الحملة الوطنية لإقرار قانون مقاطعة الكيان الصهيوني

فراموش

عضو جديد
الحملة الوطنية لإقرار قانون مقاطعة الكيان الصهيوني
عادل حسن دشتي



متى يفهم العرب حقيقة هذا النظام الصهيوني؟ ومتى يفهم العرب ان السلام على الطريقة الصهيونية هو
تفريط بكل معاني الكرامة والعزة والشرف؟




عادل حسن دشتي






ما زلت احتفظ بنص تعبيري لمادة اللغة العربية في اوائل الثمانينيات ابان دراستي في المرحلة الثانوية بعنوان «اليهود في القرآن» وذكرت فيه انه حتى لو قبل الفلسطينيون انفسهم بالسلام مع الصهاينة فاننا سنبقى معارضين لهذه الدولة اللقيطة ولن نعترف بها ابدا،وقد كان ذلك قبل محادثات اوسلو وقبل مؤتمر مدريد بسنوات وحتى قبل ان يتوقع احد بامكانية وجود محادثات سلام فلسطينية اسرائيلية اصلا، واول مقال لي نشرته في جريدة «القبس»عام 1996 كان بعنوان «سلام ام استسلام» ذكرت فيه ان ما يحدث اليوم هو استسلام وليس بسلام، والآن وبعد مرور كل تلك السنين ومع اشراقة كل صباح اجدني اكثر ايمانا ويقينا بعدم امكانية السلام مع هذا العدو المجرم بالرغم من كل مساحيق التجميل التي تحاول بعض الانظمة العربية والغربية تسويقها علينا،ويكفيك فقط ان تتابع ما يجري مع الفلسطينيين في غزة من اجتياح صهيوني بربري لتحكم بنفسك على هذا العدو ومدى امكانية تحقيق احلام السلام معه.
واليوم ومع استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على اهلنا في غزة في اسبوعه الثالث ومع الاف الشهداء والجرحى، ومع الدعم والتعاطف العالمي الكبير الذي حظيت به القضية الفلسطينية ومع خذلان النظام العربي الرسمي المكشوف للقضية واهلها، وهو ما كان متوقعا اصلا، فانه يمكننا القول مرة اخرى بأن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي يمكن ان يفشل المشروع الصهيوني ومن خلفه،فعلى مدى ما يقرب من عشرين عاما لم تجد كل محاولات السلام والاستسلام مع الكيان الصهيوني، ولم تفلح كل الاتفاقات والمعاهدات التي ابرمها «حكماء ومعتدلو العرب مع الصهاينة في ايقاف رصاصة واحدة ضد الفلسطينيين»، فلا يمكن باي حال من الاحوال لاي سلام ان يصمد بلا قوة تحميه، ولا يمكن للكيان الصهيوني ان يحترم اي معاهدة سلام ان كان الطرف العربي اضعف من ان يرفض الاملاءات والشروط الصهيونية المذلة، فمن مصلحة كل الشعوب ان تكون لها قوة من ابناء شعبها تحميها وتحمي نظامها السياسي فأي حماية خارجية هي شكلية وصورية ووقتية ولا بد ان تتبدل مع تبدل موازين القوى والمصالح،ولكن الرهان على الشعوب هو الرهان الابقى والاصح، فأي مصلحة لاي نظام ان يعادي شعبه او ان يساير الضغوطات الخارجية على حساب مصالح شعبه وامته. ولا ندري متى يفهم العرب حقيقة هذا النظام الصهيوني؟ ومتى يفهم العرب ان السلام على الطريقة الصهيونية هو تفريط بكل معاني الكرامة والعزة والشرف؟ فكلنا مع السلام وكلنا مع العيش الهانئ المستقر، وكلنا مع التعايش السلمي بين شعوب وامم الارض قاطبة،ولكن هل هذا الكيان الصهيوني داعي سلام حقا لكي نمد يدنا له، ولكي ندعوه الى حوار الاديان ولكي يتسابق بعض كبار علماء الدين لدينا للسلام على رئيسه، التي تقطر الدماء من يديه من جرائمه ضد الاطفال والنساء والشيوخ في فلسطين، وهل بقي لاحد فينا ذرة عقل او منطق لكي يصدق خزعبلات السلام التي يروج لها معسكر الاستسلام فيما قوافل الشهداء تتوالى وانهار الدماء تسيل في غزة والعالم الحر بكل مؤسساته ودوله ومنظماته اعجز من ان يجبروا هذا الكيان على ايقاف عدوانه ويأتي بعدها احد المتذاكين ليصف دفاع الاحرار عن انفسهم بالمغامرين او ليصف اسلحتهم وصواريخهم بالعبثية. ان افضل ما يمكننا في الكويت ان نقدمه لاهلنا في فلسطين وغزة بعد الدعاء لهم بالنصر والثبات وما تيسر من اشكال الدعم المادي والمالي والمعنوي هو الاسراع في اقرار قانون مقاطعة الكيان الصهيوني الذي تبناه عشرات النواب قبل اسابيع قليلة، وضرورة ان يقرن النواب اقوالهم بالافعال ومن صلب ادواتهم الدستورية، فلا معنى لاي تأخير في اقرار هذا القانون الذي سيشكل حصانة لوطننا من عبث العابثين ومن تطاول بعض الاقلام المنحرفة على ثوابت الامة الحقيقية في الترويج للصهاينة والتبرير لجرائمهم بيننا وندعو مختلف وسائل الاعلام والكتاب والناشطين لتبني وبدء حملة وطنية لاقرار هذا القانون الذي لا يقل فائدة ان لم يفق عشرات المظاهرات والمقالات والتنديدات التي قد تبدو محدودة التأثير ولكن اقرار المقاطعة ضد الكيان الصهيوني ومن الكويت تحديدا وبالصيغة الواردة في القانون المقترح فانها ستقض ولا شك مضاجع الكثيرين، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
Dashti2006@hotmail.com
http://www.aldaronline.com/AlDar/AlDarPortal/UI/Article.aspx?ArticleID=31668
 
أعلى