الثاني من أغسطس... أم الجرائم القومية

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
الثاني من أغسطس... أم الجرائم القومية


والأمة العربية بأسرها تعيش اليوم عصر العربدة المجنونة للآلة الحربية العدوانية الإسرائيلية بينما العالم يتفرج ببلادة ومتعة تلفزيونية على المجازر المريعة ضد الأبرياء والعزل في لبنان وفلسطين, وما يحصل من جرائم يومية مأساوية في العراق المعذب بنيران الجنون الطائفي والإرهاب الأصولي الخوارجي, ما أحوجنا لكي نتذكر اليوم بوابة الجحيم التي فتحها النظام البعثي الفاشي البائد في العراق في الثاني من أغسطس عام 1990 حينما اجتاحت آلته العسكرية المجنونة كل السدود والحدود والموانع الأخلاقية مدشنة لعصر جديد اسمه عصر الحقد العربي وإثارة النزاعات البينية والدموية بين العرب ذاتهم عن طريق غزو واستباحة وتدمير دولة الكويت والذي كان البداية الفعلية لمتغيرات منهجية عميقة ما زالت تتفاعل في العالم العربي حتى اللحظة رغم اختلاط الأوراق ودخول الكثير من الأطراف والمواقف والتيارات, لقد كانت تلك الجريمة القومية المروعة هي الحد الفاصل لحقبة سياسية تميزت باختلاط الرؤى ولعصر سياسي امتاز بالنفاق, كما كانت تلك الغزوة الجاهلية الحمقاء هي القمة في ممارسات النظام الفاشي العراقي الذي وصل بعد نهايات حربه الإيرانية لطريق مسدود بعد أن سمح لنفسه أن يكون مخلب قط للمصالح الدولية المتصارعة على مقدرات المنطقة عبر المغامرة بدماء العراقيين وبثروات العرب ومصائر أهل المنطقة, لقد كانت تلك الغزوة بداية الانهيار والتصدع القومي الشامل ومسحا لكل صيغ النفاق والمجاملات التي كانت سائدة في العالم العربي وعنواناً حقيقياً للتطلعات الفاشية ولسياسة الأحقاد المخفية, فكان الانقسام العربي من إدانة العدوان مروعا وشريرا, وكان التبرير لجرائم الطاغية البعثي ودوسه على كل المقدسات وتجاوزه لكل الخطوط الحمر أمراً جديداً في شكل وطبيعة العلاقات الإقليمية, لقد قسم ذلك الغزو العالم العربي بشكل غير مسبوق, وخرجت المظاهرات المليونية وهي تصفق للطاغية والمجرم والغازي مسبغة عليه ألقاب البطولة والشرف والكرامة, رغم أنه كان يعض في اللحم العربي ويشرب من الدماء العربية في ظل الشعارات التخديرية القومجية المخادعة السخيفة من أمثال طريق القدس تبدأ من الكويت, في جهل واضح للجغرافيا والتاريخ وتجاهل أبشع لكل الروابط والمقدسات الأخوية, وكان ذلك الانقسام عنواناً لصعود الحركة الفاشية العربية ممثلة في بعدها وشكلها الديني الأصولي, فمن بين غبار حرب الكويت برزت تلكم الجماعات التخريبية التي تخلط السم بالعسل وتحاول التسلل لتخريب كل مقومات الصعود والبناء الحضاري عبر شعاراتها المدوية والفارغة من المضامين الحقيقية, لقد كانت جريمة غزو واستباحة وتشريد وقتل الشعب الكويتي العربي المسلم المسالم بمثابة أم لكل الجرائم القومية التي اقترفها نظام البعث العراقي البائد الذي يقف اليوم في قفص المحاكمة التاريخية بعد أن دفع ثمن جرائمه ولكنه أجبر الأمة العربية أيضاً على أن تشاركه دفع الثمن الغالي من تكسيحها وتشتتها وهوانها على نفسها وعلى الأمم الأخرى بعد أن بلغ الضعف العربي مداه إلى الحد الذي يسمح للآلة العسكرية العدوانية الصهيونية أن تصول وتجول على هواها متحدية كل تلك الزعامات البعثية الفارغة التي استنزفت موارد الأمة وإمكاناتها في حروب عبثية وتقف اليوم عاجزة إلا عن الصراخ والتوسل والاستنجاد وخلط الأوراق... بعد ستة عشر عاما من الغزو يبدو المشهد العربي سوريالياً وخيالياً وموحشاً, ولكن العزاء الحقيقي يكمن في انكشاف الفاشية العربية البعثية وفضيحتها التاريخية وانهيارها التام رغم كل التوابع القائمة والكويت عادت حرة تبني وتحاول تضميد الجراح العربية المتقيحة وتؤسس لعقد سياسي ومعرفي جديد يكون أساسه التحديث ودخول العصر الجديد عبر أسلحته المعروفة, وهي العلم وفي ظل أوسع مشاركة شعبية ممكنة مع محاولة تعويض إخفاقات الماضي في ظل الترتيبات الإقليمية القائمة لحسم الكثير من الملفات المهمة في المنطقة, فرحم الله شهداء الأمة والحرية, واللعنة على كل الذين جعلوا من دماء العرب وأرزاقهم مطية لطموحاتهم المخصية والمنهارة, إنها ذكرى ليست ككل الذكريات.

داود البصري

* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com


---------------

المصدر: جريدة السياسة
 

أوراد الكويت

عضو بلاتيني
الحساوي قال:
الثاني من أغسطس... أم الجرائم القومية


والأمة العربية بأسرها تعيش اليوم عصر العربدة المجنونة للآلة الحربية العدوانية الإسرائيلية بينما العالم يتفرج ببلادة ومتعة تلفزيونية على المجازر المريعة ضد الأبرياء والعزل في لبنان وفلسطين, وما يحصل من جرائم يومية مأساوية في العراق المعذب بنيران الجنون الطائفي والإرهاب الأصولي الخوارجي, ما أحوجنا لكي نتذكر اليوم بوابة الجحيم التي فتحها النظام البعثي الفاشي البائد في العراق في الثاني من أغسطس عام 1990 حينما اجتاحت آلته العسكرية المجنونة كل السدود والحدود والموانع الأخلاقية مدشنة لعصر جديد اسمه عصر الحقد العربي وإثارة النزاعات البينية والدموية بين العرب ذاتهم عن طريق غزو واستباحة وتدمير دولة الكويت والذي كان البداية الفعلية لمتغيرات منهجية عميقة ما زالت تتفاعل في العالم العربي حتى اللحظة رغم اختلاط الأوراق ودخول الكثير من الأطراف والمواقف والتيارات, لقد كانت تلك الجريمة القومية المروعة هي الحد الفاصل لحقبة سياسية تميزت باختلاط الرؤى ولعصر سياسي امتاز بالنفاق, كما كانت تلك الغزوة الجاهلية الحمقاء هي القمة في ممارسات النظام الفاشي العراقي الذي وصل بعد نهايات حربه الإيرانية لطريق مسدود بعد أن سمح لنفسه أن يكون مخلب قط للمصالح الدولية المتصارعة على مقدرات المنطقة عبر المغامرة بدماء العراقيين وبثروات العرب ومصائر أهل المنطقة, لقد كانت تلك الغزوة بداية الانهيار والتصدع القومي الشامل ومسحا لكل صيغ النفاق والمجاملات التي كانت سائدة في العالم العربي وعنواناً حقيقياً للتطلعات الفاشية ولسياسة الأحقاد المخفية, فكان الانقسام العربي من إدانة العدوان مروعا وشريرا, وكان التبرير لجرائم الطاغية البعثي ودوسه على كل المقدسات وتجاوزه لكل الخطوط الحمر أمراً جديداً في شكل وطبيعة العلاقات الإقليمية, لقد قسم ذلك الغزو العالم العربي بشكل غير مسبوق, وخرجت المظاهرات المليونية وهي تصفق للطاغية والمجرم والغازي مسبغة عليه ألقاب البطولة والشرف والكرامة, رغم أنه كان يعض في اللحم العربي ويشرب من الدماء العربية في ظل الشعارات التخديرية القومجية المخادعة السخيفة من أمثال طريق القدس تبدأ من الكويت, في جهل واضح للجغرافيا والتاريخ وتجاهل أبشع لكل الروابط والمقدسات الأخوية, وكان ذلك الانقسام عنواناً لصعود الحركة الفاشية العربية ممثلة في بعدها وشكلها الديني الأصولي, فمن بين غبار حرب الكويت برزت تلكم الجماعات التخريبية التي تخلط السم بالعسل وتحاول التسلل لتخريب كل مقومات الصعود والبناء الحضاري عبر شعاراتها المدوية والفارغة من المضامين الحقيقية, لقد كانت جريمة غزو واستباحة وتشريد وقتل الشعب الكويتي العربي المسلم المسالم بمثابة أم لكل الجرائم القومية التي اقترفها نظام البعث العراقي البائد الذي يقف اليوم في قفص المحاكمة التاريخية بعد أن دفع ثمن جرائمه ولكنه أجبر الأمة العربية أيضاً على أن تشاركه دفع الثمن الغالي من تكسيحها وتشتتها وهوانها على نفسها وعلى الأمم الأخرى بعد أن بلغ الضعف العربي مداه إلى الحد الذي يسمح للآلة العسكرية العدوانية الصهيونية أن تصول وتجول على هواها متحدية كل تلك الزعامات البعثية الفارغة التي استنزفت موارد الأمة وإمكاناتها في حروب عبثية وتقف اليوم عاجزة إلا عن الصراخ والتوسل والاستنجاد وخلط الأوراق... بعد ستة عشر عاما من الغزو يبدو المشهد العربي سوريالياً وخيالياً وموحشاً, ولكن العزاء الحقيقي يكمن في انكشاف الفاشية العربية البعثية وفضيحتها التاريخية وانهيارها التام رغم كل التوابع القائمة والكويت عادت حرة تبني وتحاول تضميد الجراح العربية المتقيحة وتؤسس لعقد سياسي ومعرفي جديد يكون أساسه التحديث ودخول العصر الجديد عبر أسلحته المعروفة, وهي العلم وفي ظل أوسع مشاركة شعبية ممكنة مع محاولة تعويض إخفاقات الماضي في ظل الترتيبات الإقليمية القائمة لحسم الكثير من الملفات المهمة في المنطقة, فرحم الله شهداء الأمة والحرية, واللعنة على كل الذين جعلوا من دماء العرب وأرزاقهم مطية لطموحاتهم المخصية والمنهارة, إنها ذكرى ليست ككل الذكريات.

داود البصري

* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com


---------------

المصدر: جريدة السياسة

وهل شفيت الكويت من قوميتها ..
كل جرح في هذه الأمه تنزف له الكويت ملايين الدولارات ..
أهي قوميتها ..؟!!
أم هي سياسة الردع والتطمين .. ؟!!

تحياتي لك ..
 
أعلى