@دعاوى الجهاد.. ومكاسب حزب الله الخاسرة!! @

ابوعبدالله

عضو مميز
دعاوى الجهاد.. ومكاسب حزب الله الخاسرة!!



كتب:أحمد عبدالرحمن الكوس


أستغرب صيحات بعض الكتاب والاحزاب والجماعات طلب اعلان الجهاد بدون ضوابط ولا على هدى من الكتاب والسنة ولكن يزداد العجب والغرابة ان يطلق بعض الشيوخ أو اساتذة في كلية الشريعة أو الجامعات الاسلامية وبعض نواب الامة هذه الصيحة وكما رأينا بيان ما يسمى بالحركة السلفية العلمية.
وقد بينت بفضل الله تعالى في مقالي السابق موقف المسلمين من النوازل التي تنزل على الامة من احداث ووقائع ومصائب وفتن. ومن الضروري الا تأخذنا الحماسة والعاطفة بعيدا عن الموقف الشرعي الصحيح الواجب اتخاذه.
فللجهاد واحكامه من الضرورة فهمها من خلال فتاوى العلماء الراسخين في العلم على ضوء الكتاب والسنة وفقه سلف الامة، ولا بد من راية صحيحة ترفع راية الجهاد على بينة ونور واخلاص، وكذلك لا بد من اذن ولي الامر والا اصبح الامر فوضى.
فتصوروا معاشر القراء الكرام لو اننا في الكويت جاءنا حزب اسلامي يريد الجهاد أو حزب ليبرالي ليعلن الحرب والقتال «وباعتقادي انهم ابعد الناس عن الجهاد بل لا يرون فيه مطلقا - الا ان كان من باب الثورة؟؟».
بحجة التدخل في العراق أو في بعض الدول.. فماذا سيكون في البلد غير الفوضى.. والتعدي على صلاحيات ولاة الامور.
وتصير تلك الاحزاب والجماعات دولة داخل دولة.. اما من يراهن على فوز حزب الله في المعركة مع اليهود وانها ستحقق مكاسب للامة الاسلامية فهو واهم.
لأن حزب الله صنيعة ايران وسورية فإيران هي التي صنعت حزب الله وامدته بمساعدات ودعم مالي ورواتب شهرية تقدر بمئات الملايين من الدولارات بينما شعبها يئن من الجوع والبطالة وساعدت ايران حزب الله بمختلف انواع الاسلحة والصواريخ بمساعدة سورية وارجو ان يجيبني البعض: من اين حصل حزب الله على هذه الترسانة الضخمة من الاسلحة وهل يجوز شرعا وعقلا ان تقام هذه الدولة داخل دولة لبنان؟؟
واظن ان القارئ الحصيف يعرف جماعة حزب الله التي نشأت وترعرعت في ايران واطلق بعض مسؤولي الحزب مقولة «ايران في لبنان ولبنان في ايران» وقال احد المسؤولين «اننا ابناء حزب الله الذي نصر طليعتها في ايران واسست نواة جديدة.. نواة دولة الاسلام المركزية في العالم نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل بالولي الفقيه .. الخميني».
لذلك انشئ حزب الله لتحقيق مصالح ايران الاستراتيجية.
وفي عام 1991م قام الحزب بطرد الشيخ (صبحي الطفيلي) وانقلب بعدها على ايران وحزب الله، واتهمهم بأنهم يحققون مصالح العدو الصهيوني.. واتهم الطفيلي حزب الله بأنه الحارس الشخصي للبوابة الشمالية الاسرائيلية (اليهودية).
وارجو من اهل الكويت ألا ينسوا ما فعله حزب الله بقتل ابناء الكويت في حادثة خطف طائرة الجابرية من (بانكوك) والمتهم فيها عماد مغنية وهو الآن من المخططين الرئيسيين لعمليات حزب الله والمسؤولين المهمين والذي له تعاون وثيق مع ايران وسورية.
ختاما: اريد ان اسأل كل عاقل اين هي المكاسب التي ما زال وما انفك بعض الكتاب واذناب الفضائيات العربية وكتاب ساحات الانترنت وبعض الاحزاب في الدول العربية يكررها كل يوم ويدعي النصر والكرامة.. ويسب ويشتم كالعادة دول الخليج العربي!!
ارجو ان نحصي ونعد مرة اخرى خسائرنا وقتلانا الذين وصلوا بالمئات وكذلك الجرحى وضياع البنية التحتية لنعيد تفكيرنا مرة اخرى ونعترف بالخطأ الذي ارتكبه حزب الله.
رسالة من قارئ حول توقيت عملية لبنان؟
جاءتني رسالة من الاخ القارئ أبو سعد وطلب مني نشرها حيث يقول حول احداث لبنان: «من بعد ان تنفس اهل لبنان بمختلف اطيافه الاسلامية وغيرها الصعداء من بعد حروب واختلافات مريرة مميتة، وضياع جيل من اولاده بسبب اتون الحرب الاهلية وغيرها يقض مضجعهم بل وحياتهم مرة اخرى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولا يعرفون سببا مقنعا لقيامها.
فهل يعقل منطقا وعرفا وشرعا ان تقوم حرب لأجل اسرى مضى على اسرهم سنوات عند اليهود، ونعلم ان عند غيرهم من الدول القريبة من لبنان اكثر من تلك الاعداد، والحدود متصلة من كلا الجانبين، والاسهل والايسر من جانب سورية، فلم القدوم على عدو نعرف سلفا ومن تجربة قريبة ان فيهم الطغيان والعنجهية والقوة التي ليست بمتكافئة معه. فهل من الحكمة الذهاب الى فم الاسد.. وغريب اخي الكريم امر اولئك الاسرى الذين ضاع لبنان وشعبه لاجلهم.. أو ان لهم ميزة وصفة تميزهم عن بقية الشعب اللبناني بأكمله، فاستمات الحزب لأجلهم حتى ولو تم حرق نصف أو كل لبنان!!
ولماذا التوقيت الصيفي هذا؟ أليس فيه تشابك مع قضية الملف النووي الايراني، والملف السوري مع الحريري، وملف حماس، وغيرها من الملفات التي تأخرت الى اجل لا يعلمه احد من البشر..
ومنذ متى كان لحزب الله توقير ونصرة لقضايا الاسلام والامة العربية، وهو يخالف صراحة انظمة دولته ويحرض على كيانه داخل كيان الدولة التي انتعشت من بعد ويلات الحرب.. وهل يريد انصار الحزب في الكويت ان نسير ونقتدي بهذا الحزب الذي رفض تسليم اسلحته واقام كيانا داخل كيان الدولة فنحيي فعلته واهدافه».
وبدورنا نشكر القارئ أبو سعد على هذا التحليل والمقال الرائع.
alkous66@hotmail.com

تاريخ النشر: الاربعاء 26/7/2006
 
أعلى