يا من حملت حب الكويت في قلبك وغرسته في دماء تلاميذك.. يا من عشت حريصا على الا تتنازل عن قيمك ومبادئك العميقة، ايمانا منك بمصلحة المجتمع، وحرصا منك على توعية شباب الكويت لبناء كويت المستقبل..
دكتور أحمد الربعي.. منذ رحيلك عنا ونحن ننتظر الامل الذي بشرتنا به.. من يوم رحيلك ونحن نعمل على إبقاء التفاؤل الذي حثثتنا عليه..
كلما ضاقت بي اتذكر.. «ايها الناس، في نهاية النفق هناك نقطة نور، فلا تفقدوا الامل» كلما ضاقت اتذكر «الكويت ما زالت جميلة.. تفاءلوا»..
متى يتحقق الامل..؟ متى يكف العابثون عن اللعب بخيرات الوطن؟ متى تأتي صحوة الضمير وتمنعهم عن الجري وراء مصالحهم الشخصية ضاربين بمصلحة الوطن وابنائه عرض الحائط..؟ متى يردون الدَّين..؟ متى يعون ان للوطن حرمة، وان لارضهم عليهم حقا؟ متى يكف اصحاب النفوذ والمناصب عن التنازل عن مبادئهم مداراة لمصالحهم الشخصية وخلودهم في مناصبهم؟ متى يعود زمن الابطال الذين ضحوا بالغالي والنفيس مقابل الحفاظ على ثروات الوطن والمواطنين؟
ألم يعد هناك انسان محب لوطنه؟ ألم يعد هناك من يضحي؟
د. أحمد الربعي.. غرست فينا مبدأ التفاؤل حتى في اصعب مراحل مرضك ومع علمك بانه لا امل في الشفاء وان الموت اصبح امرا محتوما، كنت متفائلا وكنت تنظر الى بياض الكفن لا الى سواد الموت.. كنت تؤمن بان اجمل الاطفال لم يولد بعد، وان اجمل كويت لم تُبلغ بعد..
لذا.. نعدك باننا سنجني ثمار غرسك وسنبقى متفائلين، ننتظر ولادة اجمل الاطفال، وبزوغ شمس الكويت الجديدة.. شمس النهضة والتقدم، شمس الفكر والحضارة، شمس الحرية والديموقراطية.. سنبقى مثلك تماما متفائلين تسيرنا مبادئنا لا مصالحنا.. نعدك بان نكون كذلك وفاء للوطن واحياء لذكراك.. ذكرى أحمد الربعي.