شغوف الملهوف
عضو فعال
كتابات الشهيد في جريدة الوطن
قبل أن تفرض علينا الحرب علينا أن نتأهب
كتب : فهد الأحمد
لا استبعد أن تقوم ايران بمغامرة صبيانية طائشة ضد الكويت في محاولة لتحقيق نصر ولو بسيط.. أو لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة.
لا استبعد ذلك لاسباب عديدة منها ان ايران لم تستمع الى نداءات العقل والضمير الانساني العالمي، ولم تحفل بنداءات الأمم المتحدة، ولا نداءات دول عدم الانحياز ولا مساعي الدول الاسلامية، كما أنها لم تحفل بالمواثيق الدولية وداست على كل الاعراف التي تحترم حقوق الانسان بل انها حتى لم تستمع إلى كتاب الله القرآن الكريم الذي يقول « فان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم».
اقول لا استبعد ان تلجأ ايران الى عمل عدواني مغامر ضد الكويت خاصة بعد التهديدات الأخيرة والتلميحات باعتبار الكويت طرفا في الصراع العسكري القائم حاليا.
لا استبعد ذلك بعد خسائرها الفادحة وبعد ان افقدتهم الانتصارات العراقية الرائعة صوابهم وكشفت أكاذيب النظام الايراني ليس امام الشعب الايراني فحسب وانما امام شعوب العالم اجمع.. كما لقنتهم دروسا طوال السنوات الماضية لا تنسى..
..اقول لا استبعد ذلك لان الخسائر الايرانية الفادحة جعلت ايران في حالة «صحوة الموت» التي يمر بها «الثور الذبيح» عندما يكون في النزاع الاخير، وفي مثل هذه الحالة فإن الثور الذبيح «يرفس» بقوائمه الاربعة يمينا وشمالاً، ويخرج حشرجات من «حنجرته»، لا معنى لها الا انها محاولة يائسة للتشبث بالحياة.
ولعل الاسئلة التي تتردد الآن هي لماذا لم ترد القيادة السياسية الكويتية على تلك التهديدات والتحذيرات والحشرجات التي صدرت مؤخراً من ايران؟!
ثم ماذا عسانا ان نفعل.. وهل نقبل بذلك التهديد والوعيد ومحاولات الزج بنا طرفاً في هذا الصراع.
اما الاجابة على هذه الاسئلة المطروحة، فإنه من المعروف ان حكمة القيادة السياسية الكويتية وصبرها وطول نفسها الذي اشتهرت به.. يجعلها تمارس نوعاً من ضبط النفس لحصر الصراع في اضيق الحدود، ولاعطاء ايران فرصة جديدة لمراجعة حساباتها، خاصة ،ان القيادة السياسية تدرك ان الشعوب الايراانية مغلوبة على امرها، كذلك فإن القيادة السياسية الحكيمة تدرك ان هناك بعض القوى تتحفز لدخول المنطقة بوظيفة شرطي المنطقة كما ان بعض القوى تحرص على تدويل الحرب التي قد تأتي على الاخضر واليابس في هذه المنطقة كلها وتشعلها خراباً ودماراً.
وخير ما فعلته القيادة السياسية ان قامت بإبلاغ دول العالم عن الاوضاع الراهنة وتعاملها مع التهديدات الايرانية بأسلوب سياسي حضاري.
ونأتى إلى السؤال الثاني وهو ماذا عسانا ان نفعل؟! والاجابة هي ان احدا لا يتمنى الموت او يسعى للحرب او الدمار.. واحدا لا يحب البلاوي والمصائب البشرية.. ولكن في نفس الوقت لا احد يقبل ان يرى بلده الآمن المسالم يتعرض للخطر والدمار ويسكت.. لم يولد انسان شريف يقبل ان تلحق ببلده اية تهديدات مهما كانت تلك التهديدات ومهما كان نوعها وشكلها او مصدرها.. لذلك.. فان التهديدات الإيرانية مرفوضة شكلا وموضوعاً.. وهذه التهديدات قد تفرض علينا الحرب وعلينا الآن ان نكون جاهزين ومستعدين لنثبت ان الكويت ليست لقمة سائغة وان حياة الرفاهية لم تؤثر في صلابتنا ولم تنل من عزائمنا ولم تبدد مبادئنا. علينا ان نكون مستعدين لتلك اللحظة لنواجه جحافل العدوان الغاشم بنفس الصلابة والعزيمة التي اتسم بها آباؤنا واجدادنا والتي اتسم بها أنباء عمومتنا البواسل ويوم تفرض علينا الحرب سوف نثبت بان سكوتنا على التهديدات والحماقات لم يكن ضعفا.. ولا خوفا.. ولكنه التذرع بالحكمة والتسلح بالصبر وضبط النفس.
علينا ان نعمل بقول الله سبحانه وتعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، وعلينا ان نواجه النازية الجديدة بقلوب مؤمنة وعزائم حديدية.
ويوم ان تفرض علينا الحرب وتتقدم ايران خطوة واحدة في اتجاه هذه الارض الطيبة سوف تعرف ايران ان كل حساباتها كانت خاطئة.