فيض المشاعر
مبارك صنيدح
صندوق (باندورا)..!!
لا شك ان الحديث عن اثارة الفتنة والعصبية والعنصرية والقبلية والطائفية كمن يتوضأ بالجمر او كمن يسير في حقل الغام.. ولا يعرف اين تطأ قدمه.
وهناك من يطرب لسماع الاسطوانة المشروخة مناطق داخلية وخارجية ويضرب الدفوف على انغامها.
وهناك من يثير موجات عارمة من العصبيات ليمتطيها وصولا لأهدافه.. ويستخدم كل ادوات الطعن التي يحملها تمزيقاً وتشويهاً في النسيج الاجتماعي لحاجة في نفس يعقوب..!!
ان اثارة الفتنة العصبية دخانا مسموما يعمي العيون ويسد منافذ العقل.. وكل مانخشاه ان نصل الى مرحلة الهستيريا والتحرك المسعور وشد الرحال الى عصور الجاهلية الأولى.. حتى يبلغ السيل الزبى ويتحول الى سيل العرم.. فيغمرنا طوفان الحقد والكراهية والعصبية وتمزق لحمتنا الوطنية كل ممزق.
وهذا يدعونا الى البحث عن مفاتيح الدخول الى خلفية الازمة والكشف عن تكوين عملية تراكم الاحقاد والعنصرية.
لا شك ان اهم الاسباب في تأجيج العنصرية هو غياب العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص..
فإن الغبن والظلم التي تشعر بها شريحة من المجتمع خصوصا مايتصل بالمناصب القيادية يجعلها تتوجه الى الشريحة الاخرى بالحقد لضياع فرصها المتوالية واهدار حق من حقوقها في تولي المناصب القيادية.
ولو رجعنا بالذاكرة قليلا الى الوراء.. نجد ان تشكيل الحكومات الكويتية الى ماقبل عام 90.. ظل مقتصرا على مناطق الداخل.. بل مختزلا في سبع عوائل فقط مهمتها تفريخ الوزراء للحكومات الكويتية المتعاقبة..
ولقد وجهت سؤالا برلمانيا عام 2001 عن اسماء القياديين من وكلاء ووكلاء مساعدين في وزارات الدولة والجهات المستقلة، فكانت الاجابة كارثية تفوح منها رائحة الطبقية والعنصرية التي تزكم الأنوف.
فكان عدد الوكلاء والوكلاء المساعدين 230منهم 13 قياديا فقط من المناطق الخارجية وسؤالا آخر الى صندوق التنمية عن اسماء وعدد الموظفين التابعين له.. فكانت الاجابة 220 منهم اثنان فقط من ابناء المناطق الخارجية احدهما بوظيفة مراسل.!
وقس على ذلك الهيئة العامة للاستثمار وديوان المحاسبة والمجلس الاعلى للتخطيط والمجلس الاعلى للبترول وغيرها كثير ولذلك نحتاج ان نضع النقاط على الحروف ونسلط الضوء على مكامن الخلل التي يتسرب منها هواء ملوث بالطبقية والعنصرية.
وندعو الى تحقيق العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص.. فالتمثيل القيادي انما هو انعكاس لتركيبة المجتمع وانعكاس لمخرجات التعليم العالي.. فمن غير المعقول ان تكون مخرجات التعليم %60 من شريحة اجتماعية ولا يكون تمثيلها الا %3 في المناصب القيادية.
ولذلك تجد مدراء محنطين في قوالب ادارية لأكثر من عشرين سنة.. لانه لم تكن هناك رافعة عنصرية لتنتشلهم الى المناصب القيادية.
الامر الثاني: هو نشر ثقافة الولاء للوطن وليس للعائلة والقبيلة اوالطائفة والحزب.
ولذلك نحتاج جميعا ان نعود الى مقاعد الصف الاول من المرحلة الابتدائية لتعليم الف باء حب الوطن والارتماء في حضنه الدافئ والتدثر بعلمه الوطني.
ونردد معاً قول الشاعر:
اني لا ابذل انفاسي بلا ثمن
حتى اراك كما اهواك يا وطني
والامر الثالث: الافاعي التي تبث سمومها عبر الفضائيات للتحريش وهتك النسيج الاجتماعي بصورة مقززة ومستفزة.. يجب اخراس السنتها وقطع رؤوسها الملوثة بالأحقاد.!
لانني اعتقد اننا نعيش في عصر غير مضيء انتصر فيه محترفو التعصب على تنوع احقادهم.. ويجب ان نسعى جاهدين الى انتزاع جرثومة الحقد والتعصب قبل ان تستأصل النفوس وتفكيك اللغم قبل الانفجار!
لان فتح باب الفتنة والعصبية كمن يفتح صندوق (باندورا).. لا يخرج منه الا الشر المستطر والطاعون الاسود!
واذا كانت عاصفة الصحراء قد قامت بتحرير البلاد. فنحن نحتاج عاصفة وطنية تحرر عقولنا وتنير قلوبنا من كل احقاد التفرقة العنصرية البغيضة.. ونرى توابيت العصبية والعنصرية تتهاوى في مدافنها ونضع على قبورها شاهد الوحدة الوطنية.
لان الوحدة الوطنية هي الحصن الواقي فيجب المحافظة عليه من الانهيار.
تاريخ النشر 11/07/2009 http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=223&article_id=521574&AuthorID=6275
مبارك صنيدح
صندوق (باندورا)..!!
لا شك ان الحديث عن اثارة الفتنة والعصبية والعنصرية والقبلية والطائفية كمن يتوضأ بالجمر او كمن يسير في حقل الغام.. ولا يعرف اين تطأ قدمه.
وهناك من يطرب لسماع الاسطوانة المشروخة مناطق داخلية وخارجية ويضرب الدفوف على انغامها.
وهناك من يثير موجات عارمة من العصبيات ليمتطيها وصولا لأهدافه.. ويستخدم كل ادوات الطعن التي يحملها تمزيقاً وتشويهاً في النسيج الاجتماعي لحاجة في نفس يعقوب..!!
ان اثارة الفتنة العصبية دخانا مسموما يعمي العيون ويسد منافذ العقل.. وكل مانخشاه ان نصل الى مرحلة الهستيريا والتحرك المسعور وشد الرحال الى عصور الجاهلية الأولى.. حتى يبلغ السيل الزبى ويتحول الى سيل العرم.. فيغمرنا طوفان الحقد والكراهية والعصبية وتمزق لحمتنا الوطنية كل ممزق.
وهذا يدعونا الى البحث عن مفاتيح الدخول الى خلفية الازمة والكشف عن تكوين عملية تراكم الاحقاد والعنصرية.
لا شك ان اهم الاسباب في تأجيج العنصرية هو غياب العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص..
فإن الغبن والظلم التي تشعر بها شريحة من المجتمع خصوصا مايتصل بالمناصب القيادية يجعلها تتوجه الى الشريحة الاخرى بالحقد لضياع فرصها المتوالية واهدار حق من حقوقها في تولي المناصب القيادية.
ولو رجعنا بالذاكرة قليلا الى الوراء.. نجد ان تشكيل الحكومات الكويتية الى ماقبل عام 90.. ظل مقتصرا على مناطق الداخل.. بل مختزلا في سبع عوائل فقط مهمتها تفريخ الوزراء للحكومات الكويتية المتعاقبة..
ولقد وجهت سؤالا برلمانيا عام 2001 عن اسماء القياديين من وكلاء ووكلاء مساعدين في وزارات الدولة والجهات المستقلة، فكانت الاجابة كارثية تفوح منها رائحة الطبقية والعنصرية التي تزكم الأنوف.
فكان عدد الوكلاء والوكلاء المساعدين 230منهم 13 قياديا فقط من المناطق الخارجية وسؤالا آخر الى صندوق التنمية عن اسماء وعدد الموظفين التابعين له.. فكانت الاجابة 220 منهم اثنان فقط من ابناء المناطق الخارجية احدهما بوظيفة مراسل.!
وقس على ذلك الهيئة العامة للاستثمار وديوان المحاسبة والمجلس الاعلى للتخطيط والمجلس الاعلى للبترول وغيرها كثير ولذلك نحتاج ان نضع النقاط على الحروف ونسلط الضوء على مكامن الخلل التي يتسرب منها هواء ملوث بالطبقية والعنصرية.
وندعو الى تحقيق العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص.. فالتمثيل القيادي انما هو انعكاس لتركيبة المجتمع وانعكاس لمخرجات التعليم العالي.. فمن غير المعقول ان تكون مخرجات التعليم %60 من شريحة اجتماعية ولا يكون تمثيلها الا %3 في المناصب القيادية.
ولذلك تجد مدراء محنطين في قوالب ادارية لأكثر من عشرين سنة.. لانه لم تكن هناك رافعة عنصرية لتنتشلهم الى المناصب القيادية.
الامر الثاني: هو نشر ثقافة الولاء للوطن وليس للعائلة والقبيلة اوالطائفة والحزب.
ولذلك نحتاج جميعا ان نعود الى مقاعد الصف الاول من المرحلة الابتدائية لتعليم الف باء حب الوطن والارتماء في حضنه الدافئ والتدثر بعلمه الوطني.
ونردد معاً قول الشاعر:
اني لا ابذل انفاسي بلا ثمن
حتى اراك كما اهواك يا وطني
والامر الثالث: الافاعي التي تبث سمومها عبر الفضائيات للتحريش وهتك النسيج الاجتماعي بصورة مقززة ومستفزة.. يجب اخراس السنتها وقطع رؤوسها الملوثة بالأحقاد.!
لانني اعتقد اننا نعيش في عصر غير مضيء انتصر فيه محترفو التعصب على تنوع احقادهم.. ويجب ان نسعى جاهدين الى انتزاع جرثومة الحقد والتعصب قبل ان تستأصل النفوس وتفكيك اللغم قبل الانفجار!
لان فتح باب الفتنة والعصبية كمن يفتح صندوق (باندورا).. لا يخرج منه الا الشر المستطر والطاعون الاسود!
واذا كانت عاصفة الصحراء قد قامت بتحرير البلاد. فنحن نحتاج عاصفة وطنية تحرر عقولنا وتنير قلوبنا من كل احقاد التفرقة العنصرية البغيضة.. ونرى توابيت العصبية والعنصرية تتهاوى في مدافنها ونضع على قبورها شاهد الوحدة الوطنية.
لان الوحدة الوطنية هي الحصن الواقي فيجب المحافظة عليه من الانهيار.
تاريخ النشر 11/07/2009 http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=223&article_id=521574&AuthorID=6275