Freedom Tower
عضو فعال
[FONT=Times New Roman, Times, serif]الشيطان ونظرية المؤامرة[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]هل هناكَ بالفعل وجود لكائن واقعي اسمه (الشيطان) كما تروج له بعض الأديان وبعض الحكايات الشعبية وبعض الأساطير, وبأن هذا الشيطان يقف بالمرصاد للإنسان في كل خطوة وعند كل زاوية ويتعقبه في كل حركة, وعلى الإنسان بالتالي أن يتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتفويت الفرصة على الشيطان ليتجنب الوقوع في حبائله ومكائده المستمرة ..?! [/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وهل يتدخل الشيطان في حياتنا كقوة خارجية هائلة قادرة على التأثير في خطواتنا وحركاتنا وأفعالنا, إلى درجة أن نتخيله جاثماً أمامنا في كل خطوة ومتربصاً بنا حتى في شهيقنا وزفيرنا ..?![/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]قد تكون بعض المفاهيم الدينية والكثير من الأساطير والحكايات التراثية محقة في الترويج لحكاية وجود (الشيطان) بسبب ارتكازها في الكثير من أدبياتها على هيمنة الخرافة وتغييب العقل.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وهل علينا أن نخلي مسؤوليتنا عن القبح والدمامات التي تتجسد في سلوكياتنا وأقوالنا وهمساتنا, لأننا ببساطة لسنا المعنيين بها, إنما الشيطان هو المسؤول الأول والأخير عن انتشار القباحات والدمامات, على اعتبار أنه هو الذي يزين لنا أعمال الشر والقبح.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولماذا حينما نتراجع مثلاً عن أمر سيئ نقول أننا استطعنا أن ننتصر على الشيطان, ولا نقول إننا استطعنا أن نهزم نوازع القبح والسوء والشرور في نفوسنا, وكأن الشيطان في هذه الحالة طرف يتمتع بكامل الامكانيات الوجودية, المكانية والزمانية, للدخول في دائرة الصراع مع الإنسان ..!![/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولماذا لا نعترف بأن الشيطان ربما نحن الذين اخترعناه ولا وجود له, وهو بالتالي مجرد وهم لا أكثر, واختراعه أصبح ضرورة لكي نلقي عليه أخطاءنا ومساوئنا وآفاتنا وضعفنا وشرورنا وقبيح أفعالنا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولو تفحصنا الكثير من الأقوال الرائجة في حكايات الناس وفي أدبيات بعض المفاهيم الدينية عن الشيطان, نجدها إنها في الأغلب تركز على أن الشيطان يزين للإنسان أفعال الشر ويجبره على الامتثال لها, وعليهِ فأن الإنسان حينما يرتكب أمراً مشيناً وفعلاً قبيحاً وجرماً ما, فأن ذلك بسبب وسوسة الشيطان له, وهكذا يصبح الجرم الذي يرتكبه الفرد مسؤولية الشيطان وليس قراره هو ونواياه الشريرة ونفسه المستسلمة للسوء والبذاءة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وحسب هذا المفهوم الذي تروج له بعض الحكايات الشعبية وبعض المفاهيم الدينية فأن الإنسان في كثير من الأحيان يتحجج بأن الشيطان هو المسؤول عن الأعمال الاجرامية التي يرتكبها, وليس هو, وبالتالي فأن أي فعل غير أخلاقي وذميم إنما هو بسبب تزيين الشيطان ولا يستحق عليه العقاب والمساءلة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ونتساءل لماذا الشيطان حسب المفهوم السائد عند الناس, الذي يتقصد الإنسان في كل خطوة ويرديه في شرور الأعمال وسيئات الأفعال يعيش حراً طليقاً متمادياً في العبث بسلوكيات وعقول الناس على مدى كل هذه السنوات المديدة من دون أن نعرف على وجه التحديد مَن هو هذا الشيطان, الذي يتعقبنا حتى في أنفاسنا ولا نستطيع القضاء عليه, وأصبح الاعتقاد بوجوده أمراً يجب التسليم الكامل به, إلى درجة أن الذين يقومون برمي الشيطان بالجمرات في فريضة الحج, أكثرهم يعتقدون أن هذا الشيطان (الحجري) الذي يرجمونه على مدى مئات السنين هو المقصود بمحاربته والقضاء عليه, بينما في حقيقة الأمر أن الشيطان الذي يجب أن ينال الرجم هو جانب الشر في نفوسهم والأفكار البالية والمعتقدات المتخلفة المقيدة للعقل, هي التي تتمثل لهم على هيئة شيطان رجيم, وليس هذا التمثال الحجري الذي ينتصب أمامهم والذي في سبيل رميه بحفنة من الجمرات كان الموت سَحقاً تحت الأقدام مصيرهم المحتوم في الحوادث المؤسفة التي حدثت هناك, بينما بقيَ (الشيطان) منتصباً في مكانه وشاهداً على هوسهم بالتدافع العنيف من أجل فكرة اقصائه من حياتهم والانتصار عليه إلى الأبد.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولماذا يعتقد الحاج حينما يفرغ من رمي الجمرات أنه قد انتصر على الشيطان وإلى الأبد, ولن يراوده مرة ثانية لأنه قد رماه بالجمرات وقضى عليه قضاءً مبرماً, وأن الجنة قد فتحت له ذراعيها لاستقباله بما يليق به وليس مهماً بعد ذلك أن تتراقص في أعماقه آلاف الشياطين.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولا ندري حقيقة أي الشياطين يجب أن يحذر منه الإنسان المسلم ?? هل هو الشيطان الحجري الذي يرجمونه في وقت الحج, أم شيطان من نوع آخر يتمثل في سياسة دولة وهو الذي أشارت إليه قوى الأصولية الدينية بأنه أميركا الشيطان الأكبر, وهناك ربما شياطين أصغر منه كبقية دول الغرب (الكافر), بينما الشياطين التي تعربد فساداً ودماراً وقتلاً واجراماً من المسلمين والعرب, فأنهم ليسوا بشياطين![/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وهكذا فالإنسان المسلم والعربي أصبح محاطاً بأكثر من شيطان, يأتيه تارةً من جهة الأساطير والمعتقدات الخرافية, وتارةً أخرى من جهة دول كأميركا والغرب, وكل مشاكله ومساوئه وأفعاله الاجرامية ليست إلا من أولئك الشياطين الذين يتربصون به ويتعمدون هلاكه ودماره ..[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وفي ذات مساء لم تكن تحف ُ به شياطين الجن ولا شياطين الشعر بل كان يزدحم بشياطين الإنس من حولنا, سألتُ صديقي (بو عبد الله) الذي أثق بوجهات نظره في بعض المسائل الشائكة, عن هل أنه يعتقد بوجود الشيطان في حياته ?? وقبل أن يجيبني ارتشف قهوته وتمتمَ أعوذ بالله من شيطانك ثم قال : هناك ممن يعيشون بيننا, يتفوقون على الشيطان ولديهم الاستعداد أن يمنحونه دورات مجانية في الاجرام والغش والنفاق والكذب وتزيين القبيح في عيون الآخرين, أنهم شياطين بشرية فتاكة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]في الحقيقة لا أريد أن أفلسف هذا الموضوع أكثر مما ينبغي, ولكني أقول بوضوح ومباشرة أن الشيطان نحن الذين اخترعناه وأسبغنا عليه هالات من الحيلة والفتك والشرور, لكي نلقي عليه مساوئنا وأفعالنا القبيحة وبذاءاتنا ودماماتنا ومقاصدنا السيئة, تماماً كما اخترعنا وبجدارة نظرية المؤامرة وآمنا بها كاليقين الذي يقطع الشك, ومن ثم ألقينا عليها كل تخلفنا ومشكلاتنا ومآسينا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وهل يتدخل الشيطان في حياتنا كقوة خارجية هائلة قادرة على التأثير في خطواتنا وحركاتنا وأفعالنا, إلى درجة أن نتخيله جاثماً أمامنا في كل خطوة ومتربصاً بنا حتى في شهيقنا وزفيرنا ..?![/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]قد تكون بعض المفاهيم الدينية والكثير من الأساطير والحكايات التراثية محقة في الترويج لحكاية وجود (الشيطان) بسبب ارتكازها في الكثير من أدبياتها على هيمنة الخرافة وتغييب العقل.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وهل علينا أن نخلي مسؤوليتنا عن القبح والدمامات التي تتجسد في سلوكياتنا وأقوالنا وهمساتنا, لأننا ببساطة لسنا المعنيين بها, إنما الشيطان هو المسؤول الأول والأخير عن انتشار القباحات والدمامات, على اعتبار أنه هو الذي يزين لنا أعمال الشر والقبح.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولماذا حينما نتراجع مثلاً عن أمر سيئ نقول أننا استطعنا أن ننتصر على الشيطان, ولا نقول إننا استطعنا أن نهزم نوازع القبح والسوء والشرور في نفوسنا, وكأن الشيطان في هذه الحالة طرف يتمتع بكامل الامكانيات الوجودية, المكانية والزمانية, للدخول في دائرة الصراع مع الإنسان ..!![/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولماذا لا نعترف بأن الشيطان ربما نحن الذين اخترعناه ولا وجود له, وهو بالتالي مجرد وهم لا أكثر, واختراعه أصبح ضرورة لكي نلقي عليه أخطاءنا ومساوئنا وآفاتنا وضعفنا وشرورنا وقبيح أفعالنا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولو تفحصنا الكثير من الأقوال الرائجة في حكايات الناس وفي أدبيات بعض المفاهيم الدينية عن الشيطان, نجدها إنها في الأغلب تركز على أن الشيطان يزين للإنسان أفعال الشر ويجبره على الامتثال لها, وعليهِ فأن الإنسان حينما يرتكب أمراً مشيناً وفعلاً قبيحاً وجرماً ما, فأن ذلك بسبب وسوسة الشيطان له, وهكذا يصبح الجرم الذي يرتكبه الفرد مسؤولية الشيطان وليس قراره هو ونواياه الشريرة ونفسه المستسلمة للسوء والبذاءة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وحسب هذا المفهوم الذي تروج له بعض الحكايات الشعبية وبعض المفاهيم الدينية فأن الإنسان في كثير من الأحيان يتحجج بأن الشيطان هو المسؤول عن الأعمال الاجرامية التي يرتكبها, وليس هو, وبالتالي فأن أي فعل غير أخلاقي وذميم إنما هو بسبب تزيين الشيطان ولا يستحق عليه العقاب والمساءلة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ونتساءل لماذا الشيطان حسب المفهوم السائد عند الناس, الذي يتقصد الإنسان في كل خطوة ويرديه في شرور الأعمال وسيئات الأفعال يعيش حراً طليقاً متمادياً في العبث بسلوكيات وعقول الناس على مدى كل هذه السنوات المديدة من دون أن نعرف على وجه التحديد مَن هو هذا الشيطان, الذي يتعقبنا حتى في أنفاسنا ولا نستطيع القضاء عليه, وأصبح الاعتقاد بوجوده أمراً يجب التسليم الكامل به, إلى درجة أن الذين يقومون برمي الشيطان بالجمرات في فريضة الحج, أكثرهم يعتقدون أن هذا الشيطان (الحجري) الذي يرجمونه على مدى مئات السنين هو المقصود بمحاربته والقضاء عليه, بينما في حقيقة الأمر أن الشيطان الذي يجب أن ينال الرجم هو جانب الشر في نفوسهم والأفكار البالية والمعتقدات المتخلفة المقيدة للعقل, هي التي تتمثل لهم على هيئة شيطان رجيم, وليس هذا التمثال الحجري الذي ينتصب أمامهم والذي في سبيل رميه بحفنة من الجمرات كان الموت سَحقاً تحت الأقدام مصيرهم المحتوم في الحوادث المؤسفة التي حدثت هناك, بينما بقيَ (الشيطان) منتصباً في مكانه وشاهداً على هوسهم بالتدافع العنيف من أجل فكرة اقصائه من حياتهم والانتصار عليه إلى الأبد.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولماذا يعتقد الحاج حينما يفرغ من رمي الجمرات أنه قد انتصر على الشيطان وإلى الأبد, ولن يراوده مرة ثانية لأنه قد رماه بالجمرات وقضى عليه قضاءً مبرماً, وأن الجنة قد فتحت له ذراعيها لاستقباله بما يليق به وليس مهماً بعد ذلك أن تتراقص في أعماقه آلاف الشياطين.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]ولا ندري حقيقة أي الشياطين يجب أن يحذر منه الإنسان المسلم ?? هل هو الشيطان الحجري الذي يرجمونه في وقت الحج, أم شيطان من نوع آخر يتمثل في سياسة دولة وهو الذي أشارت إليه قوى الأصولية الدينية بأنه أميركا الشيطان الأكبر, وهناك ربما شياطين أصغر منه كبقية دول الغرب (الكافر), بينما الشياطين التي تعربد فساداً ودماراً وقتلاً واجراماً من المسلمين والعرب, فأنهم ليسوا بشياطين![/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وهكذا فالإنسان المسلم والعربي أصبح محاطاً بأكثر من شيطان, يأتيه تارةً من جهة الأساطير والمعتقدات الخرافية, وتارةً أخرى من جهة دول كأميركا والغرب, وكل مشاكله ومساوئه وأفعاله الاجرامية ليست إلا من أولئك الشياطين الذين يتربصون به ويتعمدون هلاكه ودماره ..[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]وفي ذات مساء لم تكن تحف ُ به شياطين الجن ولا شياطين الشعر بل كان يزدحم بشياطين الإنس من حولنا, سألتُ صديقي (بو عبد الله) الذي أثق بوجهات نظره في بعض المسائل الشائكة, عن هل أنه يعتقد بوجود الشيطان في حياته ?? وقبل أن يجيبني ارتشف قهوته وتمتمَ أعوذ بالله من شيطانك ثم قال : هناك ممن يعيشون بيننا, يتفوقون على الشيطان ولديهم الاستعداد أن يمنحونه دورات مجانية في الاجرام والغش والنفاق والكذب وتزيين القبيح في عيون الآخرين, أنهم شياطين بشرية فتاكة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]في الحقيقة لا أريد أن أفلسف هذا الموضوع أكثر مما ينبغي, ولكني أقول بوضوح ومباشرة أن الشيطان نحن الذين اخترعناه وأسبغنا عليه هالات من الحيلة والفتك والشرور, لكي نلقي عليه مساوئنا وأفعالنا القبيحة وبذاءاتنا ودماماتنا ومقاصدنا السيئة, تماماً كما اخترعنا وبجدارة نظرية المؤامرة وآمنا بها كاليقين الذي يقطع الشك, ومن ثم ألقينا عليها كل تخلفنا ومشكلاتنا ومآسينا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]* كاتب كويتي[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]tloo1@hotmail.com [/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]http://www.alseyassah.com/alseyassah/opinion/view.asp?msgID=13642[/FONT]
[FONT=Times New Roman, Times, serif]صدق الكاتب محمود كرم وأصاب كبد الحقيقية ولايوجد لدي غير قول أعوذ بالله من الشياطيين الحقيقيين من الذين يتربصون بنا بشكل يومي ويبثوا سمومهم السوداوية والكراهية والبغضاء فيما بيننا ويقوموا بخداعنا و وشلل وشفط العقول من الرؤوس .. ويجعلوا القبيح جميل والجميل قبيح :باكي: [/FONT]