فيسبق عليه الكتاب

أبو مالك

عضو بلاتيني

الحمد لله الذي هو للحمد أهـل
أهل العطاء والمنّ والفضل
تنزه عن الشريك والند والولد
سبحانه من إله أحد فرد صمد

والصلاة والسلام نبي الإسلام
الذي بين لنا الحلال من الحرام
خير من صلى وصام وقام ونام
وبه هدانا الله إلى النور بعد الظلام
وعلى آله الكرام وأصحابه العظام

كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين
وتابعي التابعين رضي الله عنهم أجمعين
كلامهم قليل الأحرف كثيــر الفائدة
إن سألهم سائل أو استفتاهم مستفتي
أجابوه بالدليل من آي القرآن أو أحاديث سيد ولد عدنان
أما من أتى بعدهم
فكلامهم كثير ونفعه قليل
مقارنة بهم
فكيف بمن أتى من بعدهم
وكيف بأحوالنا الحالية
فهل هي مرضية !
رحماك رب البرية

فإن كان ذلك كذلك

فكيف بالمتعالمين العوام مع التباس الأفهام
والخوض في هرطقات الكلام
فتحمل كلام الحق الكبير المتعال
وكلام نبيه الرسول المختار
على خلاف ماشرعه الله وارتضاه
وعلى خلاف هدى نبيه ومصطفاه

لعل هذا الأمر راجع لعوامل أهمها سببين
الأول / الجهل / قد يعرف النزر اليسير ويفوته العلم الغزير فهو يقرر ويقعد على ما علم ، فهذا يَضّل ويُضّل ، ولو أنه استقصى المسائل بقواعدها وتعلم صغار المسائل قبل كبارها لما وقع فيما وقع فيه

الثاني / الهــوى / وبهذا عمت وطمت البلوى / وهو انزال النصوص بهواه على ما هو يــراه ، ضابطه الهوى الذي يوقع البلوى فتكون له انحرافا وانجرافا في الدنيا ، وندامة وحسرة في الأخرى

انظر لحال أهل الصنفين في فهم الحديث الآتي

روى البخاري عن عبدالله بن مسعود قال( حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما
ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك
ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات
فيكتب عمله ، وأجله ، ورزقه ، وشقي أم سعيد
ثم ينفخ فيه الروح
فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة
وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة
حتى مايكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل النار ،فيدخل النار )

كأن لسان حالهم بالفهم يقول :
إذا المقادير قدرت والقضاء قد قضي فلم العمل ؟
وكأنهم يلمزون الله بالظلم لمزا ! !
والرد عليهم بنقطتين لا غير :
1 / هل الله اطلعكم على مآل أمركم أشقياء أم سعداء ! فإن كان الجواب بــ " لا " فلماذا تحاجون بشيء لا تعلمون مآله ومصيره ، كالذي يطلب الولد بغير زواج ويقول " الله قادر على كل شي " كلمة حق أريد بها باطل وعلى احسن احتمال انزالها في غير منزلها
2 / والحديث لا لبس فيه ولا غبش فسبق المقادير بالسعادة والشقاء لا يقتضى ترك الأعمال ، بل يقتضى الجد والإجتهاد والحرص

وإليكم ما يجلى هذا الأمر وضوحا ورسوخا
ما رواه البخاري عن علي بن أبي طالب
( كنافي جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم
فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة ، فنكس ، فجعل ينكت بمخصرته
ثم قال : ما منكم من أحد ، ما من نفس منفوسة
إلا كتب مكانها من الجنة والنار
وإلا قد كتب شقية أو سعيدة
فقال رجل : يا رسول الله ، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل
فمن كان منا من أهـل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة
وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟
قال : أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة
وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة
ثم قرأ : " فأما من أعطى واتقى . الآية " )

تم البيان وعلى الله التكلان

خطه بيمناه
راجي عفو مولاه
أبو مالك

"
لعل في هذه الوقفة اليسيره تشفع لنا عند اخينا المتبحر في طلبه القديم "
:وردة:


 

سعيد

عضو ذهبي
قد خلقنا للعبادة .. وابتلينا بالإرادة

إن أطعنا الله كنا .. في نعيم وسعادة

نسأل الله أن يرحمنا ويسدد على دروب الخير خطانا وأن يحسن خاتمنا فإن الأمور بخواتمها ..

..

جزاك الله خيرا أبا مالك ...
 

أبو مالك

عضو بلاتيني
قد خلقنا للعبادة .. وابتلينا بالإرادة .
نقلت فصدقت
رشـدت ووفقت


إن أطعنا الله كنا .. في نعيم وسعادة

بعد أن يمن علينا باسباغ رضوانه ورحمته


نسأل الله أن يرحمنا ويسدد على دروب الخير خطانا وأن يحسن خاتمنا فإن الأمور بخواتمها ..
..
جزاك الله خيرا أبا مالك ...

ختم الله لنا ولكم
بالباقيات الصالحات



بيض الله وجهك في الدنيا والآخرة على هذا الموضوع الجميل .:وردة:

ولكم منا الدعاء لرب العباد
أن يجازيكم بمثل دعائكم وزاد



 
أعلى