الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى.
أقتبس عنوان المقال من عنوان الكتاب.
أعني كتاب (سقوط الغلو العلماني) للمفكر الإسلامي المبدع الدكتور محمد عمارة.
ويأتي هذا الموضوع ليبرز جانب الغلو الليبرالي الذي يتم ممارسته اليوم باسم حرية التعبير وكفالة الدستور!
وهذا الغلو قديم في المنهج الليبرالي وليس وليد اليوم ، إلا أن اليوم بدأت فلول الليبرالية المنهزمة بالتجمع من جديد بعد نصرها المزعوم في الانتخابات الأخيرة والربط الساذج بين وصول 4 نساء في المجلس وبين تغير النسيج الاجتماعي ولفظ الشارع للتوجه الإسلامي المحافظ.
وهذه الفئة المنبوذة من الشعب الكويتي بدأت ترفع صوتها وتتجرأ على ثوابت الدين.
ويعتقد هؤلاء أن معركتنا معهم فقط نحن الإسلاميين والحركة الدستورية أو التجمع السلفي ، وينسون أو يتناسون أن معركتهم مع الشعب الكويتي بأكمله ، شعب مسلم يؤمن بالديمقراطية والحرية ولكنه يؤمن في نفس الوقت بالله سبحانه وبالإسلام العظيم وأنه صالح لكل زمان ومكان. معركتهم مع شعب يؤمن بصون الذات الإلهية. معركتهم مع شعب يتعبد الله بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والصحابة الكرام.
فمعركتنا معكم أيها الغلاة المنحرفون مستمرة حتى يحكم الله بيننا وهو أحكم الحاكمين.
تمهيد المديرس
يقول الدكتور فلاح المديرس في كتابه (التجمعات السياسية الكويتية) : (هناك عوامل أدت إلى انبثاق"المنبر الديمقراطي الكويتي" العامل الأول يتمثل في احتلال العراق للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 ، وتأييد معظم الأحزاب القومية واليسارية في الوطن العربي للنظام العراقي ، وقد أدى هذا الموقف إلى ظهور ردة فعل عنيفة في ضمير المجتمع الكويتي ، والتي انعكست بالتالي على قيادات قواعد التنظيمات اليسارية الكويتية ، ذات الارتباطات التنظيمية والأيديلوجية مع القوى والأحزاب القومية واليسارية ، مما أدى إلى سقوط الفكر الأيديولوجي الذي يدعون إليه في نظر الرأي العام الكويتي ، أما العامل الثاني فيتمثل في التطور الذ شهدته دول المعسكر الاشتراكي خليها عن الماركسية - اللينية إلى النهج الليبرالي ، مما أدى بالأحزاب والتنظيمات اليسارية والقومية في الكويت إلى التخلي عن النهج الإشتراكي ....)
على الرغم من أن المديريس قال بنفسه (( أن التفجيرات الليبرالية كانت وطنية ))
إلا أنه لا يضر قراءة ما سطره المديريس حتى ندرك الجذور التاريخية الليبرالية الكويتية.
فما نراه اليوم ، هو امتداد لأصل قديم متجذر فيهم.
أصل معاداة الدين والأخلاق والقيم
خلف أسوء لسلف سيء.
نستعرض نماذج من الغلو الليبرالي عبر تاريخهم الأسود. وما سأعرضه هو قطرات في بحر زاخر بالشذوذ الفكري والإنتكاسة الفطرية الإنسانية ، وكل هذا تحت مسمى حرية التعبير ، وكأن الحرية لا معنى لها سوى التطاول على الذات الإلهية والشريعة الإسلامية.
وهؤلاء الليبراليون هم الخلف الأسوء للسلف السيء.
لنقرأ ...
بعث مسؤول الصحافة والنشر في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت _ 1970 _ إلى سكرتير الاتحاد العام لطلبة اليمن بالرسالة الآتية:
الأخ سكرتير الاتحاد الوطني العام لطلبة اليمن - مركز التواهي ... المحترم.
تحية نضالية وبعد ،
استلمنا رسالتكم الكريمة وستصلكم أعداد المجلة "الاتحاد" تباعاً ، ونرجو أن تحوز المجلة إعجابك ، في الوقت نفسه نرجو أن تعذرونا لعدم طرحنا الخط الثوري بوضوح وذلك تبعاً للظروف الموضوعية التي نعيشها ونحياها ، وبخاصة نحن في بلد يرفع شعار الرأسمالية ، ولكن للثوري دائما تكتيك واستراتيجية ولن نجعل نحن تكتيكنا يطغى على استراتيجيتنا وستجدوننا في المجلة نسير وفق خط تقدمي ونقدم مادة تقدمية دون أن يشعر قرائنا (ومراقبوا دولتنا) أننا نطرح فكرا تقدمياً..
على العموم نرجو أن نكون أكثر وضوحاً في أعدادنا القادمة ... نحييكم ونحيي نضالكم ونتمنى أن نستلم مجلتكم أيضاً .. وتحية لكل الرفاق المناضلين.
مسؤول الصحافة والنشر
ناجي عبدالعزيز
ولن ننس كذلك بيان الإتحاد المختطف في عام (1971م) حين قالوا:
(( ..... وليعش نضال شعبنا في الخليج العربي تحت قيادة "الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل " "والجبهة الوطنية الديمقراطية لتحرير الخليج العربي وعمان" ... ))
والحمد لله أن قيض الإئتلافية لتنتشل الإتحاد من براثن هؤلاء وأمثالهم .
ولن ننس كذلك تاريخ هؤلاء المتعطش للدماء ، بل بكل وقاحة يتفاخرون بزرع القنابل.
فالدكتور فلاح المديريس يقول وبكل وقاحة :
((تفجيرات الليبراليين كانت نبيلة وجاءت لتصحيح الأوضاع في الكويت ))
تفجيرات لتصحيح الأوضاع في الكويت ؟!!!
أي أوضاع تريد أن يصححها الليبراليون عن طريق التفجيرات ؟!
هذا هو الغلو الليبرالي .. بل هذه هي الليبرالية على حقيقتها.
وقد تطرق الزميل (الطارق) عبر مدونته إلى هذه المسألة وغيرها من خلال موضوع ((لن يتوقف كذبهم))
عبر هذا الرابط :
وليس هذا وحسب ، بل دعونا نقرأ ما عبر عنه (عبداللطيف الدعيج) في صحيفة القبس قبل سنوات.
يقول عبداللطيف الدعيج : (فتهمة التفجيرات التي ثبتت بحقتنا _ والحمد لله _ هي إكليل غار .. وتاج على رؤوسنا حملناه ، وسوف نظل نحمله ونباهي به القريب والبعيد لأن زرع القنابل أو زرع القلاقل .. حق مشروع للقوى مسلوبة الإرادة ، والقوى المحرومة من حق التعبير والاختيار) القبس / 22-3-1993
أي وقاحة هذه ؟!! يفتخر بتهمة التفجيرات ؟! ويعتبرها تاج على رأسه .
أصبح عند الليبراليين زرع القنابل حق مشروع ، وأن هذا من مستلزمات حق التعبير والاختيار ؟!!!
أصبح عند الليبراليين زرع القنابل حق مشروع ، وأن هذا من مستلزمات حق التعبير والاختيار ؟!!!
تعسا لهذه الليبرالية .
ولم يتوقف الغلو الليبرالي عند هذا الحد ، بل تجاوز الوطنية (بعد أن أصبح تفجير الكويت رمز للوطنية) إلى أن أخذوا يتطاولون على الذات الإلهية وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله. وكل هذا باسم الحرية والتعبير.
وقد بين هذا الشذوذ والانحراف الزميل (جنوب السرة) عبر مدونته الراقية http://jnobalsora.blogspot.com/2009/05/blog-post_28.html
وهذا الانحراف قديم ، فقد وصل إلى التشكيك بشريعة الله سبحانه في أكثر من مناسبة
يقول خليل علي حيدر : (القرآن والسنة إن صلحا لعصر فلن يصلحا لنا الآن ) الوطن / 8 - 8 - 1984
فهذا خليل حيدر نصب نفسه ليتحدث عن القرآن والسنة ؟!!
كما فعلت أسيل العوضي هذا العام فقامت بتفسير آيات الحجاب ؟!!
والتطاول على أمهات المؤمنين ، تحت ذريعة العصف الذهني وحرية التعبير .
نعم ، أيها المنحرفون أنتم تنظرون إلى الحجاب كما نظر إليه عبدالوهاب العوضي
نعم ، أيها المنحرفون أنتم تنظرون إلى الحجاب كما نظرت إليه غنيمة الغربلي
إذ تقول (( العباءة لا تعني التخلف ولكن ترمز إليه )) فأصبحت الحشمة والستر رمز للتخلف.
إذ تقول (( العباءة لا تعني التخلف ولكن ترمز إليه )) فأصبحت الحشمة والستر رمز للتخلف.
في وقت تخليتم أنتم فيه عن الإحتشام والأخلاق والأدب ، وأصبح شعاركم الابتذال والانحراف هو الطريق إلى الحضارة ، قامت القاضية السويدية (بريجيدا أولف هامر) بتوجيه هذه الصفعة لكم . ((أتمنى أن لا يقول الغلاة الليبراليين أن بريجيدا من حدس أو التجمع السلفي أو عضو في لجنة الظواهر السلبية))
تقول القاضية السويدية :
(إن حرية المرأة الغربية وهمية لأنها لم تمنح المرأة _في الحقيقة_ المساواة بالرجل إلا بعد أن جردتها من صفاتها الأنثوية،وحريتها الأنثوية وحقوقها الأنثوية ، لتجعل منها كائنا أقرب إلى الرجل ... إنها حرية الغني الذي سعى للمساواة بالفقراء ، وحرية ساكن الجنة الذي سعى للنزول إلى الأرض)
((طالع وجه العنز واخذ الحليب يا البدوي ))
وعلى الرغم من أن الغلاة الليبراليين ينادون دائما بحرية التعبير وحق ابداء الرأي ووجهات النظر ، فهي حسب ادعائهم من مقتضيات النظام الليبرالي ، وأن التعبير بكافة أنواعه حق كفله الدستور !!!
إلا أنه حين يأتي أحد الأشخاص ويعطي رأياً _ بغض النظر عن صحته _ ويخالف فيه الرأي الليبرالي المعتبر!!
تسقط الأقنعة ويظهر الوجه القبيح لليبرالية ...
فلن ننس الإعلان الذي قام بعرضه أحد الأشخاص يرفض فيه الاختلاط فكانت ردة فعل أصحاب الرأي الحر
((طالع وجه العنز واخذ الحليب ))
أين ذهبت حرية التعبير ؟؟ أن كفالة الدستور ؟!!
اعترفوا أيها الغلاة ، إنها الإزدواجية وإنه الكذب .
هذه هي الليبرالية التي تدعي الدفاع عن حرية التعبير تعتدي على حرية التعبير
بل إن (قلة الأدب) و (انحطاط الألفاظ) هو منهجهم .
ألم يقولوا عن أصحاب الإلتزام والمحافظين الرافضين للانحلال وسوء الأخلاق
((القردة تغزوا الجامعة ))
أصبح زملاء الحرم الجامعي قردة ؟!!
أصبح زملاء الشعبة الدراسية الواحدة قردة ؟!!
أصبح المخالفون لنا بالرأي وقاموا بالتعبير عبر حرية التعبير التي كفلها الدستور !! قردة ؟!!
هذه هي الليبرالية بقبحها وسوء مطلعها .
أتذكرون حادثة أسيل العوضي وما قالته عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ؟!!
وأنهن يخرجت متكشفات ؟!!
أتذكرون وقاحتها مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
إذ شملتهم في قولها (يتحرشون فيهم)
أتذكرون وقاحتها في التعامل مع كتاب الله عز وجل ؟!
وأنها أصبحت تفسر الآيات على هواها وختمتها بذكر معنى الآية الكريمة (قول حق هذول يتغطون عشان يتميزون)
بلا شك تذكرون هذه الحادثة المشؤومة
حادثة قريبة وليست بعيدة ..
وحين ثارت حفيظة الإسلاميين وكل محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم رد الليبرالييون أن هذا يدخل ضمن حرية التعبير ولنا الحق في قول ما نشاء كيفما نشاء.
لنرجع بذاكرتنا إلى حادثة الشيخ عبدالله سليمان العتيقي ، حينما أصدر بيان باسم جمعية الإصلاح الإجتماعي حول الإختلاط وأنه من الأسباب التي تؤدي إلى الانحلال واتخاذ الخليلات (الصاحبات) ... والذي بدوره يؤدي إلى العلاقات الغير شرعية سواء تطورت إلى الزنا والعياذ بالله أو بقيت تحت إطار(( الصاحبة)) .
يومها ، ماذا فعل الليبراليون ؟!! وكيف تعاملت الصحف مع الحدث ؟!
أليس من حق الجميع أن يقولوا ما يريدون تحت سقف الحرية ؟!
أم أن الحرية لليبراليين وليست للإسلاميين ؟
والله إني لأتعجب .. ثارت حفيظة الشباب والبنات وأخذت عبارات (( بناتنا)) و ((شبابنا)) و ((شرفنا)) و ((عرضنا)) تتصدر البيانات والصحف والمنتديات الليبرالية.
وأين ذهبت كرامة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله إن لغبار زوجة من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من بنات الكويت وشبابها قاطبة.
لماذا لم تبرز حرية التعبير يومها للشيخ بو قتيبة و برزت لأسيل ؟!!
أنا أقول لكم ، لأنها الليبرالية التعيسة القبيحة ، التي تنظر للأمور من زاوية واحدة فقط .
أنظروا كيف ثارت حفيظتهم على بنات الكويت وشبابها ، وخرست ألسنتهم عن أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الله سبحانه وتعالى .
ولو سلمنا جدلا بخطأ بيان جمعية الإصلاح (أو تصريحها الصحفي) ، فهم لم يكابروا كما فعل غيرهم.
بل نزل بيان آخر يوضح المعنى والمقصد ويؤكد على الاحترام لبنات وشباب الكويت .
فهل فعل الليبراليون ذلك ؟!! أما كان يسعهم أن يقولوا نحن نؤكد على احترام شريعة الإسلام وعلى احترام أمهات المؤمنين وتقدير مكانتهم؟!
ولكنه المنهج الليبرالي المنحرف الشاذ.
كيف لا ؟ وهذا من صميم منهجهم . منهج الإنحراف والإنحلال ورفض كل ما هو أخلاقي ومحترم.
منهج رفض الرأي الآخر والتطاول على الإسلام .
منهج الحرية في التعبير المحصور فقط في الليبراليين أما غيرهم فالويل لكم.
ومازلت أذكر يوم تجمع الليبراليون في جمعية الخريجين واختلط الرجال بالنساء بشكل سافر ، وأصبحوا يجلسون بجانب بعضهم البعض وكأنهم يريدون أن يوجهوا رسالة تحدي ، ولا يدرون هم أنهم بذلك يؤكدون انحرافهم وسوء أخلاقهم.
أسيل العوضي تقول : من يحتاج للتربية الأخلاقية هو من أصدر بيان الإصلاح (القبس/20-2-2008)
واليوم نقول من يحتاج للتربية والأدب والتأديب هو من يتطاول على أمهات المؤمنين وكتاب الله عز وجل.
ولكن لا عجب ، فماذا نرجو ممن يرى العباءة رمزا التخلف
وآخر يتعجب من ظاهرة انتشار الزي الإسلامي ويعتبرها من علامات التطرف
هذا هو الغلو الليبرالي الممتد من الغلو الغربي تجاه الإسلام والمسلمين
نعم ... هذا ما يعرف بالفوضى الفكرية والتلون.
وهذا الغلو الساقط لليبرالية .
وبعد هذا يتهمون الإسلاميين بالتلون وتغيير المبادئ.
تعس ماضيكم وحاضركم .
وما هذه النماذج من هذا الغلو إلا قطرة في بحر أسود يسمى الليبرالية الكويتية
==================
أشكر الأخ أحمد الذي زودني بنسخة من كتاب (حقيقة اليسار والليبراليين في الكويت)
والذي اقتبست منه في هذا الموضوع
في وقت كنت أعتقد أن الليبرالية نظام سياسي بحت ، فأصبح عندي يقين أنه نظام انحلالي بغطاء سياسي
أشكر الأخ أحمد الذي زودني بنسخة من كتاب (حقيقة اليسار والليبراليين في الكويت)
والذي اقتبست منه في هذا الموضوع
في وقت كنت أعتقد أن الليبرالية نظام سياسي بحت ، فأصبح عندي يقين أنه نظام انحلالي بغطاء سياسي
التعديل الأخير: