستطيع أن تحرق السهل والجبل بإشارة من الولي الفقيه ، إيران اليوم يمتد نفوذها من أفغانستان إلى لبنان وعما قريب سنجد في كل حي في الضفةو غزة حسينية للطم السريع ، ومظلومية جاهزة ومغلفة لكل فلسطيني يلقيها على مسامع كل عالم سني يمتطق بوجوب إطاعة ولي الأمر البهائي ، ثم يلقي بها في وجه أي زعيم عربي كحذاء منتظر الزيدي ، وسيرى فرعون وهامان وحنودهما منهم ما كانوا يحذرون فالعمامات فلسطينية ستكون بدلا من الحطة الفلسطينية والغترة السوداء ، فبحصاركم لغزة إنما تحاصرون أنفسكم ، وبحصاركم لغزة فتحتم الأبواب مشرعة لإيران ، فبئسما قدمتم لأمة العرب ولا عزاء للأغبياء .
ولأن القادم لا محالة واضح وجلي ، ولأن حماس فكرة و الفكرة تزداد قوة وانتشارا بالضرب من فوقها بالطائرات الأمريكية وبالحصار والطعن من خلفها ، ولأن زعماء العرب أضاعوا بوصلة التاريخ و ألقوا بالمقاومة والجهاد الفلسطيني واللبناني في أحضان إيران كأنهم لا يعلمون ، واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملكهم ، ولأن حكومة إيران تعرف من أين تؤكل الكتف دون أن تضحي بقطرة دم واحدة أو تدفع ولو حتى دولار ، وتستطيع شطب تاريخ أمة بجرة قلم ، فلا أبو بكر خاض حروب ردة ، ولا عثمان فتح القيروان ، فإن نضالكم يا سادة لن يكون خيرا من أسلاف هذه الأمة ، فأنتم مجرد نواصب متآمرون ، فارتقبوا بغبائكم سيل الدم الجارف بغزة ، وحاصروا حماس ، وزيدوا الحصار ، فلا عزاء لكم فلقد ولىّ عصركم ، وأهلا بزعيمة الشرق إيران .