حتى لا نقول عادت سمو حليمة لعادتها القديمة من جديد

بعدما تم إعلان رسميا عن تكليف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة من جديد .. كنت أكتب انطباعاتي
اتصل بي أحد الأصدقاء وبعد الديباجة قلت للتو انتهيت من كتابة ما اعتقده
قال اقرأه علي .. بعدما انتهيت .. سألني إن كنت قرأت مقال الأخ محمد عبدالقادر الجاسم الأخير الذي بعنوان " وضيع الشيوخ "
قلت لا .. سأقرأه الآن .. قبل أن ينهي مكالمته قال أن فكرته الرئيسية في الجزء الأول منه متناغمة مع ما تقوله أنت .. قلت لأن الهم واحد


هناك مثال شعبي قديم بلاءات ثلاث " لا الداب يتربى
ولا الرمل ينعجن
ولا المجرب يحتاج تجريب من جديد "

برغم كم التفاؤل الذي أزرعه بحياتي دائما ، إلا أنني للأسف كنت أجاهد نفسي لأكون متفائلا هذه المرة لكنني اعترف أنني فشلت ..
لست ممن يقفزون للنتائج ولا يطلقون أحكام مسبقة .. وكنت دوما أرفض هذا الأسلوب .
نعم أعتقد برفضه فيما لو كان الشخص مجهولا بالنسبة لك ..
لكن السيد رئيس الوزراء الجديد القديم ، يشكل حكومته الحالية للمرة السادسة !!!
خلال ثلاث سنوات فقط !!
يعني بمعدل حكومتين كل سنة
ولا أريد أن أكثر من استخدام علامات التعجب ..
حتى لا يقال أنني هنا أتدخل بسلطات خالصة لسمو الأمير
فهنا هو رأيي والرجل تم تكليفه وانتهينا
أول تصريحاته جاءت أنه سيستخدم آلية جديدة في تشكيل فريقه الوزاري
لا أعلم حقيقة ما الذي تبقى من آليات
فالرجل طبق 424 الهجومية وفشل
و3 5 2 ليسيطر على خط الوسط وفشل
وطبق 4 5 1 الدفاعية وأيضا فشل
طبق كل تكتيكات اللعب الحكومي وفشل
لست هنا ضده شخصيا .. لكننا جربناه ويعرف القاصي الداني أين مشكلته
ألا يحق لي هنا أن أتساءل .. هل فعلا هو يعتقد أنه ليست عنده مشكلة ؟؟
استخدم تبديلاته كلها ولعب بكل أوراقه
يا أخونا رئيس الوزراء
المشكلة في خططك .. وفي لاعبيك المستنفذين المجهدين الغير قادرين على تنفيذ خطة وغير قادرين حتى على الاجتهاد ذاتيا في الملعب عندما يرون أن خطتك غير قادرة على صد هجمات المنافس
أية آلية !!؟؟
أتمنى فعلا أن تكون هناك آلية جديدة لم نعهدها لديك
الإشكالية في سياسة المحاصصة التي تنتهجها ..
في سياسة محاولة إرضاء الكل .. في سياسة الهون أبرك ما يكون
في سياسة قرارات تصدر في الصباح وتلغى في المساء
في سياسة تفكك كامل لحكوماتك السابقة
لا تنسيق ولا تعاون ولا شجاعة على مواجهة وتحمل مسؤولية تلك القرارات
نعم دمث الأخلاق تسعى للأفضل
لكن الدول لا تبنى فقط من خلال النوايا والدعوات الحسنة
الدول تبنى من خلال رؤية ومراحل وأهداف
خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى
حكومتك السابقة جاءت بميزانية 19 مليار دينار تقريبا
ماذا أنتجت ؟؟
تقول بتصريح آخر أنك ستواجه أي استجواب !!
واسمح لي هنا أنني عدت مرغما لعلامات الاستفهام
وما الذي منعك من مواجهة ما فات ؟؟
أم هي فقط تأزيم ؟؟
حتى التلويح بالاستجواب يفقدكم توازنكم .. وتهرول الحكومة لتقديم التنازلات الواحد تلو الآخر لكسب ود من يلوح فقط باستجواب
كيف لا تريدون الهجوم تلو الهجوم على مرمى حكوماتك
والمنافس يسمع اصطكاك ركبكم هلعا وخوفا
ما الذي منعك من الصعود والثبات بحزم في وجه الاستجوابات الماضية ؟
أم هو فقط رغبة ومتعة لضياع وقت الناس ومؤسسات الدولة في أمور نحن بغنى عنها ؟
أتمنى توزير رجال دولة قادرين على وضع الرؤى
وقادرين على الدفاع عن رؤاهم وخططهم وتبريرها وتنفيذها
لا وزراء محاصصة في حكومة مفككة لا يعرف يرضي من أو من فيها
طالب سمو أمير البلاد بالعون
ولبى الشعب من خلال صناديق الاقتراع تلك الرغبة
أتمنى أن يلبى رئيس الوزراء رغبة سمو الأمير وفعلا يشكل حكومة قادرة
لا أن يكون سيف كتاب عدم التعاون مسلطا
ويعود بنا عند أي كلمة بصوت عالي للمربع الأول ويهرول هو وحكومته مسرعين برفع كتاب عدم التعاون
لا أقرأ المستقبل .. لكن سيكون هناك تقاطعات ستقود للحظات تأزيم محتمل خاصة في وزراء صرح عدد من النواب عن النية لمساءلتهم في حال عودتهم على رأس وزاراتهم
فالحملات السابقة من التشويه ( قد ) تكون حرقت حبال التعاون مبكرا مع السيد رئيس الوزراء ووزراؤه ومع بعض النواب الذين وصفتهم السلطة بـنواب ( التأزيم )
فهل سيكون فعلا قادرا وسيواجه هو ووزراؤه تلك المواجهات المتوقعة ؟
حقيقة ..
أتمنى ذلك ..
ففي المجلس السابق شاءت السلطة أو أبت لكن تم فيه رفع سقف التعامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، ورفع سقف الرقابة
نعم لا أتمنى أن يطغى الجانب الرقابي على التشريعي
لكن أن يسيرا بشكل متوازي وأن تتقبل الحكومة والسلطة بشكل عام هذا الوضع الجديد بدون أن تدخلنا من جديد في تأزيم
فالحكومة ليست كما قال نابليون أنا الدولة والدولة أنا
فرئيس الوزراء والوزراء معرضين للمساءلة والمحاسبة ولطرح الثقة إما من خلال عدم التعاون في حالة رئيس الوزراء أو للإقصاء من البرلمان مباشرة واعتبارهم مستقيلين من لحظة إعلان نتيجة طرح الثقة بهم في حالة الوزراء ..
هذا الوضع يجب أن يكون واضحا للسيد رئيس الوزراء وفريقه ..
ليس لأنه أو بعض الوزراء من الأسرة .. يعني هذا أنهم فوق المساءلة سياسيا عن أعمالهم ..
حقيقة أحمل مشاعر محايدة قطعا لست متفائلا .. كما أني أجاهد نفسي أن لا أكون متشائما ..
وتصدق التصريحات التي خرجت ..
حتى لا نجد أنفسنا وقتها نقول
" فعلا عادت سمو حليمة الحكومة لعادتها القديمة "
 
أعلى