خادم الامام
عضو بلاتيني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم
تحير السنة في هذا الحديث قديماً وحديثا
{من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية }
لا مشكلة عندنا نحن الشيعة بسبب هذا الحديث
بل هو منسجم مع مذهبنا ، وهو من أدلتنا على نظام الإمامة في الإسلام وأن النبي
صلى الله عليه وآله قد بلغه إلى الأمة ، وقد ثبت عندنا بأدلة قاطعة أن الله تعالى جعل إمامة هذه الأمة في ذرية نبيها ، وكفاها مؤونة اختيار الحاكم وأخطار الصراع على الحكم ، لو أنها أطاعت. أما إذا أعرضت الأمة عنهم ومشت خلف آخرين فالمشكلة مشكلتها ، ولا يتغير من أمر الله تعالى شئ ، ولا تبطل إمامة الأئمة الذين اختارهم الله تعالى .
أما طريق معرفة الإمام فهي النص عليه من النبي صلى الله عليه وآله أو من الإمام السابق ، كما أنه يعرف بما يجريه الله تعالى على يده من المعجزات والدلالات لإثبات إمامته
ولكن هذا الحديث ، سبب مشكلة لا تنحل عند إخواننا السنة ، مهما تكن صيغه التي رووه بها ، لأنه يوجب عليهم معرفة الإمام في كل عصر أو بيعته ، وإلا فإنهم يموتون موتة جاهلية على غير الإسلام !
فلا مخرج للسني من الموتة الجاهلية ، إلا بأحد أمور أربعة:
بأن يصبح شيعياً ،
أو يبايع إماماً قرشياً جامع الشروط ،
أو يلتزم بأن الإمام الشرعي في الإسلام كل من تسلط على المسلمين ولو بالحديد والنار ،
فتجب بيعته وطاعته مهما عصى الله تعالى،
أو يكون على مذهب حركة التكفير والهجرة !
ومن لم يفعل ذلك ومات، فموتته جاهلية ! !
قال الشهيد الثاني في رسائله:2/150
واعلم أن من مشاهير الأحاديث بين العامة والخاصة وقد أوردها العامة في كتب أصولهم وفروعهم أن: من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية ، فنحن والحمد لله نعرف إمام زماننا في كل وقت ، ولم يمت أحد من الإمامية ميتة جاهلية ، بخلاف غيرنا من أهل الخلاف فإنهم لو سئلوا عن إمام زمانهم لسكتوا ولم يجدوا إلى الجواب سبيلاً ، وتشتت كلمتهم في ذلك ، فقائل بأن إمامهم القرآن العزيز ، وهؤلاء يحتج عليهم بأن القرآن العزيز قد نطق بأن الإمام والمطاع غيره ، حيث قال الله تعالى: أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ .
على أنه لو سلم لهم ذلك لزمهم اجتماع إمامين في زمان واحد ، وهو باطل بالإجماع منا ومنهم، كما صرحوا به في كتب أصولهم ، وذلك لأن القرآن العزيز منذ رحلة النبي صلى الله عليه وآله من الدنيا ، وقد حكموا بإمامة الأربعة الخلفاء في وقت وجود القرآن العزيز ، فيلزم ما ذكرناه .
وقائل إن الأمويين والعباسيين كانوا أئمة بعد الخلفاء الأربعة الماضين ، ثم استشكل هذا القائل الأمر بعد هؤلاء المذكورين ، فهو أيضاً ممن لا يعرف إمام زمانه .
فإن قالوا: إن الآية الكريمة دلت على أن كل ذي أمر تجب طاعته ، وأولوا الأمر من الملوك موجودون في كل زمان ، فيكون الإمام أو من يقوم مقامه متحققاً .
قلنا لهم ، أولاً: إنكم أجمعتم على عدم جواز تعدد الإمام في عصر واحد ، فمن يكون منهم إماماً ؟ ولا يمكنهم الجواب باختيار واحد لأنا نجد الأمة مختلفة باختلافهم ، فإن أهل كل مملكة يطيعون مليكهم مع اختلاف أولئك الملوك ، فيلزم اجتماع الأمة على الخطأ ، وهو عدم نصب إمام مطاع في الكل وهو باطل ، لأن الأمة معصومة بالإجماع منهم ، ومنا بدخول المعصوم عندنا .
ولا يرد مثل ذلك علينا ، لأن الإمامة عندنا بنص الله تعالى ورسوله ، وقد وقعا ، لا بنصب ( أهل ) الشريعة ، والإمام عندنا موجود في كل زمان ، وإنما غاب عنا خوفاً أو لحكمة مخفية ، وبركاته وآثاره لم تنقطع عن شيعته في وقت من الأوقات وإن لم يشاهده أكثرهم ، فإن الغرض من الإمامة الأول لا الثاني .
وثانياً ، بأن ما ذكرتم من الملوك ظلمة جائرون لا يقومون بصلاح الشريعة في الدنيا فضلاً عن الدين ، وقد قال تعالى عز من قائل: لا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ ، أي لا تنال الظالمين ولايتي ، والإمامة من أعظم الولايات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اهل بيته الطاهرين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اهل بيته الطاهرين