مقال اكثر من رائع ل مبارك صنيدح في جريدة الوطن

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

seasy1921

عضو
s_zoomin.gif
s_zoomout.gif
action_print.gif
icon_bulkmail_16px.gif
فيض المشاعر


مبارك صنيدح
انقلاب المعارضة




الى ما قبل عام 90.. كان نواب ما يسمى بالمناطق الداخلية هم نواب المعا رضة.. وكانت لهم صولات وجولات.. وكانت لهم اليد الطولى في التصدي للقرارات المناهضة للحريات وتكميم الافواه.

وكانوا صدى وصوت ضمير الامة النابض.. الذي يدافع عن مقدرات الشعب وحقوقه وطموحاته وآماله وحظوا بقبول وتقدير المجتمع الكويتي بكافة اطيافه ومكوناته.

وتصدوا لعملية التزوير في 67.. وكان لهم دور مشهود وريادي في مجابهة الحل غير الدستوري عام 86.. وتم اعتقال وسجن بعض رموزها اثناء مواجهات دواوين الاثنين الشهيرة.

كما تعرض بعض رموزها لمحاولة اغتيال وتصفية جسدية، في حين كان غالبية ما يسمى بنواب المناطق الخارجية يغطون في سبات عميق.. ويعومون في بحر عميق ماله من قرار من الامية العلمية والسياسية.

وكان لهم الفضل في تأسيس حقبة البصامين.. وكانوا العصا الغليظة التي تستخدمها الحكومة لضرب المعارضة وتقويض مشاريعها.

مع التأكيد انه كان هناك بعض النواب الذين كان لهم دور بارز في المعارضة ودور فاعل في مجابهة الحل غير الدستوري في 86.. ومقاطعة انتخابات المجلس الوطني.. ودور بارز ومؤثر في دواوين الاثنين.. وكان لسان حالهم يقول.. لايزال في الميدان رجال يصدعون بكلمة الحق مهما علا الطغيان الحكومي وبلغ الى اقصى مداه.

وما ان اشرقت شمس عام 92.. حتى اذنت ببزوغ فجر جديد.. وميلاد حقبة جديدة للمعارضة في المناطق الخارجية، وكان اشبه بزلزال له توابع في جميع المناطق الخارجية.. واذا بالمارد يصحو من غفلته.. ويحطم اسوار البصامين المحيطة به.. ويكسر الطوق الحكومي حول عنقه.. ويتسلم زمام المعارضة.. ويضرب بيد من حديد على اوكار الخلل والفساد في الجهاز الحكومي، واصبحوا كوابيس مزعجة تغض مضاجع الوزراء وتؤرق منامهم.

ووقفوا بكل قوة وصلابة امام استحقاقات المواطنين ومتطلباتهم.. ودافعوا بكل شراسة عن مكتسباتهم.

واصبحوا الصوت الهادر والمجلجل قي قاعة عبدالله سالم.. ولا خطوط حمراء تحد من مواقفهم اتجاه التفريط في حقوق المواطنين او اهدار المال العام.

اما نواب الداخل.. غالبيتهم تحولوا الى باسيج حكومي يدافعون عن القرارات الحكومية.. ووقفوا حجر عثرة وسداً منيعاً ضد حقوق المواطنين ومتطلباتهم.

واذا بنمور الامس قلمت مخالبها.. واصبحوا نموراً من ورق وتمكنت الحكومة من ترويضهم.. وادخالهم السيرك الحكومي.. واصبحوا يتقنون فنون القفز على حقوق المواطنين تحت تأثير ايقاع السوط الحكومي!

واصبحوا يمارسون الانبطاح السياسي بأبشع صوره حتى وصلوا الى درجة محاولة وأد الاستجوابات الدستورية في مهدها!!

وهنا ايضا لا ندخل في دائرة التعميم.. فلا يزال هناك نواب لم تعصف بهم الرياح الحكومية.. ولم تزلزل اقدامهم ولهم بصمات واضحة على جبين المعارضة.. وهامات مرفوعة في الدفاع عن حقوق المواطنين والذود عن مكتسباتهم.

نحن لا ندندن على الحان المناطق الداخلية والخارجية ولا نعزف على وترها.. ولسنا من دعاة المعارضة المتطرفة التي تمارس دورها بتعسف.. وشخصانية وفق اجندات خاصة.. وتصعد من خلالها على اكتاف الجماهير.. عن طريق دغدغة المشاعر.. واجترار الآلام لتحقيق مبتغاها ومرادها.

ولكن المعارضة المنضبطة التي تمارس صلاحيتها وفق الدستور وآليته.. وتنشد الاصلاح وتحافظ على الحريات والحقوق.. وتصون المال العام من ايدي العابثين وتتجه نحوه التنمية بخطى ثابتة.

تاريخ النشر 30/06/2009 تم نسخ هذا المقال من جريدة الوطن عدد 30/06/2009
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى