إنـــــه من سـلـيـمـان وإنـــــه
بســـــــــــــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــــــــم
قال الله جل وعلا في محكم التنزيل : 0( قُــــل انظروا ماذا في السماوات والأرض )0
وامتثالا لهذا الأمر الإلهي المُــــحكمْ أحببت ولا قوة إلا بالله أن أكتب في هذا العلم مبدؤه ونقطة مركزه وبعضا من عجائبه وأسراره .. ويستدعي في هذا المقام - للوصول إلى المرام - رسم مقدمة أولية يتم من خلالها الدخول في آفاق مواقع النجوم والأسرار .
علم النجوم هو من العلوم الحقة التي نطق بها الكتاب المستطاب فقال المولى جل وعلا :
0( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها ).
وقال تعالى :
0( وعلاماتِ وبالنجم هم يهتدون )0
وأيضا : 0( هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدرناه منازل لتعلموا عدد السنين والحساب )0
ولننظر في هذه الآية العاتبة على ترك النظر في عجائب هذا الخلق الإلهي :
0( وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها مُـــعرضون )0
ومما لا شك فيه أنه ما من أمر إلا وله أصلٌ في كتاب الله ولكن تقاصرت عنه همم الرجال ولم تبلغه عقولهم ومثالا على ذلك ما نشهده اليوم من تطور العلوم والتكنولوجيا وكثرة المراصد الفلكية وتطور تقنيات علم الفضاء ومع ذلك إلا أن علماء الفضاء قاطبة مختلفون في عدد السماوات ونضدها وترتيبها وكيفيتها ! في حين أن الآية تصدح في قوله تعالى : 0( ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا )0
وأما في سبب اختلافهم وعجزهم فلأجل عدم تطبيقهم العلوم مع الكتاب والسنة وآثار الأنبياء وورثتهم من العلماء الربانيين .. فابتعدوا عن قول الحق وبذلك تشير الآية :
0( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )0
وأيضا في قوله تعالى :
0( وما اختلفتم فيه من شيء فحُـــكــمُـــهُ إلى الله )0
فهم لم يرجعوا ولم يعودوا للحق ولم يتدبروا آيات الكتاب البينات ..
وظاهر لكل ذي لب أن المطلوب منا وبحسب الآيات الكثيرة في القرآن الكريم النظر بعمق ودقة وتأمل وعدم الإكتفاء بالنظر الظاهري في السماء وخلقها ولذلك جاءت الآية معاتبة أيضا : 0( أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض )0 والملكوت هو العالم البرزخي المثالي الذي أراه الله تعالى لنبيه ابراهيم الخليل ليزداد يقيناً كما صرحت الآية في سورة الأنعام : 0( وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين )0 فالمطلوب منا النظر إلى ذاك الملكوت الذي أراه الله لإبراهيم عليه السلام .
وهنا يجدر بنا التوقف والإشارة إلى السر في نظره عليه السلام في النجوم وقوله كما في الآية في سورة الصافات : 0( فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم )0 فلو لم يكن عالما بها لما نظر إليها .. ولو لم يصح النظر إليها واستجلاء العلوم منها لما فعل ذلك .. وهو ابراهيم الخليل عليه السلام ابو الأنبياء والمرسلين .
ومما يروى أنه أول من تكلم في علم النجوم هو النبي ادريس .. وكان ذو القرنين بهذا العلم ماهرا كما ذكر بعض المؤرخون ومنهم ابن نصر الهندي في كتابه مسائل الصباح , ومما يُروى ويُقال في هذا الشأن أن الله تعالى بعث كوكب المشتري إلى الأرض بصورة رجل فأتى بلاد العجم فعلمهم في حديث طويل فلم يستكملوا ذلك وشق عليهم فأتى بلاد الهند وقام يُعلم رجلاً منهم ومن هنا صار علم النجوم . وقد قيل أن علم النجوم هو علم اخُتص به الأنبياء فلم يستدرك المنجمون الدقيقة منها فشابوا الحق بالكذب .
سأعود لأستكمل >>
البارقليط يشكركم
ملاحظة : كعادتي سأتجاهل المشاركات الساقطة .