في الخـَـلـق ومشيئة الرب تعالى

Fernas

عضو مميز
في الخـَـلـق ومشيئة الرب تعالى





البداية لابد لها من مقدمة.

الكثير من القصص والآراء الواردة في الديانات المختلفة أصبح من الصعب تفسيرها أو قبولها حرفياً، ولعدة أسباب. فمثلاً، في العهد القديم (وهو ما يؤمن به اليهود والمسيحيون على أنه وحي) وفي سفر التكوين (أحد أسفار التوراة أو أسفار موسى الخمسة) توجد الكثير من القصص لا يمكن غض النظر عن التشابه بينها وبين الأساطير البابلية (قصة الطوفان كمثال). والملفت للنظر أن بعض هذه القصص موجودة في القرآن أيضاً. ولا يمكن أيضاً أن نقبل بعض التفسيرات الموجودة في هذا السفر (كمثال على الكتاب الموحى به) على أنها تفسير منطقي ومعقول (أنظر كمثال سبب إختلاف الألسنة وتعدد اللغات في سفر التكوين، فالسبب المقدم هو أنهم أرادوا بناء برج فبلبل الرب السنتهم حتى يمنعهم من إتمامه، ولهذا السبب سُميت "بابل").

إذن هناك إشكالية. ولكن، وفي رأيي على الأقل، الحل لا يكمن في إنكار الوحي، ولهذا أيضاً عدة أسباب. ولكن الأهم هو أن الإعتماد على التفسير الحرفي للقصص المقدسة أصبح، وبالضرورة، لا يؤدي بنا إلى المعرفة ولكن إلى "الإيمان". ويجب أن نلجأ إلى التفسير "الرمزي" لهذه القصص والتعليلات إن أردنا الوصول "للمعرفة" ونفي تعارض العقل والنقل.

بعد هذه المقدمة، وفي البداية، يجب أن أقول بأنني لا أدعي أن ما سوف أقوله هو الجواب الفصل أو النهائي، ولكنه ما أراه أنايقدم شيئاً بسيطاً في محاولة تفسير الخلق والتطور. وفي النهاية هو رأي شخصي يحتمل الأخذ والرد أو حتى الرفض، ولكنها محاولة لنفي التعارض.

أنا أعتقد أن الله جل وعلى لم يخلق الخلق مباشرة. وقبل أن يعترض معترض، فليهدأ قليلاً وليفكر فيما يصنعه الإنسان مثلاً، هل يسمى الإنسان خالقه؟ لا، لايزال الرب تعالى هو الخالق وإن كان الإنسان صنع هذا الشيء وأنشأه. أعود فأقول بأن الله جل وعلى لم يخلق الخلق مباشرة وإنما خلق "القوانين" التي تتحكم في عملية الخلق والتطور والطبيعة والفيزياء والفللك. أو إن شئت، خلق نظاماً عاماً فيزيائيا وبيولوجياً وكيميائيا يجب أن تخضع له الأشياء الموجودة في هذا الكون. هذا النظام أو القوانين هو ما نحاول نحن البشر أن نكتشفه من خلال العلوم والمعارف المختلفة. فالله تعالى قد وضع نظاماً بيولوجيا معيناً، وهذا النظام متطور (ديناميكي وغير ثابت ودليل على عبقرية فذة غير مسبوقة ولا يمكن محاكاتها) يأخذ بعين الإعتبار الظروف المحيطة لينتج الحياة الملائمة لهذه الظروف إذا ما توفرت عناصر أولية لابد منها. وهذه العناصر الأولية من السعة والشمول بحيث أنها من الممكن أن تتكيف مع محيط متباين الجوانب ومتعدد الصفات. فمن قال لك أن الغازات السامة لا يكون عندها حياة؟ هناك أنواع من البكتيريا تعيش قريبة من البراكين وفي محيط مشبع بغازات الكبريت. إن الرب تعالى خلق القانون، والقانون هو من يتحكم في عملية الخلق من خلال معطيات معينة.

تقول: وما هو هذا القانون؟ أعود وأقول هذا هو هدف العلم، الإكتشاف والمعرفة. ألم يقل الرب جل وعلى للملائكة (إني جاعلٌ في الأرض خليفة)؟

هذا بدوره يطرح سؤالاً أكثر جدية وإلحاحاً، ما هو الهدف من كل هذا؟

أنا لا اتصور أن كل هذا بلا هدف أو غاية أو غرض. الأمر الذي نحن فيه ونعيشه ونراه أعقد من أن يكون صدفة. ببساطة، هو شديد التعقيد. نعم، هو نتاج ملايين السنين من التطور وإختيار الأصلح، ولكنه لا يزال شديد التعقيد عن أن يكون صدفة. وإن كان الإصرار على "الصدفة" لايزال مطروحاً، فإن السؤال التالي هو: ومن أنشأ نظام التطور وإختيار الأصلح من البداية؟ فالحياة تحتاج إلى شيئين أساسيين هما: الوجود المادي (Hardware)، والعملية المنظمة لهذا الكيان .(Software) من أنشأ هذا الـ Software ، هذا البرنامج (DNA) الذي يتحكم بنا نحن البشر من بداية الحياة إلى الممات؟ الأمر أعقد من أن يكون صدفة.

قد يعترض معترض هنا، وقد إعترضوا بالفعل، بأن تشابه القصص التي أوردتها الديانات مع بعض الأساطير للحضارات الوثنية القديمة مسألة تضعنا أمام إشكالية حقيقية في مسألة التصديق بنزول الوحي.

فأقول: نعم، هي لا تجبرنا على التصديق بنزول الوحي ولكنها أيضاً لا تعني بالضرورة نفي الوحي.

هناك كتاب ممتع سوف أنقل منه هنا. الكتاب هو: دين الإنسان - بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني، فراس السواح، دار علاء الدين للنشر، دمشق، الطبعة الثالثة 1998، ص 55 وما بعدها:

[بعد أن يؤكد الكاتب بأن المعنى اللغوي الأصلي لكلمة "الأسطورة" هو الخط أو الكتابة وإن إستخدامها في القرآن بمعنى قصص الأولين مكتوبة، يتحدث المؤلف عن مميزات الأسطورة، فيقول]:

1- الأسطورة هي شكل من أشكال الأدب الرفيع، فهي قصة تحكمها قواعد السرد القصصي من حبكة وعقدة وشخصيات وما إليها.

2- هي قصة تقليدية، بمعنى أنها تحافظ على ثبات نسبي وتتناقلها الأجيال بنصها عبرة فترة طويلة من الزمن طالما حافظت على طاقتها الإيحائية بالنسبة إلى الجماعة.

3- ليس للإسطورة زمن. أي أنها لا تقص عن حدث جرى في الماضي وانتهى، بل عن حدث ذي حضور دائم. فزمانها والحالة هذه زمن ماثل أبداً لا يتحول إلى ماض.

4- تتميز موضوعات الإسطورة بالجدية والشمولية، فهي تدور حول المسائل الكبرى التي ألحت دوماً على عقل الإنسان، مثل الخلق والتكوين وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر وما إلى ذلك من قضايا صارت وقفاً على الفلسفة فيما بعد.

5- يلعب الآلهة وأنصاف الآلهة الأدوار الرئيسية في الإسطورة، فإذا ظهر الإنسان على مسرح الأحداث كان دوره مكملاً لا رئيسياً.

6- لا يُعرف للإسطورة مؤلف.

7- تتمتع الإسطورة بقدسية وبسلطة عظيمة على عقول الناس ونفوسهم.

8- ترتبط الإسطورة بنظام ديني معين لأنها ليست نتاج خيال فردي معين أو حكمة شخص بل إنها ظاهرة جمعية تعبر عن تأملات الجماعة وحكمتها وخلاصة ثقافتها.

إنتهى النقل.


أقول أنا فرناس: إذن القصص المقدسة ذات التشابه الإسطوري مع ديانات أخرى قديمة لابد وأن تكون "رمز" لشيء ذو حضور دائم له معنى إيحائي للجماعة وفي نفس الوقت تقدم الأجوبة لأسئلة ملحة للجماعة. أنظر لهذه المقارنة:

قصة موسى: صراع بين الخير والشر وإنتصار الخير.
قصة لوط: كما هو أعلاه مع إضافة العنصر الأخلاقي و إضافة القدرة الإلهية للتدمير.
قصة يوسف: كما هو أعلاه في قصة موسى.
قصة نوح: كما هو أعلاه مع إضافة القدرة الإلهية للتدمير.
حوار الملائكة مع الله في قصة الخلق: بيان علم الرب.
قصة هود: صراع بين الخير والشر.
قصة ابراهيم: الصراع الداخلي للفرد وإفرازاته على المجتمع وضرورة الهجرة (بالمعنى الروحي أو الجسدي).
قصة داود: أن جنود الله هم الغالبون وإن امتحنهم الله قبل ذلك.
قصة سليمان: إن الله يمتحن العباد مهما كانت مراتبهم.

وبإمكاني الإستمرار عل هذا. إذن غرض الوحي القصصي ليس التاريخ وإنما الرمز أو العبرة أو الدرس، وفي الحقيقة بإمكاننا الإثبات، ومن القرآن ذاته، بأن السرد ليس تاريخياً بالمعنى المتعارف عليه لمصطلح "التاريخ" وإنما الدرس أو العبرة هي المركز والمحور. فإذا كانت "العبرة" و "الرمز" هي المقصودة من القصص المقدسة سقط بالضرورة "التفسير الحرفي" للحدث وبقي "التفسير الرمزي". وهذا لايكون دليلاً على نفي الوحي.

إشكالية أخرى تقع في مسألة "المشيئة". فمن وجهة نظر البعض أنه" :إما أن تؤمن بأن الكون يسير وفق قوانين الطبيعة، وهنا تتعطل إرادة الله في خرق هذه القوانين لتسيير شؤون الكون وهو مايسمى بالعلم. أو أن تؤمن بأن الكون يسير وفق إرادة الله فإن أراد الله شيء فإنما يقول له كن فيكون. وأن ما طرحته أنا من تصور (خلق القانون إبتداءاً) هو محاولة توفيق بين الإيمان والعلم وهي محاولة أشبه بمحاولة جمع الشيء ونقيضه في آن واحد".

والجواب على هذا الإعتراض هو القول بأن "المشيئة" متحققة بالضرورة لأننا نتاج هذا القانون ابتداءاً، ونعيش ونموت في محيطه اضطراراً. هذا واضح. فمثلاً لعبة "الشطرنج" وقوانينها، هو مثال جيد ولكن مع فوارق جوهرية يجب أن تؤخذ بالحسبان) مثلاً أنت حر في لعبك من عدمه أو توقفك عن اللعب أو حتى الإتفاق على قانون مخالف، ولكننا في هذا الكون هل نحن كذلك؟). فالقانون في لعبة الشطرنج هو الذي يحدد النتائج بواسطة تقييدك جبراً بقيود لازمة تحدد تحركاتك، ولأنك تتبع هذه القوانيين (جبراً أو طوعاً على حسب المثال المطروح) فإنك بالضرورة، أكرر بالضرورة، قد حققت مشيئة من وضع هذا القانون ابتداءاً. إذن أين التناقض؟

لنأخذ مثالين ثم نستقرء (extrapolate) النتائج على باقي الأمثلة التي ممكن أن تُطرح.

ممكن أن يقال بأن "المرض من الله والشفاء من الله".

ماذا نعني بهذه العبارة بالضبط؟

إما أن يكون الله قد تدخل مباشرة في عملية المرض وبالتالي محاولة طلب الشفاء عن طريق غيره جل وعلى أصبحت غير مجدية لأنها تعارض "المشيئة" بالضرورة. أو أن المرض كان نتيجة لقانون الخلق بكافة آلياته المعقدة (بكتريا، فيروسات، فطريات، طفيليات، ملوثات كيميائية، ملوثات إشعاعية، آليات نفسية، قصور جيني...الخ) وبالتالي فإن الشفاء لا يتم إلا عن طريق فهم هذا القانون وتوظيفه لصالح المريض.

من الواضح، ومن التجربة العملية اليومية، أن الخيار الثاني هو الخيار الأمثل والأقرب إلى الصواب. ولكن "مشيئة" الرب جل وعلى قد تحققت في مرضنا وشفائنا لأننا كنا خاضعين في المرض والشفاء لهذا القانون الذي خلقه الرب تعالى ابتداءاً.

إذن، المرض من الله والشفاء من الله، عبارة صحيحة ولكن على هذا المفهوم الذي شرحته، وفي كل الأحوال يجب أن نتجنب أسباب الداء، وإن مرضنا نطلب الدواء.

لننظر إلى هذا الخبر:

"الحارث بن الحارث بن كلدة الثقفي، كان أبوه طبيباً في العرب حكيماً، وهو من المؤلفة قلوبهم، معدودٌ فيهم. وكان من أشراف قومه (......) روي أن رسول الله (ص) أمر سعد بن أبي وقاص أن يأتيه ويستوصفه في مرض نزل به، فدلَ ذلك على أنه جائز أن يُـشَاوَر أهل الكفر في الطب إذا كانوا من أهله".
الإستيعاب في معرفة الأصحاب، أبن عبد البر القرطبي، ج 1، ص 348، دار الكتب العلمية 1995

فإذا كان كما يقول البعض بأن "الله هو الشافي" بما تعني هذه العبارة حرفياً، فكيف نفسر هذا الخبر مع وجود نبي موحى إليه؟

مثال ثاني. الفقر من الله والغنى من الله. حسنٌ. أنا أطلب الرزق من الله، كما يطلبه مئات الملايين من البشر غيري، فمَن مِن هؤلاء المئات من الملايين البشر أمطرت عليهم السماء ذهباً، أو نهض صباحاً من فراشه ليجد تحت مخدته قوت يومه؟

هؤلاء الناس لا يطلبون معجزة، بالتأكيد لا. هذا ما قرأته منذ أيام قليلة ماضية:

"قال الله تعالى ((وإن من شيء إلا عندنا خزائنه)) [سورة الحجر، 21]، إعلم أن "عندية" الحق تعالى ليست بظرف مكان قطعاً، ولا هي ظرف زمان مختص. بل هي ظرف ثالث وهو أمر نسبي لا وجودي. والنِسب أمور عدمية ثابتة الحكم معدومة العين".
محي الدين بن عربي، كتاب "المعرفة"، ص 36

إذن ما معنى سؤالنا الله تعالى الرزق؟ هو، وفي نظري الشخصي، طلبٌ بإلهامنا أفضل الطرق للتصرف لكسب الرزق. أفضل الطرق للعمل من خلال هذا القانون الكلي الشامل.

إذن النتيجة الحتمية لكل هذا هي أننا خاضعون بالضرورة للمشيئة من خلال خضوعنا الجبري "للقانون". وهذا ليس "جبراً" بالمناسبة بالمعنى "الكلامي" للكلمة، فموضوع الجبر والإختيار مختلف تماماً عما أناقشه الآن ولا علاقة به.

إذن أنا أقول بأن الله جل وعلى خلق "القانون" ابتداءاً. هذا "القانون" هو المسؤول عن كافة العمليات والظواهر التي حدثت في الماضي وتحدث الآن وسوف تحدث في المستقبل. ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، نظرية الإنفجار الأعظم والذي يحاول العلماء من خلال هذه النظرية تفسير وجود الكون.

حتى أكون واضحاً في هذه النقطة بالذات، سوف أضرب مثال. أليس الله جل وعلى يعلم الغيب "المستقبل"؟

الإجابة لابد وأن تكون بـ "نعم".

الآن، كم مرة شاهد الكثيرون منا مكوك الفضاء الأمريكي لحظة إطلاقه؟ أنا متأكد أنه عدة مرات على شاشات التلفزيون. والكل يعرف بأن مسار هذا المكوك معروف مسبقاً وبواسطة حسابات بسيطة يمكن عملها من خلال الفيزياء الكلاسيكية وما يُعرف بفيزياء "المقذوفات". وأن المكوك في كل إطلاق يتم مراقبة مساره لإحتمال أن يحيد عن هذا المسار.

نظرياً، التنبؤ بالمستقبل هو: أن يوافق الحادث القادم في الزمن الأخبار السابقة عليه.

فكيف أمكننا نحن البشر أن نتنبأ بمسار المكوك أول مرة لشيء سوف يحدث في المستقبل؟

الجواب هو: بسبب معرفتنا بالفيزياء وقوانينها؟

هذه القوانين، الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية ضمن أخرى كثيرة، هي المخلوقة إبتداءاً، وهي التي تتحكم في الكون وظواهره المختلفة، وهي ما نحاول أن نكتشفه ونفهمه، وهي من خلالها تتحقق "المشيئة. ولا يزال الرب تعالى هو الخالق المتعالي فوق خلقه، و مشيئته متعالية أيضا فوق مشيئة خلقه، ولكن "إرادته" تعالى تفرض نفسها من خلال "قوانينه" التي خلقها ابتداءاً.

إعتراض آخر. من الممكن أن يقال بأنه "دينياً" الكون وما فيه لابد وأن يسير بإرادة الله، ووضع "القانون" في محل الرب جل وعلى لم يقل به أي دين موحى به على الإطلاق. ولكن "علمياً"، ومع فصل المعتقدات الدينية عن موضوع النقاش، يصبح الكلام عن "القانون" منطقياً.

وللإجابة على هذا الإعتراض يجب أن نعرف أولاً بأنه عندما نقول "دينياً" فإننا في الأغلب الأعم نستقرء تفاسير "بشرية" لنصوص مقدسة. وبسبب هذه التفاسير البشرية بالذات اختلفت الفِـرق والمذاهب في جميع الأديان. هناك صحابيان على الأقل قالوا بأن "النص حمال أوجه". وإذا أردت الدليل على ذلك الخلاف في النص المقدس ذاته فقط قل لي: هل الإنسان مخير أم مسير من وجهة نظر النصوص القرآنية؟ أقول لك من الآن، إن تبنيت وجهة نظر معينة وإستشهدت بآيات من القرآن الكريم، أنا سوف أتبنى خلافها وأستشهد لك بآيات أخرى. فأين هي الحقيقة إذن؟

ثانياً، القول "علمياً" بأن الكون يسير وفق قوانين ثابتة، أقول نعم، لا خلاف هنا. أنا فقط، أتصور أن الله تعالى هو المنشئ الأول لهذه القوانين. لا أكثر ولا أقل. وبذلك ينتفي التعارض. ويمكن بالتالي مزج العقيدة السماوية مع الكشف العلمي وقوانينه.

نقطة أخيرة هنا.

قد يستشهد البعض بالمعجزات كدليل على القدرة الإلهية من المنظور الديني وبالتالي رد فكرة "القانون" إبتداءاً.

وهذا في الحقيقة دليل عليهم. بدليل أن من له القدرة على خرق القانون فهو من باب أولى يستطيع تغييره أو حتى إنشاءه أول مرة. اليس كذلك؟

ولكن قضية "المعجزات" هي نقطة خارج نطاق نقاشنا على كل الأحوال. فالمعجزة لا تحدث كل يوم، ولا ينبغي لها ذلك. آخر معجزة حدثت من زمن بعيد جداً (ضع التاريخ الذي يناسب معتقدك أو معتقد الآخرين)، هذا كل شيء.

في تصوري أن أهم إعتراض لما طرحته أنا أعلاه هو: هل الرب تعالى بعد خلق "القانون" لا يتدخل في عمل هذا القانون؟

مرة أخرى أقول، هذا رأي شخصي مبني على المشاهدة والتجربة اليومية، لا أدعي أن ما أقوله هو "الحقيقة" بل هو "رأي"، ومع تقرير ما أثبتهُ أنا مراراً أعلاه من إثبات "المشيئة" و "القدرة" ونفي "العجز" عن الرب جل وعلى، أقول في جواب هذا الإعتراض:

الجواب ذو شقين، الأول هو "هل يملك الرب تعالى المقدرة على أن يتدخل في القانون بعد خلقه؟". والثاني، "هل يتدخل الرب تعالى فعلاً بهذه القوانين؟".

أما في جواب السؤال الأول فأقول: نعم يملك القدرة. إذا أردت "المعجزات" كدليل، فليكن. ولكن، وببساطة، من يملك إنشاء القانون أول مرة يملك بالضرورة القدرة على التدخل فيه بالتعديل أو حتى الإلغاء. وبهذا المفهوم فقط نستطيع أن نفسر المعجزات.

أما الشق الثاني من الإعتراض فجوابه هو: لا، لا يتدخل الرب تعالى بهذه القوانين بعد خلقها (ولنستثني المعجزات هنا). الدليل هو لو كان الرب تعالى يتدخل بهذه القوانين، لم تعد أصلاً تحمل إسم "القوانين" لأننا نفقد القدرة، بالضرورة، على "التنبؤ" بواسطتها. مثلاً، لو كان الرب تعالى يتدخل بقوانين الحركة مثلاً، لكانت قوانين الحركة التي تصلح للتنبؤ بمسار جسم ما اليوم مساءاً، لا تصلح للتنبؤ بذلك المسار غداً. ولو كان الدواء الذي يصلح لمرض ما اليوم، لا يصلح غداً إذا تدخل الرب تعالى في خصائص الدواء. وهكذا إذن، إذا تدخل الرب تعالى بتلك القوانين فإنها تفقد صفة "الثبات" المؤدي إلى القدرة على التنبؤ بواسطتها، وهذا غير مشاهد على أرض الواقع.

الخلاصة هي أنه لا حدود "لإرادة" الله، و"مشيئته" متحققة بالضرورة، وهو خالق الكون بما فيه من خلال خلقه "القانون" ابتداءاً، وله القدرة على التدخل بهذا "القانون" متى ما شاء تعالى، ولكنه لا يفعل ذلك والدليل هو المشاهدة والتجربة العملية.


فرناس



ملاحظة: هذه المقالة هي في الأصل مجموعة ردود لي على موضوع ذو محاور عدة تم نقاشها على الشبكة الليبرالية الكويتية، وقد رأيت في تلك الردود قيمة فكرية جعلتني أعيد كتابتها على شكل مقالة.
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إذن هناك إشكالية. ولكن، وفي رأيي على الأقل، الحل لا يكمن في إنكار الوحي، ولهذا أيضاً عدة أسباب. ولكن الأهم هو أن الإعتماد على التفسير الحرفي للقصص المقدسة أصبح، وبالضرورة، لا يؤدي بنا إلى المعرفة ولكن إلى "الإيمان". ويجب أن نلجأ إلى التفسير "الرمزي" لهذه القصص والتعليلات إن أردنا الوصول "للمعرفة" ونفي تعارض العقل والنقل.

لا ادري لم الاصرار دائما على وجود تعارض بين العقل و النقل .. وكأن عقل الانسان منذ الف عام
يختلف عن عقله الان .

العقل هو هو ، ولكن قياس هذا العقل هو الفارق .

فلو قلت لانسان قبل 1400 سنة ان رجلاً طار من مكة الى بيت المقدس و عاد في نفس اليوم

لرفض هذا الامر و اعتبره ضرباً من الجنون .

ولو قلت لنفس هذا الانسان نفس القصة في هذا الزمن لوجدها معقولة جداً ، بل قد اقول له

ان رجلاً طار من مكة الى القمر و عاد في نفس اليوم ولن يجد في نفسه اي مشكلة حيال

هذا القول .

وما تقوله يا زميلنا فرناس ، ليس رأيك الشخصي بالمناسبة ( لا ازعم انه ليس لك ) ولكن

نصر حامد ابو زيد سبقك اليه ، وقد وقعت بنفس ما وقع فيه من اشكالية تحجيم العقل .

فهو يرى ان الشيطان ليس شيطان ، و لا العرش عرشاً ، و لا الصراط صراطاً ولا الملائكة

ملائكةً .. وقال كما قلت ان تلك النصوص ليست حرفية ، و انها ذات دلالات ثقافية فقط ،

وهذا ان دل انما يدل على ان ابو زيد حجّم عقله ليستوعب فقط ما يدله عليه .

بالرغم ان هذا العقل نفسه -الذي يعول عليه ابو زيد- لم يستطع ان ينفي هذه الدلالات

وهو في سياق الطرح العام بالمناسبة ، الذي ينكر وجود الله سبحانه و تعالى و يحصره

في سياق قوة فيزيائية لا تتحكم في الاشياء بل هي مصدر القوانين التي تلتزم بها

باقي متلازمات الكون و الطبيعة . - والعياذ بالله - و ما الاشارة الى الله الا بكونه اله

الا حفاظا على نفس النسق الذي يحافظ على المدلولات و تلازماتها التاريخية و الادبية

كل حسب فهمه - او اسطورته - ، اي انه كما قلت انت لا يؤدي الى معرفة انما يؤدي الى

ايمان .

فكما كان الفراعنة يؤمنون بالاله رع - الاسطورة - ، آمن غيرهم بالاله " الله " - الايمان -.

وكما كانت فكرة الخلود ، و البعث بعد الموت - الاسطورة -

وجدت فكرة الجنة و الخلود فيها ، و البعث بعد الموت ..- الايمان - .


وفي اسقاطك على الغيب .. كلام ليس بجديد ايضا فقد سبقك اليه منظري الحاد كثر ..

منهم الصادق النيهوم ، و طيب تيزيني .

" إن عالم الغيب الجديد لم يعد رهناً بما يقوله الكهنة، ولم يعد خارجاً عن سنن الطبيعة، وصار قابلاً لتفسير العلم "

وهو ذات سياق الكلام الذي ذكرت فيه قصة المكوك الظريفة .


ولكي يستبين القارئ طرق فهم الالحاديين .. نضع لكم مثال حول المنتهى الحقيقي لفكرة

تحجيم النصوص الالهية .

يقول الصادق نيهوم :

كلمة " اضربوهن " ، اذا كتبت من غير نقاط ، وبالخط المستمد من شكل الأبجدية الآرامية ، التي يتشابه فيها حرف الضاد مع العين ، وحرف الراء مع الزين ، بحيث تبدو مثل كلمة ( اعزبوهن ) التي تلائم سياق النص على المقاس . والعزب في اللغة ، هو هجران البيت والمرعى . ومنه عزب الرجل عن أهله أي غاب عنهم . والمعزبة ، كالعازبة التي هجرها زوجها من دون طلاق . فالنص القرآني لا يوصي بضرب المرأة ، كما توحي القراءة المغلوطة بل يتقدم بثلاثة حلول لمشكلة النشوز ، الأولى ، اسداء النصح للمرأة ، والثانية هجرانها في الفراش ، والثالث الانفصال عنها من دون طلاق ، ريثما تتضح تفاصيل الموقف وهي الحلول التي تتبناها قوانين الزواج حاليا في كل المجتمعات ذات القضاء المدني - الصادق نيهوم ( اسلام ضد اسلام ) .


بداية انبه على اننا لسنا في صدد تفسير الضرب في الاية و لكن في تبيان المنهجية ..

بالله عليكم ، ايقول هذا الكلام شخص علم الف باء الاسلام ..

الم يعلم هذا المسكين ان القرآن لم يصلنا بالمصاحف ، و لكنه وصلنا بالتواتر كابر عن كابر

الى النبي صلى الله عليه وسلم .. فاي خرافة ارامية يتحدث عنها هذا المسكين .

وهذا مثال من امثلة عديدة جداً ، نرى فيها " الهبل الالحادي " التي يتحفنا به الملحدون بين

الفينة و الفينة .

وهذا ينتهي بنا الى اصل المشكلة ..

اتعرفون ماهي .. انها نفس المشكلة التي نوردها كل مرة مع منظري الالحاد و منظري العلمانية

وباقي منظري الفلسفة و التمنطق .

عندما يتكلم الطبيب في الهندسة .. نقول له قف .. انت لست بمهندس .

وعندما يتكلم المهندس في الطب نقول له قف انت لست بطبيب .

ولكن عندما يختص الامر بالدين ، فالكل له الحق ان يفتي حسب هواه .

احترموا التخصص وارحمونا من ترهاتكم .

ونأسف على الاطالة . :)
 

ItsLiberty

عضو جديد
عزيزي أؤيدك في أغلب ما ذهبت إليه، ولكن أختلف معك في نقطتين، أتفق معك في:

أولا: فكرة عدم خلق الخلق بشكل مباشر، وبأن الإراده والمشيئه في خلق الخلق، كانت السبب الأول، وهو قانون ينطبق على أنفسنا البشرية كذلك: من عرف نفسه فقد عرف ربه، ففي علوم الطاقة، درست فكرة أنك عندما تريد شيء، تسبب أسباب جذب ذلك الشيء إليك، والأدله كثيره إن كنت تريد تفصيلا قل لي وسأفصل لك، حتى عندما تتفوه بكلمات معينه، فإنك تجذب أسباب تحقق تلك الكلمات في حياتك، وهذا قانون كوني تدعيه هذه العلوم.

هناك نظرية في الميركابا تقول: أن الله حبا في ذاته عمل نسخة منها Replica ، وهذه النسخة ظهرت منها مستويات في الخلق منها الوعي الشمسي أو النجمي والكوكبي والقمري والمعدني والملائكي..الخ www.merkaba.org قد لا تجده مباشرة في الموقع بل عن طريق دورات.

ثانيا: قضية الرمزية في القصص، أعتقد أن ليس هناك رمزية في القصص فقط، بل حتى في الجنة والنار، الذنب والعقاب، وغيرها من مصطلحات، فمثلا هناك قانون في علوم الطاقة يقول: أنك عندما تعمل عملا ما، هناك عاقبة لهذا العمل، تدور في دائرة لتعود إليك مضاعفة، وهو ما نسميه "الحوبة" أو الكارما : أذكر في دعاء: اللهم أسألك التوبة ورفع الحوبة.
وقانون يقول أنك إن عملت عملا سيئا بحق أحد، فالعذاب الذي سيلحقك نتيجة عملك هو نار جهنم لنفسك، أما ما تعمله بحق نفسك، فهي تجارب تتعلم منها، وقد تعيقك بعض الشيء عن الإرتقاء والسلام مع نفسك، وهذه الإعاقة نوع من العذاب، وهكذا.

أختلف معك في:

أولا: أن المرض من الله والشفاء من عنده، في البودي ميرور سيستيم Body mirror system www.healer.ch ، درسنا أسباب المرض في وعينا، يجب أن نعرف علاقة الوعي أو النفس مع جسمنا الفيزيائي حتى يمكننا علاجها بالطاقة، حتى أسباب الموت من أنفسنا، إذا أساس المرض نحن، : الذي يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين، إذا هو لم يقل إذا مرضني فهو يشفيني، ولكننا مجازا نقول الله مسبب الأسباب، وهنا أتفق معك في فكرة البكتيريا..الخ وفي أنه هو موجد القوانين، منها قانون علاقة الوعي بالمرض، وبذلك هو مسبب الأسباب.

ثانيا: لا أوافقك في فكرة إنفصال الله عن الخلق، أو عدم تدخله في القوانين، بل يتدخل إن أردت أنت ذلك، وإن طلبت منه ذلك، وفقا للقوانين لا خارجا عنها، مثل قانون البرمجة الذاتية: عندما تقوم بتكرار الدعاء أنت تبرمج نفسك لجذبه، ولكنك عندما تطلب من الله ذلك يتم الجذب بشكل أشبه بالكرامة، والتجارب الفردية كثيرة على ذلك، وقانون الإتصال به :أنك حين تتصل به بدعاء أو صلاة، يغمرك بنوره وحبه (نوع من الطاقة) فتتذلل لك الأسباب، وهذا ما نفعله بالميركابا ونشعر به قبل عمل العلاج.

و بس :)
 

بوسند

عضو ذهبي
أشكرك سيد فرناس على هذه المقالة الرائعة

في الخـَـلـق ومشيئة الرب تعالى



لا يتدخل الرب تعالى بهذه القوانين بعد خلقها (ولنستثني المعجزات هنا). .

ماذا عن الكرامة يا عزيزي ..؟

هل تلحقها بالمعجزة ؟


تحياتي
 

Fernas

عضو مميز
وما تقوله يا زميلنا فرناس ، ليس رأيك الشخصي بالمناسبة ( لا ازعم انه ليس لك ) ولكن

نصر حامد ابو زيد سبقك اليه ، وقد وقعت بنفس ما وقع فيه من اشكالية تحجيم العقل .

فهو يرى ان الشيطان ليس شيطان ، و لا العرش عرشاً ، و لا الصراط صراطاً ولا الملائكة

ملائكةً .. وقال كما قلت ان تلك النصوص ليست حرفية ، و انها ذات دلالات ثقافية فقط ،

وهذا ان دل انما يدل على ان ابو زيد حجّم عقله ليستوعب فقط ما يدله عليه .


الزميل رقم 9

ما قلت أنه رأيي هو فكرة خلق القانون إبتداءاً، وليس غيره. أما فكرة الرمز في تفسير المقدس فهي أقدم بكثير مما تعتقده أنت وأقدم من الدكتور نصر.

أتمنى منك هذه المرة ألا تضطرني إلى التكرار، لأنني، وللأسف، لست لست راغباً في ذلك. أرجو منك أن تقرأ المقالة بتأني أكثر وأن تُركز النقاش في محاوره. وإذا أردت مناقشة فكرة الإلحاد وبراهينها فإنك قد إخترت الموضوع الخطأ بالتأكيد.

إما إستخدامك مصطلحات من على شاكلة "قصة المكوك الظريفة" و "حجم عقله" و "ترهاتكم"، فأقول لك: هذه نصيحة، خذها أو دعها. لا تستعمل هذه الألفاظ في نقاشاتك مرة أخرى، لأن النتيجة هي إحدى إثنتين: إما إهمالك والترفع عنك أو إجابتك بما تكره ولا تحب. وأنا أعتقد أنك تملك من التمييز ما يجعلك تقبل النصيحة.

فرناس
 

Fernas

عضو مميز

أختلف معك في:

أولا: أن المرض من الله والشفاء من عنده، في البودي ميرور سيستيم Body mirror system www.healer.ch ، درسنا أسباب المرض في وعينا، يجب أن نعرف علاقة الوعي أو النفس مع جسمنا الفيزيائي حتى يمكننا علاجها بالطاقة، حتى أسباب الموت من أنفسنا، إذا أساس المرض نحن، : الذي يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين، إذا هو لم يقل إذا مرضني فهو يشفيني، ولكننا مجازا نقول الله مسبب الأسباب، وهنا أتفق معك في فكرة البكتيريا..الخ وفي أنه هو موجد القوانين، منها قانون علاقة الوعي بالمرض، وبذلك هو مسبب الأسباب.

ثانيا: لا أوافقك في فكرة إنفصال الله عن الخلق، أو عدم تدخله في القوانين، بل يتدخل إن أردت أنت ذلك، وإن طلبت منه ذلك، وفقا للقوانين لا خارجا عنها، مثل قانون البرمجة الذاتية: عندما تقوم بتكرار الدعاء أنت تبرمج نفسك لجذبه، ولكنك عندما تطلب من الله ذلك يتم الجذب بشكل أشبه بالكرامة، والتجارب الفردية كثيرة على ذلك، وقانون الإتصال به :أنك حين تتصل به بدعاء أو صلاة، يغمرك بنوره وحبه (نوع من الطاقة) فتتذلل لك الأسباب، وهذا ما نفعله بالميركابا ونشعر به قبل عمل العلاج.

و بس :)


مرحباً

قولك أن "أساس المرض نحن" في النقطة الأولى، ثم قولك في النقطة الثانية أنك لا توافقني في فكرة إنفصال الله عن الخلق، يوحي لي بأنك تتكلم عن نظرية "وحدة الوجود" الصوفية. فإذا كان فهمي هذا صحيحاً، فإن هذا مردود عليه بأن حتى في هذه النظرية فإن الرب تعالى هو الخالق إبتداءاً، وبالتالي عدنا إلى النقطة الأولى للمقالة.

أما إذا لم تكن تتكلم عن وحدة الوجود، فأرجو أن تشرح وجهة نظرك بإسهاب أكثر إذا أمكن.

تحياتي
فرناس
 

Fernas

عضو مميز
أشكرك سيد فرناس على هذه المقالة الرائعة



ماذا عن الكرامة يا عزيزي ..؟

هل تلحقها بالمعجزة ؟


تحياتي

عزيزي الفاضل بوسند

تحية لك

أنا سعيد برؤية تعليقك هنا.

في البداية، أنا مدين للزميل الفاضل بو سند بإعتذار. لقد بدر مني في خلال نقاش تم بيني وبين الفاضل بو سند في الشبكة الليبرالية ما لا يستحقه هذا الفاضل بسبب سوء فهم مني. وأتمنى من العزيز بو سند، وبسبب كرم نفسه وسمو طبعه، أن يقبل هذا الإعتذار وان يطوي هذه الصفحة بأخرى جديدة وله الشكر والفضل.

أما موضوع "الكرامات" فقد أثبتها الكثير من العلماء ومن مذاهب عدة. وقراءة سريعة للمؤلفات الصوفية، كمثال، تعطيك تصوراً سريعاً لما يعتقده القوم بمفهوم الكرامة. فطي الأرض، والإخبار بالمستقبل، وجلب فاكهة الصيف في الشتاء وبالعكس، وغير هذا كثير هو ما يُقصد بالكرامة. وإن كانت المعجزة في المفهوم الإسلامي تحدث لسبب محدد وواضح وعلى يد الرسل، فإن الكرامة، فيما يبدو لي، لا تحدث لسبب واضح إلا تقرير "ولاية" شخص ما. الإشكالية هنا، ومن المفهوم الإسلامي البحت، ان "الكرامة" تحدث للمؤمن والفاسق، والمسلم والكافر. ولذلك أجاب بعضهم ما خلاصته (أحاول جهدي هنا أن أذكر المصدر) أن "كرامة" المؤمن أو المسلم من الله، والاخرى من الشيطان وقصدها الفتنةوالإضلال. فإذا أخذنا بهذا المفهوم الإسلامي في تجويز إصدار الكرامة من الشيطان، بطـُلَ بالضرورة إلحاق الكرامة بالمعجزة، وإلا بطلت دلالة المعجزة أيضاً.

تحياتي
فرناس
 

ItsLiberty

عضو جديد
بالنسبة لقضية أن المرض من أنفسنا و أسباب الموت كذلك، درستها كما قلت لك في ردي السابق وكتبت لك الرابط هناك، ويمكنك الدخول ومعرفة كل جزء من وعينا وما يقابله في جسمنا المادي ( تعال صج: هناك دورة في تاريخ 18-19 يناير القادم في فندق راديسون ساس، تتكلم عن نفس الموضوع، ب132 دينار من س 9 ص إلى 7 م، تتخللها فرصتان للشاي و فرصة الغداء، والأسعار شاملة للدورة وتكاليف الفندق) ، نحن نجذب أسباب المرض والحوادث بأفكارنا ومعتقداتنا وتوترنا، التوتر الفكري ينعكس على البدن بعد أن يحدث في النفس، أي أن هذا التوتر في نفسك (أو وعيك) يسبب توتر في حقول الطاقة الخاصة بك، وحقول الطاقة تفلترها فلاتر الطاقة أو ما يسمى بالعجله Chakra، وأي إنسداد لهذه الفلاتر بسبب التوتر الحاصل، سيعمل على خلل في توزيع حقل الطاقة، المتعلق بالعجلة الحادث فيها الخلل، وبما أنها متصلة بالجسم الفيزيائي عن طريق الأعصاب، فسينتقل التوتر والخلل إلى جسمك المادي، على سبيل المثال:

عندما تقلق بشأن أمورك المادية مثلا، فإن الجزء الفيزيائي المتصل بهذا القلق المادي هو العجلة الجذرية Root Chakra، من منطقة أسفل الظهر إلى أطراف أصابع قدمك، إذا كان قلقك بسيطا، فلتتوقع مرضا بسيطا مثل الإمساك مثلا، أو ضربه بسيطة أو جرحا في إصبعك، إذا زاد التوتر قد تلتهب قدمك أو تنكسر، وقد تتعرض للبواسير مثلا، وهكذا.

بالنسبة لفكرة عدم إنفصال الخلق عن الخالق، لا أدري ماذا يقول الصوفية، ولكني أعلم أنك في حال إتصالك مع الله، عن طريق الدعاء أو الصلاة، تكون أدخلت من نور (طاقة) الله في وجودك، أكثر من النور الموجود بحكم القوانين، يعني في الميركابا مثلا، قبل عمل العلاج Healing، نقوم بالصلاة أو الدعاء بقول: "أحمدك وأشكرك على كل الإبتلاءات، وأسألك أن تجعلني قناة خالصة لحبك ونورك، وأن تملأ حقول الطاقة الروحية بطاقة حبك ونورك، وتمدد وعيي في سبيل أن أعالج فلان من كذا، كن فيكون آمين I give thanks for all of my blessons, I ask to be pure conduit of your love & your light. I ask that your energies of love & light fill my spiritual energy fields & expand my consciousness on all dimensional levels. In order to heal …. Form…& so it is said & so it is done Amen"، وبعدها أشعر بالحرارة تملؤني، وبذبذبات في يدي فأضعها على الجزء المطلوب علاجه، وبنفس الطريقة أبدأ التأمل Meditation، وأبارك طعامي وقبل النوم وهكذا.

قد تقول أن هذا الكلام لا دليل عليه، بالنسبة لي، ذهبت مع 25 معالج من أميركا وألمانيا وكندا وفرنسا وجنوب أفريقيا، إلى مدينة كوازولو نتال في دوربان Kwazulu Natal in Durban، وعملنا علاج للأطفال المصابين بالإيدز بنفس الكيفية التي ذكرتها لك، بعدها لاحظت الحكومة أن نسبة الوفيات قلت عن السابق بشكل ملحوظ، فأعطت جماعة الميركابا قطعة أرض ليبنوا عليها مركزا دائما للعلاج بالنور الإلهي أو الطاقة الإلهية، وهذا دليل ملحوظ يمكن ذكره، أما ما أعيشه من تجارب شخصية قد لا يكون دليلا بالنسبة إليك.

ملاحظة: كلمة blessons إبتدعها غاري سميث ليجمع بين lesson و Bless .
 

بوسند

عضو ذهبي
عزيزي الفاضل بوسند

تحية لك

أنا سعيد برؤية تعليقك هنا.

في البداية، أنا مدين للزميل الفاضل بو سند بإعتذار. لقد بدر مني في خلال نقاش تم بيني وبين الفاضل بو سند في الشبكة الليبرالية ما لا يستحقه هذا الفاضل بسبب سوء فهم مني. وأتمنى من العزيز بو سند، وبسبب كرم نفسه وسمو طبعه، أن يقبل هذا الإعتذار وان يطوي هذه الصفحة بأخرى جديدة وله الشكر والفضل.

أما موضوع "الكرامات" فقد أثبتها الكثير من العلماء ومن مذاهب عدة. وقراءة سريعة للمؤلفات الصوفية، كمثال، تعطيك تصوراً سريعاً لما يعتقده القوم بمفهوم الكرامة. فطي الأرض، والإخبار بالمستقبل، وجلب فاكهة الصيف في الشتاء وبالعكس، وغير هذا كثير هو ما يُقصد بالكرامة. وإن كانت المعجزة في المفهوم الإسلامي تحدث لسبب محدد وواضح وعلى يد الرسل، فإن الكرامة، فيما يبدو لي، لا تحدث لسبب واضح إلا تقرير "ولاية" شخص ما. الإشكالية هنا، ومن المفهوم الإسلامي البحت، ان "الكرامة" تحدث للمؤمن والفاسق، والمسلم والكافر. ولذلك أجاب بعضهم ما خلاصته (أحاول جهدي هنا أن أذكر المصدر) أن "كرامة" المؤمن أو المسلم من الله، والاخرى من الشيطان وقصدها الفتنةوالإضلال. فإذا أخذنا بهذا المفهوم الإسلامي في تجويز إصدار الكرامة من الشيطان، بطـُلَ بالضرورة إلحاق الكرامة بالمعجزة، وإلا بطلت دلالة المعجزة أيضاً.

تحياتي
فرناس

السيد المفضال : فرناس ..

لم يحدث ما يستحق الاعتذار .. فسوء الفهم وارد بين الابن و أبيه .. و الأخ و أخيه .. و الاستاذ و التلميذ ..

على كل حال فإن اعتراف الانسان بخطئه أمام الناس خلق عال و شيمة سامية لا يقدر عليها إلا من تعالى على حظوظ نفسه من أمثالكم ..

أخي فرناس..

أما سؤالي عن الكرامة فإنه كان عن الحاقها بالمعجزة من حيث مخالفتها للقوانين التي وضعها الله في هذا الكون و التي تحدثت عنها .. فهل تلحقها بها ؟

ثم إذا اعتبرنا أن الكرامة أيضا هي خرق للقوانين الكونية ، ألا تعتبر أن مثل هذه الخروقات قد نؤثر على صدق القوانين ؟

تحياتي لكم ..
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
أرجو منك أن تقرأ المقالة بتأني أكثر وأن تُركز النقاش في محاوره. وإذا أردت مناقشة فكرة الإلحاد وبراهينها فإنك قد إخترت الموضوع الخطأ بالتأكيد.

موضوعك ايها الزميل مبني على الاساس الالحادي ، و كما قيل اول القصيدة كفر ..

الكثير من القصص والآراء الواردة في الديانات المختلفة أصبح من الصعب تفسيرها أو قبولها حرفياً، ولعدة أسباب. فمثلاً، في العهد القديم (وهو ما يؤمن به اليهود والمسيحيون على أنه وحي) وفي سفر التكوين (أحد أسفار التوراة أو أسفار موسى الخمسة) توجد الكثير من القصص لا يمكن غض النظر عن التشابه بينها وبين الأساطير البابلية (قصة الطوفان كمثال). والملفت للنظر أن بعض هذه القصص موجودة في القرآن أيضاً. ولا يمكن أيضاً أن نقبل بعض التفسيرات الموجودة في هذا السفر (كمثال على الكتاب الموحى به) على أنها تفسير منطقي ومعقول (أنظر كمثال سبب إختلاف الألسنة وتعدد اللغات في سفر التكوين، فالسبب المقدم هو أنهم أرادوا بناء برج فبلبل الرب السنتهم حتى يمنعهم من إتمامه، ولهذا السبب سُميت "بابل")

فانت تبني موضوعك على أساس باطل سلفاً ، و كما يقول اهل القانون ما بني على باطل
فهو باطل

وهو بالمناسبة مخالف لقوانين المنتدى .

إما إستخدامك مصطلحات من على شاكلة "قصة المكوك الظريفة" و "حجم عقله" و "ترهاتكم"، فأقول لك: هذه نصيحة، خذها أو دعها. لا تستعمل هذه الألفاظ في نقاشاتك مرة أخرى، لأن النتيجة هي إحدى إثنتين: إما إهمالك والترفع عنك أو إجابتك بما تكره ولا تحب. وأنا أعتقد أنك تملك من التمييز ما يجعلك تقبل النصيحة.

ان شاء الله نكون عند حسن ظنك ، و نصيحتك قبلناها ..

ولا ادري لم تحسست كثيراً من قولنا قصة المكوك الظريفة ..

ولكنك لم تتحسس من نسبة قصص القرآن الكريم الى الاساطير الخرافية !

وكما ذكرت :
ما قلت أنه رأيي هو فكرة خلق القانون إبتداءاً، وليس غيره. أما فكرة الرمز في تفسير المقدس فهي أقدم بكثير مما تعتقده أنت وأقدم من الدكتور نصر.

لا اختلف معك كثيرا .. فقد قال المشركون نفس القول في القرآن الكريم :

قال تعالى في محكم تنزيله :

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِين
َ


ولعل السبب في هذا نزعتك الالحادية ( الخفيفة ) ان صح التعبير ..

فتلطيفك لعبارات الالحاديين بيّن ، من خلال استخدامك لمصطلحات " لا ننفي ..

ولكننا لا نثبت ايضاً .. و لكننا نشكك " .

اما تحجيم العقل ، فلا ادري ايضاً لم تحسست من تحجيم العقل ..

ودعوتك كلها مبنية على هذه القضية .

اذ انك ما زلت تبني قضيتك على ان هناك تعارض بين العقل و النقل .

وقد بينت لك ، من خلال قصة السفر بين مكة و القمر ما قد يبين لك اشكالية العقل المزعوم .

اما الترهات ، فلا اعتقد انك تختلف معي ان من يتحدث بغير فنه ، يأتي بالعجائب .. ومن هذه

العجائب الترهات اليس كذلك ؟

ولنا وقفات مع باقي كلامك .. و نأسف للإطالة .. :)
 

Fernas

عضو مميز
العضو الملف رقم 9

في الحقيقة من وضع ملفك التاسع في الترتيب، إذا كان العدد الكلي هو 9، فقد أصاب كبد الحقيقة لا محالة.

قد جربتك في موضوع سابق، ولم يفد معك التكرار ثم التكرار، وباءت المحاولة بعد أخرى بالفشل معك. المشكلة كانت، هناك وهنا، في عقلك وخيالك.

هذا ردي الأخير عليك. فأسمع وحاول أن تفهم، وأنا أشك بإستطاعتك ذلك.

محاولة التفسير بالرمز، يا "عالم"، والذي تصف به غيرك بالإلحاد، قد أشار إليه صاحب تفسير المنار رشيد رضا نقلاً عن شيخه محمد عبده. فهل هؤلاء ملحدون يا متذاكي؟

أما وصفك لي ضمناً بالإلحاد فلن أرد عليه، والسبب أنه أتى منك بالذات. ولو سألتك الدليل لما أتيت إلا بكل مضحك متهافت سوف أستغله لبيان جهلك بما تقول وتدعي.

أما قولك أن الأساس باطل، فليتك بينت لنا هذا الأساس. وإن فعلت فلن تخرج عن تكرار ساذج لا يحمل أي قيمة لفكر أو رأي، وإنما قفز من نقطة لأخرى مرده سوء الفهم والذي تتمتع به عن جدارة. ولا أدل من تكرارك نفس السؤال عن "الميزان الأخلاقي للليبرالية" في موضوع سابق بينما الإجابة تكررت مرات ومرات أمام عينك وتحت أنفك، ولكنها عمى بصيرة. ثم أتيت بما يضحك الثكلى عندما فرقت بين الأخلاق وما تسميه "الميزان"!!!

أما تساؤلك وتعجبك عن "تحسسي" من بعض المفردات التي يبدو أنك متعود على إستخدامها، فذاك مرده، فيما أحسب، لنوعية النقاش الذي أنت متعود أن تخوضه هو مختلف تماماً عن النوعية التي متعود أنا أن أخوضه. فأعذرني لهذا الإختلاف الجوهري.

نقطة أخيرة، أمثلتك الساذجة التي تطرحها والتي تتخيل أنها تقرب الدلالة على المفهوم، أرى أن تعيد النظر بها، أو الأفضل أن تلغيها تماماً، لأنها لا تنفع إلا على الدلالة على ما ذكرته بشأنك أعلاه.

فرناس
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
في الحقيقة من وضع ملفك التاسع في الترتيب، إذا كان العدد الكلي هو 9، فقد أصاب كبد الحقيقة لا محالة.

هل هذه شخصانية ، ام انها مثال اخر على تحجيم العقل :)

هذا ردي الأخير عليك. فأسمع وحاول أن تفهم، وأنا أشك بإستطاعتك ذلك.

انا لم اطلب منك افهامي ، ان كان عندك رد ، فعلينا به ولا بأس ان ننظر فيه ...

ولعلي اقتبس بالمناسبة ما قلته انا في رد اخر في موضوع صناعة الجهل ، لان الطيور على اشكالها تقع :

* كل " منظر للثقافة " ينتظر من الناس الصعود اليه في برجه العاجي ، و يستحيل ان ينزل ذلك " المثقف " الى افهام الناس .

* الثقافة بالنسبة " لمنظري الفكر " لا تخلوا من الهجوم على الدين ، سواء بحسن نية او بخبث
طوية او بالجهل المحض او بخليط من الثلاثة .

* نقد " منظري الفكر " يطال كل علماء الدين ، و لكنه لا يطال عالم الطب ، ولا الهندسة ، ولا الزراعة
ايماناً بالتخصص .

* التمثيل الصارخ في بيان وجهة النظر ( وهذا أجده كثيراً في مقالات الزميل عبدالمجيد ) .
امثلة من عندي : شخص لا يريد ان يشاهد حراماً ، يفقأ عينيه .
الجهاد : حزام ناسف في مستشفى اطفال .

* عدم بيان وجهة النظر في مسائل الاعتقاد .
كقول الزميل " مع أنني لم أنف إيماني بالحور العين مع عدم معرفتي بالماهية والكيفية"
فنسأله كيف آمنت بالحور العين ؟ اهو بالعقل ام بالنقل ( نصوص جاهزة من مئات الأعوام يتم استقطاعها )

* مشكلة المثقف انه دائما يحتكر الحقيقة ( كمن يقول لا تصدق حتى لو اتوك بالف دليل )

* دائما يسأل " منظر الثقافة " السؤال الامريكي الشهير " لماذا يكرهوننا " ؟
ثم يرد على نفسه ( على الطريقة الامريكية ) انهم اعداء الحرية و الديمقراطية .

ولكن المشكلة ان لا رد بكل بساطة .

أما وصفك لي ضمناً بالإلحاد فلن أرد عليه، والسبب أنه أتى منك بالذات. ولو سألتك الدليل لما أتيت إلا بكل مضحك متهافت سوف أستغله لبيان جهلك بما تقول وتدعي.

لن تجد في كلامي اني وصفتك بالالحاد ً :)

ولو سألتك الدليل لما أتيت إلا بكل مضحك متهافت سوف أستغله لبيان جهلك بما تقول وتدعي.

لا شك ، فهذا يندرج تحت قصة المكوك الظريفة ، و علم الغيب عندك .

أما قولك أن الأساس باطل، فليتك بينت لنا هذا الأساس. وإن فعلت فلن تخرج عن تكرار ساذج لا يحمل أي قيمة لفكر أو رأي

بالضبط ، خليط من قصة المكوك الظريفة ، و اجابة سؤال لماذا يكرهوننا .

ما تساؤلك وتعجبك عن "تحسسي" من بعض المفردات التي يبدو أنك متعود على إستخدامها، فذاك مرده، فيما أحسب، لنوعية النقاش الذي أنت متعود أن تخوضه هو مختلف تماماً عن النوعية التي متعود أنا أن أخوضه. فأعذرني لهذا الإختلاف الجوهري.

لا تثريب عليك ، فلا احد كامل .. :)
فمتذاكي ، و ساذج ، و يا " عالم " ، كلها دلائل على الاختلاف الجوهري .

ولكنك مازلت لم تجب .. لم لم تتحسس نفسك من نسبة الاساطير الخرافية

الى القرآن الكريم ؟

والتي كما ذكرتك ، انه من قول المشركين ، و كما انه مخالف لقوانين المنتدى .
لانه طعن في القران الكريم .

قال تعالى في محكم تنزيله :

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِين
 

Fernas

عضو مميز
أخي فرناس..

أما سؤالي عن الكرامة فإنه كان عن الحاقها بالمعجزة من حيث مخالفتها للقوانين التي وضعها الله في هذا الكون و التي تحدثت عنها .. فهل تلحقها بها ؟

ثم إذا اعتبرنا أن الكرامة أيضا هي خرق للقوانين الكونية ، ألا تعتبر أن مثل هذه الخروقات قد نؤثر على صدق القوانين ؟

تحياتي لكم ..

زميلي الفاضل بو سند

تحية لك

في التصور الذي طرحته أنا أعلاه كان الهدف هو محاولة نفي أية تعارض بين النص المقدس والكشف العلمي وقوانينه. وبالتالي فإن الإستثناء لهذه القوانين، كالمعجزات بالدرجة الأولى، لا تضطرنا إلى محاولة التفسير العلمي لها إلا من باب "القدرة" الإلهية. فالمعجزة هي برهان على "القدرة" الإلهية على خلق القانون أو تعديله أو حتى إلغائه (عدم إحراق النار لإبراهيم كمثال). فـ "خرق" القانون كإستثناء، الهدف منه برهانٌ إلهي لقضية ما، لا يشغل حيّزا كبيراً في إستمرارية الزمان من أول الخلق إلى الآن. هو إستثناء بالدرجة الأولى، ولا يؤثر حتماً في صدق القوانين. فالقانون وبرهانه وتطبيقه شاهد على صدقه بالضرورة. أو على الأقل محاكاته، بدرجة من الدقة متفاوتة، للظاهرة محل الدراسة هو الشاهد على صدقه.

الكرامات وقصصها تناقلتها المصادر الإسلامية بإختلاف مذاهبها. فالسُنة يتناقلون مثلاً معرفة أبي بكر لجنس المولود في بطن إمرأته قبل موته بقليل، وقصة "يا سارية الجبل" لعمر بن الخطاب، والشيعة يتناقلون قصصاً كثيرة عن كرامات أئمتهم، والمتصوفة تمتلئ كتبهم بقصص الكرامات لكل شخص صوفي يترجمون له تقريباً.

هذا الكم الكبير من قصص يقودنا إلى التساؤل عن هدف "الكرامة" بالدرجة الأولى. "المعجزة" هدفها واضح ومحدد، ولكن ما هو هدف "الكرامة"؟

يجب أن أعترف بأن هدف "الكرامة" مبهم، اللهم إلا محاولة الإيحاء بـ "ولاية" فلان وقربه من الرب تعالى من وجهة النظر الإسلامية البحتة وللمسلمين فقط. فـ "خرق العادة" هنا، إن صحت هذه الروايات، ليست أداة برهانية لدعوة ما، بدليل أن المسلمين أنفسهم قالوا بأن خرق العادة أو "الكرامة" تصح للمسلم والكافر.

وهذا بدوره يجعلنا نتسائل السؤال التالي: إذا كانت الكرامة تصح للمسلم والكافر سواء بسواء ألا ينفي هذا بالضرورة فكرة التدخل الإلهي في القانون موضوع الكرامة؟ إذ ما هو الهدف من "الكرامة" للفاسق أو الفاجر أو الكافر؟

أنا أميل إلى أن موضوع الكرامات يحتمل الآتي: أما الروايات موضوع الكرامة محل النقاش هي موضوعة أو غير دقيقة، أو أن هناك تفسير علمي لما حدث.

أما قضية قدرة "الشيطان" على إحداث الكرامة، فالرد عليها سهل لأن الدعوى متهافتة أصلاً.

تحياتي
فرناس
 
أعلى